بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب
بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

أبيض مجوك من مسؤول عن ملابس نميري إلى سائق بوكس

https://i0.wp.com/www.alcaoch.com/wp-content/uploads/2017/01/1_1-2.jpg?fit=1280%2C800
  • “أبيض مجوك” من أبناء (الجكو) بأعالي النيل.. ينحدر من قبيلة (النوير قاجاك)، فارع الطول، ممتلئ الجسم بتناسق تدل عليه بنيته العسكرية.. ما أن أكمل السابعة عشرة من عمره، حتى رسمت له الأقدار طريقاً مختلفاً، ظل فيه ملتصقاً بالرئيس السابق “جعفر نميري” حتى سقوط نظام حكمه في العام (1985م).. ليظل “أبيض” – الذي يعمل الآن سائق (بوكس) داخل الخرطوم – على حبه وولائه للرئيس الأسبق الذي يصفه بـ (ود البلد) الأصيل الذي يقدر الناس بعطائهم لا قبائلهم.. وقال “أبيض” مدللاً على حديثه: (أنظر لمن كانوا حول الرئيس الراحل، ستجدهم من أبناء النوبة، الجنوب، الشرق، ومن كل بقاع السودان).
  • من الجنوب إلى القصر!!
  • لكن كيف كانت بداية العلاقة مع الريس الراحل؟! يقول “أبيض”: كان الملازم “حسين صالح عبد العظيم” – وهو من أبناء “العبابدة” بـ (عطبرة) – قائداً للمنطقة العسكرية بـ “الجكو” بجنوب السودان، هو من أتى بي إلى الخرطوم، وفي حي (امتداد الدرجة الثالثة) مكثت في بيت شقيقته، حيث كنت بمثابة الأخ لهم، ثم ذهبت معه إلى الشمالية، فأدخلني “حسين” الجيش، وانخرطت في سلك الجندية، ودارت الأيام، وطلب الرئيس “نميري” من “حسين” شخصاً منضبطاً وجيداً ليعمل مسؤولاً عن لبسه، فقال لـ”نميري”: (ولدي “أبيض” دا ود قبايل وجبتو معاي من الجنوب.. وهو زول ذكي ونشيط).. ثم قابلني بالرئيس الذي سألني (إنت من وين)؟ فقلت: (نويراوي).. وبعدها لـ “حسين”: (ياخي الزول الصعب دا اشتغل معاهو كيف)؟ فقال لي: (هو زول كويس، ما تخاف).. وهكذا بدأت الرحلة.
  • إحراج “موبوتو”!!
  • ويواصل “أبيض”: بقيت (اللبيس) بتاع نميري، وبحضِّر ليهو العلامات العسكرية.. كنت أعد له البدلة الكاملة أو البزة العسكرية أو الزي السوداني، ودارت الأيام على ذلك، وسافرت مع “نميري” إلى بلاد كثيرة).
  • سألنا “أبيض”: هل كانت لك مكافآت خاصة نظير هذا العمل؟! فقال: (أنا كنت بعيش على مرتب الجيش بس)!! وحكى ضيفنا عن موقف طريف مع “نميري” وقال: سافرت مع الرئيس في زيارة رسمية إلى الكونغو الديمقراطية، وكانت الطائرة من النوع صغير الحجم، وعدد ركابها ثمانية أشخاص بملاحيها، الرئيس ووزير الخارجية وثلاثة من الحرس وشخصي بالإضافة إلى وزير آخر، وكان أحد الوزراء يرتدي (بدلة اشتراكية)، أما أنا فكنت ارتدي بدلة كاملة وفي منتهى الشياكة والأناقة، وعند وصولنا كنت أقف خلف “نميري” مباشرة، فاعتقد الرئيس “موبوتو” أنني الوزير وأتى وصافحني بحرارة، فحدق فيَّ الرئيس “نميري” بنظرة قوية وانتهرني، فقلت له: (يا سيادة الرئيس أنا حماية ليك، وإذا وزيرك لابس كده أنا ذنبي شنو)؟!
  • لبن الحصين!!
  • ثم يضحك “أبيض” ويسرح بعيداً، لترده قصة أخرى إلى الحديث، فحكا كيف أن وفد إعلامياً في زيارته لـ (شنغهاي) شرب لبن (الحصين) على أنه لبن أبقار!! وهو بفراسته رفض أن يشرب، فنجا بذلك من انتفاخ في البطن استمر طوال الليل لمن شربوا!!
  • مع “حسني مبارك”
  • ويستمر “أبيض” في سرد (حكاويه) مع الرئيس الراحل “جعفر نميري” رحمه الله، إلا أن أكثر ما شدّنا هو ما رواه عن (ساعات سقوط نظام مايو)، إذ كان “أبيض” برفقة الرئيس “نميري” في زيارته الأخيرة لـ (أمريكا)، وحينما تسلمت هيئة قيادة الجيش السلطة في أبريل (1985م) كان “نميري” مصراً على العودة، ويحكي محدثنا عن تلك اللحظات بالقول: (كنا في طريق عودتنا من زيارة أمريكا، فرنَّ جرس الهاتف، وكان المتصل هو اللواء “عمر محمد الطيب”، فرفعت سماعة الهاتف وأوصلته بالرئيس، فطلب اللواء “عمر” من “نميري” مواصلة رحلته الخارجية، وحينما كنا بـ (أمريكا) اتصل الرئيس المصري “حسني مبارك” بـ”نميري” وقال له: إن لم تعد لبلادك خلال يومين، فإن نظامك سيسقط!! المهم عدنا من (أمريكا) و(فرنسا) إلى (مطار القاهرة)، وفي الجو أخبرونا بأن الجيش استولى على السلطة، وما كان أحد يستطيع الدخول على “نميري” إلا شخصي، وحينما حطت الطائرة بـ (مطار القاهرة) وجدنا الرئيس “حسني مبارك” ووزير الدفاع والخارجية والسفير السوداني وفرقة (كوماندس) و(4) طائرات عمودية، ولا تشريفات أو حرس الشرف، فعرفنا أن النظام قد سقط، و”نميري” زعل شديد، وجاء إلينا وقال (الداير يمشي معانا السودان يركب، والما داير ينزل)، وقال لينا: (الضباط ديل ما بقلبو طاقيتي، وبخش السودان بخش)، فقال له “مبارك” (ما بالطريقة دي)، والحرس قال لـ “نميري” (نحن معاك)، لكن البقية خافوا، والمهم الحكاية انتهت، وبعديها مشينا لقصر في القاهرة.. ولمدة (3) شهور كنا بس بناكل وقاعدين.
  • حكاية الشنطة!!
  • ويواصل “أبيض”: ” نميري” رجل سوداني ووطني لا يعوض، وقد عرضت عليه (4) دول بعد الإطاحة به أن يقوم بعمل عسكري لاسترداد السلطة، لكنه رفض، وقال: (الطلبة عملوا مظاهرات ما دايرني.. خلاص). و”نميري” في القاهرة بعد سقوط حكمو ما كان عندو قروش.. وجابو ليهو شنطة مليانة دولارات تبع الرئاسة، فرفض قال ليهم: (عشان الناس يقولوا “نميري” شال قروش الرحلة)؟! وطلب منهم إرجاعها فأرجعوها.. وأهله (الدناقلة) ألفي الخارج كانوا بيرسلوا ليهو قروش يشتري لحمة وخضار في محل إقامتو!!
  • سوداني و(ود ناس)
  • وبسؤالنا “أبيض” عن أكثر ما أعجبه في الرئيس الراحل “نميري”، قال (هو سوداني ود ناس ومخلص.. بيحب السودان كله ككتلة واحدة.. وبيحبك بي عملك.. ما داير زول مملخ ولا حرامي ولا جبان.. داير زول شجاع.. أكان وزير وللا غيرو، ولمّن مات بكيت شديد.. وأنا اكتر زول إتأثرت).

بالصورة.. برلماني سوداني يشيد "البيت الأبيض" بالخرطوم

https://www.skynewsarabia.com/web/images/2016/03/07/822374/1200/676/1-822374.png 

في إطار الطفرة المعمارية التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم، شيد البرلماني المستقل أبوالقاسم برطم في ضاحية كافوري بيتا مشابها للبيت الأبيض في الولايات المتحدة الأميركية. ويتكون المنزل الذي استغرق بناءه نحو 3 سنوات من 35 غرفة و32 حمام و3 صالونات للضيوف، وبارتفاع 4.5 أمتار.

 
ويقع "البيت الأبيض السوداني" الذي يشابه البيت الأبيض الأميركي، بضاحية كافوري شرقي الخرطوم التي يسكنها أثرياء ودبلوماسيين.
البرلماني المستقل أبو القاسم برطم قال لـ"سكاي نيوز عربية" إن اختياره لتصميم أشهر القصور الرئاسية في العالم يرجع لولعه بالتصميم الكلاسيكي.
ويشبه البيت الفخم إلى حد كبير البيت الأبيض الأميركي الذي تم بناءه في عام 1792.

تعرفت إلى شاعر: إدريس جمّاع - بقلم البرفسير الفلسطيني فاروق مواسي

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c7/%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9_%28%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%A9%29.jpghttp://static.kufur-kassem.com/pic/2017/6/2/alkassem-2017652192340.jpg

فاروق مواسي يمينا: بروفيسور، أديب، وأكاديمي فلسطيني، دكتوراة في الأدب العربي
م
كنت قرأت للشاعر السوداني إدريس جمّاع شعرًا يندب فيه سوء حظه يقول فيه:
إن حظي كدقيق
فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة
يوم ريح جمّعوه
عَظُم الأمرُ عليهم
ثم قالوا: اتركوه
إن من أشقاه ربي
كيف أنتم تسعدوه
الأبيات صورة وصفية متكاملة يعرفها المعذبون في الأرض، وهي مأساوية، ولا شك!
التقيت في مؤتمر جامعة جدارا عن الإعلام الذي انعقد في نيسان 2017 بضعة باحثين سودانيين، كانوا يحفظون الشعر، ويحسن بعضهم الغناء السوداني الذي له نكهة وتلوين ومد صوت ...
سألتهم عن الأبيات وعن الشاعر، فأُخبِرت أن إدريس جَمّاع الشاعر السوداني (1922- 1980) له العديد من القصائد المشهورة والتي تغنى ببعضها أكثر من مطرب، وقد صدرت له مجموعة يتيمة - (لحظات باقية).
كان الأستاذ الدكتور عبد النبي الطيب يقرأ لي عن ظهر قلب بعض شعره، وكنت ألحظ مدى إعجابه بالشاعر، بل اسمعني غناءه لبعض الأبيات التي قرأها من شعره.
في قصيدة «أنت السماء»، التي تغنى بها المطرب السوداني سيد خليفة قال الشاعر مخاطبًا زوج امرأة جميلة حال بينها وبين الشاعر:
أعلى الجمال تغار منا
ماذا عليك إذا نظرنا
هي نظرة تُنسي الوقا
رَ وتُسعد الروح المعنّى
ها هو الشاعر يخاطب المرأة الجميلة، ويبدو لي من القصيدة أن هناك علاقة سابقة بينهما، بدأت من الطفولة:
دنياي أنت وفرحتي
ومنى الفؤاد إذا تمنى
أنت السماء بدت لنا
واستعصمت بالبعد عنا
هلا رحمت متيمًا
عصفت به الأشواق وهْنا
وهفت به الذكرى فطا
ف مع الدجى مغْنى فمغنى
آنست فيك قداسة
ولمست إشراقًا وفنّـا
ونظرت في عينيك آ
فاقٌا وأسرارًا ومعنى
هـزته مـنك مـحاسن
غنّى بها لـمّـا تـغنَّى
يا شعلةً طافتْ خو
اطرنا حَوَالَيْها وطــفنــا
وسمعت سحريًا يذوب
صداه في الأسماع لحنا
نلت السعادة في الهوى
ورشفتها دنًّا فدنّا
كلّمْ عهـودًا فى الصـبا
اسألْ عهـودًا كيف كـُنا
كـمْ باللقا سمـحتْ لنا
كـمْ بالطهارةِ ظللـتنا
ذهـبَ الصـبا بعُهودِهِ
ليتَ الطِـفُوْلةَ عـاودتنا
أعجبت بالشعر فأخذت أدون ما يقرأ.
ثم عدت لأبحث عن الشاعر في الشبكة فسجلت مختارات له راقت لي:
شاء الهوى
شاء الهوى أم شئتِ أنتِ
فمضيتِ في صمت مضيت
أم هزّ غصنك طائر
غيري فطرتِ إليه طرتِ
وتركتني شبحًا أمدّ إليك حبّي أين رحتِ؟
وغدوت كالمحموم لا
أهذي بغير هواك أنتِ
أجرّ .. أفرّ .. أتوه .. أهــ
ـرب في الزحام يضيع صوتي
واضيعتي أأنا تركتك
تذهبين بكل صمت
هذا أوانك يا دموعي
فاظهري أين اختبأت
فاذا غفوت لكي أراك
فربما في الحلم جئت
في دمعتي في آهتي
في كل شيء عشت أنت
رجع الربيع وفيه شوق للحياة وما رجعت
كوني كنجم الصبح قد صدق الوعود وما صدقت
أنا في انتظارك كل يو
م ها هنا في كل وقت
من أجمل أبياته:
وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمدِ ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه
ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ
يُقال إن الشاعر أعجِب ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ التي عالجته في لندن، فأﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ.
ﺄﺧﺒﺮﺕ الممرضة ﻣﺪﻳﺮ المستشفى ﺑﺬﻟﻚ، ﻓطلب منها ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ.
فأنشد ﺟﻤَّﺎﻉ البيت.

الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

وهْجُ الْحِكْمَةِ اليُوسُفِيَّة - مجدي الحاج


طِفْلٌ يُفَتِّشُ فِي الْمَدَى عَنْ ظِلِّهِ
وَمَضَى إليِهِ لِكَيْ يعُودَ لأهلِهِ
وَرَأَى القَدَاسَةَ سائرًا فِي درْبِهَا
فالأصْلُ قرَّرَ أنْ يعُودَ لأَصْلهِ
مَا انفَكَّ يرْحَلُ فِي الزَّمَانِ مُسَافِرًا
حتَّى يُقَصِّرَ مِنْ مَسَافَةِ سُؤْلِهِ
قَالُوا اسْتُرِقَّ فَقُلْتُ حَرَّرَ نفسَهُ
مِنْ وَطأَةِ القَيْدِ الْكَئِيبِ وَذُلِّهِ
ومضَى يُكَفكِفُ دَمْعَةً مُلْتاعَةً
وَيُرِيحُ بَعْضَ الْمُجْرَيَاتِ بِفَألِهِ
ألقَى عَلَى عيْنَيْ أبِيهِ قِصَّةً
فارتدَّ يُبْصِرُ نُورَهَا مِنْ حَوْلِهِ
أَغْرى الهَوَى فِي جُبِّهِ فتكونَّتْ
تِلْكَ العُيُونُ عَلى مَدَامِعِ كُحْلِهِ
وَإلَى "زَليخَةَ" قدْ أتَى مُسْتَرْسِلًا
عُنْوَانُهُ مَا قُدَّ مِنْهُ بِذَيْلِهِ
أَصْحَابُهُ في السِّجْنِ جَاؤُوا عُزَّلًا
وَتَوَسَّمُوا فِيهِ الصَّلاحَ لِنُبْلِهِ
وَدَعاهُ ربُّ الصَّولَجَانِ مُعبِّرًا
عَنْ سَبْعِهِ، إِذْ تَسْتَفِيقُ بِلَيْلهِ
ومَضَتْ إليْهِ الأبجَدَيَّة سَهْلَةً
وأبتْ سِوَى أنْ تَسْتَرٍيحَ لِمِثْلِهِ
فـ"أنَا" "أنَاهُ" وكَمْ أتيتُ مُبعثرًا
مَا بيْنَ مِفْتَاحِ الأَسَى أوْ قُفْلِهِ
لُغَتِي تَسِيلُ عَلَى ارْتِعَاشَةِ نَبْضِهِ
مُتَقمِّصًا صِفَةَ الضِّيَاء بِشَكْلِهِ
وإذَا أَتَيْتُ إِلَيْهِ جَاءَ مُهَرْوِلًا
يجلُو المَحبَّةَ في مَعَارفِ جَهْلِهِ
وَلَهُ مَعَ الْوَجَعِ الْمُسّجَّى قِصَّةٌ
تُهْدِي الخَيَالِ إِلى حَمَاحِمِ خَيْلِهِ
مُتَمَرْكِزًا فِي الحُبِّ ليْسَ يَهُمُّهُ
أنْ تَذْهَبَ الأَشْوَاقُ فِيهِ بِجُلِّهِ

الأربعاء، 1 مارس 2017

خاطرة من وحي عيد زواجي الرابع - مجدي الحاج

زوجتي الحبيبة:
لقد منحتني الكثير الذي لا يحصى ولا يعد...
لقد منحتني الراحة التي يحتاجها أي منهك من تكاليف الحياة بوجودك معي وبصبرك الجميل على زلاتي وعيوبي وأنانيتي التي لا تطاق في كثير من الأحيان...
لقد منحتني الدفء الذي يتوق له أي رجل مع أنثاه ومع معشوقته...
لقد منحتني الحب الذي يتمناه أي عاشق يحترق شوقا إلى محبوبته...
لقد منحتني الثقة التي أحتاجها كزاد لي في معترك الحياة وفي تصاريف الأيام...
لقد منحتني ربيع العمر الأخضر وعنفوان تجدده المثمر ورونق بهائه المزهر...
لقد منحتني عيونا جميلة أسر وأبتهج كلما نظرت إليها وأفرح كلما غازلتها وأكاد أطير من السعادة كلما وجدت اسمي مكتوبا في بريقها الأخاذ الذي يكاد ينزع اللب من اللبيب والعقل من العاقل...
ولقد منحتني أيضا ابتسامة شفافة تذهب الهم عن المهموم والحزن عن المحزون وترتب الأفكار الثائرة وتجعلها في خير حال...
ولقد منحتني المزيد الذي أشعر به ولا أستطيع أن أحيط بها علما أو أدركه فهما أو أعبر عنه نظما...
ألم أقل لك إنك قد منحتني الكثير الذي لا يحصى ولا يعد؟!...
****
زوجتي الحبيبة:
لقد عرفت من خلالك أمورا كثيرة وتعلمت أمورا أكثر...
فقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تتفجر ينابيع الخصوبة والنماء حينما رزقني الله بطفل وطفلة هما زينة الحياة الدنيا بالنسبة لي فعرفت معنى جديدا للحياة هو معنى الأبوة وإحساسا بالمسؤولية لم أختبره من قبل...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تكون المودة والرحمة والسكن والرباط المقدس الذي لا يمكن أن يقطع بسهولة أو ينفرط بيسر عنوانا للحياة السعيدة...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تصبح المرأة سترا على الرجل وغطاء يقيه من زمهرير الأيام ومن برد الظروف...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تكون المتعة الحلال التي يثيبنا الله عز وجل عليها ويعطينا الأجر الجزيل والثواب الجميل فبك وحدك قد اكتمل من ديني النصف كما يقال...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن يأتي النصح من شخص يهتم لأمرك بصدق ويريد لك الخير والتقدم والرقي...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تكون المرأة دافعا لا يقدر بثمن للرجل ومحفزا لا يجارى له فأنت دائمة النصح والتوجيه والإرشاد...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تكون الزوجة عينا ثالثة لزوجها ومرآة تعكس محاسنه ومعايبه على حد سواء وتعطيه الإحساس بأهميته وأهمية رسالته في الحياة...
ولا زلت أعرف في كل يوم أمرا جديدا من خلالك وأستشعر فيه عظمة النساء متجسدة في شخص امرأة واحدة هي أنت...
ألم أقل لك إني قد عرفت الكثير من خلالك؟!...
****
زوجتي الحبيبة:
لقد تعلمت من خلالك أمورا كثيرة كان من المستحيل أن أتعلمها وأنت خارج برزخي الحياتي...
فقد تعلمت كيف يمكن أن تصنع السعادة في مصنع الحياة الزوجية وكيف يمكن أن تبتكر موادها الخام في عشها الصغير...
وقد تعلمت أيضا أن الصبر على الخلافات والتعامل معها بحكمة هو ملح الحياة الذي يعطيها طعما مختلفا وهي بدونه فاقدة للطعم وللأهلية أيضا...
وقد تعلمت أهمية المشاركة والتعاون والعطاء المستمر دون انتظار الأخذ في بناء شراكة حقيقية تحتاجها الأسرة ويحتاجها المجتمع والوطن وكذلك تحتاجها الأمة وهي شراكة الأزواج المثالية المنشودة حتى وإن لم تكن كما نريد لها أن تكون فهي مطلوبة وبشدة...
وقد تعلمت من خلالك أن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه وأنه لا ينزع من شيء إلا شانه كما أخبر بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد تعلمت أيضا أن الزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا وأنها طريق معبد يوصل إلى الجنة بإذن الله تعالى تذكر زوجها بما نسي من الفروض وتعينه على ما قصر فيه من الواجبات وتحذره عاقبة تنكب الطريق والإبتعاد عن جادة الحق والصواب...
وقد تعلمت أن الحب الحقيقي لا يكون بالكلمات أو بتنميق الجمل والعبارات فالحب الحقيقي أسمى من ذلك بكثير وهو إلى الأفعال أقرب وإلى الإنجازات أدنى فرب فعل أصدق من قول وأبلغ من كلام...
وقد تعلمت أن العمر يمضي ولا حسرة فيه ولا خسارة أكبر من أن يعيش الرجل بلا زوجة حانية أو شريكة غيورة ومهتمة فذاك هو الخسران المبين في دنيا الوجود...
وقد تعلمت أكثر من ذلك ولا زلت أتعلم كل يوم وأنا سعيد جدا بما تعلمته وبما أتعلمه منك ومعك وبسببك فالزوجة الصالحة مدرسة وأنت نعم المدرسة...
ألم أقل لك إني قد تعلمت الكثير من خلالك؟!...
****
زوجتي الحبيبة:
كل عام وأنت زوجتي وحبيبتي وأما لأبنائي وشريكتي في الحياة ومعينتي عليها وزينة في داري ومليكة على قلبي وعلى بيتي وعنوانا لسعادتي ولزهوي ولاعتزازي...
ولا أظن أن الحروف والكلمات والتعابير يمكنها أن تحيط بكل ما يعتمل بداخلي تجاهك من عواطف جياشة ومشاعر نبيلة ولكني أحاول فقط...
وفي الأخير أحبك وكفى...
زوجك المحب:
أبو محمد...
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

التصميم أمانة والمصممون مؤتمنون عليها - مجدي الحاج

البداية كانت في ذات فراغ عندما ذهبت مساءا إلى استديو التصوير الفوتوغرافي القريب من منطقة سكني وأنا بكامل هندامي كرجل سوداني، حيث كنت أرتدي زي عامة السودانيين الوطني المتمثل في الجلباب "الجلابيه" والعمامة "العمه" والوشاح "الشال" الطويل والمنمنم بشكل يدوي، وقد تعمدت نعت الزي بلفظة "الوطني" بدل "القومي" لأن البعض من السودانيين يرى في مصطلح "قومي" إلغاء لقوميات السودان المختلفة والمتعددة ومجموعاته العرقية التي لا تتداخل مع الجنس العربي وثقافته إلا قليلا، على الرغم من كون هذا الزي يعتبر زيا إسلاميا في المقام الأول ولا يعبر عن القومية العربية على وجه التحديد في بلد كالسودان، ومعلوم أن غالبية أهل السودان هم من المسلمين السنة، وهذا موضوع طويل ومتشعب وذو شجون شتى قد لا يسع المجال لذكرها هنا.
كان المصور الهندي صديقا لطيفا تربطني به علاقة جيدة، فقام باقتراح زوايا معينة لالتقاط الصور خاصتي في فسحة مقدرة من الوقت، ورغم أن هذا الأمر يعتبر من صميم عمله فإنني أشعر بالإمتنان الكبير له وأحس أنه قد أولاني معاملة خاصة ومميزة، فشكرا له من القلب رغم أنه قد أخذ أجره المرتفع نسبيا بشكل كامل.
وكقاعدة عامة فإن التصوير الفوتوغرافي يعتبر فنا أكثر من كونه مهنة، وعليه ووفقا لتقديري الذاتي فقد برزت مهارة صديقي المصور الفنية العالية قبل مهنيته عند استلامي لبطاقات الصور خاصتي بعد تحميضها وطباعتها، ولا أخفيكم أمرا فإنني قد ذهلت وأعجبت بها كثيرا.
وكان من فرط سعادتي قيامي بنشرها في صفحتي الشخصية في الفيسبوك لأنال حظا من إعجابات الأصدقاء وتعليقاتهم الجميلة وقد كان، ثم قمت بنشرها أيضا في مدونتي الشخصية في محرك البحث جوجل مع موضوع ذي صلة، وبعد مرور فترة ليست بالطويلة صارت تصلني رسائل من مجموعة من الأصدقاء تحتوي على صور يافطات إعلانية لمحلات خياطة رجالية وبوتيكات لبيع الملابس الرجالية في مدينتي الخرطوم وأمدرمان تحتوي على بعض من تلك الصور التي حدثتكم عنها أعلاه، وبعضهم كان يسألني إن كنت أنا هو نفس الشخص في هذه اليافطات أم أنه مجرد شبيه؟!.
وعلى ما يبدو فإن بعضا من مصممي اللوحات الإعلانية قد أدار محرك البحث جوجل في بحثه عن صورة رجل سوداني يرتدي الزي الوطني حتى يستخدمها في تصميم يافطته الإعلانية، فإذا بصوري تروق له ويفعل.
أحد الأصدقاء طالبني برفع قضية على هؤلاء المصممين أو أصحاب المحلات المصمم لهم أسوة بالرجل السوداني البدوي على ظهر بعيره والذي استخدمت صورته شركة "موبيتل" للإتصالات اللاسلكية قبل فترة في إعلان لها دون علمه، فقيض الله له محاميا من الأفذاذ، تابع القضية وجعلها قضية رأي عام تحدثت عنها الصحف بكثافة، وخرج بتعويض مادي كبير جدا لم يحلم به هذا البدوي أبدا، وقد أحسن القضاء السوداني حينها في الإنتصاف لهذا الرجل، وأتمنى أن يكون هذا ديدنه في كل القضايا المعلقة خصوصا قضايا الملكية الفكرية والتي من ضمنها استعمال صور الغير الشخصية دون علمهم أو معرفتهم في أغراض إعلانية، وهو ما يخالف القانون قلبا وقالبا.
جعلني صديقي هذا أضحك وربما سيقرأ سطوري هذه فأخبرته أن العشوائية والعفوية هي من سماتنا كسودانيين، وغالبيتنا لا ينظر للأمور بنفس منظاره الثاقب والدقيق، فقال لي: لا تستهون بالموضوع وأنه يعرف محاميا "شاطرا" على حد قوله له باع في قضايا كهذه، وأنه سيتابع القضية بشكل شخصي بعد إعطائه الضوء الأخضر.
وقبل يومين بالضبط وصلتني رسالة من صديقة أعزها قالت لي بالحرف الواحد: "ما شاء الله بقيت تتاجر في صورك"، وقد كانت تعني أني أعمل كموديل إعلاني يتقاضى أجرا جراء تصويري بالصورة التي يريدها المعلن، وحقيقة فقد أغضبني كلامها هذا رغم تبريرها له بالمزاح، فقناعاتي عموما ولهذه اللحظة لا تجيز لي هذا الأمر مع احترامي الكبير لمن يمتهن هذه المهنة، وذلك بغض النظر عن وضعي ومنزلتي وطبيعتي الحياتية. 
وفي الأخير أحب فقط أن أذكر المصممين عموما وبالأخص جيل الشباب بضرورة توخي الحذر في تصميماتهم وابتكاراتهم الإبداعية، وضرورة اتباع الإجراءات المطلوبة التي تحميهم من المساءلة القانونية وتحترم خصوصية الناس فالتصميم أمانة والمصممون مؤتمنون عليها، وكذلك ينبغي على عملاء المصممين الإهتمام بهذا الأمر فهم أيضا قد تنالهم مساءلة قانونية من محاكم الملكية الفكرية حال تصعيد المعنيين لقضية انتهاك خصوصياتهم.

ظلي الذي دخل القش - مجدي الحاج

ذكرتني صورة ظلي هذه والتي التقطتها قبل قليل بكاميرا الهاتف الجوال "بغلوطية الحبوبات" القديمة عندنا في السودان؛ والتي تقول: "دخل القش وما قال كش؟!"؛ و"الغلوطيه" لأصدقائي من غير السودانيين هي لغز يقال للأطفال لتشجيعهم على استعمال ملكاتهم العقلية، وقد سميت كذلك لأن الطفل يغلط أو يخطىء كثيرا في محاولاته للبحث عن الإجابة الصحيحة لللغز؛ و"الحبوبات" جمع لكلمة "حبوبه" بلهجتنا في السودان بفتح الحاء وتشديد الباء التي بعدها، وهي لفظة استلطافية من الحب وتعني الجدة الحنون والمحبة؛ أما فحوى "الغلوطيه" فهي تسأل عن الشيء الذي يدخل إلى كومة القش دون أن يجعلها تصدر صوتا مشابها لحركة القش بموسيقى قريبة من كلمة "كش" بفتح الكاف؛ وإجابتها هي الظل كما وضحت هذه الصورة.
تحياتي.

خاطرة صباحية - مجدي الحاج

الصباح قصيدة الحياة التي تنشدها كل يوم...
الصباح قصيدة قافيتها النور وفحواها التفاؤل ومتلقوها هم أهل القلوب الحية...
الصباح عالم جميل من المعطيات التي لا تكترث بظلمة الأمس ولا تعبأ بليل المستقبل الحالك ولكنها تعتني بجمالها الآني اللا متناه...
الصباح دفقة الحب في قلوب المحبين وشعلة الأمل في عيون المتفائلين وهمسة الجمال في آذان عشاق الحياة...
صبحكم الله تعالى بكل خير أيها الأصدقاء...

بعد ثلاثة عقود من عمري - مجدي الحاج

كان عمري عند التقاط الصورة اليسار هو ثلاثة (3) أشهر فقط كما أخبرتني بذلك والدتي الحبيبة حفظها الله تعالى؛ وقد ذكرت لي أيضا أنها قد قامت بالتقاطها لي كتذكار لطفولتي في ستديو النيل بمدينة شندي في زمان عز فيه التصوير بشكل عام وخصوصا الملون؛ فكان جل الصور التذكارية يطبع بعد تحميضه بالأبيض والأسود، وكانت سنة التقاط الصورة هي 1979م.
أما الصورة الثانية فقد تم التقاطها لي بواسطة مصور صحفي في مدينة الشارقة عام 2009م، مما يعني أن الفارق بين زمن التقاط الصورتين هو ثلاثون (30) عاما تقريبا.
وكما أثار الرقم ثلاثة (3 ) في الفارق الزمني النسبي بين فترة التقاط الصورتين حفيظة في داخلي، فإن التقاء مدينتي شندي السودانية والشارقة الإماراتية في حرف الشين الذي يبدآن به؛ قد عزز أمر هذه الحفيظة أكثر.
ومما لا تعرفونه عني أن لي اعتقادا في بعض الأمور التي تبدو وكأنها مجرد صدف محضة؛ لكنها تعني لأمثالي أمورا أخرى. 
وبطبيعة الحال فقد عشت في هذه الفترة بين زمن التقاط الصورتين الكثير من الأحداث والوقائع التي ساهمت في تكوين شخصيتي وصناعة مميزاتها وتفاصيلها؛ ولا زلت أعيش إلى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات، لكنني لا أدري إن كان بإمكاني التقاط صورة لنفسي وأنا في عمر الستين مثلا حتى أقارنها بهاتين الصورتين؟!.
اللهم طيب أعمارنا وأعمالنا فيها واقبضنا إليك وأنت راض عنا.
آمين يا رب العالمين.