بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب
بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

الأحد، 22 يناير 2012

مجدي الحاج - شعر - أَهَازِيجُ الشَّر


يا ابن آدمْ…
لا تُقاومْ…
إنَّ لي ثأرًا ينُادي مُنذُ عهدٍ قد تقادمْ…
فأنا طاغٍ وآثمْ…
وأنا ربُّ الجَّرائِمْ…
فانتظرني أيُّها المسكينُ في كُلِّ المواسمْ…
وتحرَّى ظلَّيَ الموبوءَ في كُلِّ الدُّرُوبْ…
بين نيرانِ الحُرُوبْ…
بين أغوارِ  الخنادقْ…
بين رُصَّاصِ البنادقْ…
وتمتَّع بالرَّقصِ مثلي فوقَ أشلاءِ الجماجمْ…
يا مُسالمْ…
أنتَ أقوى لكنَّني في الفوزِ دائمْ…
فانتظرني في أعاصيرِ الفواحشْ…
لا تُناقشْ…
واحترقْ كالشَّهوةِ العجلى على كُلِّ المحارمْ…
لا تُفقْ سوف تبقى في مدى الأيَّامِ نائمْ…
سوف تحيا وادعًا مثلَ الحمائمْ…
والنَّسرُ  في الأجواءِ حائمْ…
ثُمَّ تغْدُو  بعد قطفِ الذَّنبِ نادمْ…
ثمَّ ترجو  أن تُقاومْ…
لن تقاومْ…
فجميع النَّاس صاروا في يدي مثلَ البهائمْ…
وأنا في الْحُزْنِ باسمْ…
وسروري في المآتمْ...
مُرْهفُ الإحساسِ أنتَ إنَّما الطُّوفانُ قادمْ…
إنَّهُ الطُّوفانُ قادمْ…
فاتجه من حيثُ شئْتَ فأنتَ ظالمْ…
ولنْ ترى من دونِ هذا الشَّرِّ  عاصمْ…
ما دُمتَ مأسورًا ومسجونًا في متاهاتِ المظالمْ…
لن ترى نور الفضائلْ…
لا تُجادلْ…
سوف تبقى ضائعًا في طلاسيمِ التَّمائِمْ…
وتُعاني منْ ذَرُورِ  الشَّعوذاتِ المستبدَّهْ…
ثُمَّ تبحثُ في المزابلِ عن خيالٍ كانَ وردهْ…
وتغنِّي للموَّده…
وأنتَ في الأحقادِ غارِقْ…
يا مُنافقْ…
فانتظرني في المآزقْ…
والمزالقْ…
وانتظرني في كؤوسِ الرَّاحِ والوهمِ الملازمْ…
فأنتَ واهمْ…
وستبقى في رؤى الأحلامِ واهمْ…
ولن تُصادمْ…
أو تُقاومْ…
عالقٌ في الْفخِّ أنتَ ثُمَّ ترْجو  أن تُقاومْ…
مُغرِقٌ في اليأْسِ أنتَ ثُمَّ ترْجو  أن تُقاومْ…
ممعِنٌ في اْلإثمِ أنتَ ثُمَّ ترْجو  أن تُقاومْ…
فانتظرني في عُقُوقِ الوالديْنْ…
في الرِّبا المحمومِ في حُبِّ اللُّجيْنْ…
وانتظرني قاطعًا للرَّحْمِ في فقدِ التَّلاحمْ…
والتَّراحمْ…
فالأذى دومًا يُواتي…
إن تسرْ  مستعجلا في خُطوَاتي…
فإنَّ لي في كُلِّ بِدْعهْ…
شِرْعةً تتخلَّى عن كُلِّ شِرْعهْ…
وإنَّ لي في كُلِّ يوْمٍ ألفُ بابٍ للخرابْ…
وألفُ دربٍ سيؤدي للعذابْ…
لا تقلْ عنِّي رجيمٌ فلستَ بما تبنيهِ راجمْ…
أو تلمْني فلستَ بما تجنيهِ لائِمْ…
غير أنِّي جِدُّ ناقمْ…
يا ابن آدمْ…
قُلتُ أشركْ...
والثَّواني تتحرَّكْ...
فلمْ تجدْ من دونِ دربِ الشِّرْكِ مسلَكْ...
وأنتَ تدري أنَّ هذا الدَّربَ مُهْلِكْ...
ثُمَّ ترجو  أن تُقاومْ...
لن تُقاومْ...
أنتَ واهمْ...
قُلتُ قاتلْ...
وتشكَّل في المشاكلْ...
وتقنبَّلْ بالقنابلْ...
وانسحقْ بين الرَّذائلْ...
فسمعت القولَ منِّي رغْمَ أنواعِ الدَّلائلْ...
لمْ أزيِّنْ أيَّ باطلْ...
لا تُجادلْ...
أو تُطوِّلْ في المسائِلْ...
دونَ طائلْ...
ثُمَّ ترجو  أن تُقاومْ...
أنتَ واهمْ...
قُلتُ خيْلي قبلَ رَجلي...
ورحيلي غِبَّ حِلِّي...
ثُمَّ نزغي بعدَ صوتي...
فيهِ موْتٌ أيُّ موتِ...
ثُمَّ وَسواسِي ومسَّي...
ووجودي في كُلِّ رِجْسِ...
ثُمَّ همزي بعدَ نفثي...
واقتباسي من كُلِّ خُبْثِ...
ثُمَّ نفخِي...
فبهُ أحكمتُ فخِّي...
ثُمَّ ترجو  أن تُقاومْ...
أنتَ واهمْ...
جِدُّ واهمْ...
يا ابن آدمْ...
قلتُ أغرقْ في الْجهالهْ...
وتنقَّل في الْبَطالهْ...
وتعضَّد بالْحُثالهْ...
ليسَ منِّي أيُّ عالمْ...
ليسَ منِّي أيُّ فاهمْ...
ليسَ منِّي أيُّ راحمْ...
ليسَ دُوني أيُّ سالمْ...
وصديقي كُلُّ هادمْ...
كُلُّ موتورٍ وغاشمْ...
ومُبذِّرْ...
لا يُسمِّي في الْولائمْ...
ومُقصِّرْ...
ومُباهٍ بالْعمائمْ ...
ومُزوِّرْ...
ومُحبٍّ للدَّراهمْ...
ومُنفِّرْ...
ومُعسِّرْ...
فجنودي في الشَّوارعْ...
والمجامعْ...
في مناراتِ الْعواصمْ...
لحنُها قصْفُ المدافعْ...
شُربها ذوْبُ المدامعْ...
فتراجعْ...
ليسَ من ميْتٍ يُدافعْ...
فلتعشْ في الْعُمْرِ  قانعْ...
بالمذَّلهْ...
ولتزدْ في الطِّينِ بِلّهْ...
وتمزَّقْ في الْعوالمْ...
يا ابن آدمْ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق