بدء مرحلة الحداد - قصيدة الفارع في مهرجان ملتقى النيلين الشعري الأول في الخرطوم
ألقيت هذه القصيدة في مفتتح مهرجان ملتقى النيلين الشعري الأول في الخرطوم مايو 2011م - شاعرها الفلسطيني الفارع:
هلال محمد الفارع
من أين يأتي الشعر يا خرطومُ
وفم الحروف ببحره مفطومُ
وقرائح الشعراء أنهكها الطوى
وعلى رؤاها الحائمات تحومُ
والخابرون فنونه وجنونه
يتضورون وصوتهم مكتومُ
غابوا وحل الوهم في ساحاتهم
ويكاد ينعب في مداها البومُ
فإذا المحابر لجة تشقى بها
نتف تشظى خلفها موهومُ
وإذا المنابر نهفة شعرية
يشقى بها الممدوح والمذمومُ
من أين يأتي الشعر لا أدري أنا
لا حاكم يدري ولا محكومُ
ضن القريض وأقصرت آلاؤه
وتطاول المنظوم والمزعومُ
لا حبره لا بحره لا دره
لا سحره لا سره المختومُ
لا شيء يلمع من بوارقه التي
حملت بها كرمى القصيد نجومُ
لكن فصلا فارقا من كبره
تأتي به من كبرها الخرطومُ
*****
من أين يأتي الشعر والطرقات مقفلة
وهذا البحر محسور المدادْ...
وعلى تفاعيل الخليل حراسة
من ألف جني غلاظ والألوف من الشدادْ...
من أين يأتي بينما العشاق ماتوا قبل أن يتزاوجوا
أو ربما قد ضاع معظمهم وضلوا
بعدما انتظروا طويلا ثم لم تأتي الجيادْ...
لا بج واشترطت نساء العاشقين بياض خيل العاشقين
وحين لم يأتوا ولم تأتي الخيول غرقن في صهل السوادْ...
من أين يأتي الشعر للشعراء
والأقلام حافية
وسوق الحرف يطحنها الكسادْ...
والغانيات تسربت أقدامهن
إلى شرايين العواصم تحت أسماء مزورة
وباسم الفن يحكمن البلادْ...
من أين والتجار عفوا واللصوص يتاجرون بلحمنا
لحساب سين في الصباح وفي المسا لحساب صادْ...
من أين يأتي الشعر
لا سلمى تسرح شعرها في ضربه
لا هند تجدل من ضفائرها فنون عروضه
لا قدس لا بغداد لا عمرو لا ابن زيادْ...
ولمن سيأتي الشعر والضليل والأعشى وديك الجن
ما عادوا من الأسفار واحتضر الذي البيداء تعرفه
لدى فلتات ضادْ...
بان الخليط وقطعوا حبل الوصال وبان آخرهم وما بانت سعادْ...
فبأي أشعار الحواة تصدقان إذن وما بجراب أمهرهم عتادْ...
وبأي نار يصطلي برد القوافي
بينما يزور هذا النفخ في جسد الرمادْ...
شعر على نثر على شعر على نثر
فأشعار منثرة
وأسماء مزورة
وأبواق مصوبة
وألقاب مذهبة
ومرضى ثم فوضى ثم نرضى تحت بند حداثة الأشعار
في باب الحيادْ...
ما عاد في وادي القوافي أخضر الرشفات
أو زاهي الحفيف كأنما عصف
وقد مر الجرادْ...
سأمر والإفلاس يملؤني
لأعلن بينكم موت الحروف
وبدء مرحلة الحدادْ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق