الخميس، 15 نوفمبر 2012

بعض الأشعار التي قيلت في جزيرة توتي الخرطومية




جزيرة توتي: جنة الجنان ومنطقة التقاء سيدنا موسى والخضر عليهما السلام وملهمة الشعراء
جزيرة توتي هي جزيرة تقع عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض في السودان وسط مدينة الخرطوم وتتوسط المدن الثلاث المكونة للعاصمة الخرطوم وهي أم درمان الخرطوم والخرطوم بحري، ومساحة جزيرة توتي هي: 950 فدانا.

تغطي الخضرة أكثرها وخصوصا عند الأطراف، وبها بساتين الليمون والمانجو والجوافة وأنواع الخضر.

وعند شاطئها الشرقي توجد رمال بيضاء جميلة تحيط بها بساتين الليمون، وبهذا فهي المكان المفضل للسباحة في النيل لأغلب سكان مدينة الخرطوم.

وتجتذب بجمالها الأخاذ وخضرتها كل من يحضر إلى الخرطوم من السياح.

ووسط الجزيرة مدينة قديمة تسكنها قبيلة سودانية منذ ما يزيد على 500 عام.

وقد اشتهرت جزيرة توتي بأنها منارة لنشر العلم الديني في وسط السودان منذ قرون.

وقد أسس أهلها مدينة الخرطوم الحالية عندما بنوا بمكانها الحالي خلوة لتعليم القرآن قبل 400 عام.

وقد كانت في ذلك الوقت غابة.

ثم توافد الناس طلبا للعلم ونشأت المدينة.

وتجمع طريقة سكان توتي في الحياة نمط الحياة في المدينة مع نمط الحياة في القرية، إذ أنهم يحترفون الزراعة ويعيشون حياة اجتماعية مترابطة يجمعون إلى ذلك تمتعهم بجميع ميزات المدن بكونهم يسكنون وسط مدينة الخرطوم.

ونسبة التعليم في سكان توتي 100% ومنهم كثيرون شغلوا ويشغلون مناصب رفيعة في الدولة ومنهم مشاهير على مستوى السودان والعالم الإسلامي.


ويقال إن التقاء سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام المشار إليه في سورة الكهف قد كان في هذه الجزيرة عند صخرة فيها.


ومعلوم أن توتي جزيرة عريقة مشهورة بمواقفها الرائعة حيث لقن أهلها الإستعمار الإنجليزي درسا في البطولة وحب الوطن واستماتوا في بطولة نادرة مدافعين عن جزيرتهم حتى أمكنهم أن يقفوا سدا منيعا أمام تسلط الإستعمار وجشعه حين أراد ان يستولي على هذه الجزيرة.


وقد وصف جزيرة توتي وتغني بجمالها الكثير من الشعراء، منهم الشاعر أبو شوقي وهو من أهلها، قال:


هي درة النيل العظيم وبنته

هي جنة محفوفة بجنانِ


قد مدت الخرطوم رونق سحرها

وزهت جمالا فوق أم درمانِ


ورمال بحري أشرقت بجنوبها

كالتبر يبرق نورها الرباني


إذا وقفت هنيهة بجنوبها

لرأيت كيف تعانق النهران


وترى على أقصى الشمال برأسها

النيل منحدرا بكل أمان


قصيدة توتي للشاعر التيجاني يوسف بشير

قال الشاعر السوداني التيجاني يوسف بشير في وصف جزيرة توتي:


يا درة حفها النيل واحتواها البر
صحى الدجى وتغشاك في الأسرة فجر
وصاح بين الربى الغر عبقري أغر
وطاف حولك ركب من الكراكي غر
وراح ينفض عينيه من بني الأيك حر
فماج بالأيك عش وقام في العش دير
كم ذا تمازج فن على يديك وسحر
يخور ثور وتثغو شاة وتنهق حمر
والبهم تمرح والزرع مونق مخضر
تجاوب اللحن والطحن والثغاء المسر
وهب صوت النواعير وهو في الشجو مر
أنّ الجرار وقد ضاق بالقليب الممر
تكسرت وهي تهوى فما تلاءم كسر
فتلك معصوبة الرأس كم تني وتخر
وتلك مرضى وهاتيك للخواطر قبر
وطل قرنك يا شمس آنذاك يذر
فكل غصن مصابيح من ندى يستدر
ونور الطل واحمر في الثرى المخضر
وذاب في الرمل أو ماج في الترائب تبر
ترجل الريح ما انهال من نقا أو تذر
رملاء يبرق در منها ويبهر ذر
والفلك في جانبيها كالدهر ما تستقر
هذا شراع مكر وذا شراع مفر
يطوي وينشر والريح من هناك تمر
وزورق يتهادى وزورق يستحر
يرسي ويقلع والشط هادئ مستقر
وفي الضفاف أوز دكن الجوانح كثر
ورب قنواء للعصم والأنوق مقر
أوفى على النيل فرع منها وأشرف جذر
يقلها الدهر عرقان مستطيل وشبر
يكاد يلفظها الشط وهي شمطاء بكر
والنيل قد مد منه ويجفل جزر
وكم تقادم عهد وكم تصرم دهر
وتلك يأوي إليها في الوقدة المستحر
يا أخت مصر وتفديك في المكاره مصر
حيا شبابك فيض من الرخاء ويسر
كم في المزارع قوم شن العرانين صعر
هبوا سراعا إليها وليس منها مفر
ذياك يعزق في العشب جاهدا ما يقر
وذاك يعنيه حرث وذاك يعنيه بذر
وماج في الغيط نشء ملء النواظر خزر
هناك فول وهذاك في السنابل بر
وما تعذر شيء ولا تعسر أمر
مشى الضحى وله بعد في رباك محر


دكتور الواثق يهجو جزيرة توتي ومقاومة أهلها للفيضان ودكتور الصديق يرد عليه


هجا الشاعر الدكتور محمد الواثق جزيرة توتي وتصدى له بالرد شعرا وبنفس القافية ابن توتي الدكتور الصديق عمر الصديق مدير معهد البروفسير عبدالله الطيب للغة العربية، قال محمد الواثق هاجيا توتي:


النيل يسعى لأمر سوف يدركه

لا حاجز سيصد النيل يا توتي


والنيل لا ينثني إن جاش مندفعا

حتى يجاور في أرض المساليت


والنيل ماضٍ لوعد أن يطهرها

سينجز الوعد يا توتي بتوقيت


يرون حرب قدوم النيل مأثرةً

كأنما حاربوا في جيش طالوت


ألهى أوائلهم عن كل مكرمة

قصيدة للتجاني تعجب النوتي


قصيدة لو أفاقوا ذات تورية

فيها الحمير وتصياح الكتاكيت


فهل رأيت أناسا في غبائهم

من وادي حلفا إلى غابات توريت


لله ربك سر في جزائره

منها الشهير ومنها خافت الصيت


فهل شذى زنجبار في قرنفلها

كروث أبقارهم في الأرض مفتوت


أو شدو ملهمة غنت لملهمها

كلغو خرتيتة في إثر خرتيت


لو كان ربك يرضى عن فعالهم

لصور الله توتي مثل هاييتي



وقد جاء رد الدكتور الصديق عمر الصديق كالآتي:


هجوت توتي فخذها اليوم قافية

أوحى إلي بها شيخ العفاريت


فاعلم بأن قتال النيل مأثرة

أعيت رجالا وجوما كالمباهيت


ثر أيها النيل إن الوعد منتظر

لن يخزي الله في يوم الوغى توتي


إن أزبد النيل أو جاشت غواربه

ذاق الهزيمة من صد وتشتيت


قد حاز الشرف العالي أوائلنا

فليس حبلهم منا بمفتوت


وبات يحسدنا قوم لأن لنا

فخرا عظيما ومجدا ذائع الصيت


أما التجاني لما قال قافية

تحكي شعور فؤاد منه مبهوت


شاقته توتي بحسن لا نظير له

كأنما اشتق منه سحر هاروت


شتان بين بلاد في قرنفلها

لم ينجها حسنها من بطش طاغوت


وبين توتي وقد صانت محارمها

رجال صدق من الصيد المصاليت


لم تبلغ النية الشوهاء مبلغها

حتى وإن غنمت أسلاب جالوت


إن الجزائر لا ترقي لهامتنا

ولا صير الله توتي مثل هاييتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق