الممثل المصري القدير "يحيى الفخراني" في لقطة من مسلسل "الخواجه عبد القادر"
"الخواجه عبد القادر" هو مهندس مياه ألماني
اسمه "جوليوس" جاء إلى السودان لعمل خزان "جبل أولياء" جنوبي الخرطوم، وزار الشيخ الصوفي السوداني "عبد
الباقي المكاشفي"، وانبهر الخواجه بعمق التصوف الإسلامي في السودان، وعظمة الإسلام وبعدها أعلن
إسلامه وحول اسمه إلى عبد القادر، واتخذ من اسم الشيخ المكاشفي أبا وصار اسمه عبد
القادر عبد الباقي المكاشفي، وتوفي في منطقة تسمى بـ:"ود أبا" بالقرب من قرية "الشكينيبه"
السودانية، وهناك روايات مصرية عن الخواجه عبد القادر مختلفة في بعض التفاصيل
الجغرافية والزمانية.
وهذه الصورة المرفقة هي وثيقة صادرة من الداخلية المصرية عام 1951م للخواجه عبد القادر، وكان يطلق عليه أحيانا لقب عبد القادر النمساوي وذلك لفترة قضاها في النمسا.
وقد أنتج عمل درامي مصري ذو طابع كوميدي يحمل اسم "الخواجه عبد
القادر"، وهو مسلسل من بطولة يحيى الفخراني، أنتج في عام 2012م، وعرض
لأول مرة في شهر رمضان للعام 1433هـ، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال، حيث تدور أحداث المسلسل بالتناوب بين فترتين من الزمن، الأولى خلال
الحرب العالمية الثانية والتي تتناول قصة "هيربرت جوبرفيلد" العجوز السكير الذي لا
يرى طائلا من استمراره في الحياة وينتظر أن يأتيه الموت، إلى أن سافر للسودان
لظروف العمل، وتتغير وجهة نظره حيال الأمر، ويخرج رويدا من حالة الإكتئات التي
كانت تلازمه، والفترة الثانية تتناول السنوات الأخيرة من القرن العشرين، وفيها
تسرد قصة "هيربرت جوبرفيلد" أو "الخواجه عبد القادر" بعد اعتناقه للدين الإسلامي،
المسلسل من إخراج "شادي الفخراني".
خرج الخواجه عبد القادر من إنجلترا باحثا عن حلم الموت الذي يتحول بعد
ذلك إلى حلم البحث عن الحب والتفاني في الخالق، فقد بدأ رحلته من إنجلترا إلى
السودان، ثم إلى سوهاج وكانت إشارته الشيخ عبد القادر الذي يراه في الحلم.
الخواجه عبد القادر يقابل شابا سودانيا يكون السبب في تعرفه على الشيخ
عبد القادر الذي قاده إلى الإسلام، والخواجه عبد القادر يعيش قصة حب مع أخت الذي
يعمل لديه وتمثل المرأة النموذج بالنسبة له، ويمد يده إلى الطفل اليتيم محمود متقد
الذكاء ويساعده ليصبح مهندسا.
ترك الخواجه عبد القادر إنجلترا ولم يجد الحب إلا في سوهاج.
حاول الخواجه عبد القادر الإنتحار لكن الخادم الأسمر فضل الله أنقذه
في اللحظة الأخيرة، وغضب الخواجه عبد القادر من فضل الله لأنه أنقذ حياته لكنه لم
يخف إعجابه بهذا الخادم لأنه صريح.
وقد لاحظ الخواجه لغة التعالي التي يتعامل بها رئيسه مع العمال
السودانيين فغضب منه بشدة وعامله بشكل سيء.
"الخواجه عبد القادر" شخصية تمثل بعدا إنسانيا اجتماعيا، يرصد
خلالها أوضاع ومشكلات تُحَل بطريقة إنسانية.
تدور أحداث مسلسل "الخواجه عبد القادر" في الفترة من عام 1940م وتنتهي عام 2006م، ويعتمد على البُعد الإنساني الإجتماعي وكيفية رصد بعض
الأوضاع وحلها بطريقة تعتمد على الإنسانية عبر شخصية "الخواجه عبد القادر".
المسلسل أنصف السودان والسودانيين على غير ما
تعود عليه السودانيون من الظلم المتعمد لهم من قبل الدراما المصرية، والتي تسعى
إلى إبراز السودان وشعبه بصورة غير لائقة ربما لجهلهم بحقائق الأمور، وربما لأسباب أخرى معروفة
لديهم، وربما يرجع السبب إلى أن الممثل يحيى الفخراني ذو أصول سودانية من ناحية
جدته كما يقول البعض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق