منذُ تاريخٍ طويلٍ
قد تشظَّى من مِضَاءِ...
كان "ترهاقا"
يغني قصَّةً من كبرياءِ...
كانت "النُّوبةُ"
تعلو فوق أطوارِ السَّماءِ...
حيث كان العشقُ لحنًا
سرمديًا في البقاءِ...
****
دولةُ الأنباطِ "نَبْتَةُ"
قد أهلَّت واستقلَّت عِشْقَهَا...
وبنوا الأوْهامِ زيفًا قد تمنَّوْا رِقَّها...
حرَّةً خلقت فما من شيء يغمطُ حَقَّّهَا...
****
ثُمَّ سارَ الدَّهرُ
يمشي في اختيالٍ وغُرورِ...
فإذا "الآذانُ" يملأ
كلَّ ركنٍ في الشُّعورِ...
بهجةُ "الإسلام" جاءت
فاستقرَّت في الصُّدورِ...
تبعدُ الهمَّ وتشفي كلَّ شرٍّ مستطيرِ...
إيه يا "مروي" العظيمةُ
يا ديارًا من سرورِ...
إنَّ لي قلبًا محبًّا
قد تضمَّخ بالعبيرِ...
****
كانت الصَّحراء تروي
قصَّة النَّهر العظيمِ...
مُغدقِ الخيراتِ
والأرزاقِ
والحبِّ العَميمِ...
فاستحال الكونُ
مَرْوِيًّا على نغمِ النُّجومِ...
يَرْوِي...
مَرْئِي...
مَرْوِي...
"مِرْوِي"...
"مَرَوِي"...
إنَّه الجرحُ القديمُ فغرِّدي
يا قِبلةَ الفرحِ القديمِ...
****
إيهِ يا "مروي" أريني
قصَّة الحبِّ الْعجيبِ...
فإذا الآمال ترفل في
رؤى الشَّطِّ الخصيبِ...
حملت رؤية الإنسان للفرح
المعبأ في قلوبِ...
يلهمُ الذِّكرى
ويوقظُ رؤية الفتحِ القريبِ...
إيه يا "مروي" استردِّي
ثوبَ خضرتكِ القشيبِ...
****
يتطلَّعُ الإنسانُ فيك إلى الرَّخاءْ...
يتطلَّعُ الإنسانُ حولك للنَّماءْ...
فتفهمِي ما معنى أن يحيا
بنوك بلا رجاءْ...
وتفهمِي من كان ينقصه الدَّواءْ...
وتفهمِي ما معنى أن يمضي
الزَّمان إلى الوراءْ...
فالحبُّ قافيةُ البَقَاءْ...
الحبُّ قافية البقاءْ...
****
قد بنى الأَسْلافُ أهرام الإباءِ
وزيَّنوها...
فاستلهم الأحفاد رؤيتهم
على إيقاعها وتملكوها...
فإذا بناةُ المعبدِ المنسيِّ
عادوا ورمَّموها...
وغدوا على عُمدان سدِّك
في الشِّمالِ وشيَّدُوها...
يا أرض من ملكوا المفاخر
ثُمَّ بالإحسانِ حبًّا قيدوها...
****
"مروي" تحدِّثُ
أنَّ صخر السَّدِّ يشدو في مِضاءِ...
أنا من صميمِ الأرضِ جئتُ ومن صُدورِ الأنبياءِ...
أنا قصَّة الإعجازِ والإنجازِ في زمنِ الغُثَاءِ...
أنا قصَّةُ التَّاريخِ
تخبر أنَّ ليلَ الظُّلمِ حتمًا لانقضاءِ...
****
"مروي" تحدِّثُ
أنَّ هذا العصر عصر الإزدهارِ...
وتُبِيحُ قِصَّتها المهيبةَ
في فصولِ الإخضرارِ...
"مروي" تخبِّرُ
أنَّ ماءَ الشَّهدِ أجدرُ باشتيارِ...
وعلى جَوانبِها نُضَارٌ
باتَ يشْربُ من نُضَارِ...
****
إنَّه "السَّدُّ" الذي قد كان حلمًا
في ضمير الغيب حلا...
ثمَّ أضحى خاطرًا
في غابة الرُّؤيا تجلَّى...
ثمَّ صار الخاطرُ المحمومُ فكرًا
في عقولٍ بالأماني تتحلَّى...
إنَّه "السَّدُّ" الذي قد حطَّ جُهْدًا
في اصطفاءٍ من حنينٍ فاستقلا...
حيث نهر الحبِّ يجري مسبَطِّرًّا
والأماني كقطافٍ تتدلَّى...
يفتحُ الأَرزاقَ نهْلا مُستبدًّا
ويُفيضُ الأَرضَ منها كي تَعُلا...
إنَّه "السَّدُّ" الذي قد كان حلمًا
واثق الخطوات يمشي ما أُحيلى...
عَزْمَةُ الأبطال فيهِ قد تَبدَّت
حينَ ضَاقَ الْعزمُ فيهم أن يُذَلا...
أظهروا الإعجاز فيه فاستحالت
آيةُ الإيمان في عِشقيهِ تُتلى...
قصَّةٌ للفخرِ أضحت في بلادي
رمزَ عزٍّ مستنيرٍ قد أطلا...
****
لا فض فوك
ردحذفتسلم أخي الحبيب
حذف