الثلاثاء، 12 مارس 2019

هي راودتني - للشاعر السوداني أبو بكر الجنيد يونس

هي راودتني 
غلقت.. أبواب أحزاني 
وقالت: 
هيت لك 
هي زينتني للأئى.. 
قطّعن أيديهن حين رأينني 
أكبرنني..
وخرجت ممتلئاً بها بشراً ملك 
هي أوقدت ناراً وألقتني بها
"يا قلب كن أنت الخليل 
يا نار كوني..."
جئت أقبس جذوةً 
شمساً أضيء بها الحلك 
نوديت " ألق عصاك إنك في رحاب العشق 
في الوادي المقدس ممتلك" 
ألق العصا.. 
انبجست.. ينابيع المسرة من.. صخور الهمِّ
كنتُ أجول منفرداً بوادٍ غير ذي زرعٍ 
فزمزم ماءُ آمالي 
وأفئدةٌ من العشاق تهفو..
كلهم سلكوا إذ الطوفان جاء معي 
على متن السكينة فالنجاة لمن سلك 
لو أن نون الحزن يلفظني 
فأبلغ مجمع البحرين.. ألقاها 
لعَّلي باخع نفسي على آثارها أسفاً 
يُردُّ قميص أفراحي إليَّ
الصبر صبري.. والصليب.. صليب من.. 
خان الأمانة إذ هلك
هي أخرجتني.. دثرتني بالمحبة 
هاجرت بي قبل أن يرتدّ طرف مواجعي سرّاً إلى.. 
حيث ارتقينا في الأعالي منتمين إلى الفلك..
هي أوحت الإبداع لي فسريت شوقاً نحوها 
عرجت إليها مهجتي عشقاً ملك
غنت مزاميري .. أرتل شجو روحي:
"يا ابن أمتسوّر المحراب حزني 
كنت في المهد صبيا 
رطب النخلة يسّاقط من حولي جنيا
وأنا أشتاق أن أبعث في عيني معذبتي نبياً" 
هكذا غنيت لك
هي أشعلتني.. أشعلت لغتي 
يكاد الحرف يحرق سنة القلم.. الصحيفة 
واللهيب يظلّ يجلوني فيأتلق البريق
لغتي تفتش في مصادرها عن الصمت المعبّر في جمال 
عن تباريح الحريق 
وأنا أحاول رغم ما أحياه في غيبوبتي أن أستفيق 
هي والقرنفل يزدهي.. مرحاً .. عليها جنة.. ألق 
رسالة أن نظل مع البساطة.. سالكين 
قالت قرنفلة لأخرى حينما رأتا انبهاري: 
هل ترين عليه سيما غير سيما العاشقين..؟!
ردّت عليها 
- والحصافة.. سرُّها العدوى- :
أراه ذائباً حسداً لنا.. 
لكنّه حسدُ الصبابة والحنين.
وتضاحك العقد السعيد بنحرها الرحب المصون
ما أسعد – الدهر – القرنقل وهو يحظى بالمقام المستكنِّ فيستكين
ما أجمل اللغة التي تحظى
بمن سبت القصيدة منذ آلاف السنين
هي والقرنفل أنبتا عشقي 
قرنفلةً... قرنفلةً
قرنفلةً... قرنفلةً
نخيلاً.. غابتي فرح بواديَّ الحزين 
هي مقلتان أضاءتا قلبي 
أفيء إليهما عشقاً.. تظللني رموشهما 
فأمتلك الوسامة 
هي مهرة.. فرس شموس.. شمس دفءٍ..
نخلة.. ثمراً وقامة
يا ليتني في بحر عينيها رؤىً.. 
يا ليت لي في قلبها الحاني إقامة 
سلبت جناني مثلما سلبت من المطر الندى 
ومن الملائكة ابتسامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق