بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب
بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

الاثنين، 8 يوليو 2019

الشاعر العراقي حازم التميمي يكتب عن السودان والسودانيين

فالكل سوداني في نظري - قصيدة الشاعر العراقي الكبير حازم التميمي في السودان والسودانيين


مروا على الفانوس وانسحبـوا
حـيـن الضـيـاء خـرافـة ٌ كــذبُ

وطووا سطوحا حين قاسمهم
بـوح الغـروب الضـيـم والتـعـبُ


كـانـوا قوامـيـسـا وما فـهـمـت
كــل الـلـغـات بـأنـهـم ذهـــبُ

بعـض التـراب علـى أصابعهـم
نجـم وبـعـض هتافـهـم عـتـبُ

سكينـهـم مـنـديـل عـاشـقـة
وغريـمـهـم الــمــال والــرتــبُ

مـــدوا حكـايـاهـم عجـائـزهـم
يـدريــن أن طريـقـهـم عـجــبُ

عـادوا ومـا عـادوا وكـم ركـبـوا
ظهـر الـنـوارس أو ومــا ركـبـوا

عاشـوا علـى الأورام خبزهـم
طيـن ومـلء بطونـهـم سـغـبُ

غنـوا هديـل الفيـل وانشتـلـوا
قـرب الضفـاف كأنـهـم قـصـبُ

شرفـاتـهـم كـانــت حمـائـمهـم
وبريـدهـم الـريــح والـسـحـبُ

رايـاتـهـم ســمــر وأوجـهـهــم
سمر وجـل همومهـم شعـبُ

أقلامـهـم مـــا أســـس الأدب
أضـلاعـهــم مـا خــلــف اللهبُ

تـاريـخـهـم مـا عـتـقـت مــقــل
فـي هدبهـا لـو يـهـرم العـنـبُ

أسـوارهـم وجـوارهــم جـبــلا
يرتـقـى لــو يـفـهـم الـعــربُ

يـكـفـيـهـم جــوعـــا بــأنــهــم
الواهـبـون ولــم يـقـل وهـبــوا

مروا علـى الفانـوس خمرهـم
شـاي وفـي ضحكاتهـم طـربُ

كانوا رؤوس المـال واشترطـوا
أن لا يــظــل بـأهـلـهـم ذنــــبُ

عـاشـوا مسيـحـا غـيـر أنـهـم
رغم انتشـار الصلـب ما صلبـوا

ظــلـــت دمــاؤهـــم مــدويـــة
والمعمـدان وراســه الخـضـبُ

فالكـل سودانـيُّ فـي نـظـري
حتى أنــا لـو حـقـق النـسـبُ

سـودان حالـي حـال عاشقـة
كـــل الـذيــن ببـابـهـا هــربــوا

ما غـيـر ريــح الفـقـد تسلمـهـا
للفقـد حيـث تناسـل العطـبُ

الغاصـبـون عـلـى جريمـتـهـم
يعـطـون تيجـانـا لـمـن غصـبـوا

والسارقـون وفــي كروشـهـم
مـال اليتيـم حماتـهـا انتصـبـوا

والراقـصـون عـلـى خلاعتـهـم
فــي ليلتـيـن ثقاتـهـا انتخـبـوا

والـبــاردون عـلــى بـرودتـهــم
يُـسـتــوزرون كـأنـهــم وثــبــوا

سـودان لا تستدرجـي قلمـي
مـا عـاد فــي أشعـارنـا عـصـبُ

فـــي كــــل زاويــــة مــوزعــة
أشــلاؤنــا ودمــاؤنــا ســلــبُ

يـكـفـي بـأنــا كـلـنــا ســبــب
لكـن فديـتـك مـا هـو السـبـبُ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق