الأربعاء، 25 يوليو 2012

قصص قصيرة جدا للقاصة السودانية فائزة عبد الله الحسين

الأستاذة فائزة عبد الله الحسين



تحذير:

المراهق الوسيم يتسلل ليختلي بمعشوقته الشمطاء التي تمتص عمره الغض بشراهه... ذات اختلاء... تمرد... حدجها بازدراء... قال: "فلتحترقي بنار عشقي... فإنك لن تذوبي وأنا أعتصرك بين أناملي... ولن يسكرني تقبيلك صبحا ومساء... انتبه أخيرا للتحذير المكتوب على العلبة... 
 
الصراط:

يا إلهي...!!! المكان يتراقص  على ألسنة اللهب... الكل يصطدم بالكل مذعورا... لقد أحاطت النيران بالجميع... رائحة شواء لحم بشري يتصاعد... اختلط صياح الأطفال بالشيوخ بالنساء... فلا أحد يعرف المخرج... إلا أحدهم فقد مد حبل أعماله فنجى...

اللصة:

تسلقت الجدران... تسللت للغرف... بعثرتها... سرقت قلبه وانصرفت... أسمعه يطرق على باب قلبي... أرهفت السمع... قفزت... تسمّرت في منتصف الطريق... ترددت... فكرت... أرسلت إحساسي ليفتح... لم يعد...

سهام:

رشقته بنظرة.... إضطرب... ترنح... ومال الكون سكرانا...

دون جوان :

أستاذ جامعي  يزرع الحب في حقل الطالبات... يحصدن أعلى الدرجات... يصيب الطلبة البوار...

وابل:

حين أمطرته بوابل حنانها... إهتزت... ربت... وأنبتت دنياه كل شيء بهيج...

جيش الظلام:

عندما زحف ليلي... أسرجت عينيك... هزمت جيوش الظلام...

عطر :

احتشدت... اصطرعت... تدافعت عند المخرج... كلها تريد الخروج... ذرات عطرها... لتقبيل جيدها...

 نبضات:

عدلت خمارها... أشاحت بوجهها... هربت بنظراتها... لكنها عجزت عن لملمة نبضاتها التي تدور مع عقارب عينيه الفتانة...

داء:

جميلة حد الصمت... لكنها مصابة بداء الكلام... يفر الجميع من أمامها... فلا مصل؟...

غوص:

ذات غوص التقت بقاص... قص عليها قصة قلبه... غاصت... وما زال الغواصون يغوصون
لانتشالها من  بحر عينيه...
 
 ملاك:

عادنا ملاك... خاط لطفلي قلبا... عاش...

الهاربون:

يخرجون منه جماعات جماعات... حباتها العقيقية في أيديهم تصدر نغمات... يتلفتون... يهرولون... يصعدون إليها... يغلقون زجاجها... يهربون... من البرد  وهياكل بشرية في أسمال تتسول...

تجسس:

ذات تجسس... قلبت طبلة أذني للداخل... تنصت... فهالني ما سمعت...

اشرب:

احتدم النقاش... لم يثمن على آرائها... اغتاظت... تلفتت... أحضرت ورقة... رسمت له بحرا وانصرفت...

العاشق:

لا يمل... يعشقها... يغشاها صبحا مساء... لا يرحم عمرها... ذات عشق... قررت أن لا تتزحزح عن الجراج...

شرف:

صعدت الحسناء للعربة الفارهة يتبعها شرف... نزلت من دونه...

قلبي المُتعب:

انسل جسدي منه بجهد... اقتلعته من بين يديه إقتلاعا... قفزت منه... وقفت بعيدا أنظر إليه برقة... بحرقة... باستغراب... ما به هذا يصر على أن يوردني موارد الهلاك... قلبي...

قلبي الرائق:

كلما أهرب يجرجرني خلفه في دروب لا تنتهي... لا تحده حدود... إنه أعمى  البصر... لا يفقه  في الحب شيئا... إنه قلبي...

روح أبي:

حضرت ذات عيد فلم أجده... لكنه ترك لي رسالة على فراشه... وأخرى مكتوبة بالدموع على صفحات وجوه أهلي تقول خرجت ولن أعود لدنياكم أبدا...
التوقيع: أبوك

شهامة:    

على متن الطائرة المغادرة إلى... جلس على المقعد جواري... وقور... وسيم... مهندم حد الأناقة.... حياني بابتسامة غير صاخبة... وأقلعنا... توترت ككل مرة... نظر إلي... أحسست بالهدوء يلفني... نسيت توتري... أتت المضيفه تجر عربة محملة بالهدايا... هززت رأسي بالنفي... أستوقفها... اشترى عددا من الصحف باللغة الإنجليزيه والعربية... وبينها مجلة عربية نسائية... وضعها خلف المقعد أمامه... ابتعدت بعربتها... ناولني المجلة  بابتسامة ليس بها شيء...فتح جرائده وبدأ يقرأ... لم يحادثني... قليلا وأتت الأخرى تجر ترولي الشاي والقهوة... أنزل المنضدة أمامي... طلب لي شايا... لم أقل إنني لا أشربه... أخذ قهوته... استمر يقرأ ويشرب... تململت... لم يحادثني أبدا بغير تلك الإبتسامة الوسيمة... وعندما هنأنا الكابتن بسلامة الوصول... قفز واقفا... فتح الخزنة فوقنا... حمل حقيبتي وحقيبته الصغيرة الأنيقة... أفسح لي لأخرج... نزلت سلم الطائرة... وفي صالة المغادرة أعطاني حقيبتي وهمس مع السلامة... همست لي... يالروعة  هذا الوسيم...


المسئول الغول:

وفجأة احسست بقوة غريبة تشفطني لداخل إحدى الهواتف الرابضة بجانب ذاك المسئول الكبير علي التلفاز... يرد على المذيع بكل ثقة ووقار... كانت بيدي كاميرتي... تجولت هناك... هالني ما وجدت... رسائل على SMS، الماسنجر... أرقام... أرقام... صفقات... حسابات بنوك... رسائل صوتية... وعلى البريد الإلكتروني... ياااااااه... ما كل هذا... مستندات خطيرة... فجأةً... رن الهاتف... لفظني الهاتف عكسيا خارجه... سقطت... اصطدم رأسي بالحائط... طارت الكاميرا... سقطت في جك الماء... لما أفقت تبلل كل ما صورت من أدلة...

كافتيريا الجامعة:


أريد مكانا لأجلس... أحس بجوع كافر... قاربت الساعة من  الثانية عشر ظهرا... أهااا... لمحت شاغرا في ركن قصي... جلست... الحمد لله لا جنس خشن هنا يهمس لناعم... فتحت اللفافة وفي طريقها إلى فمي... رأيت طالبة قبالتي تبكي وتحكي لصديقتها عن كيف خاصمها من تحب... يتهمها بحبها لزميل... ثم أخرى تتلصص ثم تُخرج مرآتها تتمم علي زينتها... الثالثة تهمس لأحدهم في موبايلها بلا صوت... الجامعات صارت عالما آخر...

قصاصات:

الشمس في كبد السماء... وقف في قلب الطريق يصرخ على الجميع... أبعدوا من هنا... هلموا  إلى هنا... توقفوا... توقفوا... لالالالا... لا تتوقفوا... ياله من رجل يطيعه الجميع...

غمزت له... رأيتها... ابتسم بدهشة وصار يتابعها من خلفي بلهفة... شقي طفلي أنا...!!!

على الرصيف جلست تبيعها بدمها... دموعها وابتسامات مغريات... فيأتونها  جميعا يشترونها تلك الأمنيات... أمي... أنا... إخوتي...

أغلقته أتى أحدهم  ويصر على الطرق... يطرق... يطرق... يزعج الكل من حولي... أضطر لفتحه... تليفوني...
سيسقط أمامي على السلم... أحس بالهلع... يسحبه سنتمترا للأعلي... أستعيد توازني.... يا شبابنا ارحمونا... قاتل الله الموضة... سيستم قال...

 شارة ضوء:

تقف هناك... كل صباح أمر بها... تغمز لي... فأقف مشدوها... أبحلق فيها... أنسى نفسي حتى ينتهرني أحدهم... يوما غمزت لي... ذهبت ولم أعرها اهتماما... حُررت لي مُخالفة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق