بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب
بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

أبيض مجوك من مسؤول عن ملابس نميري إلى سائق بوكس

https://i0.wp.com/www.alcaoch.com/wp-content/uploads/2017/01/1_1-2.jpg?fit=1280%2C800
  • “أبيض مجوك” من أبناء (الجكو) بأعالي النيل.. ينحدر من قبيلة (النوير قاجاك)، فارع الطول، ممتلئ الجسم بتناسق تدل عليه بنيته العسكرية.. ما أن أكمل السابعة عشرة من عمره، حتى رسمت له الأقدار طريقاً مختلفاً، ظل فيه ملتصقاً بالرئيس السابق “جعفر نميري” حتى سقوط نظام حكمه في العام (1985م).. ليظل “أبيض” – الذي يعمل الآن سائق (بوكس) داخل الخرطوم – على حبه وولائه للرئيس الأسبق الذي يصفه بـ (ود البلد) الأصيل الذي يقدر الناس بعطائهم لا قبائلهم.. وقال “أبيض” مدللاً على حديثه: (أنظر لمن كانوا حول الرئيس الراحل، ستجدهم من أبناء النوبة، الجنوب، الشرق، ومن كل بقاع السودان).
  • من الجنوب إلى القصر!!
  • لكن كيف كانت بداية العلاقة مع الريس الراحل؟! يقول “أبيض”: كان الملازم “حسين صالح عبد العظيم” – وهو من أبناء “العبابدة” بـ (عطبرة) – قائداً للمنطقة العسكرية بـ “الجكو” بجنوب السودان، هو من أتى بي إلى الخرطوم، وفي حي (امتداد الدرجة الثالثة) مكثت في بيت شقيقته، حيث كنت بمثابة الأخ لهم، ثم ذهبت معه إلى الشمالية، فأدخلني “حسين” الجيش، وانخرطت في سلك الجندية، ودارت الأيام، وطلب الرئيس “نميري” من “حسين” شخصاً منضبطاً وجيداً ليعمل مسؤولاً عن لبسه، فقال لـ”نميري”: (ولدي “أبيض” دا ود قبايل وجبتو معاي من الجنوب.. وهو زول ذكي ونشيط).. ثم قابلني بالرئيس الذي سألني (إنت من وين)؟ فقلت: (نويراوي).. وبعدها لـ “حسين”: (ياخي الزول الصعب دا اشتغل معاهو كيف)؟ فقال لي: (هو زول كويس، ما تخاف).. وهكذا بدأت الرحلة.
  • إحراج “موبوتو”!!
  • ويواصل “أبيض”: بقيت (اللبيس) بتاع نميري، وبحضِّر ليهو العلامات العسكرية.. كنت أعد له البدلة الكاملة أو البزة العسكرية أو الزي السوداني، ودارت الأيام على ذلك، وسافرت مع “نميري” إلى بلاد كثيرة).
  • سألنا “أبيض”: هل كانت لك مكافآت خاصة نظير هذا العمل؟! فقال: (أنا كنت بعيش على مرتب الجيش بس)!! وحكى ضيفنا عن موقف طريف مع “نميري” وقال: سافرت مع الرئيس في زيارة رسمية إلى الكونغو الديمقراطية، وكانت الطائرة من النوع صغير الحجم، وعدد ركابها ثمانية أشخاص بملاحيها، الرئيس ووزير الخارجية وثلاثة من الحرس وشخصي بالإضافة إلى وزير آخر، وكان أحد الوزراء يرتدي (بدلة اشتراكية)، أما أنا فكنت ارتدي بدلة كاملة وفي منتهى الشياكة والأناقة، وعند وصولنا كنت أقف خلف “نميري” مباشرة، فاعتقد الرئيس “موبوتو” أنني الوزير وأتى وصافحني بحرارة، فحدق فيَّ الرئيس “نميري” بنظرة قوية وانتهرني، فقلت له: (يا سيادة الرئيس أنا حماية ليك، وإذا وزيرك لابس كده أنا ذنبي شنو)؟!
  • لبن الحصين!!
  • ثم يضحك “أبيض” ويسرح بعيداً، لترده قصة أخرى إلى الحديث، فحكا كيف أن وفد إعلامياً في زيارته لـ (شنغهاي) شرب لبن (الحصين) على أنه لبن أبقار!! وهو بفراسته رفض أن يشرب، فنجا بذلك من انتفاخ في البطن استمر طوال الليل لمن شربوا!!
  • مع “حسني مبارك”
  • ويستمر “أبيض” في سرد (حكاويه) مع الرئيس الراحل “جعفر نميري” رحمه الله، إلا أن أكثر ما شدّنا هو ما رواه عن (ساعات سقوط نظام مايو)، إذ كان “أبيض” برفقة الرئيس “نميري” في زيارته الأخيرة لـ (أمريكا)، وحينما تسلمت هيئة قيادة الجيش السلطة في أبريل (1985م) كان “نميري” مصراً على العودة، ويحكي محدثنا عن تلك اللحظات بالقول: (كنا في طريق عودتنا من زيارة أمريكا، فرنَّ جرس الهاتف، وكان المتصل هو اللواء “عمر محمد الطيب”، فرفعت سماعة الهاتف وأوصلته بالرئيس، فطلب اللواء “عمر” من “نميري” مواصلة رحلته الخارجية، وحينما كنا بـ (أمريكا) اتصل الرئيس المصري “حسني مبارك” بـ”نميري” وقال له: إن لم تعد لبلادك خلال يومين، فإن نظامك سيسقط!! المهم عدنا من (أمريكا) و(فرنسا) إلى (مطار القاهرة)، وفي الجو أخبرونا بأن الجيش استولى على السلطة، وما كان أحد يستطيع الدخول على “نميري” إلا شخصي، وحينما حطت الطائرة بـ (مطار القاهرة) وجدنا الرئيس “حسني مبارك” ووزير الدفاع والخارجية والسفير السوداني وفرقة (كوماندس) و(4) طائرات عمودية، ولا تشريفات أو حرس الشرف، فعرفنا أن النظام قد سقط، و”نميري” زعل شديد، وجاء إلينا وقال (الداير يمشي معانا السودان يركب، والما داير ينزل)، وقال لينا: (الضباط ديل ما بقلبو طاقيتي، وبخش السودان بخش)، فقال له “مبارك” (ما بالطريقة دي)، والحرس قال لـ “نميري” (نحن معاك)، لكن البقية خافوا، والمهم الحكاية انتهت، وبعديها مشينا لقصر في القاهرة.. ولمدة (3) شهور كنا بس بناكل وقاعدين.
  • حكاية الشنطة!!
  • ويواصل “أبيض”: ” نميري” رجل سوداني ووطني لا يعوض، وقد عرضت عليه (4) دول بعد الإطاحة به أن يقوم بعمل عسكري لاسترداد السلطة، لكنه رفض، وقال: (الطلبة عملوا مظاهرات ما دايرني.. خلاص). و”نميري” في القاهرة بعد سقوط حكمو ما كان عندو قروش.. وجابو ليهو شنطة مليانة دولارات تبع الرئاسة، فرفض قال ليهم: (عشان الناس يقولوا “نميري” شال قروش الرحلة)؟! وطلب منهم إرجاعها فأرجعوها.. وأهله (الدناقلة) ألفي الخارج كانوا بيرسلوا ليهو قروش يشتري لحمة وخضار في محل إقامتو!!
  • سوداني و(ود ناس)
  • وبسؤالنا “أبيض” عن أكثر ما أعجبه في الرئيس الراحل “نميري”، قال (هو سوداني ود ناس ومخلص.. بيحب السودان كله ككتلة واحدة.. وبيحبك بي عملك.. ما داير زول مملخ ولا حرامي ولا جبان.. داير زول شجاع.. أكان وزير وللا غيرو، ولمّن مات بكيت شديد.. وأنا اكتر زول إتأثرت).

بالصورة.. برلماني سوداني يشيد "البيت الأبيض" بالخرطوم

https://www.skynewsarabia.com/web/images/2016/03/07/822374/1200/676/1-822374.png 

في إطار الطفرة المعمارية التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم، شيد البرلماني المستقل أبوالقاسم برطم في ضاحية كافوري بيتا مشابها للبيت الأبيض في الولايات المتحدة الأميركية. ويتكون المنزل الذي استغرق بناءه نحو 3 سنوات من 35 غرفة و32 حمام و3 صالونات للضيوف، وبارتفاع 4.5 أمتار.

 
ويقع "البيت الأبيض السوداني" الذي يشابه البيت الأبيض الأميركي، بضاحية كافوري شرقي الخرطوم التي يسكنها أثرياء ودبلوماسيين.
البرلماني المستقل أبو القاسم برطم قال لـ"سكاي نيوز عربية" إن اختياره لتصميم أشهر القصور الرئاسية في العالم يرجع لولعه بالتصميم الكلاسيكي.
ويشبه البيت الفخم إلى حد كبير البيت الأبيض الأميركي الذي تم بناءه في عام 1792.

تعرفت إلى شاعر: إدريس جمّاع - بقلم البرفسير الفلسطيني فاروق مواسي

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/c/c7/%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9_%28%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%B3%D8%A7%D8%AF%D8%A9%29.jpghttp://static.kufur-kassem.com/pic/2017/6/2/alkassem-2017652192340.jpg

فاروق مواسي يمينا: بروفيسور، أديب، وأكاديمي فلسطيني، دكتوراة في الأدب العربي
م
كنت قرأت للشاعر السوداني إدريس جمّاع شعرًا يندب فيه سوء حظه يقول فيه:
إن حظي كدقيق
فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة
يوم ريح جمّعوه
عَظُم الأمرُ عليهم
ثم قالوا: اتركوه
إن من أشقاه ربي
كيف أنتم تسعدوه
الأبيات صورة وصفية متكاملة يعرفها المعذبون في الأرض، وهي مأساوية، ولا شك!
التقيت في مؤتمر جامعة جدارا عن الإعلام الذي انعقد في نيسان 2017 بضعة باحثين سودانيين، كانوا يحفظون الشعر، ويحسن بعضهم الغناء السوداني الذي له نكهة وتلوين ومد صوت ...
سألتهم عن الأبيات وعن الشاعر، فأُخبِرت أن إدريس جَمّاع الشاعر السوداني (1922- 1980) له العديد من القصائد المشهورة والتي تغنى ببعضها أكثر من مطرب، وقد صدرت له مجموعة يتيمة - (لحظات باقية).
كان الأستاذ الدكتور عبد النبي الطيب يقرأ لي عن ظهر قلب بعض شعره، وكنت ألحظ مدى إعجابه بالشاعر، بل اسمعني غناءه لبعض الأبيات التي قرأها من شعره.
في قصيدة «أنت السماء»، التي تغنى بها المطرب السوداني سيد خليفة قال الشاعر مخاطبًا زوج امرأة جميلة حال بينها وبين الشاعر:
أعلى الجمال تغار منا
ماذا عليك إذا نظرنا
هي نظرة تُنسي الوقا
رَ وتُسعد الروح المعنّى
ها هو الشاعر يخاطب المرأة الجميلة، ويبدو لي من القصيدة أن هناك علاقة سابقة بينهما، بدأت من الطفولة:
دنياي أنت وفرحتي
ومنى الفؤاد إذا تمنى
أنت السماء بدت لنا
واستعصمت بالبعد عنا
هلا رحمت متيمًا
عصفت به الأشواق وهْنا
وهفت به الذكرى فطا
ف مع الدجى مغْنى فمغنى
آنست فيك قداسة
ولمست إشراقًا وفنّـا
ونظرت في عينيك آ
فاقٌا وأسرارًا ومعنى
هـزته مـنك مـحاسن
غنّى بها لـمّـا تـغنَّى
يا شعلةً طافتْ خو
اطرنا حَوَالَيْها وطــفنــا
وسمعت سحريًا يذوب
صداه في الأسماع لحنا
نلت السعادة في الهوى
ورشفتها دنًّا فدنّا
كلّمْ عهـودًا فى الصـبا
اسألْ عهـودًا كيف كـُنا
كـمْ باللقا سمـحتْ لنا
كـمْ بالطهارةِ ظللـتنا
ذهـبَ الصـبا بعُهودِهِ
ليتَ الطِـفُوْلةَ عـاودتنا
أعجبت بالشعر فأخذت أدون ما يقرأ.
ثم عدت لأبحث عن الشاعر في الشبكة فسجلت مختارات له راقت لي:
شاء الهوى
شاء الهوى أم شئتِ أنتِ
فمضيتِ في صمت مضيت
أم هزّ غصنك طائر
غيري فطرتِ إليه طرتِ
وتركتني شبحًا أمدّ إليك حبّي أين رحتِ؟
وغدوت كالمحموم لا
أهذي بغير هواك أنتِ
أجرّ .. أفرّ .. أتوه .. أهــ
ـرب في الزحام يضيع صوتي
واضيعتي أأنا تركتك
تذهبين بكل صمت
هذا أوانك يا دموعي
فاظهري أين اختبأت
فاذا غفوت لكي أراك
فربما في الحلم جئت
في دمعتي في آهتي
في كل شيء عشت أنت
رجع الربيع وفيه شوق للحياة وما رجعت
كوني كنجم الصبح قد صدق الوعود وما صدقت
أنا في انتظارك كل يو
م ها هنا في كل وقت
من أجمل أبياته:
وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمدِ ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه
ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ
يُقال إن الشاعر أعجِب ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ التي عالجته في لندن، فأﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ.
ﺄﺧﺒﺮﺕ الممرضة ﻣﺪﻳﺮ المستشفى ﺑﺬﻟﻚ، ﻓطلب منها ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ.
فأنشد ﺟﻤَّﺎﻉ البيت.