الخميس، 4 أبريل 2013

رســالة إلـى الإعلامي السعودي داؤود الشــريان من مقيم عربي في السعودية


أخي العزيز: داؤود الشريان

قد يغادر بعضنا قريبا بلادك وكلنا قد نغادر ربما بعد فترة...

أتمنى وقتها أن لا تنسى أن "التميس" الذي كنت تأكله في صباح الخميس لم يعد موجودا فالأفغاني رجع إلى أفغانستان والله سيطعمه أينما كان، والثوب الذي كنت تضعه ليلة السبت في المغسلة لم يعد متاحا، والخادمة التي كانت تغسل ثيابك قد سافرت، ثم تأكد قبل أن تسير في الطريق على قدميك فالأرض مليئة بالمزابل لأن العامل الذي كان ينظف قمامتك أنت والجيران عاد لبلده، ربما تتطوع وتقوم بهذا العمل بدلا منه لأنك لا تود أن تراه...

نسيت أن أقول لك انتبه جيدا على صحتك لأن الطبيب الذي كنت تزوره قد سافر لأنك حسدته على راتبه الكبير...

هل تعرف الحلاق التركي الذي كنت تحلق عنده أول الشهر والهندي الذي كنت تنغم عنده آخر الشهر لقد ذهبوا أيضا إلى بلادهم لأنهم أكلوا خير البلد...

أما الخياط اليمني الذي كان يفصل ثيابك أنت وأبناءك فهو الآن في مدينة إب والباكستاني الذي كان يفصل مريول بناتك قد ذهب أيضا إلى باكستان...

تذكر أيضا أن أولادك وأولاد أولادك سينضمون إلى قائمة الحمقى والجهلاء لأن المدرسات والمدرسين الأجانب الذين لايحملون (كما قلت) سوى شهادة ابتدائية ومع ذلك يدرسون في المدارس سيكونون قد "ظفوا" وجوههم لبلادهم كما تحامقت وقلت في برنامجك وأصبح من يدرس أولادك شخص مثلك لايعرف ماذا يقول؟!؟!

وتذكر دوما قول العرب:"لا يعرف الفضل لذوي الفضل إلا ذووه"...

وبما أنك لست من ذويه لذلك نسيت من الذي علمك من الأجانب لتصل إلى ما أنت عليه من الفضل، لكنهم يبدو أنهم علموك ونسوا أن يهذبوك ويؤدبوك حتى لا تتفوه بكلامك السوقي (يظفوا وجوههم الأجانب)...

المؤسف أن برنامجك سيتوقف ليس لأنك لن تجد من تشتمه وتهينه بل لأن طاقم البرنامج وحاملين الكاميرا الذين كانوا يعاونوك قد خرجوا بلا عودة لأنك اشعرتهم بمرارة العيش رغم أنهم كانوا يكسبون عيشهم بعرق جبينهم...

تذكر عزيزي أيها المتعصب الجاهلي أن الإمارات بلغت من الرقي ما بلغته لأنها تحترم الناس ليس على أساس جنسيتهم بل على أساس عملهم وإنجازاتهم...

فلا تتعصب عصبيتك الجاهلية التي تتفجر حقدا وحسدا لتميز الأجانب في بلدك ممن هم ليسوا من قومك... 

فما هكذا تتقدم الأمم؟!؟!

ثم إنك لو كنت مسلما إسلاما حقيقيا لما كنت قلت عن إخوانك المسلمين كلمة (الأجانب) فهم عرب يحق لهم أن يجولوا في بلاد الله ومنها بلدك ليعمروها ويعلوا من شأنها بعقولهم وأعمالهم... 

ولولا الله ثم الأجانب لكنت إلى يومنا هذا تفترش الأرض وسقفك السماء وأنت قابع في خيمتك، تأكل وتنام كما تفعل الـ.......

تصدق إعرفلك طبيب نفسي لكن يا خساارة أجنبي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق