حب الوطن والإلتصاق به والإحساس بالإنتماء
إليه، شعور فطري غريزي يعم جميع الكائنات الحية ويستوي فيه الإنسان
والحيوان، فكما أن الإنسان يحب وطنه ويألف العيش فيه ويحن إليه متى بعد
عنه، فإن الحيوانات هي أيضا تألف أماكن عيشها ومقارها ومهما هاجرت عن
أوطانها خلال بعض فصول العام، فهي ما تلبث أن تعود مشتاقة إليها...
ولأن حب الإنسان لوطنه فطرة مزروعة فيه فإنه ليس من الضروري أن يكون الوطن جنة مفعمة بالجمال الطبيعي تتشابك فيها الأشجار وتمتد على أرضها المساحات الخضراء وتتفجر في جنباتها ينابيع الماء، كي يحبه أبناؤه ويتشبثوا به، فقد يكون الوطن جافا، جرداء أرضه، قاسيا مناخه، تلهب أديمه أشعة الشمس الحارقة، وتزكم الأنوف هبات غباره المتصاعدة، وتحرق الوجوه لفحات هجيره المتقدة، وقد تكون أرضه عرضة للزلازل وتفجر البراكين، أو تكون ميدانا للأعاصير والفيضانات، أو غير ذلك من السمات الطبوغرافية والمناخية التي ينفر منها الناس عادة، لكن الوطن، رغم كل هذا، يظل في عيون أبنائه حبيبا وعزيزا وغاليا، مهما قسا ومهما ساء حاله، ومن الأمثال القديمة قولهم: «لولا الوطن وحبه لخرب بلد السوء»...
ولكن هل الوطن يعرف حقيقة حب أبنائه له؟ هل الوطن يعرف حقا أنه حبيب وعزيز وغال على أهله؟ إن الحب لأي أحد أو أي شيء، لا يكفي فيه أن يكون مكنونا داخل الصدر، ولا بد من الإفصاح عنه، ليس بالعبارات وحدها وإنما بالأفعال، وذلك كي يعرف المحبوب مكانته ومقدار الحب المكنون له....
والوطن لا يختلف في هذا، الوطن يحتاج إلى سلوك عملي من أبنائه يبرهن له على حبهم له وتشبثهم به...
وإذا كان حب الوطن فطرة فإن التعبير عنه اكتساب وتعلم ومهارة، فهل قدمنا لأطفالنا من المعارف ما ينمي عندهم القدرة على الإفصاح عمليا عن حبهم لوطنهم؟...
هل علمناهم أن حب الوطن يقتضي أن يبادروا إلى تقديم مصلحته على مصالحهم الخاصة؟، فلا يترددوا في التبرع بشيء من مالهم من أجل مشروع يخدم مصلحته؟، أو يسهموا بشيء من وقتهم أو جهدهم من أجل إنجاز مشروع ينتفع به؟...
هل علمناهم أن حب الوطن يعني إجبار النفس على الإلتزام بأنظمته حتى وإن سنحت فرص للإفلات منها، والإلتزام بالمحافظة على بيئته ومنشآته العامة حتى وإن رافق ذلك مشقة؟ هل دربناهم على أن يكونوا دائما على وفاق فيما بينهم حتى وإن لم يعجبهم ذلك من أجل حماية الوطن من أن يصيبه أذى الشقاق والفرقة؟...
إنها تساؤلات، إجابتها الصادقة هي معيار أمين على مقدار ما نكنه من حب الوطن في دواخلنا...
وكل عام والوطن في أمن وأمان وعز ومنعة وكرامة...
عاش السودان حرا وأبيا...
وعاش حب السودان في قلوبنا أبد الآبدين...
ولأن حب الإنسان لوطنه فطرة مزروعة فيه فإنه ليس من الضروري أن يكون الوطن جنة مفعمة بالجمال الطبيعي تتشابك فيها الأشجار وتمتد على أرضها المساحات الخضراء وتتفجر في جنباتها ينابيع الماء، كي يحبه أبناؤه ويتشبثوا به، فقد يكون الوطن جافا، جرداء أرضه، قاسيا مناخه، تلهب أديمه أشعة الشمس الحارقة، وتزكم الأنوف هبات غباره المتصاعدة، وتحرق الوجوه لفحات هجيره المتقدة، وقد تكون أرضه عرضة للزلازل وتفجر البراكين، أو تكون ميدانا للأعاصير والفيضانات، أو غير ذلك من السمات الطبوغرافية والمناخية التي ينفر منها الناس عادة، لكن الوطن، رغم كل هذا، يظل في عيون أبنائه حبيبا وعزيزا وغاليا، مهما قسا ومهما ساء حاله، ومن الأمثال القديمة قولهم: «لولا الوطن وحبه لخرب بلد السوء»...
ولكن هل الوطن يعرف حقيقة حب أبنائه له؟ هل الوطن يعرف حقا أنه حبيب وعزيز وغال على أهله؟ إن الحب لأي أحد أو أي شيء، لا يكفي فيه أن يكون مكنونا داخل الصدر، ولا بد من الإفصاح عنه، ليس بالعبارات وحدها وإنما بالأفعال، وذلك كي يعرف المحبوب مكانته ومقدار الحب المكنون له....
والوطن لا يختلف في هذا، الوطن يحتاج إلى سلوك عملي من أبنائه يبرهن له على حبهم له وتشبثهم به...
وإذا كان حب الوطن فطرة فإن التعبير عنه اكتساب وتعلم ومهارة، فهل قدمنا لأطفالنا من المعارف ما ينمي عندهم القدرة على الإفصاح عمليا عن حبهم لوطنهم؟...
هل علمناهم أن حب الوطن يقتضي أن يبادروا إلى تقديم مصلحته على مصالحهم الخاصة؟، فلا يترددوا في التبرع بشيء من مالهم من أجل مشروع يخدم مصلحته؟، أو يسهموا بشيء من وقتهم أو جهدهم من أجل إنجاز مشروع ينتفع به؟...
هل علمناهم أن حب الوطن يعني إجبار النفس على الإلتزام بأنظمته حتى وإن سنحت فرص للإفلات منها، والإلتزام بالمحافظة على بيئته ومنشآته العامة حتى وإن رافق ذلك مشقة؟ هل دربناهم على أن يكونوا دائما على وفاق فيما بينهم حتى وإن لم يعجبهم ذلك من أجل حماية الوطن من أن يصيبه أذى الشقاق والفرقة؟...
إنها تساؤلات، إجابتها الصادقة هي معيار أمين على مقدار ما نكنه من حب الوطن في دواخلنا...
وكل عام والوطن في أمن وأمان وعز ومنعة وكرامة...
عاش السودان حرا وأبيا...
وعاش حب السودان في قلوبنا أبد الآبدين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق