في دفتر العين خـُطـِّي علَّ يقرأُني
من عن خفـِيِّ عفاف العشق ما سمعا
ويمـِّمي شطر عفوٍ نحو قبلته ِ
عُرْسُ القوافي يُلبـِّي والقريضُ سعى
ولملمي من شتات الظلم أوردتي
فاليومَ أجمعـُني كي أسْكـِتَ الوجعا
يا روحُ وانسكبي ماءً بأودية ٍ
جرداءَ تشتاقُ من ريِّ الهوى جُرَعا
وعلـِّقي فوق طرف الهَدْب صورتـَه ُ
كي تعذرَ العينُ مافي القلب قد وقعا
هذا حبيبي وعمري واحتراق دمي
لهـْـفـًا إليه جنونـًا مـُشتهى طمعا
طعمُ الحياة المحلـَّى في تبسمه ِ
في كلـِّه ِالعذب أبقى مهجتي قـِطـَعا
أنهيتـُني قبل بدئي فوق صفحته ِ
هذا الذي لفنون العشق قد جمعا
فيضُ الحنان الذي أسكنته بدمي
أنـَّى سيلقـَى بغير القلب مـُتسعا؟!
لو يفضحُ البوحُ ما أخفي وينشره
لما تردَّدَ محبوبي ولا قنعا
لازمتُ خـِدر قصيدي لستُ أبرحه ُ
إلا بموتي فمن للخدر قد قرعا؟!
ثوبَ الجمال وإن قدُّوه في خـُلـُقي
في مَشتل الحبِّ نبْـتات الهنا زرَعا
فالنفس أكبر من أحكام لذتها
حتى نسيرَ إلى أحقادها دُفـَعا
وجهَ الحياة بأيدينا نشكـِّلـُه ُ
مدَّا من النور في مرآتها سَطعا
ذوقوا كؤوس عتاب ٍخمرُها لغتي
منْ كفِّ حرفٍ مُحبٍّ للجميل رعى
قدسية ُالشعر عهدٌ كيف ننقضه ُ
وكيف أصبح َفي أسواقنا سـِلعا؟!!
وكيف نهدرُ في مِحرابه ِ دمَها
ليشكوَ الطهرُ - يا حُرْمَاتـِه - الفزعا؟!
صَلـَّتْ حروفُ قصيدي ملءَ خشيتها
في حضرة الشعر هلَّا يُستجاب دُعا؟!
إنـِّي أتيتُ تمدُّ الصفحَ أشرعـتي
عمرًا من الشوق يحدو بي فهل نفعا؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق