من تصميمي تقديرا للأديبة السودانية الفذة نائلة فزع
العقل يرفض اللا وعي واللا وعي يترصد العقل... الليل
يهرب من النهار وكلاهما لا يدري أيهما السابق للآخر... البذرة تعتقد أنها الأصل
والشجرة تجزم بأن لولاها ما كانت البذرة... الدجاجة تملأ الدنيا ضجيجا فرحة بمولد
بيضة ترى فيها طفولتها وهي داخل القشرة وهي لا تدري ما سيكون مصيرها؟! السلق في
مياه تغلي أم القلي على زيتٍ حام أم تفقس منها سيصان تحافظ على النوع؟!
ولوزة القطن ناصعة البياض لا تدري هل ستلف
خيوطها بعد أن تصبح وردية اللون جسد فاتنة؟ أم ترتديها أرملة بعد أن يُصبغ لونها
بالسواد أو يُصنع منها في مانشستر أثواب تسمى "رسالة لندن" لا تقتنيها
إلا ربات القصور والرصيد البنكي.
وتكون
اللوزة فرحة وتعتز بوطنيتها لو غزلتها أنامل عجوز سودانية على مترا ر قديم بدأ
وجوده يتلاشى، تبيع هذه الجدة الخيوط لتضمن سد رمق أحفاد حصدت الحروب أرواح آبائهم
ولا عائل لهم سواها ويعينها أكبرهم ذو التسعة العجاف مما يجنيه من تلميع أحذية
الوجهاء الذين لا يستاءون من رفع أقدامهم في وجهه الباحث عن قطع معدنية صغيرة
تساند الجدة وتشبع الصغار.
وتسيطر
الحيرة على الإنسان ويتساءل هل كان والداه يقصدان مجيئه للدنيا لكي يعاني أم كانا
يمارسا الحب لأجل الحب.
وهذا
الحصان النبيل وصاحبه الخسيس الذي يُصر على أن يُحافظ على سلالته عندما أجبره على
أن يعاشر أمه بعد أن أغمض عينيه، رفض الحصان الأكل إلى أن مات حزنًا... حيوان نبيل
ذكي لم يفهم البشر مزاياه الرفيعة المستوى.
وكيف لهذا الوغد أن يغازل الشابة الحسناء وينسى
أنه زوج أختها خالتها صديقتها لا يهم، لأن الزوجة لا تشك في نواياه التي تسترها
علاقة الدم، ولذا نجد الحصان أنبل من الإنسان في علاقته بالمحارم فيا ليت نستخلص
الحكمة من رُقي ونبل هذا الحيوان.
لا
أدري لحظات تجمعت في ذهني كل المتناقضات ووجدت صدق المقولة لا يبين المعنى إلا ضده. وهنا سرح عقلي في
متاهات تقود إلى الجنون وكم أُحبذ أن ينتصر اللا وعي عندي على الوعي عندها سوف
يستقيم ميزان الأشياء عندي و تتضح صورة ما هو معي وما هو ضد قناعاتي التي غالبًا
ما تختلف عن آراء من هم حولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق