الخميس، 4 أبريل 2013

حوار مثير بين مغترب سوداني وشرطي سعودي

يقول مغترب سوداني مقيم في السعودية: كنت بالتاكسي عائدا من العمل إلى البيت، وفي الطريق صادفنا نقطة تفتيش فطلب الشرطي مني هويتي وأعطيته الإقامة فنظر إليها وقرأ مكان الجنسية فقال: كيف يا زول؟
فقلت بخير... ونرجو الله أن تبقى بخير...
- منذ متى وأنت تعيش في السعودية؟
- أنهيت لتوي السنة السادسة والعشرون
- متى زرت السودان آخر مرة؟
- منذ عام
فنظر إلي وهو يبتسم وسألني: من تحب أكثر السودان أم السعودية؟
فقلت له: الفرق عندي بين السودان والسعودية كالفرق بين الأم والزوجة... فالزوجة أختارها... أرغب بجمالها... أحبها... أعشقها... لكن لا يمكن أن تنسيني أمي... الأم لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها... لا أرتاح إلا في أحضانها... ولا أبكي إلا على صدرها... وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ تحت قدميها...
- نظر إلي باستغراب وقال: نسمعُ عن ضيق العيش فيه فلماذا تحب السودان؟
قلت: تقصد أمي؟
فابتسم وقال: ليكن أمك...
فقلت: قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب، لكن حنان أحضانها وهي تضمني ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني
- قال: صف لي السودان
فقلت: هو ليس بالشقراء الجميلة، لكنك ترتاح اذا رأيت وجهها... ليست بذات العيون الزرقاء، لكنك تشعر بالطمأنينة إذا نظرت إليها... ثيابها بسيطة، لكنها تحمل في ثناياها الطيبة والرحمة... لا تتزين بالذهب والفضة، لكن في عنقها عقدا من سنابل القمح تطعم به كل جائع... سرقه اللصوص ولكنه ما زال يبتسم...!!
أعاد إلي هويتي وقال: أرى السودان على التلفاز ولكني لا أرى ما وصفت لي...!!
فقلت له: أنت رأيت السودان الذي على الخريطة، أما أنا فأتحدث عن السودان الذي يقع في أحشاء قلبي...
ـ قال: أرجو أن يكون وفاؤك للسعودية مثل وفائك للسودان... أقصد وفاؤك لزوجتك مثل وفائك لوالدتك...
فقلت له: بيني وبين السعودية وفاءٌ وعهد، ولست بالذي لا يفي بعهده، وحبذا لو علمت أن هذا الوفاء هو ما علمتني إياه "أمي" السودان...

هناك تعليق واحد: