يقول الشاعر في افتتاح إلقائه لهذه القصيدة: "من مأثورنا الشعبي أن مخرزا نُسِي تحت الحمولة على ظهر الجمل"...
قـالوا وظـلَّ ولم تشعرْ بــه الإبـلُ
يمشي وحـاديــه يحـدو وهـو يحتملُ
ومخــرز المـــوت في جنبيه ينشتلُ
حتى أنــاخ ببــاب الـدار إذ وصلوا
وعندمــا أبصروا فيض الدمـا جفلوا
صبر العــراق صبــورٌ أنت يـا جملُ
صبر العــراق وفي جنبيــه مخـرزه
يغـوص حــتى شـغاف القلب ينسملُ
مـا هدّموا مـا استبـاحوا من محارمـه
مـا خـرَّبوا مـا أهـانـوا فيه ما قتلوا
وصـوت حـاديه يحـدوه على مضضٍ
وجـرحـه هــو أيضـا نازفٌ خضلُ
يـا صبر أيوب حـتى صـــبره يصلُ
إلى حــدودٍ، وهــذا الصبر لا يصلُ
يـا صـبر أيوب لا ثـــوبٌ فنخلعه
إن ضـــاق عنَّــا، ولا دارٌ فننتقلُ
لكنَّــه وطــنٌ أدنى مكــارمــه
يا صبر أيوب أنَّــا فيــــه نكتملُ
وأنَّــه غــرَّةُ الأوطــان أجمعهـا
فأيـن مـن غـرَّة الأوطــان نرتحـلُ
أم أنهـــــم أجمعــوا ألا يظللنا
في أرضنــا نحـن لا سـفحٌ ولا جبلُ
إلا بيــارق أمريكــا وجحفلهــا
وهـل لحـرٍّ علــى أمثالهـــا قبلُ
وا ضيعة الأرض إن ظلَّتْ شـــوامخها
تهــوي، ويعلو عليهـا الدون والسفلُ
كـانوا ثـلاثين جيشا حـولهــم مددٌ
من معظـم الأرض حـتى الجـار الأهلُ
جميعهم حــول أرضٍ حجـمُ أصغرهم
إلا مروءتهـا تندى لهــــــا المقلُ
وكــان ما كــان يا أيوب ما فعلتْ
مسعورةٌ في ديــار النــاس ما فعلوا
مـا خرَّبتْ يـدُ أقسـى المجرمين يــدا
مـا خرَّبتْ واستبـاحـتْ هذه الدولُ
هــذي التي المثل العليا علــى فمهـا
وعند كــلِّ امتحـــانٍ تُبصَقُ المثلُ
يا صبر أيـوب مـاذا أنت فـاعلــه
إن كـان خصمك لا خوفٌ ولا وجلُ
ولا حيــاءٌ ولا مــاءٌ ولا سمـــةٌ
في وجهـه وهـو لا يقضي ولا يكلُ
أبعد هــذا الـذي قـد خلفوه لنـا
هـذا الـدمار، وهذا الشاخص الجللُ
هــذا الخـراب وهـذا الضيق لقمتنا
صـارت زعـافا، وحـتى ماؤنا وشلُ
هـل بعـده غـير أن نبري أظــافرنا
بري السكـاكين إن ضاقت بنا الحيلُ
يـا صبر أيوب إنََّـــا معشرٌ صـبرٌ
نغضي إلى حــدِّ ثـوب الصبر ينبزلُ
لكننا حــين يستعدى علــى دمنـا
وحـين تُقطَعُ عـن أطفـالنـا السُّبلُ
نضـجُّ لا حــيَّ إلا الله يعلــم مـا
قـد يفعلُ الغيـظ فينـا حـين يشتعلُ
يـا سـيِّدي يا عراق الأرض يـا وطنا
تبقى بمــرآه عـــين الله تكتحلُ
لم تشـرق الشمس إلا من مشــارقه
ولم تغبْ عنــه إلا وهــي تبتهلُ
يا أجمـل الأرض يا من في شـواطئــه
تغفو وتستيقظ الآبــــاد والأزلُ
يا حــافظا لمســار الأرض دورتـه
وآمــرا كفَّــةَ المـيزان تعتدلُ
مذ كُــوِّرتْ شعشعتْ فيـه مسـلَّته
ودار دولابــه والأحـرف الرسلُ
حملن للأرض مســرى أبجـــديتـه
وعنــه كلُّ الذين استكبروا نقلوا
يا سـيدي أنت مــن يلوون شـعفته
ويخسؤون، فــلا والله لن يصلوا
يضاعفون أســانا قــدرَ مـا قدروا
وصبرنا والأســى كـلٌّ له أجلُ
والعــالم اليوم هــذا فــوق خيبته
غـافٍ، وهـذا إلى أطماعه عجلُ
لكنهم مــا تمــادوا في دناءتهــم
ومـا لهـم جــوقة الأقـزام تمتثلُ
لن يجرحـــوا منك يا بغداد أنملــةً
ما دام ثديك رضَّــاعوه مـا نذلوا
بغداد أهــلوك رغم الجـرح صبرهمُ
صبر الكـريم، وإن جاعوا وإن ثكلوا
قد يأكلون لفـرط الجــوع أنفسهـم
لكنهم مــن قـدور الغير ما أكلوا
شكرا لكــلِّ الــذين استبدلوا دمنـا
بلقمة الخبز شـــكرا للذي بذلوا
شكرا لإحســانهم شكرا لنخوتهـــم
شــكرا لما تعبوا شكرا لما انشغلوا
شكرا لهــم أنهــم بالزاد مــا بخلوا
لو كــان للزاد أكَّـالون يا جملُ
لكــنَّ أهلــي العراقيين مغلقــــة
أفواههم بدماهــم فرط ما خُذِلوا
دمـا يمجُّون إمَّـــــا استنطقوا، ودمٌ
إذ يسكتون بجــوف الروح ينهملُ
يا سـيِّدي أين أنت الآن خــــذْ بيدي
إني إلى صــبرك الجبَّـــار أبتهلُ
يا أيُّهذا العـــــراقيُّ الخضيب دمـا
ومــا يزالُ يــلالي مـلئَه الأملُ
قــلْ لي ومعــذرةً مـن أيِّ مبهمـةٍ
أعصـابك الصمُّ قُـدَّتْ أيها الرجلُ
مــا زلـت تؤمــن أن الأرض دائرةٌ
وأن فيهــا كـرامـاً بعدُ ما رحلوا
لقد نظرتُ إلى الدنيــا وكــان دمـي
يجــري، وبغداد ملء العين تشتعلُ
مـا كـان إلا دمـي يجـري وأكـبر ما
سمعته صـيحةٌ باسمي ومــا وصلوا
وأنت يا سيدي مــا زلـت تـومئ لي
أن الطَّريق بهــــذا الجبِّ يتصلُ
إذا فباسمك أنت الآن أســألهــــم
إلى مــتى هــذه الأرحام تقتتلُ؟
إلى مــتى يا بني عمي وثـــــابتةٌ
هــذي الدِّيار وما عن أهلها بذلوا
بلــى لقد وجــد الأعراب منتسبا
وملّةً ملَّةً في دينهـــــا دخلوا
وقايضوا أرضهــم واستبدلوا دمهـم
وسوِّيَ الأمـــر لا عتبٌ ولا زعلُ
الحمد لله نحــن الآن في شـــغلٍ
وعندهــم وبني أعمـامهم شغلُ
إنا لنسأل هــل كانت مصــادفةً
أن أُشـرِعتْ بين بيتي أهلنا الأسلُ
أم أن بيتا تمــاهــــى في لآمته
لحـدِّ أن صار حتى الخوف يُفتَعلُ
وها هــــو الآن يستعدي شريكته
بألـف عـذرٍ بلمح العين ترتجـلُ
لقد غــدا كــلُ صوتٍ في منازلنا
يبكي إذا لم يجــدْ أهـلا لهم يصلُ
يا أيُّهــا العــالم المسعور ألـف دمٍ
وألـف طفلٍ لنـا في اليوم ينجدلُ
وأنت تُحْكِــمُ طـوق الموت مبتهجا
من حـول أعناقهم والموت ما ذهلوا
أليس فيــك أبٌ، أمٌ يصيح بهــا
رضيعها، طــفلةٌ تبكي، أخٌ وجلُ
يصيح رعبــا فيلهو مــن توجعـه
هـذا الضمير الذي أزرى به الشللُ
يا أيُّهــا العـالم المسعور نحــن هنا
بجرحنــا وعلـى اسـم الله نحتفلُ
لكي نعيد لهــذي الأرض بهجتهــا
وأمنها بعــد مـا ألـوى بـه هبلُ
وأنت يا مــرفأ الأوجــاع أجمعهـا
ومعقل الصـبر حـــين الصبر يعتَقِلُ
لأنَّــك القلب ممــا نحــن والمقلُ
لأنْ بغيرك لا زهــوٌ ولا أمــــلُ
لأنهم مــا رأوا إلاك مسبعــــةً
علـى الطَّريق إلينــا حيثمـا دخلوا
لأنَّــك الفـارع العمـلاق يا رجلُ
لأنَّ أصدقَ قــــولٍ فيك يا رجلُ
يقودني ألــف حـــبٍّ لا مناسبةٌ
ولا احتفالٌ فهـــــذي كلُّها عللُ
لكي أناجيك يا أغلـــى شـوامخها
ولن أردد مــا قالـوا ومــا سألوا
لكن سأستغفر التــاريخ إن جرحتْ
أوجـاعنـا فيـه جرحـا ليس يندملُ
وسـوف أطـوي لمـن يأتون صفحته
هــــذي لينشرهــا مستنفرٌ بطلُ
إذا تــلاها تــلاها غــير ناقصةٍ
حــرفا وإذ ذاك يبدو وجـهك الجذلُ
يا سيدي يا عـــراق الأرض يا وطني
وكلَّمــــا قلتهــا تغرورق المقلُ
حــتى أغصَّ بصوتي ثم تطلقــــه
هـــذي الأبــوَّة في عينيك والنبلُ
يا منجــم العمر يا بدئي وخــاتمتي
وخــير مــا فيَّ أني فيــك أكتهلُ
أقولهــا شيب رأســي هل تكررني
فأنتهي وهــو في شــطيك منسدلُ
ويختفي كــلُّ شــعري فيك أجنحةً
مرفرفاتٍ علـــى الشـطين تغتسلُ
وتغتلي أحـــــرفي فوق النخيل لها
رجـــع الحمـائم إن دمعٌ وإن غزلُ
وحـين أغفو وهــذي الأرض تغمرني
بطينها وعظــامـــي كلُّهــا بللُ
ستورق الأرض من فــوقي وأسمعهـا
لهــا غنــاءٌ علــى أوراقها خضلُ
يصيح بي أيُّهــا الغـافي هنـا أبـدا
إن العــراق معــافى أيُّهــا الجملُ
الشاعر الكبير والرئيس العراقي الأسبق الشهيد صدام حسين
الشاعر الكبير في لحظة تكريم
الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد مع الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري
سيرة ذاتية للشاعر:
عبد الرزاق عبد الواحد مدير تحرير مجلة صروح السورية:
عبد الرزاق عبد الواحد شاعر عراقي معروف لُقب بشاعر أم المعارك أو شاعر القادسية ولد في بغداد عام 1930م تخرج من دار المعلمين (كلية التربية) عام 1952م وعمل مدرسا للغة العربية في المدارس الثانوية، متزوج، وله ابنة وثلاثة أولاد. شارك في معظم جلسات المربد الشعري العراقي.
عبد الرزاق عبد الواحد مدير تحرير مجلة صروح السورية:
وبما أن مجلة "صروح" السورية تتعمد النخبية في اختيار أكبر الهامات، كان هذا ما حدا شاعرنا الكبير بالموافقة على استلام منصب مدير التحرير ابتداء من عددها الثالث والذي حوى في طياته "دويتو" الفن مع الشعر، إذ قدم فيه توليفة رائعة ما بين حروف قصائده التي انسكبت على ألوان ريشة الفنان العراقي فؤاد حمدي.
الصابئة ومجلة صروح السورية:
وهو أيضا معتنق للديانة الصابئية أو المندائية وكان عضوا في لجنة تعريب الكتاب المقدس الصابئي أو المندائي كنز ربا.
وكتب في العددالرابع من مجلة "صروح" السورية بحثا مطولا عن هذه الديانة إذ شرح فيه أصولها والجواهر اللاهوتية التي تعتبر أساسيات هذه الديانة، وتاريخها.
كما شرح في البحث العقائد التي يستند عليها هذا الدين: كالعقيدة في الله، والعقيدة في الروحانيات، والعقيدة في النبوة، وأخيرا العقيدة في الموت والحياة الأخرى والجنة والنار.
شغل مناصب مرموقة في وزارة الثقافة والإعلام العراقية.
شغل مناصب مرموقة في وزارة الثقافة والإعلام العراقية.
وعبد الواحد هو قريب للشاعرة العراقية لميعة عباس عماة.
خصائص شعره:
يذكر أن عبد الرزاق عبد الواحد زامل رواد الشعر الحر: بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وشاذل طاقة عندما كانوا طلابا في دار المعلمين (كلية التربية) نهاية الأربعينات، فهو أيضا كتب الشعر الحر ولكنه يميل إلى كتابة القصيدة العمودية العربية بضوابطها.
شعره قبل الغزو:
لقب عبد الرزاق عبد الواحد بشاعر القادسية تارة وشاعر أم المعارك تارة أخرى ومن أشهر قصائده الحماسية أثناء الحرب العراقية الإيرانية روعتم الموت ومنها:
لقب عبد الرزاق عبد الواحد بشاعر القادسية تارة وشاعر أم المعارك تارة أخرى ومن أشهر قصائده الحماسية أثناء الحرب العراقية الإيرانية روعتم الموت ومنها:
وهؤلاء الذين استنفروا دمهم
كأنما هم إلى أعراسهم نفروا
السابقون هبوب النار ما عصفت
والراكضون إليها حيثُ تنفجرُ
الواقفون عماليقا تحيط بهم
خيل المنايا ولا ورد ولا صدرُ
وكان صدام يسعى بينهم أسدا
عن عارضيه مهب النار ينحسرُ
شعره بعد الغزو:
لم يتغير شعر عبد الرزاق عبد الواحد عكس زميله شاعر البعث علي الحلي، فقد بقي قومي النزعة وموال للحكومة العراقية السابقة أيضا وقد قال في صدام حسين بعد إعدامه:
لست أرثيك لا يجوز الرثاءُ
كيف يرثى الجلال والكبرياءُ
لست أرثيك يا كبير المعالي
هكذا وقفة المعالي تشاءُ
وقد هجا الحكومة العراقية الحالية بقصيدة بعنوان لنا البلاد:
لـكـمْ سُـجـونٌ، وَلـنــا أجــسَــاد ُ
لـكــمْ سـِـيــاط، ولـنــا عِناد ُ
لـكــمْ جــيــوش، وَلـنــا دِماء ٌ
هــذي تـُـبَادُ، تِـلـكَ لا تـُـبَاد ُ
لـكمْ سِلاح ٌمــا بـهِ عتاد ٌ
لــنــا أيادٍ كـلـهــا عتاد ُ
لكـمْ مِـن َالغـرْبِ عِـصـيٌّ
وَلـنـا ظــهــورُنـا قــشـَّــرَهـا الجلاّد ُ
لكم ْمِنَ الشَـرْق ِ(نـجَــادٌ)
وَلـنـا بـصَـاقـُـنـا، عَـاشَ لكمْ (نـجَــادُ)
وَنِـفـطـنــا لـكـمْ، لـكـمْ آبَــارُه ُ
وَكلـّكمْ مـِن حَــولِــهِ أنـدَاد ُ
لأنـكـمْ أشرَف ُمَـنْ يَـحْـرسُــه ُ لـ
ـنــا، فـقـدْ تــوقــَّـفَ العَــدَّاد ُ!!
وعِـندكم ْ(سِــيَـادَة ٌ) مـتى وهـ
ـلْ دُمَــىً عـلى صَـانِـعِـهـا تـُـسَاد ُ
يـشــمّـكــمْ كــلــبٌ إذا دخـلـتـمـ
ـو خضرَاءَكـمْ يـا أيـهـا الصِـلاد ُ
وتـدخـلـونَ تـسـتـحـثـونَ الخطى
خـيِّــرُكــمْ يــبــول ُأوْ يَكاد ُ
خـمـسُ سِـنـيـن ٍوالعِــرَاقُ كـلــه ُ
قبْــرٌ وَكلّ ُأهلِهِ حِــدَاد ُ
خـمسُ سـنـيـن ٍدَجـلة ٌتـبـكي دمـ
ـا وتــرتــدي سَــوادَهَــا بـغــدَاد ُ
بـغـدَاد ُألفُ لــيلـةٍ ولـيــلــةٍ
وشـهـرَزادَات ُالهَـوَى اتقاد ُ
والآن َألــف ُظلـمـةٍ وظلـمــةٍ
وكــلّ ُكـائِــن ٍبـهــا جَـمَـاد ُ
خـمسُ سـنين ٍ يَـافِـطـات ُمـوتِـنـا
تــمــلــؤهـا الدموع ُوالسوَاد ُ
وابـن ُالزنى يقولُ: أنجزنا وهلْ
مِـن عَــجَــبٍ !! ولـلزنى أولادُ
ذرُّ الـرمادِ والـعــيــون ُرُمَّد ٌ مَـلّـتْ
عـيـون ُالنــاس ِوالرمادُ
وتـرفـعــونَ لـلـمــدَى يــاقــاتِـكــمْ
والعــنــتــريـاتُ لــكمْ مِـدَاد ُ
وتـعــلـمـونَ أنــكــمْ جَــعــجَــعَــة ٌ
لـيـسَ لـهَـا صَدَىً ولا أبــعَـاد ُ
خـمـسُ سـنـيـن ٍوالعـراقُ مثـلمـا
بُـول ِالبـعــيــر ِلـلـوَرَا يُــعــاد ُ
تـطــبـيـرُكـمْ، بـنى لـنـا بـيـوتـنـا
ولـطــمُـكـمْ، مـشـربُـنـا والزاد ُ
لـكـمْ فـضـائِــيَــاتـكـمْ، أم ّ ٌ لـهَــا
عَـاهِـرَة ٌ، أبٌ لــهَــا قوَّاد ُ
عَــمَــائِــم ٌلـكمْ تــُـزاد ُكـلـمــا
قبُـورُنــا في أرضــنِــا تــُـزاد ُ
وَعِـنــدكمْ أحْـزابُــكـمْ حيـنَ أتــتْ
بلادَنــا قــدْ فــُـتِــح َالمَزاد ُ
وَعِـنـدكـمْ مُـنـاضِلـونَ نــاضـلـوا
حتى تـُــبَــاحَ الأرض ُوَالعِــبَـاد ُ
مـناضلونَ! إسْـتـهُـمْ قد خـتـمَتْ
عـليـهِ (إطـلاعاتُ) و(المـوسَـادُ)
وَبَـرلـمَـان ٌعِـنـدَكـمْ مُطـأطِــئِـئ
مِـثـلَ الخِـرَافِ بـالعَــصَــا يُــقاد ُ
وَعِـنـدَكـمْ دســتــورُكـمْ وَقـَّـعـه ُ (بــول ٌ)!
فكيفَ تـنظـفُ المَـواد ُ
وَعِـندَكـم (مَرَاجـِعٌ) دَامـوا لكـمْ
أبـغــضُ مَــا لـدَيِّـهـمــو الجـِهَاد ُ
في (مَـشهَـدٍ) يُكـدِّسُـونَ مَـالهمْ
وفـي العِـرَاق ِكلــهـمْ زُهَّــاد ُ
وَعِـنـدَكمْ مُحَـافِـظِـونَ، إنـهــمْ مــنــاجـ
ــل ٌودمــعُــنــا الحَــصَاد ُ
وَعِـنـدكـمْ معـمَّمـونَ كالحصى
نـعدّهــمْ ومـا لـهــمْ تِـعدَاد ُ
هـمْ أولِـيَـاءُ أمرنِـا! تـف ٍعلـ
ـى أمــورنــا!!!! وَلِـيّـُـهَــا أوغــاد ُ
والوزراء ُعِـنـدكـمْ يخجـل ُمن فــسـ
ـادِهـمْ وَمـنـهـم ُالـفـسَــاد ُ
وعِـنـدَكـمْ جــرَائِــد ٌأحـبَــارُهـا
دِمـاؤنـا والوَرَقُ الضَمـاد ُ
كُـتـَّـابُـهـا صِنـفـان ِقـد تقاسَـما الـقـيءَ
بـهـا: الدِيْـدَان ُوَالجَـرَاد ُ
وَعِـنـدكـمْ (مواقِــعٌ) نفـتـحُـهـا
يـخـنـقـنـا ضِــرَاطــهـا المُــعَـاد ُ
وعَـلـقـمـيـونَ لـكـمْ تــوارثوا البــغـ
ـاءَ وَالـعُـهْـرَ وقـدْ أجَادوا
نعجَبُ لا، لا عَجَبٌ وقد مشـ
ـى عـلى خـطـى أجــدَادِهـمْ أحـفاد ُ
لكـمْ رُعَـاعٌ لاطِمـونَ، جـوقـة ٌ
مـطـبِّـلـونَ، مُـلـِّكُــوا فـسَـادُوا
لكمْ (فـتـاوى) أطـلقتْ أنـيابَـكمْ بـلـحـ
ـمِـنـا... فـابــتــدَأ َالطِـرَاد ُ
لكمْ حـليـفٌ، حُـلفـاءٌ، حُـلـَّـفٌ أحــ
ـذيــة ٌ تـنـاقـصـوا أوْ زادوا
كـلّ ُالذي مَــرَّ لكـمْ، أجَـلْ لكـمْ
مــاذا لـنـا؟ نحن ُلـنـا البــلاد ُ
حصل على العديد من الجوائز منها:
*وسام بوشكين في مهرجان الشعر العالمي بطرسبرج 1976م.
*درع جامعة كامبردج وشهادة الإستحقاق منها 1979م.
*ميدالية {القصيدة الذهبية} في مهرجان ستروكا الشعري العالمي في يوغوسلافيا 1986م.
*جائزة صدام للآداب في دورتها الأولى بغداد 1987م.
الجائزة الأولى في مهرجان الشعر العالمي في يوغوسلافيا 1999م.
*وسام {الآس}، وهو أعلى وسام تمنحه طائفة الصابئة المندائيين للمتميزين من أبنائها 2001م.
*نوطي{الإستحقاق العالي} من رئاسة الجمهورية العراقية 1990م.
*جرى تكريمه ومنحه درع دمشق برعاية وزير ثقافة الجمهورية العربية السورية، في 24 و 25 / 11 / 2008م بمناسبة اختياردمشق عاصمة للثقافة العربية، وحضر التكريم عدد من كبار الأدباء العرب، وألقي فيه عدد كبير من البحوث والدراسات.
دواوينه:
*قصائد كانت ممنوعة
*أوراق على رصيف الذاكرة
*الخيمة الثانية
*في لهيب القادسية
قيل فيه:
قال الشيخ أحمد أن عبد الرزاق عبد الواحد مبدع أفسدته السياسة إذ لا يجوز للشاعر المبدع أن يبيع نفسه لأحد، كان يشير إلى أن عبد الرزاق كان شاعر بلاط، ولكن عبد الرزاق في مقابلة مع وكالة أنباء الشعر قال لست شاعر بلاط وإنما كنت أمجد العراق وجنوده وليس شخصا واحدا والدليل على ذلك أني (والكلام للشاعر) لا أزال أكتب لصدام كرمز للعراق، وأشار إلى إن المتنبي كان يمدح سيف الدولة كشخص وإنه لم يكن يمدح صدام كشخص وإنما كرمز للعراق.
ويقول الشاعر العراقي فالح نصيف الحجية في كتابه الموجز في الشعرالعربي الجزء الرابع (إن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد يتميز بأسلوبه القريب من شعر المتنبي في فخره ومدحه ذو حنكة شعرية فذة وأسلوب شعري يميل إلى قوة الشاعرية والبلاغة غير المقصودة بحيث تجعله من أوائل الشعراء المعاصرين في قصيدة عمود الشعر في العربية).
وقد هجاه شاعر مغمور اسمه عبد الأمير جاووش بسبب هجائه لشيوخ الشيعة.
من قصائد عبد الرزاق الخالدة قصيدة أطلق لها السيف ومنها:
أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل
أطلق لها السيف وليشهد لها زحل
أطلق لها السيف قد جاش العدو لها
فليس يثنيه إلا العاقل البطل
أسرج لها الخيل ولتطلق أعنتها
كما تشاء ففي أعرافها الأمل
دع الصواعق تدوي في الدجى حمما
حتى يبان الهدى والظلم ينخذل
واشرق بوجه الدياجي كلما عتمت
مشاعلا حيث يعشى الخائر الخطل
واقدح زنادك وابق النار لاهبة
يخافها الخاسئ المستعبد النذل
أطلق لها السيف جرده وباركه
ما فاز بالحق إلا الحازم الرجل
وأعدد لها علما في كل سارية
وادع إلى الله أن الجرح يندمل
شاعر عجيب متمكن من حروفه سيل مشاعره تنطق تضرب تزلزل المشاعر تبكى تصرخ تقاتل تستشهد .. و تعيش فى وجدان قارئها و روحه ... أقرأها و كأنى أصوغها عن وطنى مع اختلاف المسافات و الحدود ... لكنه نفس الجرح و نفس الحسرة على حكام باعوا أوطاننا بأبخس الأثمان .
ردحذفمن افضل شعراء العرب بعد الشاعر الاكبر الجواهري
ردحذفالسلام عليكم قصيدة صبر العراق من أي دواوين الشاعر واسم الناشر ورقم الصفحة؟
ردحذف