دار الخليج - ثقافة -
الشارقة - إبراهيم اليوسف - الأربعاء 2010/9/29م
نظم النادي الثقافي العربي
بالتعاون مع بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية، مساء أمس الأول، في مقر النادي
للشاعر مجدي محمد الأمين، بحضور لافت من جمهور ومتذوقي الشعر وقدم للأمسية د .
إبراهيم الوحش.
قرأ الشاعر
الأمين مجموعة من قصائده المكتوبة وفق نظامي العمود والتفعيلة ومنها "بهذا
المساء" و"ودعت خرطومي" و"أريد أريد" و"قابيل
شكرا" و"لأن الجميع عداي يموت" و"طلسم" وغيرها، وقد كانت
القصائد برمتها موغلة في الوضوح وشفافية الرمز والصور، ويقول في قصيدة "ودعت
خرطومي":
أَلْفَـيْـتُــهَا
مَـــعْـــقُــــودَةً بِـــــرِدَائِـــــي
فَأَنَــا ابْـــنُ
سَـــرْحَتِهَا الَّتِي مَا أَقْبَـلَـتْ
إلا وَفِـي
أَفْيَائِــــهَــــا أَفْــــيَـــــــائِـــــي
طَمْيُ الْمَحَبَّةِ فِي
دِمَـــــاءِ عُـــــرُوبَتِـي
وَتُـرَاثُ (تِرْهَاقَا)
الْعَظِـــيــــمِ إِزَائِـــــــــي
الكاتب والصحفي الكردي السوري إبراهيم اليوسف صاحب هذا التحقيق
وإذا كانت الخرطوم، مسقط رأس الشاعر، قد
استوقفته طويلا، وهو يرسم صورتها كما يريدها، إلا أنه لا يكف عن تناول همومه
الخاصة، وأحلامه العريضة التي لا تنتهي:
أُريدُ التَّغزُّلَ في كُلِّ حُسْنٍ
كَنُورِ الصَّبَاحِ
وعِطْرِ الأَقَاحْ...
أُريدُ مُنَاقَشَةَ الْعاشِقاتِ
وأَدْخُلَ تَحْتَ شُكُوكِ الْمِلاحْ...
أُريدُ تَفَاصيلَ وَجْهٍ
جَديدٍ عليْهِ البَرَاءَةُ
صِيغَتْ وِشَاحْ...
*****
أُريدُ أُمنطقُ في الْمُسْتحيلِ
وأَهْزِمَ بالْعَقْلِ جَيْشَ الْمُحَالْ...
أُريدُ التَّورُّطَ في قَتْلِ يأْسي
وأنْ أَتعلَّمَ معنى النِّضَالْ...
أُريدُ أُجَاهِرُ بِاسْمِ الْيَقِينِ
وبِاسْمِ الحَنِينِ وبِاسْمِ الْجَمَالْ...
أُريدُ مَعِينًا من الصَّبْرِ
يَمْنَحُ قَلْبي احتمالا
يُسَمَّى احْتِمَالْ...
أُريدُ أضُمُّ الْحَقِيقَةَ حتى
تَفرَّ بِصَدْرِي ظُنُونُ الْخَيالْ...
*****
وعِطْرِ الأَقَاحْ...
أُريدُ مُنَاقَشَةَ الْعاشِقاتِ
وأَدْخُلَ تَحْتَ شُكُوكِ الْمِلاحْ...
أُريدُ تَفَاصيلَ وَجْهٍ
جَديدٍ عليْهِ البَرَاءَةُ
صِيغَتْ وِشَاحْ...
*****
أُريدُ أُمنطقُ في الْمُسْتحيلِ
وأَهْزِمَ بالْعَقْلِ جَيْشَ الْمُحَالْ...
أُريدُ التَّورُّطَ في قَتْلِ يأْسي
وأنْ أَتعلَّمَ معنى النِّضَالْ...
أُريدُ أُجَاهِرُ بِاسْمِ الْيَقِينِ
وبِاسْمِ الحَنِينِ وبِاسْمِ الْجَمَالْ...
أُريدُ مَعِينًا من الصَّبْرِ
يَمْنَحُ قَلْبي احتمالا
يُسَمَّى احْتِمَالْ...
أُريدُ أضُمُّ الْحَقِيقَةَ حتى
تَفرَّ بِصَدْرِي ظُنُونُ الْخَيالْ...
*****
الدكتور
عمر عبد العزيز رئبس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي بالشارقة
اتكأ الشاعر
على عدد من الرموز في قصائده، وبدا حريصا على وضوحها، حتى وإن كانت كلمة
"طلسم" بدت مترددة في نصوصه، كعنوان لقصيدة، أو كجزء من عنوان لقصيدة
أخرى، أو كمفردة ضمن السياق في إحدى قصائده، ولعل لجوء الشاعر إلى قصة قابيل
وهابيل، جاء كموقف منه إزاء مقتل الإنسان على يدي أخيه الإنسان، ما دفعه لمخاطبة
قابيل مكررا عبارة: قابيل شكرا، بلغة غارقة في السخرية، متسلحا بقصيدته التي يجد
فيها خير رد على ما يدور من حوله، كي تكون القصيدة ملاذه الوحيد مما يلم به من
أوجاع ومتاعب:
"قابيل" شكرا ألف شكرٍ
شعار بيت الشعر في الشارقة
"قابيل" شكرا ألف شكرٍ
فالمدى أهداك أن تختار ما بين الغواية والفكاكْ...
فاخترت أن تمضي وحيدًا آثمًا
في كل منعطفٍ ومنعرجٍ أجنِّ...
تربت يداكَ فما الذي
أغراك بالدُّنيا وما هي بالمقرِّ المطمئنِّ...
فاغسل هوى التَّاريخ بالمطرِ الرَّذاذِ
إذا أردت ولذ بصمتك يا مُغنِّي...
"قابيل" شكرًا...
"قابيل" شكرًا...
ثمَّ سادَ الصًّمت في سفحٍ
تدحرجَ صخرهُ
واشتاظ بركانٌ بهِ من فعلِ طاغيةِ التَّجني...
"قابيل" شكرًا...
"قابيل" شكرًا...
"قابيل" شكرًا...
فاخترت أن تمضي وحيدًا آثمًا
في كل منعطفٍ ومنعرجٍ أجنِّ...
تربت يداكَ فما الذي
أغراك بالدُّنيا وما هي بالمقرِّ المطمئنِّ...
فاغسل هوى التَّاريخ بالمطرِ الرَّذاذِ
إذا أردت ولذ بصمتك يا مُغنِّي...
"قابيل" شكرًا...
"قابيل" شكرًا...
ثمَّ سادَ الصًّمت في سفحٍ
تدحرجَ صخرهُ
واشتاظ بركانٌ بهِ من فعلِ طاغيةِ التَّجني...
"قابيل" شكرًا...
"قابيل" شكرًا...
"قابيل" شكرًا...
بهذا المساءْ...
سأكتبُ شعري
على هَامةِ الكِبرياءِ النَّبيلِ
لعلَّ الكتابةَ تُحيي المواتْ...
لعلَّ الكتابةَ تقصمُ ظهرَ
البعيرِ الأخيرِ بركبِ الطُّغاةْ...
وتحملُ توبَتَهُ للجناةْ...
فإنَّ الكتابةَ طُهرٌ
يُعبِّرُ عن مُعطياتِ النَّقاءِ
الكسيرِ بسجنِ الْقَضاءْ...
وصدقٌ ينامُ على صفحةٍ
من عبير الوفاءْ...
وعاشقةٌ في دجى اللَّيل
ترفع كف التَّبتُّل نحو السماءْ...
ونورسةٌ في ضفاف الضَّياع
تودعنا في شحوب المساءْ...
ويبقى الدَّعاءْ...
كقافيةٍ في قصيد البقاءْ...
****
بهذا المساءْ...
سأشحذ للثأر عزم القتيلِ
تظلِّله نخلة من دماءْ...
فمن ذا يقول بأن الحكايةَ
في مجمل القول بعض هباءْ...
وبعض انتحالٍ وبعض غباءْ...
فهلا استقام على الأرضِ
زنبقةً من بكاءْ...
ليعرف أنَّ العبير عبيرٌ
برغم زكام الأنوفْ...
وأنَّ الحياة احتفالٌ
ونهرٌ من العشقِ
يجري برغم جميع الحتوفْ...
وأنَّ الحروف ستبقى
على قصة البوح ذات الحروفْ...
سأكتبُ شعري
على هَامةِ الكِبرياءِ النَّبيلِ
لعلَّ الكتابةَ تُحيي المواتْ...
لعلَّ الكتابةَ تقصمُ ظهرَ
البعيرِ الأخيرِ بركبِ الطُّغاةْ...
وتحملُ توبَتَهُ للجناةْ...
فإنَّ الكتابةَ طُهرٌ
يُعبِّرُ عن مُعطياتِ النَّقاءِ
الكسيرِ بسجنِ الْقَضاءْ...
وصدقٌ ينامُ على صفحةٍ
من عبير الوفاءْ...
وعاشقةٌ في دجى اللَّيل
ترفع كف التَّبتُّل نحو السماءْ...
ونورسةٌ في ضفاف الضَّياع
تودعنا في شحوب المساءْ...
ويبقى الدَّعاءْ...
كقافيةٍ في قصيد البقاءْ...
****
بهذا المساءْ...
سأشحذ للثأر عزم القتيلِ
تظلِّله نخلة من دماءْ...
فمن ذا يقول بأن الحكايةَ
في مجمل القول بعض هباءْ...
وبعض انتحالٍ وبعض غباءْ...
فهلا استقام على الأرضِ
زنبقةً من بكاءْ...
ليعرف أنَّ العبير عبيرٌ
برغم زكام الأنوفْ...
وأنَّ الحياة احتفالٌ
ونهرٌ من العشقِ
يجري برغم جميع الحتوفْ...
وأنَّ الحروف ستبقى
على قصة البوح ذات الحروفْ...
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق