بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب
بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

الجمعة، 3 مايو 2013

مجدي الحاج - نثر - قصة شبحين

في شقة مفروشة ومليئة بالأثاث الفاره في أحد الأحياء الخرطومية الراقية، كانت الحيوية تندلق اندلاقا بين شبحين، كان الأثاث مريحا للغاية والأرائك الجلدية تلتمع، والبسط الملونة ترقص فوق الأرضيات الخشبية العارية، كانت الإضاءة خافتة، كان نمرق الأريكة اللازوردية مترعا بالحنين، كان الشبحان ما يزالان يركضان ويهرولان، تارة يقفزان كالأرانب البرية، وتارة يكمنان كالفهد الصياد، كانت لغة الإلتصاق هي لغة التفاهم الوحيدة بينهما، عموما ما أجملك يا وطن.

كان الإندهاش سيد الموقف، كانت الأنوثة فائحة كبخور "التيمان" في مجمر لا يحسن إلا الإرتعاش، كانت العيون غير مستقرة كأنما ركبت أحداقها فوق زئبق، فيها شغف بكل شيء، الشباب وما أدراك ما الشباب!، كان الإلتصاق هو جنونه الوحيد، وبافتعال خبيث سيظل هذا الجنون مقبولا بعض الشيء!، ويح العاشق حين لا يرد يدا عن ثوبها وهو قادر، ويحه حين يحيا طليقا بين المراعي الغزيرة في عشب الإبطين، والجداول العذبة في سلسبيل الشفاه، في كثير من الأحيان يكون هذا هو سبب انجذاب الذكور إلى الإناث، كن ممعنا في تسمية الأشياء بمسمياتها، كانا شبحين فواحين، رائحة الشباب تفوح منهما بقوة، رائحة الحلم تملأ الأجواء، وعطر الحب يتجسد كسحاب السماء المكتنز، عبير المروج ينساب بين يديهما حينما يلوحان لبعضهما في فرحة، لماذا لا تستكين الأذرع حينما تتحدث؟!، لم يبدو العالم وكأنه طفل مشاكس بينهما حين يدللان العنفوان العظيم؟!.

كانا شبحين لا يجيدان غير لغة واحدة، في أساليبها بلاغة مفرطة، وفي ألفاظها سحر جذاب، كانا منهمكين في الحفر والبناء، كانا يضعان اللبنة تلو اللبنة، كان البناء يعلو ويعلو، كانت اللبنات تلتصق، والحس يشتعل، كان العطر يحترق، كان بخور التيمان ما يزال يفوح.

- بلعت حبوب منع الحمل حبيبتي؟ (سأل الشبح الأول هامسا في أذن الشبح الثاني برقة).
- أيوه حبيبي. (هكذا كانت إجابة الشبح الثاني في اقتضاب يسير وعنفوان محتدم).

كانت اللغة الوحيدة لا تزال تنظم في أبيات القصيدة، كانت القصيدة فواحة المطلع، كانت القافية عذبة كالشفاه، ومغرية كالقبل، وجريئة كالنهود، ومشتعلة كالحلمات، و..........، يحلو الأمر ويعذب حينما يجدر بنا إخفاؤه كناية، كان الشبحان لا يزالان في حبور.

لم يكونا وحدهما، كان ثالثهما الملعون، كان الملعون شبحا مختلفا هذه المرة، كان لا يعترف بغيره من الأشباح، كان الصوت يأتي بوضوح، لا يخرجنكما من الجنة كما أخرج أبويكما ينزع عنهما لباسيهما ليريهما ما ووري عنهما من سوءاتهما، كانت السوأة تبدو أوضح، وكانت فرحة الضلال ممعنة في التقاط الصور لهما، كما كان العشيق يلتقط الصور لمفاتن جسد عشيقته من كاميرا هاتفه الجوال متقدم الطراز.

كان العشيق مغرما بالتقاط الصور الفاضحة، واستغلال سذاجة البنات اللواتي لا يحسن شيئا غير الإستسلام للحب الأعمى، ومن ثم يجعلها مادة للتندر بين أصدقائه السوئيين مثله من نافخي الكير، بينما كان الحب يقودهن إلى موارد الهلاك، لكن هذا الهلاك الصاخب كان أحب عندهن من هدوء النجاة.

كانت العشيقة هكذا، كانت من النوع الذي ينقاد بسلاسة مفرطة للعواطف، لا تهمها العواقب، ولا تستخدم العقل في التفكير، كانت كخضراء الدمن لا تحسن شيئا غير تدليل جمالها.

كان يعرف تماما أنها تعشقه، مغرمة به إلى حد الجنون، استغل وسامته الشكلية، فغطى على قبحه الداخلي في ناظريها، هي نسيت أن الله عز وجل لا ينظر إلى الصور والأجسام، ولكن ينظر إلى القلوب والأعمال، أوهمها بأنه الزوج المنتظر، وأنه لن يكون إلا لها، سلمته نفسها بعقد زواج عرفي في أرض لا تعترف إلا بالأعراف الممتهنة.

إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا.

مجدي الحاج - شعر - أحاديث شيطانية أو أهازيج الشَّر

يا ابن آدمْ…
لا تُقاومْ…
إنَّ لي ثأرًا ينُادي مُنذُ عهدٍ قد تقادمْ…
فأنا طاغٍ وآثمْ…
وأنا ربُّ الْجَّرائِمْ…
فانتظرني أيُّها المسكينُ في كُلِّ الْمواسمْ…
وتحرَّى ظلَّيَ الموبوءَ في كُلِّ الدُّرُوبْ…
بين نيرانِ الحُرُوبْ…
بين أغوارِ الخنادقْ…
بين رُصَّاصِ البنادقْ…
وتمتَّع بالرَّقصِ مثلي فوقَ أشلاءِ الجماجمْ…
يا مُسالمْ…
أنتَ أقوى لكنَّني في الفوزِ دائمْ…
فانتظرني في أعاصيرِ الفواحشْ…
لا تُناقشْ…
واحترقْ كالشَّهوةِ العجلى على كُلِّ المحارمْ…
لا تُفقْ سوف تبقى في مدى الأيَّامِ نائمْ…
سوف تحيا وادعًا مثلَ الحمائمْ…
والنَّسرُ في الأجواءِ حائمْ…
ثُمَّ تغْدُو بعد قطفِ الذَّنبِ نادمْ…
ثمَّ ترجو أن تُقاومْ…
لن تقاومْ…
فجميع النَّاس صاروا في يدي مثلَ البهائمْ…
وأنا في الْحُزْنِ باسمْ…
وسروري في المآتمْ...
مُرْهفُ الإحساسِ أنتَ إنَّما الطُّوفانُ قادمْ…
إنَّهُ الطُّوفانُ قادمْ…
فاتجه من حيثُ شئْتَ فأنتَ ظالمْ…
ولنْ ترى من دونِ هذا الشَّرِّ عاصمْ…
ما دُمتَ مأسورًا ومسجونًا في متاهاتِ الْمظالمْ…
لن ترى نور الفضائلْ…
لا تُجادلْ…
سوف تبقى ضائعاً في طلاسيمِ التَّمائِمْ…
وتُعاني منْ ذَرُورِ الشَّعوذاتِ المستبدَّهْ…
ثُمَّ تبحثُ في المزابلِ عن خيالٍ كانَ وردهْ…
وتغنِّي للموَّده…
وأنتَ في الأحقادِ غارِقْ…
يا مُنافقْ…
فانتظرني في المآزقْ…
والمزالقْ…
وانتظرني في كؤوسِ الرَّاحِ والوهمِ الْمُلازمْ…
فأنتَ واهمْ…
وستبقى في رؤى الأحلامِ واهمْ…
ولن تُصادمْ…
أو تُقاومْ…
عالقٌ في الْفخِّ أنتَ
ثُمَّ ترْجو أن تُقاومْ…
مُغرِقٌ في اليأْسِ أنتَ
ثُمَّ ترْجو أن تُقاومْ…
ممعِنٌ في اْلإثمِ أنتَ
ثُمَّ ترْجو أن تُقاومْ…
فانتظرني في عُقُوقِ الوالديْنْ…
في الرِّبا المحمومِ في حُبِّ اللُّجيْنْ…
وانتظرني قاطعاً للرَّحْمِ في فقدِ التَّلاحمْ…
والتَّراحمْ…
فالأذى دومًا يُواتي…
إن تسرْ مستعجلاً في خُطوَاتي…
فإنَّ لي في كُلِّ بِدْعهْ…
شِرْعةً تتخلَّى عن كُلِّ شِرْعهْ…
وإنَّ لي في كُلِّ يوْمٍ
ألفُ بابٍ للخرابْ…
وألفُ دربٍ سيؤدي للعذابْ…
لا تقلْ عنِّي رجيمٌ
فلستَ بما تبنيهِ راجمْ…
أو تلمْني
فلستَ بما تجنيهِ لائِمْ…
غير أنِّي جِدُّ ناقمْ…
يا ابن آدمْ…
قُلتُ أشركْ...
والثَّواني تتحرَّكْ...
فلمْ تجدْ من دونِ دربِ الشِّرْكِ مسلَكْ...
وأنتَ تدري أنَّ هذا الدَّربَ مُهْلِكْ...
ثُمَّ ترجو أن تُقاومْ...
لن تُقاومْ...
أنتَ واهمْ...
قُلتُ قاتلْ...
وتشكَّل في المشاكلْ...
وتقنبَّلْ بالقنابلْ...
وانسحقْ بين الرَّذائلْ...
فسمعت القولَ منِّي رغْمَ أنواعِ الدَّلائلْ...
لمْ أزيِّنْ أيَّ باطلْ...
لا تُجادلْ...
أو تُطوِّلْ في المسائِلْ...
دونَ طائلْ...
ثُمَّ ترجو أن تُقاومْ...
أنتَ واهمْ...
قُلتُ خيْلي قبلَ رَجلي...
ورحيلي غِبَّ حِلِّي...
ثُمَّ نزغي بعدَ صوتي...
فيهِ موْتٌ أيُّ موتِ...
ثُمَّ وَسواسِي ومسَّي...
ووجودي في كُلِّ رِجْسِ...
ثُمَّ همزي بعدَ نفثي...
واقتباسي من كُلِّ خُبْثِ...
ثُمَّ نفخِي...
فبهُ أحكمتُ فخِّي...
ثُمَّ ترجو أن تُقاومْ...
أنتَ واهمْ...
جِدُّ واهمْ...
يا ابن آدمْ...
قلتُ أغرقْ في الْجهالهْ...
وتنقَّل في الْبَطالهْ...
وتعضَّد بالْحُثالهْ...
ليسَ منِّي أيُّ عالمْ...
ليسَ منِّي أيُّ فاهمْ...
ليسَ منِّي أيُّ راحمْ...
ليسَ دُوني أيُّ سالمْ...
وصديقي كُلُّ هادمْ...
كُلُّ موتورٍ وغاشمْ...
ومُبذِّرْ...
لا يُسمِّي في الْولائمْ...
ومُقصِّرْ...
ومُباهٍ بالْعمائمْ ...
ومُزوِّرْ...
ومُحبٍّ للدَّراهمْ...
ومُنفِّرْ...
ومُعسِّرْ...
فجنودي في الشَّوارعْ...
والمجامعْ...
في مناراتِ الْعواصمْ...
لحنُها قصْفُ المدافعْ...
شُربها ذوْبُ المدامعْ...
فتراجعْ...
ليسَ من ميْتٍ يُدافعْ...
فلتعشْ في الْعُمْرِ قانعْ...
بالمذَّلهْ...
ولتزدْ في الطِّينِ بِلّهْ...
وتمزَّقْ في الْعوالمْ...
يا ابن آدمْ...

ماذا قال الشيخ "العريفي" عن السودان والسودانيين في برنامجه المميز "ضع بصمتك"...؟!

قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي بكل إعجاب عن السودان والسودانيين في برنامجه المميز "ضع بصمتك":

"ما أسعدني اليوم فأنا على موعد مع الكرم والطيبة والأمانة والبشاشة وسلامة الصدر إنها زيارة للسودان كم أحب السودان ذلك البلد الذي أحبه جدا والله وأحب أهله كثيرا منذ أن كنت صغيرا وقد درسني منه بعض المعلمين وقد رأيت والله من طيبة نفوسهم وحسن أخلاقهم وأمانتهم شيئا يتميزون به فعلا ولذلك تجد أهله إذا جاؤوا موظفين في الشركات فإنهم في الغالب يعملون محاسبين أو مندوبي مبيعات لشدة أمانتهم وقد كان لي زملاء في الجامعة وبعض الدكاترة منه وحقيقة كنت أتمنى أن أزور السودان منذ زمن وأن أستفيد من مشايخها وأن أزور مساجدها وأن أزور الجمعيات الخيرية فيها فأنت تفرح حقيقة عندما ترى الإقبال الكبير على الخير عندهم وقد يسر الله عز وجل لي زيارة لهم فالتقيت بعدد من المشايخ وألقيت عددا من المحاضرات في المساجد والجامعات وأحسست أن ترابطي معهم يجعلنا كالجسد الواحد وقد استفدت منهم وقد زرت عددا من الأماكن في أوروبا من المراكز الإسلامية ومن غيرها فوجدت الإخوة السودانيين من أبرز الدعاة هناك ومن أنشط الإخوة الكرام في المراكز الإسلامية ومن أحبهم أيضا إلى الناس هناك في تعاملهم معهم بل رأيت أيضا عددا من الإخوة السودانيين في المستشفيات في أوروبا سواء في بريطانيا أو في غيرها فوجدتهم قد برعوا في حرفتهم وفي وظيفتهم وفي ذكائهم حتى انبهر بهم أولئك هذا وهم لا تزال قلوبهم معلقة بالسودان فأسأل الله تعالى أن يحفظ هذا البلد الكريم وأن يحيط أهله بعنايته وأن يصب على السودان وأهله الخير صبا صبا وأن لا يجعل عيشهم كدا كدا وأسأل الله عز وجل أن يجزيهم كل الخير ويجمع شملهم ويبارك فيهم وفي علمهم ويزيدهم ألفة ومحبة والحقيقة الكلام عن السودان كلام يطول تتكلم عن لطفهم تتكلم عن إقبالهم أيضا على المحاضرات فلا أذكر أن مسجدا لم يمتلئ عن بكرة أبيه حتى أن بعضهم لا يجد مكانا يجلس فيه حتى في الجامعات يكون الواقفون أكثر من الجالسين ولا تمنعهم شدة الحر عن هذا الإقبال إضافة إلى أن كل واحد منهم يدعوك إلى منزله وإلى طعامه فأنا أكلت عندهم عدة أكلات مثل الكمونيه والكسره والويكه والمصلح وأنواعا أخرى من الأكلات الحسنة ودعاتهم يقومون على عدد من القنوات الإسلامية الإعلامية الدعوية الموفقة وبعدة لغات وعندهم في السودان من الأذكياء ناس كثير فهناك المهندسون والعلماء والمشايخ الفضلاء أعرف بعضهم درس معنا في الجامعة وبعضهم درس في الجامعات السودانية وتخرج منها ولهم ما شاء الله جهد مبارك وأبشرهم أن زياراتي لهم لن تتوقف".