الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018

"رسالة إلى بلقيس" - للشاعر السوداني: الفاتح حمدتو

بـلـقـيـسُ إنـي
قــد أتـيـتُ 
مـع الـزمـنْ
لأعـُانـقَ الـتـاريـخَ 
فـي شـط ِّ الـيـمـنْ
أنـا عـاشـقٌ
قـد جـئـتُ 
أستبقُ الـخـُطـى
لا أسـتـريــحُ 
ولا اُبـالي 
بالــوهــنْ
وطـنُ الـعـروبـةِ 
فـي دمـي 
وخـواطـري
وأنـا 
وحـيـثُ الـعُـرْبُ 
يـمـتـدُّ الـوطـنْ
فـشـددْتُ رَحْـلي 
والـنـُجـومُ مـقـاصـدي
والـوجـدُ يكـمُـنُ 
بـيـن روحـي 
والـبـدنْ
وقـَـدِمْـتُ 
يـا صـنـعــاءُ 
أَنـشُــدُ راحــة ً
وأُبــلِّــلُ الأشــواقَ 
عــنـدَكِ 
يـا عــدنْ
الـقـلـبُ يـأمـلُ 
فـي الـوصـال ِ
أحـبـَّتـي
والـشِعـرُ يـنـضَـحُ 
بـالأمـاني 
والـشـجـنْ
قـد ذُبـْتُ 
يـا بـلـقـيـسُ
عِـشْـقـاً عـلَّـنـي
أجـدُ الـسـكـيـنـة َ
عـنـد مـأرِبَ 
والـسـكـنْ
فـلـَكَـمْ تَـعِـبْـتُ 
مـن الـتـنـقـُّـل ِ
فـي الهـوى
وأضَـعْـتُ قـلـبي 
في الغـرام ِ
بلا ثـمـنْ
لـكـن بـوصْـلِـكِ 
لـن تـَتِـمَّ سـعـادتـي
فـالـْهَـمُّ يـا بـلـقـيـسُ
أكـبـرُ 
والـحَـزَن
مـَلـَكَ الـفـؤادَ 
وهـاجَ كـلَّ مشـاعري
والـسـيـفُ غـابَ 
فـأيـن سـيـفـُكَ 
ذي يَـزَنْ
والغـاصـبُ الهَـمـجـيُّ 
يَـسـلـُبُ أرضَـنـا
مـا بـالـُـنـا 
أيـن الـقـويُّ 
الـمـؤتـمَـنْ
مَـنْ لـلـطـُفـولـةِ 
تـُسـتـبـاحُ دماؤهـا
أيـن الـشـهـامة ُ
سـادتـي 
عـنـد الـمِـحَـنْ
لـُبـنـانُ يـكـتـُبُ
لـلـخـُـلـود ِ شَهـادة ً
لـلـهِ دَرُّكَ
فـي صـُمـودِكَ
يـا حَـسـَنْ
وعـلـى امـتـدادِ الأرض ِ
صـمـتٌ مـُطـبــِقٌ
والـعُـرْبُ تـغـرقُ 
فـي الـتـشـرذم ِ
والـفِـتـَنْ
والـعـصـرُ 
يـا بـلـقـيـسُ
يـشـهـدُ أنـَّنـا
زُمـَراً نـُسـاقُ
إلـى الـمـزالِـق ِ
والإحـَـنْ ..
رَهـْـنُ الإشـارةِ
والـعـدوُ يـسـومُـنـا
عـارٌ عـلـيـنـا
أن نـُسـامَ 
ونـُرتـَهـَـنْ
حـتى الـكـتـابة ُ
فـي الـنـضـال ِ
نـهـابُـهـا
ونـُسـخـِّرُ الأشـعـارَ
لـلـوجـهِ الـحَـسَـنْ 
ونـرومُ نـصـراً 
أيُّ نـصـر ٍ يـُبـْتـَغـي ؟
نـصـرُ الأحــاجــي
فـي حـكـايـاتِ الـزمـنْ
الـنـصـرُ عـنـدي 
أن نـُعِـدَّ لهـم 
قِـوىً
ورباط َ خـيـل ٍ
- لـيـس سِـراً - 
فـي الـعَــلـَـنْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق