كان مما حكاه لي جدي لأبي - رحمه الله عز وجل - أن تاجرا من أقباط
شندي أيام كان الإنجليز هداهم الله عز وجل يحكمون أرض السودان يعرف بالخواجة
إدوارد بنو سمعان أو إدوارد سمعان ميخائيل، قد تمكن من استدراجه للعمل معه في
مناطق الرباطاب فترة الستينيات، وذلك لمعرفته بهم وبمناطقهم بعد أن اختبره ذات
مرة، وكان أن قدم له عروضا مغرية للغاية في منطقة حجر الطير جنوبي مدينة المتمة
الحالية بولاية نهر النيل السودانية، فوافق على العمل معه بمقتضى التجارة فحسب،
ولم يدر في خلده ولو للحظة، أن هذا الخواجة كان يعمل بجد واجتهاد وتفان منقطع
النظير، من أجل مساعدة اليهود في التحضير والتجهيز لاحتلال أرض فلسطين بحسب الأدلة
المتوفرة، فقد كان يمدهم بالمحاصيل السودانية المهمة ويصدرها لهم عن طريق مصر من نحو
القمح والفول والعدس والفواكه وغيرها.
وقد
تواتر أيضا أن هذا الخواجة الذي كان عضوا في مجلس ريفي شندي يستغل سذاجة الناس
وطيبتهم وجهلهم بالمخترعات الحديثة، فيتجسس عليهم، فهو يدير اسطوانة فارغة في
مجالسهم ومنتدياتهم حتى يسجل عليها كلامهم ومناقشاتهم بغير علم منهم ولا استئذان،
فهم في ذلك الزمان لا يعرفون ماهية تلك المخترعات الحديثة كآلة التسجيل تلك، فيعيد
سماع ما تم تسجيله لهم بغير علمهم ويخبرهم به، حتى توهم بعض من السذج منهم أن له
رئيا من الجن، أو أنه ولي كشفت عنه الحجب برغم حقيقته العقدية فسبحان الله.
وقد
اشتهر بين الأهالي في شندي بكونه مراسلا صحفيا وإخباريا، وهو نفسه مراسل صحيفة (الرأي
العام على وجه التحديد) وأيضا صاحب مكتبة سمير بشندي، وقد ذاع صيت تقاريره الصحفية
والإذاعية التي كان يراسل بها إذاعة إسرائيل الناشئة، وهي لا تخلو من التهكم
الصارخ على السودان والسودانيين كما وصلني، ولديه من الأبناء دكتور سمير ببرايتون،
ودكتور سمعان أخصائي نساء وولادة بالخرطوم، ودكتورة صيدلانية رجاء ولديه ابن أصبح
قسيسا، وثلاث بنات أكبرهن تسكن في الخرطوم وواحدة في مدني والثالثة في أسوان بمصر،
ومن بناته سميرة وماجدة.
وبحجة
وصف البعض له بأنه كان شديد الحب لمدينة شندي والإنتماء إليها حتى وفاته، فإنه
ينبغي علينا أن لا نشكك في وطنيته فهو قد مات وكذلك وطنية أسرته، إلا أن من الثابت
أن له تعاملا خاصا مع اليهود أعداء الإسلام والمسلمين بحكم موقعه وسلطاته التجارية
في السودان.
ولدخول
الأقباط واليهود إلى أرض السودان قصة طويلة ولا يعرف الكثير من تفاصيلها، لكن من
الثابت أن وجود المسيحية قديم جدا في السودان، وقد انتهى تماما بعد تمكن المد
الإسلامي من أرضه وأهلها والحمد لله، حتى جاءت هجرة مضطردة لفئة مسيحية جديدة تعرف
بالأقباط لها أجندتها الخاصة والخفية، كما يفصح رهبانها وقساوستها في أكثر من
مناسبة بغرض استعادة أمجاد وتاريخ الدويلات المسيحية القديمة في السودان بشكل صامت
وخفي، فكوش أي السودان هي أرض الرب التي تدين بدين الرب كما جاء في نبوءات كتبهم
المقدسة، ويقول الدكتور القبطي صفوت فانوس متا، الأستاذ بجامعة الخرطوم عن الأقباط
في السودان، باعتباره أحد المحللين اللصيقين بالصحافة، مستعينا بالأستاذ وليم
زكريا بشارة، مدير قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم:
"من
الصعوبة بمكان تحديد تاريخ بعينه لدخول الأقباط في السودان الذي لم يأخذ شكلا
منظما في عهد الدويلات والممالك في الفترة التي سبقت الأتراك في السودان، ربما
لأنه لم تكن هنالك دولة منظمة يسهل التعايش في كنفها من قبل طائفة منظمة أتت من
دولة مركزية اكتملت أركان مؤسساتها الدينية والسياسية لحد بعيد.
استوطن
الأقباط الخرطوم في فترة ما قبل المهدية، وكان ارتباطهم بها ارتباطا مهنيا يتعلق
بالتجارة وسرعان ما رحل بعضهم إلى أمدرمان للإستفادة من الميزة النسبية الذي يوفره
مشرع أبو روف، الميناء الثاني للخرطوم الكبرى بعد الأسكلا، حيث التجارة المنسابة
عبر النيل شمالا.
هذا
الإفتراض، يبرره وجود بقايا كنيسة قبطية في المكان الذي بنيت عليه الهيئة القومية
للكهرباء وقبور بعض منتسبي الطائفة من كهنة وقساوسة وشعب حسبما قال لنا الأستاذ
رفعت الحكيم، أحد المهتمين بتاريخ الأقباط في السودان.
أول
استيطان قبطي في العصر الحديث، كان في فترة الحكم الثنائي، المصري التركي للسودان
حيث أقامت عائلات قبطية كبيرة في الخرطوم لم تجد عنتا في الإنضمام لدواوين الدولة
الناشئة باعتبارهم متعلمين إبتداءً في وقت عزّ فيه المتعلمين.
الأقباط
والمهدية:
يعتبر مجئ المهدية وبالا على الأقباط وإن بدا
الدكتور صفوت فانوس مخففا لوطأتها عليهم باعتبارها ثورة سودانية خالصة كانت لها معتقداتها
وأهدافها ومشروعا لدولة قطرية مركزية، لكن الأقباط لم ينجووا من قسوة الخليفة عبد
الله التعايشي الذي جمعهم في هجرة غير طوعية كما قال وليم زكريا بشارة، إلى
أمدرمان ليسكنهم في المسالمة أو المسلمانية ليمارس عليهم عسفا لإدخالهم الإسلام.
عقب
زوال الدولة المهدية عاد منهم من عاد إلى المسيحية وبقى بعضهم الآخر على إسلامهم
وفي بعض الأسر تقاسم الأشقاء، الإسلام والمسيحية في تعايش وسلام وإن عادت بعض
الأسر إلى الخرطوم لمطالبة السلطات بحقوقها المسلوبة وممتلكاتها التي ساوت بها
المهدية الأرض مثل عائلة نخلة الشهيرة.
يقول
الأستاذ رفعت الحكيم، إن أقدم كنيسة قبطية في السودان موجودة في وادي حلفا حيث تم
إنشاؤها في العام 1902م ويبرر قدمها لقرب وادي حلفا من مصر حيث لا يفصلها سوى
النيل وتبعا لذلك سهولة انتقال الأقباط إليها ومن ثم دخولهم إلى السودان.
مطرانية
الخرطوم
تعتبر
الكنيسة المطرانية للأقباط الآرثوذوكس في الخرطوم قبالة شرطة المرور، من الكنائس
القديمة - بعد الكنيسة التي تلاشت قبالة حدائق الحيوان - حيث وضع حجر أساسها في
العام 1904م البابا كيرولس الخامس، الذى عاد مرة أخرى في قافلة من الجمال
لافتتاحها في العام 1909م كما قال رفعت الحكيم..
إزدهار الأقباط
إزدهار الأقباط
عندما
سألت الأستاذ وليم زكريا بشارة، عن الفترة التي ازدهر فيها الأقباط، قال إن الإزدهار
عموما يرتبط بالإستقرار السياسي وقبول الآخر واحترام الحريات، ولم ينس وليم أن
يذكر إسهام الأقباط في بناء الدولة الحديثة في السودان لأن الأقباط إذا حلوا
ببلدٍ، أول ما يفكرون فيه إنشاء مدرسة لتعليم أبنائهم وأبناء المنطقة التي يحلون
فيها وللدلالة على ذلك، ذكر رفعت الحكيم أن الأقباط لمّا تنامت مدارسهم، أرسلوا في
طلب بعثة من مصر لامتحان أبنائها في الخرطوم، بدلا عن سفر الطلاب إليها، وفي أول
امتحان يجرى في السودان كان التلميذ يومها عبد الحميد صالح أول الدفعة وهو الآن
الدكتور عبد الحميد صالح السياسي والنطاسي الشهير، ومن المفارقات التي تؤكد
سماحة التعايش القبطي السوداني أن الدكتور عبد الحميد صالح كان في نفس الدفعة التي
خرّجت الأنبا دانيال، مطران الخرطوم الراحل وكان رفيقا له وصديقا.
أقباط
السكة حديد
ارتبط
الأقباط تاريخيا بالأمانة والنزاهة والدقة وربما يبرر هذا ولعهم بالحسابات ومسك
الدفاتر، ومدينة عطبرة تشهد على ذلك فكان عمل الأقباط في إداراتها المختلفة
ابتداءا من قيادة القطار وانتهاءا بالبوستة فكان مألوفا أن تمد يدك بمظروف في طيه
رسالة "لحبيب بعيد" ليضع عليه القبطي طابعة البريد ويختمها بابتسامة
ودودة.
صفوت
فانوس الذى كان جده مراجعا قانونيا ذكر الطرفة التي تقول إن الرئيس الأسبق نميري
زار وزارة المالية يوما وطلب بعض المعلومات فتلكأ بعض الموظفين فاستشاط نميرى غضبا
وضرب المنضدة بقبضته قائلا:
- حتشوفوا شغلكم واللا هسع أملاها ليكم أقباط...؟!
- حتشوفوا شغلكم واللا هسع أملاها ليكم أقباط...؟!
أقباط
وزراء
حين
سألت وليم زكريا، متى نجد وزيرا قبطيا ضحك وقال:
-
والله
غايتو صفوت فانوس قرّب يبقى وزير.
يعتبر
الدكتور موريس سدرة أول وزير قبطي في الحكومة السودانية وهو شقيق اللواء شرطة لويس
سدرة الذي يعود الفضل له في إنشاء المعمل الجنائي وإدارة الكلاب البوليسية وهناك
ميدان شهير يحمل اسمه تخليدا له داخل كلية الشرطة.
في
حكومة التكنوقراط التي عينها الرئيس نميرى عقب طرده الشيوعيين، شغل الدكتور وديع
حبشي منصب وزير الزراعة حيث كان يعمل وكيلاً للوزارة قبلها.. وفي آخر أيام نميرى،
شغل منير اسحق منصب وزير الزراعة في حكومة الخرطوم الاقليمية.
تعداد
الأقباط
يقدر
صفوت فانوس تعداد الأقباط مابين عشرين ألفا إلى ثلاثين، 80% منهم في الخرطوم لأن
الأقاليم أصبحت طاردة على حد قوله ونزح سكانها إلى العاصمة، وصار عليهم، ما صار
على الأقباط أنفسهم،
وشهدت أعوام 90 - 91 من حكم الإنقاذ، هجرة واسعة للأقباط إلى المهجر، كندا - أستراليا وإنجلترا بعد أن كشرت الإنقاذ بأنيابها وتعاطت خطابا حادا فهاجرت كفاءات علمية نادرة في شتى المجالات كما قال د. صفوت، لكن رفعت الحيكم يقول إن هجرة عكسية بدأت الآن على استحياء صوب السودان من المهجر وربما تزداد لاحقا تبعا لمؤشر الإنفراج السياسي وقبول الآخر.
وشهدت أعوام 90 - 91 من حكم الإنقاذ، هجرة واسعة للأقباط إلى المهجر، كندا - أستراليا وإنجلترا بعد أن كشرت الإنقاذ بأنيابها وتعاطت خطابا حادا فهاجرت كفاءات علمية نادرة في شتى المجالات كما قال د. صفوت، لكن رفعت الحيكم يقول إن هجرة عكسية بدأت الآن على استحياء صوب السودان من المهجر وربما تزداد لاحقا تبعا لمؤشر الإنفراج السياسي وقبول الآخر.
إتحاديين
وأمة
تاريخيا
ارتبط أقباط امدرمان بالحزب الإتحادي ولا يحتاج الأمر لتفسير حتى أن وديع جيلي
موسى كان عضوا بالمكتب السياسي للحزب، لكن "الإتحادي زاته وين هسع"؟!
هكذا تساءل وليم زكريا وهو يستعرض مشاركة الأقباط في المكونات الحزبية قائلا: إن
كانت فلسفة الدولة أن تبني السودان على الواقع التعددي فالأقباط حتما مشاركون وإلا
فالإنعزال أسلم.
في
حزب الأمة، اشتهر فكري عازر بإسهامه البيِّن في إنفاذ سياسات الحزب ودوره الوطني
المشهود.
بقي
أن نقول: إن إسهام الأقباط في الحياة السودانية لا يحتاج إلى بيان، فهم نسيج
السماحة وجزالة العطاء وركن من أركان فسيفساء التنوع السوداني الذي يحتاج أن نذكر
معه حكمة الإنجيل: "كل مملكة تنقسم
على ذاتها تخرب".
والعجيب
فيما ذكره الدكتور صفوت فانوس متا - أحد المفكرين القبطيين السودانيين – هو تحليله
جميع الأسباب التي دفعت الأقباط إلى الهجرة إلى أرض السودان، لكنه لم يذكر منها
الدوافع الدينية المتعلقة بهم من نحو التبشير بالمسيحية وتحقيق نبوءات كتبهم
المقدسة في الدخول إلى أرض كوش المذكورة في التوراة وهي أرض النوبة والسودان كما
هو معروف، ولم يتطرق أيضا إلى تعرض بعض فئاتهم للقمع السياسي والديني في مصر مما
اضطرهم للهروب نحو النوبة والسودان.
ولا زلت
أذكر قصة الفتاة القبطية التي أحبت رجلا مسلما من أهالي مدينة شندي المحليين
وأرادت الزواج به فأسلمت لكن أهلها من النصارى حبسوها وعذبوها وجعلوها ترتد إلى
النصرانية مجددا، فأين التعايش والتسامح الذي يتحدثون عنه؟!، ناهيك عن الدور
الصارخ الذي كان يقوم به قساوستهم ورهبانهم ولا يزالون مع نصارى جنوب السودان ضد
الإسلام والمسلمين مما أدى إلى المساهمة الفعلية في انفصاله عن السودان.
حتى مدارسهم
ومستشفياتهم فهي تحت رعاية مباشرة من الإرساليات الكنسية العليا وهدفها الظاهر هو
خدمة المجتمع السوداني لكن الخفي هو ممارسة الكرازة والتبشير بالمسيحية والنصرانية
في المجتمع السوداني المسلم.
ومن الجدير
بالذكر أن الأقباط في شندي يعرفون بـ: "النقادة" ولم يسمع عنهم أو يصدر منهم شيء مشين، أو نشب بينهم وبين سكان المنطقة أي خلاف منذ بداية
وجودهم كما يرى بعض المهتمين
بتاريخ مدينة شندي، وهم الآن يعدون
من السكان الأصليين بالمواطنة التي امتدت لعشرات السنين، ولهم كنيسة في حي الزهور
بمدينة شندي، وبالنسبة لمشاهيرهم منهم السيد حزقيال والسيد
هلال، والسيد لطفي صاحب مكتبة العهد القديم بشندي، ويشتهر بعضهم ببيع المنسوجات من
نحو فرد قماش الدمور، وثياب "الكرب"، والشالات المطرزة في السوق ومحطة الباصات السفرية.
والحقيقة
أنه قد كان هناك العديد من الإقطاعيين اليهود الذين مكن لهم الإنجليز في أرض
السودان، ولعل ذلك من أجل أن القوى الغربية قد قررت ترحيل اليهود إلى يوغندا جنوبي
السودان باديء ذي بدء، لكنهم أصروا على أرض الميعاد المزعومة عندهم وهي فلسطين،
وقد كان لهم كنست أو معبد في قلب مدينة الخرطوم، والحمد لله الذي طهر أرض السودان
منهم، فقد كانوا يقيمون بطولات للجمال بالإضافة إلى البارات والحفلات الماجنة
الخليعة وغير ذلك من الفواحش، برغم إسلام العديد منهم ومحبتهم لأرض السودان.
يقول
الشاعر الشاب التيجاني يوسف بشير متحدثا عن خيرات البلاد التي كان ينهبها الإنجليز
النصارى، واليهود، وسواهم دون أن يستفيد منها أبناء البلد الأصلاء، وذلك في قصيدته
الرائعة ثورة:
وطني في
الصبا الدمى والتما ثيل ومن
أحب وخدني
يا بلادي
أخلصتك الخير و استعفيت ودي إليك
من كل مين
يا بلادي
وأنت أضيق من رزقي مجالا ودون
أخرات أذني
حسب قلبي
من الأسى ما
ألاقي ملء جنبي
من كلال وأين
وبحسبي من
حاجة عوز يدفع نفسي إلى
فراق وبين
قف بنا
نملأ البلاد حماسا ونقوض من
ركنها المرجحن
هي للنازحين مورد
جود وهي للآهلين
مبعث ضن
يستدر الأجانب
الخير منها والثراء العريض
في غير من
أبطرتهم بلادنا فتعالى ابن أثينا
واستكبر الأرمني
ولعل
أبرز شخصية يهودية حكمت دولة إسرائيل المزعومة، كانت من أبناء إحدى الأسر
الإقطاعية اليهودية في السودان وهي بنيامين نتنياهو عليه وعلى جميع المغضوب عليهم
اللعنة، وقد كانت كما تواتر تستثمر أموالها في مناطق قبيلة الشوايقة أو الشايقية من
الشمال السوداني، والذي كان يعرف بعطا عبد الرحمن من أجل تيسير أموره ويتذكره
الأهالي هناك، حيث كانت مهمته كمهمة صاحبنا الخواجة إدوارد تماما وهي إرسال أكبر
قدر من المحاصيل الزراعية السودانية إلى دولة الإحتلال الإسرائيلي الناشئة في
فلسطين عن طريق مصر، وتحت حماية مباشرة من دولة الإستعمار البريطاني، إلى أن يجدوا
البديل المناسب بعد تمكن أمرهم في فلسطين وقد كان، والآن فإن جدي لأبي جد نادم
ومتحسر ويقول ليته كان يعلم بنوايا هؤلاء الخواجات، وخبث سجاياهم، فلو عرف لفعل
بهم الأفاعيل، والأمر الواضح والجلي كما سبق أن أبناء الأمة الإسلامية قد غرر بهم
لغير صالحهم، هدانا وهداهم الله عز وجل.
والآن
فأنا أحمد الله عز و جل كلما مررت بجوار البنك الأهلي في شارع القصر الجمهوري في
قلب الخرطوم، حمدا كثيرا لأنه المكان الذي كان فيه دير للجالية اليهودية قديما، وكذلك
أحمده بشكل أكبر كلما نظرت للمقبرة اليهودية بالقرب من مستشفى الأسنان التعليمي في
الخرطوم وأقول للمدفونين فيها عليكم من الله ما تستحقون، وأحمد الله عز وجل أيضا كلما
قرأت على جواز سفري السوداني عبارة صالح لكل الأقطار عدا إسرائيل، وليس هذا من
قبيل التحامل على المغضوب عليهم من اليهود، لأن المسلم بطبعه، وبحسب ما تمليه عليه
عقيدته لا يتحامل، فالحمد لله مرة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق