تحية إلى السودانيين في أبوظبي
____________________________
حبيب الصايغ
أطلق النأي نايه والصهيلا
ثم أجرى من الخيال خيولا
ثم لم ينأ ثم لم يدن، لكن
ناله الشوق جامحاً وقتولا
والتقت ذروتان نبضاً وومضاً
والتقت قمتان طَوْلاً وطُولا
الإمارات موئل النبل والسودان
تأبى إلا الأبيَّ النبيلا
والامارات توأم المجد والسودان
إن الأصيل يهوى الأصيلا
قالتا المجد. قالتاه كأن لم
يك من قبل أن تقولاه قيلا
بأبي تلكم الربوع جنوباً
وشمالاً، شمائلاً، وشمولاً
أيها الأهل ان في القلب منكم
وطناً خالقاً ووقتاً جميلاً
ضمنا، مثلكم، ضمير قديم
فحللنا في الفاتحين حلولا
ومضينا نبني ونهدم للمعنى
عقولاً ونهدم المعقولا
ومضينا في ظل زايد أنداداً
كباراً نسير والمستحيلا
ومضينا بعض لبعض رداء
والتقينا محبة وقبولا
والتففنا على العروبة قلباً
واحداً واضحاً خليجاً ونيلاً
أيها الأهل بيتنا الشمس تفسيراً
وعنواننا الندى تأويلا
وهوانا الركض البهيّ الى الوهج
وان نسبق الفصولا قليلا
انتم حلية القلوب وزادت
من هوى زايد فلا لن تحولا
شعب حرف وحرفة صاغه الله
على مهله قبيلاً قبيلاً
زايد لم يزد ولكن تعدى
في زياداته، فرجَّ الأصولا
وانبرى للفروع غصناً فغصناً
وحقولاً ريانة وحقولا
واستبدت أقماره بالليالي
فاحتواها، فبُدلت تبديلا
لهف نفسي من بعده كيف نُسقى
فإذا كان.. كيف نشفي غليلا؟
يا أبانا وشيخنا وسمانا
وضحانا وفيأنا والمقيلا
ودنانا وديننا ودوانا
ولوانا وتيهنا والدليلا
علة الدهر أن مثلك يمضي
تاركاً خلفه الزمان عليلا
إن في جيلنا انشغالات جيل
كان للرأي والمواقف جيلا
إن في جيلنا الأعاصير إلا
بعضها والحتوف إلا فضولا
والتقينا جيلاً وجيلاً كأن الوحي
يرعى اللقاء والانجيلا
وكأن الأيام توقظ فينا
كلما الشوق يستفيق رسولا
أيها الأهل، فالدماء شموخٌ
وانتهاءٌ الى عناصر أولى
يشهد الرمل في أبوظبي والبحر
كذا والسماء ميلاً فميلا
انكم صنتم الوفاء بناءً
وانتماء “زولاً” يسابق “زولا”
كل زول قد رقَّ أو شفَّ حتى
أوشك الصعب حوله أن يزولا
وتمادى في وجده وتمادى
فحكى آية الشعاع نحولا
وتبدى كأنما أرهقته
عزة النفس شاغلاً مشغولا
ايه يا معشر الكرام وأوفى الناس
كنتم بين الحنايا نزولا
__________
ألقى الشاعر قصيدته في “ليلة وفاء” أحياها سودانيون في أبوظبي تخليداً لذكرى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق