نشر بتاريخ الإثنين 11 حزيران/ يونيو 2012م
مجدي محمد الأمين الحاج أحد الطيور المهاجرة ابتلعته المهاجر منذ أن دفعت به كلية الطب بجامعة إفريقيا العالمية إلى الفضاء الواسع.
*الإمكانات والفرص التي أتيحت لك بالخارج و لم تجدها بالسودان؟
في هذه النقطة بالذات علينا أن نتحلى بالكثير من الصدق والصراحة والشفافية، فالفارق ملموس والبون شاسع بين ما هو متاح لنا هنا في الغربة وبين ما هو متوفر في السودان، وأهمها في تقديري إحساس الفرد بكينونته وقدرته على إثبات نفسه عن طريق قدراته وإمكاناته الذاتية، وليس عن طريق الواسطة والتسهيلات والمجاملة، ثم تأتي فيما بعد فرص التدريب الجيدة، ومهارات التطوير المجزية، وأخيرًا توفر فرص الحياة الكريمة من راتب جيد ومعاش مرضٍ، يمكنك من خلاله تحقيق قدر مقبول من الطموحات الإنسانية والمتطلبات النفسية والاجتماعية للمغترب ولمن يعوله.
*كيف تشكلت لديك المواقف في الغربة؟
*الشخصية السودانية بالخارج كيف تبدو في نظر وتقييم الإخوة العرب والأجانب؟
*ختاما؟
أود أن أضيف إن الغربة عن الأوطان قدر ومصير مكتوب على البعض منا أن يواجهه، فهو محتوم عليه، والمطلوب أن نتعامل برضاء تام مع هذا القدر، وأن نستفيد منه قدر الإمكان، ونفيد به أيضًا، فليست الغربة سيئة بهذا القدر الذي قد يظنه البعض، ففيها الكثير من الفوائد والامتيازات، وهي في حد ذاتها حراك تحتاج إليه معطيات الحياة حتى تتواصل للأفضل وتترقى دائمًا، وأخيرًا فإني أود أن أتوجه بالشكر الجزيل وبشكل خاص لك ولصحيفتك على إتاحة هذه الفرصة الذهبية لي للتعبير عن بعض ما يجول في عقول بعض المغتربين السودانيين.
حوار: سحر سالم
مجدي محمد الأمين الحاج أحد الطيور المهاجرة ابتلعته المهاجر منذ أن دفعت به كلية الطب بجامعة إفريقيا العالمية إلى الفضاء الواسع.
يعمل
الآن في مديرية الصحة بإمارة نجران في المملكة العربية السعودية ورغم أن
الغربة محتشدة بالعذابات والضغوط إلا أن الدكتور مجدي له اهتمام خاص
بالآداب والدراسات السودانية والتاريخية.
«الإنتباهة» التقته عبر زاوية
حصاد الغربة.
*بداية الصعوبات التي واجهتك في بداياتك في بلاد المهجر؟
حقيقة
هناك الكثير من الصعوبات والعوائق التي تواجه أي مغترب عن أرض الوطن،
بعضها بسيط كتغير بيئة العمل واختلاف أجواء البلد ومحيط السكن ومعاشرة أناس
جدد، وبعضها الآخر قاس جدًا ومؤلم، مثل الشعور القاتل بالوحدة وأوجاع
الاغتراب، لكن الحمد لله عز وجل فهو قد صمم في نفوس البشر قدرة على التحمل
والتكيف والتعايش..
*الإمكانات والفرص التي أتيحت لك بالخارج و لم تجدها بالسودان؟
في هذه النقطة بالذات علينا أن نتحلى بالكثير من الصدق والصراحة والشفافية، فالفارق ملموس والبون شاسع بين ما هو متاح لنا هنا في الغربة وبين ما هو متوفر في السودان، وأهمها في تقديري إحساس الفرد بكينونته وقدرته على إثبات نفسه عن طريق قدراته وإمكاناته الذاتية، وليس عن طريق الواسطة والتسهيلات والمجاملة، ثم تأتي فيما بعد فرص التدريب الجيدة، ومهارات التطوير المجزية، وأخيرًا توفر فرص الحياة الكريمة من راتب جيد ومعاش مرضٍ، يمكنك من خلاله تحقيق قدر مقبول من الطموحات الإنسانية والمتطلبات النفسية والاجتماعية للمغترب ولمن يعوله.
*ما هو شكل النجاحات التي حققتها على كل الأصعدة العامة والخاصة؟
قد
لا يستطيع الإنسان تفصيل الإجابة عن مثل هذا النوع من الأسئلة، لكن في
مجمل القول فقد اكتسبت الكثير من الإضافات المهمة والحيوية في كافة الأصعدة
علمية كانت أو عملية، ولا تزال هذه الإضافات في زيادة ونماء بفضل الله عز
وجل.
*هل تفكر في العودة والاستقرار بالسودان؟
بكل تأكيد، وهذا أمر
بدهي يرغب فيه جميع السودانيين الموجودين في أرض المهجر، لكن الجميع متفق
على ضرورة توفر قاعدة متينة للمغترب في أرض الوطن تمكنه من الإيفاء بكل
التزاماته المطلوبة والملحة، وتوفر له ولأسرته وأبنائه القدر المطلوب من
الحياة الكريمة التي اعتاد عليها واعتادوا هم أيضًا عليها، وهناك الكثير من
الأمثلة لعودة واستقرار قدر كبير من المهاجرين السودانيين في أرض الوطن،
اتسمت بالحميمية والوفاء، برغم كل الامتيازات التي لا تزال متوفرة لهم في
بلدان الإغتراب، فالوطن لا يمكن أن يهون على الإنسان السوي مهما كانت
الأسباب.
*كيف تشكلت لديك المواقف في الغربة؟
في الحقيقة توجد العديد
من المواقف والطرائف التي تمر على المغترب في أرض المهجر، خصوصًا في
بدايات قدومه لها وقبل تكيُّفه على واقعها الجديد بالنسبة له، ولكن يمكن
تلخيص أهم هذه المواقف والطرائف في طريقة تعامل المغترب مع بيئة أرض
المهجر، وتقبله لعادات أهلها، ومنظومة ممارساتهم الاجتماعية، وفي الواقع
فإن هناك العديد من المواقف وهناك الكثير من الطرائف التي واجهتني بصفة
شخصية في الغربة.
*الشخصية السودانية بالخارج كيف تبدو في نظر وتقييم الإخوة العرب والأجانب؟
الشخصية
السودانية في الخارج لها درجة عالية من القبول والرضاء لدى مختلف الجنسيات
العربية والأجنبية على حد سواء، وهذه من نعم الله علينا نحن السودانيين،
تستوجب منا حمدها وشكرها، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق أن يكون كل سوداني
ممثلاً جيدًا للسودان بصفة شخصية، وسفيرًًا بامتياز لإيجابيات الشخصية
السودانية، وجمال عطائها في كل المجالات، فالوطن أمانة في أعناقنا جميعًا،
ولكني ألاحظ تفشي بعض الأفكار الخاطئة عنا كسودانيين لدى القليل الشاذ من
المغتربين، وهذا نعزوه إلى جهل هؤلاء بالسودان كبلد وبطبيعة إنسانه، لذلك
فإنه يجب على كل مغترب سوداني تصحيح هذه الأفكار بهدوء وشفافية دون أي
تشويه أو تشويش في عقول من يتعايش معه من بقية الجنسيات.
*ختاما؟
أود أن أضيف إن الغربة عن الأوطان قدر ومصير مكتوب على البعض منا أن يواجهه، فهو محتوم عليه، والمطلوب أن نتعامل برضاء تام مع هذا القدر، وأن نستفيد منه قدر الإمكان، ونفيد به أيضًا، فليست الغربة سيئة بهذا القدر الذي قد يظنه البعض، ففيها الكثير من الفوائد والامتيازات، وهي في حد ذاتها حراك تحتاج إليه معطيات الحياة حتى تتواصل للأفضل وتترقى دائمًا، وأخيرًا فإني أود أن أتوجه بالشكر الجزيل وبشكل خاص لك ولصحيفتك على إتاحة هذه الفرصة الذهبية لي للتعبير عن بعض ما يجول في عقول بعض المغتربين السودانيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق