بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب
بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

الأحد، 25 مارس 2018

( علامة الصلاة) دليل مرض جلدي أو حساسية جلدية وليست دليل صلاح وتقوى - مجدي الحاج




يقول المولى عز وجل في محكم التنزيل:








(تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) 






الآية رقم 29 من سورة الفتح 






ومن ناحية طبية بحتة فإن العلامة التي تظهر على جبهة بعض المصلين لا علاقة لها بهذه الآية الكريمة؛ ومرجعيتها تعود إلى درجة حساسية جلد الشخص أثناء سجوده على الأرض سواء كانت مفروشة بالرمل أو الحصى أو الحشيش أو الحصير أو السجاد ناعما كان أم خشنا أو غير ذلك من الأشياء؛ إذ تمثل في الغالب مجرد حساسية واستجابة جلدية طبيعية تنتج عن احتكاك الجلد الحساس في الجبهة وغيرها من مناطق الجسم الإنساني بأسطح خشنة وغير نظيفة؛ فكثير من الناس تظهر عندهم هذه العلامة لأنهم يسجدون على أرضية غير نظيفة بالشكل الكافي، فماء الوضوء في أرجل وأقدام المصلين غير الجافة وعرق هذه الأرجل والأقدام إضافة إلى الغبار الملتصق بها أو بالجوارب وغير ذلك من الشوائب والجسيمات وكذلك درجة نظافة سطح السجود أو أرضيته؛ فإن كل ذلك يؤدي إلى تكاثر أشكال جرثومية بعينها في اﻷسطح والأرضيات غير النظيفة والتي تتفاعل مع الجلد الحساس وتسبب له تفاعلا بدرجات متفاوتة تبعا لدرجة تحسس الأشخاص الجلدية في الجبهة خصوصا؛ أو قد تسبب مرضا جلديا حقيقيا يظنه البعض علامة صلاح وتقوى وهو أبعد ما يكون عن ذلك. 






بل إن بعض المرائين والمتاجرين باسم الدين يتعمد إثارة تفاعل الحساسية هذا في جلد جبهته حتى يظنه الناس صالحا وتقيا؛ ويلجأ في سبيل ذلك إلى العديد من الحيل والممارسات الغريبة والخاطئة؛ ويطلق البعض مصطلح ( علامة الصلاة) أو (زبيبة الصلاة) على مثل هذا التفاعل الجلدي الناتج عن احتكاك جلد الجبهة الحساس بموضع السجود؛ أو الذي تتسبب فيه ممارسات أخرى لا علاقة لها بالسجود؛ ونسميه في الطب فرط تحسس أو تهيج جلدي أو في بعض الأحيان التهابا جلديا احتكاكيا أو مرض التينيا إلى غير ذلك من المسميات كيفما اتفق. 






وكطبيب أنصح المصلين بضرورة تجفيف أقدامهم وأرجلهم وأيديهم ورؤوسهم جيدا قبل أن يطأوا بها أرضية المساجد؛ كما أنصح القائمين على أمر هذه المساجد اختيار نوعية سجاد ناعمة وقليلة التأثر بالأوساخ؛ والحرص على تنظيف هذا السجاد وتجديده بين الفترة والأخرى حماية لجلد المصلين من هكذا تفاعلات جلدية تحسسية وربما أمراض جلدية. 






وقد تحدث المفسرون وأهل الإختصاص من علماء الشرع عن المعنى الحقيقي لمعنى قوله تعالى: 






(سيماهم في وجوههم من أثر السجود) 






من أراده وجده بكل سهولة ويسر. 






ومما يعول عليه في هذا الخصوص أن كثيرا ممن يصلون أيضا لا تظهر عندهم هذه العلامة لصحة جلودهم وحسن مقاومتها. 






كما أنها تظهر في أماكن أخرى من الجسم كالركبتين والكعبين لأنها أيضا في احتكاك مباشر مع الأسطح الخشنة والغير نظيفة حال الصلاة وأثناء الجلوس تماما كثفنات البعير؛ وقد يكون المولى عز وجل قد خص الجبهة بظهور هذه العلامة عندما أشار إلى استجابتها لأثر السجود بشكل ضمني لأن وجود هذه العلامة أو ظهورها قد يوقع المصلي في الرياء بصورة أكثر من ظهورها في أماكن أخرى من الجسم لها علاقة مباشرة بالصلاة كالجلوس للتشهد أو الركوع؛ فالسجود حالة جسمانية تعبدية مميزة أكثر من الجلوس والركوع. 






ولا ننسى أن النصارى لهم حال سجود في صلاتهم أيضا؛ وللأسف فهم يسجدون لتمثال مريم العذراء كما يصور لهم شيطان الكفر والعياذ بالله. 






حتى أن من يعملون أعمالا شاقة تصبح أيديهم خشنة في الملمس وتلك أيد يحبها الله تعالى كما جاء في الأثر؛ ومن يمشي حافيا فإن أقدامه تتشقق؛ وهكذا؛ فالجلود تشهد على حال صاحبها وليس الأيدي والأرجل وغيرهما من الحواس فحسب. 






لكن هذه شهادة حال مادية والأهم عند الله تعالى والأطيب وقعا هي شهادة الحال المعنوية التي لا يمكن معايرتها أو قياسها؛ والتي لا يعلمها إلا الله تعالى وحده أيضا. 






هذا والله تعالى أعلم. 






وفي الأخير أقول: 






شتان ما بين ثفنات كثفنات البعير (من أثر السجاد).. 


وما بين نور في الوجه لا يعدله أي نور (من أثر السجود).. 






المولى عز وجل يقول: 






(سيماهم في وجوههم من أثر السجود) 






ولم يقل: 






سيماهم على وجوههم. 






فاعتبروا يا أولي الألباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق