الخميس، 2 أغسطس 2012

انطباعي الذاتي عن الإعلامية السودانية المتألقة هنادي سليمان علي سليمان

كتب الأستاذ عبد الباقي خالد في صفحة دنيا الفن (هنادي سليمان أفضل قارئة نشرة) بتاريخ 8 نوفمبر2010م

 حوار صحفي مع المذيعة هنادي

 تتميز المذيعة هنادي بالذكاء والشفافية واللباقة العالية
 الإعلامية هنادي سليمان تفضل لبس الجاكيت رغم حبها للثوب السوداني

 الإعلامية هنادي سليمان وهي تقدم أحد نشرات الأخبار في التلفزيون القومي السوداني

المذيعة هنادي سليمان وهي بالزي التقليدي للعروس السودانية في حفل زواجها


رغم مقابلتي لعدد مقدر من الإعلاميين محليا وإقليميا، إلا أن القليل منهم استطاع أن يترك بصمة ملموسة في ذاكرتي، ومن هؤلاء الإعلاميين مذيعة سودانية لبقة ترفل في نعيم شبابها وعنفوان حيويتها، وقد كان أن أجرت معي مقابلة في إذاعة البيت السوداني أم درمان إف إم.

ما أدهشني منذ البداية اهتمامها بضيوف برنامجها، وحميميتها المثيرة للإعجاب أثناء محاورتهم، ناهيك عن أدبها الجم ودماثة خلقها وذكائها وشفافيتها، وهي صفات تليق بالمذيع الناجح، والإعلامي المبرز، حيث حضرت بنفسها لاستقبالي عند مدخل الإذاعة في نهاية ذلك اليوم الصيفي الجميل من عام 2006م.

دار الحوار بمنتهى السلاسة مع كينونتها اللطيفة، وأفقها المتسع، فصوتها يغمرك بشلالات من الدفء والأريحية السودانية الأصيلة منذ البداية.

مخارجها ونطقها للحروف وروايتها للشعر، تعطيك انطباعا ومنذ الوهلة الأولى بأنك تقف أمام قامة ليست بالهينة من قامات النساء السودانيات اللواتي شربن من ماء النيل، وتغذين من منتوج طميه الغزير.

استطاعت وقبل بداية البث المباشر لحلقتها أن تمتص شحنة الإرتباك التي بدأت تعتريني عند دخول الإستديو، وأن تجعلني أشعر بالقدر الكافي من الإلفة والتناغم معها ومع المعدات الإذاعية هناك، حتى تنجح المقابلة الإذاعية على الهواء مباشرة، فإن أي خطأ قد يكون له مردوده السالب الغير محبذ.

أتذكر أنها أطلعتني على مسودة الأسئلة الخاصة بالحلقة وأعطتني فسحة مناسبة من الوقت لترتيب الأفكار وتشذيب الإجابات، مما كان له كبير الأثر في تماسكي أثناء مضابط اللقاء الجذاب الذي خرج في حلة قشيبة أرضت كل من استمع إليه من أهل وأصدقاء ومعارف.

تناولت المقابلة مجموعة من المواضيع المتفرقة والعامة برغم أن العمود الأساسي لها كان عن الشعر وعلاقتي به، وقد قدمت مجموعة من نصوصي الشعرية التي تمت معالجتها بفنيات الصدى والموسيقى والمؤثرات الصوتية مما أعطاها بعدا جماليا إضافيا.

ومما زادني إعجابا بطريقتها أنها إنسانة مرحة، وتحب الدعابة، وتعرف جيدا كيف تقتنص القفشات التي تروح عن ضيوفها، وتذيب حاجز الرهبة لديهم.

وإليكم الآن تصرفي اليسير في أحد اللقاءات الصحفية مع مذيعتنا المتألقة هنادي، حتى تكتمل عندكم الصورة عنها وعن حياتها.

فبعد فترة من نجاحها وتألقها في الإذاعات المسموعة أصبحت المذيعة الشابة هنادي سليمان علي سليمان من الوجوه المميزة بالتلفزيون القومي السوداني، فهي ذات إمكانيات عالية ومتفردة مكنتها من اقتحام مجال الأخبار والشؤون السياسية والحصول على كرسي فى القمة وسط كبار المذيعين، ونجحت في تقديم نشرات الأخبار، ووجد ظهورها فى العرض الرئيسي الإشادة من الجميع، حيث شكلت إضافة حقيقية قوية للعرض بصوتها القوي وحضورها وثقافتها العالية ومخارجها الصحيحة والواضحة وإطلالتها المريحة وشخصيتها الواثقة، وأصبح يشار إليها ببنان الرضا والإستحسان.

إضافة إلى هذا فلها تجربة مختلفة حيث ولدت ونشأت بعيدا عن السودان وعادت لدفع ضريبة الوطن عبر شاشة التلفزيون القومي السوداني.
 
هنادي سليمان من مواليد سلطنة عمان وتعود جذورها إلى منطقة حجر الطير ريفي ود حامد محافظة المتمة غرب شندي في ولاية نهر النيل السودانية.

درست مراحلها الدراسية الإبتدائية والإعدادية والثانوية بسلطنة عمان وتخرجت في كلية الآداب بجامعة الخرطوم بكالريوس اللغة العربية والتاريخ، وماجستير في قسم التاريخ.

ابتدأ حبها لللغة العربية والإعلام منذ طفولتها المبكرة برعاية والدها المهندس والمحب للعربية، ووالدتها التي تقرأ الشعر، وتقول لها دائما إن جدها كان شاعرا كبيرا.

كانت مذيعتنا تجد الإشادة دائما من معلماتها لأنها تحفظ القصائد سريعا داخل الفصل وذلك لحبها للشعر، وكانت من الأوائل وتحفظ عددا كبيرا من قصائد الأدب الجاهلي والحديث وتردد شعر المتنبي وسعاد الصباح.

وقد خدمتها المناهج العمانية القوية، وكانت تشارك فى المناشط الثقافية والإذاعات المدرسية وتحفظ أيضا الأشعار والأغاني الخليجية وتستمع إلى الفنان عبد المجيد عبد الله وعبد الكريم عبد القادر وطلال مداح وراشد الماجد فهي ترى أن سكان الخليج يشبهون السودانيين فى بعض التقاليد وفي عشقهم للوطن والحنين إليه والتماسك والتكافل الأسري.

كانت تستمع وهي طفلة في سلطنة عمان مع والديها عبر الكاسيت إلى أغاني الحقيبة والفن الحديث، وتحفظ أغانى "كرومه" و"سرور" و"حسن عطيه" و"عشه الفلاتيه"، و"أبو داوود"، وتعجبها أغنية "فلق الصباح" و"الناعسات عيونن" كما ذكرت بنفسها.

وكانت تردد الأناشيد الوطنية في احتفالات السفارة السودانية بأعياد الإستقلال، واشتهرت بترديد "صه يا كنار".

عندما عادت للسودان بغرض الإلتحاق بجامعة الخرطوم واجهتها بعض الصعوبات فى التأقلم، وقد كانت تتوقع أن تجد الدراسة باللغة الإنجليزية للسمعة الكبيرة التي تتمتع بها جامعة الخرطوم، لكنها أحبطت بالتعريب، ثم ما لبثت أن تأقلمت سريعا لأنها درست التاريخ الإفريقي الذي كانت تفتقده، وقد سافرت في رحلات تعريفية إلى "البجراويه" وغيرها من المناطق الأثرية.

لم يكن لمذيعتنا أي ميول سياسية أيام الجامعة، وكان تركيزها فقط منصبا على الأكاديميات، وتعمقت فى مجال الآداب، ومن هناك اكتشف مهارات صوتها أستاذ الأدب الأندلسي بالجامعة البروفسير الحردلو خلال إلقائها لبعض القصائد بالجامعة، وقد كانت تكتب بعض الخواطر لكنها كانت تحتفظ بها لنفسها.

مذيعتنا لم تجد الطريق سهلا إلى الأجهزة الإعلامية، حيث أنها ولحبها الشديد للإذاعة السودانية كانت تحمل شهاداتها يوميا وتقف أمام بوابتها، لكنها كانت تعود إلى البيت نهاية اليوم حزينة دون النظر في طلبها، وبعد شهور استطاعت التعرف على المخرجين والفنيين وأعجبهم إصرارها في الدخول لحوش الإذاعة، ومن هناك تمت إضافتها إلى الفريق العامل وقدموا لها نصائح ثمينة، واستطاعت أن تثبت وجودها وأحبت الميكرفون وأحبها.

وقد كانت بداياتها عبر الترويج الصوتي للبرامج والسهرات الرمضانية خاصة ليالي المدينة، ثم انتقلت إلى إذاعة الكوثر، وكان ظهورها الأول على الهواء مباشرة فيها، وذلك عبر الفترات التفاعلية مع المستمعين، وعرفتّها هذه الفترات بهم، ثم انتقلت إلى إذاعة البيت السوداني وقدمت لهم مساعدات كثيرة فى العمل التنفيذي الفني المباشر، وكانت تعد الفترة المفتوحة الرئيسية وقدمت سهرات مختلفة.

مذيعتنا تحب الصوت جدا لأنه ينقلها إلى عوالم بعيدة بدون قيود، ولا تحب الصورة التي تحتاج إلى تنظيم وترتيب واستعداد كبير، وقد تم اختيارها للتلفزيون على يد مخرجين لهم باع طويل وخبرة، ونالت أولا دورة تدريبية مكثفة بقناة الجزيرة في قطر لمدة 45 يوما فى مجال التقديم الإخباري والحواري واجتازت رهبة الكاميرا.

وبدايتها كانت بقراءة التقارير الصوتية وعملت بالمنوعات ببرنامج البيت السعيد، ونالت دورة تدريبية أخرى في ماليزيا كانت نتائجها توصية من أساتذتها بأن خامة صوتها تلائم مجال الأخبار.

مذيعتنا تعتقد أن مذيع الأخبار نجم مثله مثل مذيع المنوعات، فهناك نجوم كبار صنعتهم الأخبار التي تعطي المذيع لونية محددة ترسخ في الذهن.

وقد كانت مذيعتنا معجبة وهي طالبة بنجوم قناة الجزيرة "جمال ريان" و"خديجة بن قنه"، ووجدت الطريق ممهدا أمامها بالتلفزيون وسعدت برعاية كبار المذيعين والمذيعات، وقبل العرض الرئيسي للأخبار كانت بداياتها بالمواجز الإخبارية وقدمت النشرة الإقتصادية وأقوال الصحف.

كانت مذيعتنا تتابع الصحافة بشدة، ومنذ أيام الجامعة فقد كانت تقرأ كتابات الأستاذة "آمال عباس"، وأستاذتها في الجامعة د. انتصار الزين صغيرون بجريدة الصحافة، وأخيرا كتابات أم وضاح بجريدة الأهرام اليوم.

وبرغم حبها لكرة القدم واستمتاعها بمشاهدة كأس العالم، وتشجيعها للهلال والمريخ والمنتخب القومي في المنافسات الدولية، إلا أنها لم تقم بتقديم النشرة الرياضية أبدا.

في اعتقادها أن جمال المذيعة أحد جماليات الشاشة وعامل جذب للمشاهد، لكن لا فرق بين مذيعة المنوعات أو الأخبار في هذا الجانب، فالمذيعة الناجحة ينبغى أن تثقف نفسها وتجتهد وتقوّي لغتها وتفرض أسلوبها وتتعرف على المزيد من الألفاظ والعبارات وتقنع المشاهد.

مذيعتنا تحب النقد جدا كما ذكرت بنفسها، لأنها تستفيد من أي رأي إيجابيا كان أو سلبيا، وكثيرا ما تتصل على من يهمهم أمرها لتعرف رأيهم فى ما قدمته لأنه يطوّر من مقدراتها، ولها صديقات من عمان ولبنان يقلن لها إنهن يتعرفن على الشخصية السودانية من خلالها، ويتابعن أداءها بالنقد المتكرر ولا يوجد إنسان كامل.

وبالنسبة لمدى تفاعلها مع الأخبار المحزنة والمفرحة أثناء العرض فإنها ترى أن الإنفعال الزائد غير محبب فى النشرة ولا يفضل إبداء الشعور الخاص والحزن لدرجة البكاء مثلا، ولكن قد يظهر أحيانا تغيير فى ملامح الوجه يوصل المعلومة للمشاهد أكثر، ويجب تقديم المعلومة دون تلوين وترك التأثر للمشاهد.

أما بخصوص رأيها حول بعد المذيع السوداني عن القنوات الفضائية العربية فهي ترى أن السبب قد يكون متمثلا في سياسة القناة أو أسباب أخرى غير فنية، لكن المذيع السوداني صاحب الفضل في تأسيس قنوات كثيرة، وحتى دوره فى تقديم التقارير الصوتية لا يعلى عليه.

ومذيعتنا لا تفضل الظهور فى قناة أجنبية رغم نشأتها في الخليج، إذ أنها لا تحب الغربة خاصة في بلد لها تقاليد وعادات تختلف عن عاداتنا وتقاليدنا.

وقد تميزت إطلالتها بلبس الجاكيت رغم حبها للثوب السوداني، فهي ترى أنه لا بديل عنه، وهي تحب الثوب الأبيض جدا، فهو رمز للمرأة ومدخلها إلى العالم، وترى أن بعض المذيعات يرتدينه بشكل أفضل منها وبشكل مرتب مقارنة بها، فهي لا تحسن ارتداءه، وترتديه فقط من حين إلى آخر.

وبما أن الظهور بالثوب السوداني غير ملزم فإنها تفضل الظهور بالجاكيت، وقد ارتدت الحجاب مبكرا.

ومذيعتنا فضلت العمل فى السلك الدبلوماسي، وحبذت أن تكون سفيرة للسودان قبل دخولها لمجال الإذاعة والتلفزيون، فهي ترى أن هذا المجال مناسب معها.

ومذيعتنا تتمنى تقديم خدمة إعلامية كبيرة تعكس الوجه المشرق للسودان في المستقبل القريب.

انعزلت مذيعتنا قليلا عن الأضواء الإعلامية منذ زواجها الميمون قبل عام من الآن، حيث انتقلت لتمارس حياتها الأسرية مع زوجها في المملكة العربية السعودية، وقد رزقت قبل فترة قصيرة بمولودها البكر "عمار بن ياسر".

نتمنى لها حياة أسرية وعملية سعيدة، ومزيدا من التألق في المجال الإعلامي فهي من المميزات فيه.  

هناك تعليق واحد:

  1. كلما ذكر عنها فهو ينطبق عليها. عندما كانت تقرأ نشرة الأخبار أشعر بأن هذه المزيعة على مستوى عالي من الأداء ونطق الكلمات واجادة اللغة العربية بإتقان ومهارة واجمل ما كان يسرني أنها كانت محتشمة في لبسها وآدابها وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على حسن نشأتها وتربيتها نسأل الله أن يحفظها ويحفظ والديها ويجعلها قدوة لزميلاتها. ولبنات السودان كافة.

    ردحذف