(حزقيال توفيق حزقيال) تاجر نقادي نسبا قبطي انتماءا شنداوي النشأة والهوى، وهو بائع أقمشة شهير في مدينة شندي بولاية نهر النيل السودانية، ويقع محله في مربع واحد قبالة أحد مداخل سوق شندي الشهيرة، ويعتبر محله (دكان حزقيال) محطة شهيرة للتلاقي والتوصيف المكاني عند اﻷهالي هناك.
وفي الأيام القليلة المنصرمة توفي (حزقيال)، ولوفاته بكت شندي عن بكرة أبيها وتوجعت، وهو ديدن أهلها في كل بيت، حيث يبكون عند فقد أي فرد عزيز من أفراده، وقد تشارك أهل شندي جميعهم الحزن والوجع في وداع ابن المدينة (حزقيال توفيق حزقيال)، فهي مدينة عريقة تجسد
التجانس الكبير والتداخل والتسامح الديني العظيم، حيث الإنتماء فقط لشندي بعيدا عن القبيلة والأصل والدين.
وقد كان لأقباط مدينة شندي كبير السبق في إدخال (الحداثة) و(الموضة) إن صح التعبير في كثير من تفاصيل المدينة وبالأخص في الجانب الإقتصادي.
حيث نجد جلابية العيد تفصل في دكان (حزقيال)، وقد لبس أهل شندي منه كثيرا وتزين العريس من محله بالشال والعمة السودانية وهو (قبطي) تشرب عادات أهل المدينة فأصبح يناقشهم حتى في مقاس الطاقية.
ولأجل ذلك فإن أصالة قماش (حزقيال) أصالة لا تنافس وبريقها الخاص لا يجارى ولا يوجد إلا عنده فقط.
وقد تفرد الأقباط في منتجاتهم التي تعمر مدينة شندي وتخصصوا فيها، ولهم دور ملحوظ في التنوير المعرفي فهناك مكتبة العهد الجديد لصاحبيها (لطفي وسمير) والتي كانت من أوائل بوابات المعرفة في شندي حيث الجرائد والصحف السيارة، وحيث مجلات ميكي وسمير وماجد والمغامرون الخمسة والشياطون الثلاثة عشر ومجلة العربي ومراجع أخرى متعددة في الدين الإسلامي؛ ولا أزال أذكر تلك المسافة التي كنا نقطعها سويا أنا وابن خالتي عاطف فزع من (الحلة) للحصول على إحدى هذه المجلات والروايات الشيقة من مكتبتهم.
ولا ننسى (تانج) ميلاد حنا وصلصته، ولا أفضل أو أروع من باسطة (إدوارد) في مربع واحد التي تمنحك طعم (الباسطة) الحقيقي، و في المجال الصحي هناك أيضا صيدلية (إدوارد)، والبصير (نصحي) الذي كان يجبر الكسر ويعالج الرضوخ والفكك في دكانته التى يبيع فيها (الحلاوة الطحينية) و(زيت السمسم) الأصلي؛ وقد اشتهر عند لاعبي كرة القدم في مدينة شندي وضواحيها حيث كان يعالج أي لاعب يصاب في ميادين اللعب والكرة من غير بنج أو حقن مخدرة، فهو بذلك يشبه في عمله أخصائيي الطب الرياضي والإصابات والعظام في الطب الحديث.
والأقباط الذين يطلق عليهم في مدينتي مصطلح (النقادة) يعتبرون عنصرا مهما من مكونات النسيج الإجتماعي بالمدينة يعرضون منسوجاتهم القطنية من (فراد وشالات وجلاليب دمور) مؤكدين بها إسهامهم الفعال في تمييز المدينة واختصاصها بصناعة تطورت كثيرا.
وفي جانب من جوانب المدينة ومداخلها الشهيرة وكثيرة التردد توجد لافتة واثقة، لم تعرف بجملة، ولم تلحق بتوضيح، فكلمة واحدة كفيلة بتأكيد أن المتجر شهير ومعروف والشهير لا يعرف، تلك اللافتة كتب عليها (حزقيال) وكفى.
وقد عرف حزقيال بكونه تاجرا سمحا خلوقا ترتسم على وجهه ظلال ابتسامة ملازمة وصافية وقد تفنن في إرضاء زبائنه حتى يخيل إليك أن ه لا بائع سواه في سوق شندي، رجل يقف خلف تسامحه وأناته وصبره قول المسيح عليه السلام:
(الماء فاغتسلوا من الآثام حين يفكر التعساء منكم في القصاص).
لم يكن الرجل حبيس متجره، بل كان قامة اجتماعية متدفقة لا تتخطاها العين في الأفراح والأتراح، وهو يتنقل بين الناس بابتسامته الساحرة وطلعته البهية وخطاه المسرعة وملابسه المجاهرة بالأناقة.
وبذلك فقد أصبح حزقيال بجدارة رمزا من رموز مدينة شندي، فقد ظل الرجل يسعى منافحا عن مجتمعها الذي شارك في لجانه وتنظيماته، وشكل حضورا جليا فيه ولم يتمترس خلف إحساس سلبي لكونه من أقلية ذات معتقد مغاير فانبرى لكل تكليف وحفته محبة الجميع، وأصبح الرجل رمزا لعلو الهمة والمبادرات الفاعلة حتى اختير عضوا بمجلس إدارة جامعة شندي ولم يكن ذا حظ مقدر من التعليم.
وكان قبل فترة قد أصيب بوعكة صحية مفاجئة حيث ظلت الأعين تتفرس وجهه الباسم الذي ما لبثت ابتسامته تضيق شيئا فشيئا، وحضوره المتدفق ينحسر قليلا، وبعض أعذاره تنوب عنه حضورا في أكثر من مناسبة حتى أعلن عن نبأ حزين، فهو يحزم أمتعته مستشفيا في ألمانيا.
خرجت شندي عن بكرة أبيها مودعة للرجل، وداعية له بالشفاء؛ ولم تكف الهواتف الذكية منها وغير الذكية عن المتابعة وما انقطع الرنين حتى هاتف من يبشر أن حزقيال قد تعافى.
عاد بعد غياب بعافية كاملة، وصحة تامة، وبذات الإبتسامة والترحاب، وعاد كما عاد الناس لمتجره الذي يرتدي البشاشة، والمدينة تفيض فرحا وتؤكد أنها مجتمع التسامح الديني الفريد وأنه لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، ومجتمع شندي يسمو ويؤكد متانة الروابط الإنسانية.
وقد عبر الناس إلى بر آمن على متن قارب كتبت عليه عبارة موحية للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير في الخلق).
وفي يوم الإثنين الموافق للثامن عشر من شهر ديسمبر من العام الجاري 2017م وفي مستشفى المك نمر الجامعي، فقدت شندي رمزا من رموزها السامقة وركنا ركينا من أركانها وعلامة بارزة من علاماتها.
مات حزقيال توفيق حزقيال بعد صراع طويل مع المرض اللعين.
جاءت أسرة حزقيال بقيادة والده توفيق حزقيال من (نقادة) وهي موضع بجمهورية مصر في ظروف خاصة قال عنها البعض إنها ذات دوافع اقتصادية وتجارية لا غير، واستقر بها المقام بمربع (1) بمدينة شندي في السودان، وقد كان توفيق حزقيال يرتدي العراقي والسروال مثل سائر أهل شندي في ذلك الزمان، ولكنه كان يضيف عليهما الصديري الصعيدي.
جاء الأقباط لشندي فأحبوها وأحبتهم، قليلون منهم عملوا بالتجارة خاصة تجارة القماش وعلى رأسهم أولاد أبسخيرون (إبرهيم ويوسف) ومنهم من عمل في الخردوات مثل (متى صليب) ودكانه بسوق مربع (11) ونونو جرس شقيقة (باسكال) ودكانها بمنزلها بمربع (1) وسعد ميلاد وإدوارد سمعان وكانت محلاتهم راقية تضاهي المتاجر الكبيرة الفاخرة في الخرطوم.
عمل معظم النقادة في صناعة النسيج اليدوي، حيث كانوا ينتجون (الفردة والقنجة).
اشتهرت شندي بالدمور اليدوي فقد سبق الأقباط في صناعة النسيج أسرة (الجبلاب) بمحافظة المتمة.
تطورت صناعة النسيج في النوراب على يد الراحل المقيم الحاج كمال الدين أحمد.
أدخل الأقباط ثقافة جديدة وهي فضيلة العمل لكل أفراد اﻷسرة، فهم كلهم يعملون الرجل والمرأة والأولاد والبنات كبارهم وصغارهم.
بعضهم يجهز الغزل في (البوص) والآخرون يتناوبون على المنسج الذي يعمل ليل نهار.
يخبزون الرغيف (أبو قرون) في بيوتهم مرة واحدة في الأسبوع فيضمنون خبزا جيدا وبتكلفة قليلة.
حزقيال ابن من أبناء شندي الأوفياء، أحبه أهل شندي وأحبهم.
كان ودودا لا تقابله إلا مبتسما هاشا باشا، يقضي جل وقته في خدمة الناس.
دكانه ملتقى لأهل شندي، يأتيه الكبير والصغير، المرأة والرجل، كان لا يفرق بين غني وفقير ولا كبير وصغير ولا متعلم وغير متعلم، الناس عنده كلهم (أولاد تسعة).
الموظفون والموظفات يقضون حوائجهم (بكتمان) عند حزقيال يستدينون منه القماش والثياب والنقود.
يسجلها في دفتر (الجرورة)، ولم يلاحق قط واحدا من زبائنه.
كان حزقيال جعليا يعتز بجعليته، فالجعولية ثقافة عند البعض قبل أن تكون قبيلة أو جنسا، الأقباط يحلفون بالطلاق بالثلاثة (ويسفون التمباك) ويتعاطون (الشربوت والجنزاية والبوقنية) ويجاملون العريس بأن يخلعوا ثيابهم ويجلدوا بالسوط إكراما للعريس كعادة الجعليين (مثلما فعل ابن فادي أديب قبل أشهر وتداولتها الوسائط الإجتماعية).
وكان كثير من أهالي شندي يعاملونهم بالمثل حيث يحضرون معهم (الإكليل) في كنيستهم القابعة في حي الزهور الشنداوي عند الأفراح ويحضرون القداس عند الأتراح، ويقادح كل منهم الآخر ويشيعون موتاهم معا.
كان أديب فاخوري يجهز المايكرفونات لصلاة العيدين ويتنقل بسيارته الخاصة بين مواقع الصلاة ليوفر المايكرفونات للمصلين.
هكذا ولهذه الدرجة اندمج الأقباط في مجتمع شندي وصاروا جزءا لا يتجزأ منه، وقدموا نموذجا للتسامح والتعايش الديني لا أحسب أن له مثيلا في كل الدنيا.
تصور يا حزقيال بعد كل هذا التعايش تضع أمريكا شرطا لرفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب (التعايش والتسامح الديني)!.
مات حزقيال (الحبوب) فبكاه المسلمون قبل النصارى، بكاه أهل شندي الموجودون فيها، وبكاه أهل شندي في مهاجرهم بالداخل والخارج.
سيفقدك الجميع يا حزقيال في كل المناسبات السياسية والإجتماعية والإقتصادية، فقد كان فاكهة مجالسها.
مات حزقيال وهو سعيد أن يحقق الأهلي شندي كأس السودان مفخرة لشندي كأول فريق في الولايات يحصل على هذا الشرف بعد الإتحاد مدني (الإتحاد أحرزه عندما انسحب منه المريخ والهلال).
احتفلت شندي واحتفل معها حزقيال وهو طريح الفراش بهذا النصر المؤزر.
مات حزقيال حزينا أمسية الإثنين في نفس اللحظة التي استخدمت أمريكا الفيتو ضد العالم كله الذي رفض أن تكون القدس الشريفة عاصمة لإسرائيل كما أرادها ترامب!.
القدس التي فيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وقبة الصخرة وحائط البراق ونخلة السيدة مريم وكنيسة القيامة، منحها ترامب لليهود (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق)، ولكنها يا حزقيال ستعود رغم أنف أمريكا وبعض المتآمرين.
وقد نعاه رئيس مجلس جامعة شندي وأعضاء المجلس ومدير الجامعة والعاملون فيها، فهو عضو مجلس الجامعة، وكان له أدوار متعاظمة تجاه الجامعة وتفاعله مع برامجها وأدواره تجاه مجتمع شندي ممثلا لشريحة الأقباط في كافة الفعاليات الرسمية والشعبية بالمحلية.
وما أن نعى الناعي خبر الوفاة حتى تقاطر الناس إلى منزل حزقيال من الريف والحضر وكان يوما عصيبا وحزينا على شندي.
ذلك التوافد لم يصدر من فراغ فقد كان حزقيال متواصلا مع كل فئات المجتمع في سرائهم وضرائهم وكان لحزقيال حب خاص للفقراء والمساكين وكان متواصلا معهم بدعمه الخفي الشهري، ذلك الدعم الذي لايعلمه إلا القليل من أصدقائه والمقربين إليه وقد ظهر ذلك على السطح عندما سافر الرجل لألمانيا بغرض العلاج وهناك وداخل غرفة الإنتظار للعملية يذكر شندي وربوع شندي ويتذكر الفقراء ويتصل بأحد الأصدقاء بشندي بأن هناك (مظاريف) داخلها مبالغ نقدية، عليها أسماء أصحابها وعناوينهم، ويرجو من الصديق لو تكرم أن يذهب لمنزله بمربع واحد ويستلمها من الأسرة ويسلمها لمستحقيها في شندي وبعض القرى من حولها، ويقول صديقه (محمد) وكله دهشة واستغراب، وقد أكد أنه ذهب بالفعل واستلم تلك المظاريف ووزعها على أصحابها.
كانت هذه الدعومات يخرجها حزقيال شهريا لأولئك المساكين وكان يحرص كل الحرص أن يسلمها بنفسه حتى لا يشعر مستحقيها بالحرج.
سنوات طويلة من الدعم والسخاء ولا أحد يعلم عن ذلك، وهذا سر توافد الناس عند سماع نبأ وفاته.
أما تكفله بدفع تكلفة العمليات الجراحية للذين لا يستطيعون فهذه لا تحصى ولا تعد.
مضى حزقيال لكن لم تمض مواقفه الإنسانية بل ظلت واقفة كمحطته الكائنة في شندي معلما بارزا فيها.
مات الراحل وبقيت محطة حزقيال وستظل رمزا وجسرا للمحبة والسلام.
مضى حزقيال وستظل أعماله يذكرها له الناس في شندي مثلما يذكرون ولا زالوا يذكرون الجد أديب فاخوري ذلك الذي كان يملك محل بيع وصيانة المايكروفونات الوحيد في شندي، فقد كان الرجل يتكفل بتركيب وصيانة مايكرفونات المساجد وكان يجهزها في مناسبات صلاة العيدين والمولد النبوي الشريف دون أن يأخذ مقابلا لذلك.
ولن ينسى أهل شندي العم نبيه قلادة وهو يخرج بصينية الإفطار خلال شهر رمضان المعظم في الشارع العام.
ولن تنسى شندي صدق وأمانة ونزاهة الأقباط في البيع، وقد تحدث الكبار من أهلنا المزارعين أن تجار الأقباط كانوا موضع ثقتهم قبل أن يعرف الناس الخزن والبنوك فقد كانوا يؤتون بكل ما تجود به محاصيلهم ليحفظها لهم التاجر القبطي ويستدردونها متى ما طلبوها.
ويقول منتسبي شرطة ولاية نهر النيل وقسم شندي تحديدا وشرطة المحلية أنه لم يعرض عليهم في يومية من يوميات الحوادث قبطي واحد اتهم بخيانة أمانة أو اختلس مالا عاما أو سرق أو احتال أو ارتشى، وحتى في حالة المخالفات البسيطة تجدهم أول من يسارع لقسم الشرطة ويعفو ويسالم ويسامح.
أما بالنسبة لاسمه حزقيال فهو نبي مقدس في اليهودية والمسيحية والبهائية وهو كاتب سفر في الكتاب المقدس، وسفره عبارة عن تنبؤات بخصوص سقوط القدس بيد البابليين وسقوط الأمم المجاورة وأيضا بخصوص عودة اليهود إلى القدس وإعادة بنائهم للهيكل وتكلم أيضا عن المسيح وقد عاش ما بين سنتي 622 ق. م. و570 ق. م.
وقد كان حزقيال من اليهود المسبيين الأوائل لبابل، حيث تم سبيه في سنة 597 ق. م. إلى نهر الخابور.
ويقال أنه نفسه ذو الكفل النبي المذكور في القرآن الكريم.
التحية والتعازي في مجملها لكل الجالية القبطية في السودان عموما وبالأخص في مدينتي شندي ونسأله تعالى أن يتواصل هذا التسامح والود بين المسلمين والأقباط كيف لا وقد أوصانا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نستوصي بالأقباط خيرا.
ولنتعرف على شخصية حزقيال أكثر اسمحوا لي أن أنقل لكم هذا الحوار الصحفي الجميل والذي أجرته معه جريدة الصحافة السودانية في عددها الصادر بتاريخ 15/4/2011م:
حزقيال توفيق حزقيال: سر تجار مدينة شندي وصاحب المحطة الشهيرة
ونسة: عمار هاشم
حزقيال توفيق حزقيال واحد من أشهر تجار شندي في مجال تجارة الأقمشة من مواليد مدينة شندي مربع واحد، أب لأربع بنات وله ستة من أحفاده التقينا به في ونسة من دار جعل استقبلنا بترحابه المعهود ودردشنا معه وحدثنا عن حياته العملية وحب أهل شندي له، ومحطة حزقيال أصبحت من أهم معالم شندي في شارع السوق الرئيس وكانت ونسة تحكي عن روعة حزقيال وطيبته.
* مرحب بيك عمنا حزقيال في ونسة؟
أهلاً بي ونسة وبي ناس الصحافة *
في البداية حدثنا عن بدايتك للتجارة *
بدأتها يوم 25/5/1969م نحن شغالين بنعمل ونجرد ومارشات نميري شغاله
سوق شندي الأمس واليوم؟ *
* سوق شندي يختلف إختلافا كبيرا عن الأمس سوق شندي اليوم لو مشيت السوق ما بتعرف زول، زمان فيها أعلام بارزه إفتقدناها أمثال المرحوم خالد حسن حسين، عبدالرحيم أبو دقن محمد إبراهيم النعيم وعلي كريم الدين وديل كلهم معالم شندي الكبار وأسياد البلد وأسياد السوق وهسه ديل اختفوا من السوق.
التجارة شطارة ؟
* زمان التجارة صدق وأمانه ومعاملة وأحسن مقابله هسه اي زوووول بشتغل تاجر وفي تجار ما بعرفوا يتعاملوا مع الناس ولا يعرفوا يودعوا الناس بس إسم تجارة، والتجارة أصلا تعرف الناس وتقابلهم كويس والتجارة فن وذوق.
* سوق شندي إقتصاديا كيف بعد الكبري؟
* شندي تطورت شديد من الفترة السابقة من 2000 حتي الاّن نهضت نهضة كبيرة ،وكمان كبري المك نمرة ح يدفعها خمسين اوستين سنة لي المستقبل ، والحمد لله
* هل أضاف الكبري لحزقيال جديدا ؟
* وأجاب باسماً تجارة الأقمشة فيها كساد عام وليس في السودان وحده ولا حتى شندي بل العالم كله.
* الملابس الجاهزة اتعبتكم ؟
* الملابس الجاهزه غزت السوق ونحن هسه بنشتهر بالفرده وجلابية الدمور والشال الرجالي والفرده النسائية ،وأما تجارة الأقمشة توقفت خالص ،،واصبحنا نعتمد على الملابس القومية التي تصنع في شندي وهي بقت عنوان لي شندي والذي يأتي الي شندي من كسلا والخرطوم والابيض وبربر ومن نيالا يقولوا ليك عايزين الحاجات القومية بتاعت شندي وناس شندي بودعوا ضيوفهم بالهدايا ، والزول البيجي شندي لازم يشيل معاهوا هدايا زي الحجاج لما يمشوا مكه ويجيبوا معاهم سبح وطواقي.
* تجارة الأقمشة عائدها المادي ضعيف؟
* نعم عائدها غير مجز وضعيف بس قالوا الولف قتال ،لكن ما بخليها وفي أصناف شغاله وما اتأثرت زي مشمع الارض الملايات والستائر دي كلها حاجات ماوقفت وشغالين فيها وما عندي شغل غير تجارة الأقمشة والحمد لله
تجار شندي القدامى الأقباط أين هم الآن؟ *
* في ناس رحلوا وهجروا شندي وخلوا البلد زي فادي أديب غير من شغل الاقمشة وعمل ليه صيدلية ، ومدحت من الاقمشة الي التصوير والكاسيت والفيديو،مجال الأقمشه خلي الناس تتجه الي تجارة اخري.
كلمنا عن علاقة الأقباط بالمسلمين في شندي؟
* شندي بالذات تختلف عن كل مدن السودان ما في علاقة بس، في محبة وديل اهل في الفرح والكره ، والخير والشر والحالة واحدة وانا ما برضي يقولوا ليا في فرق بينكم الإ بس الفرق في الدين ،وبيناتنا الاحترام.
* حزقيال يتمتع بحب ناس شندي حتي أصبح اسمه محطة كبيرة في شندي؟
* علاقتنا الوطيده مع ناس شندي ومحبة الناس لينا هي الخلت حزقيال محطه لايمكن تجاوزها
علاقتك بالفن السوداني *
* استمع لي الفنان الرائع محمد الأمين ولوعندي عشرين شريط ح تلقي 19 شريط لي ودالامين .
* محمد الامين ولا محمد عبد الوهاب أم كلثوم ؟
* ضحك وقال وبرتاح للفن السوداني أكتر من العربي
ماذا يعني لك مربع واحد فى شندي ؟
* مربع واحد الطفولة الشباب الإنتماء والنشأة وهوكل شيء في حياتي
كلمه أخيرة؟
* شكرا علي الونسة الجميله في صحيفة الصحافة وأقول السودان ده في القلب وفي العين وعلى الرأس وأعتز جدا بأنني دفعة أصدقاء كتار جدا أمثال علي قسم السيد وهاشم السيد وأعلام بارزة في الوطن أمثال سعادة الفريق الفاتح عبد المطلب والفريق عبدالحميد بروزة ودكتور أحمد لوكا وسعادة السفير عبدالحليم بابو وديل كلهم أخواني وأصحابي وتربطنا بيهم كل المناسبات وده سودانا الكبير.
ورغم ظهور حزقيال كتابع مخلص للكنيسة القبطية إلا أن هناك أصواتا كثيرة في مدينة شندي تتحدث عن اعتناقه للدين الإسلامي بصورة سرية لأسباب قوية وأنه اضطر لإخفاء إسلامه بسبب حرصه على أسرته وخوفه على مشاعر أبنائه وقلقه من المتطرفين في كنيسته؛ حيث كان آخرها ظهور شيخ وإمام مسجد في شندي مطالبا بالصلاة على حزقيال صلاة الجنازة الإسلامية ودفنه في مقابر المسلمين كونه مسلما إلا أن الناس ذكروا له أنه لا يجوز ذلك كونه لم يظهر إسلامه ولم يشهد عليه في المحكمة الشرعية؛ وعليه أن يترك أمره لله عز وجل فهو وحده العالم بحقيقة أمره.
وفي الختام نقول البقاء لله جل جلاله.
وكل عام وأمتنا السودانية بكافة أطيافها بألف خير وطمأنينة ومحبة وازدهار.
عرض: د. مجدي الحاج