الأحد، 10 مارس 2019

قصيدة: كَندَاكَة* إلى السودان متمثلا في الكنداكة الأخيرة " ابتهال تريتر" - للشاعر المصري: سيد عبد الرازق

يا " تُوبَها التُّوتَالَ "* 
أيُّ حريرِ
يرقَى 
لكعبةِ طيفِها المَسحُورِ؟


" كوشِيَّةٌ " 
مُذْ فَاضَ نِيلُ سَمَارِها
وهْيَ البِلَادُ 
وحُكمُهَا الدُّستُورِي

عبرَتْ لِأَحمَرِها المُطرَّز 
فاقتَفَى
أثرَ الحريرِ على يديْهَا الجُورِي

إن ترتدِ " الهزَّازَ "* 
تُحدِثْ ثَورَةً
يحظَى النذيرُ بِها بقلبِ " بشيرِ"

فيها احتَفَى بحرٌ 
ببعضِ عذوبةٍ 
عذراءَ 
تطفِي لوعةَ المسجورِ

ليدينَ دينَ صفائِها 
-مُتَحَرِّرًا-
بَرِمًا بمِلَّةِ حجرِهِ المحجورِ

ويرى فتاةً مَا 
تمزِّقُ ليلَها
حوريَّةً تهفًو إلى التَّغييرِ

كَعَبَتْ 
فلما أن (تمرمرَ) عودُها
نفختْ بها الربَّاتُ روحَ ضميرِ

لمَّا تجسَّدَ ضوؤُها قالتْ لهُ:
- في البدءِ كنتُ 
فكيفَ تجهلُ نورِي؟

أنا كِلْمةُ الرَّبِّ
استحلتُ أنوثَةً
حملتْ صليبَ زمانِها المقهورِ

لمْ تنتظِرْ طِفلًا 
يحققُ ثأرَها
ما قدَّمتْ للصَّمتِ أيَّ نذورِ

أوحتْ لهَا الرَّبَاتُ 
" خلفكِ نِسوَةٌ
يأسِرْنَ كونًا إنْ - بِهِنَّ – تسيرِي "

فاجتاحتِ اللَّيلَ الأخيرَ 
وأعلنتْ:
- ما الصَّلْبُ إلَّا خشيةُ التعبيرِ

(كَنزِي) 
سيحملُهُ (خَصِّيٌّ) تابعٌ
أما بلادِي 
فالمَصِيرُ مصيرِي

إن (عمَّدوه) بمائِهم
فالنَّارُ معمُودِيَّتِي 
حتَّى أحرِّرَ دُورِي

(فِيلِبُّسِـ)ــي 
صوتُ الأمُومَةِ صارِخًا
لا ثديَ تعطِي حُلْمَهُ لِصَغِيرِ

(مَلَكُوتِـ)ـيَ السُّودَانُ
وحدِيَ لمْ أزَلْ (كَندَاكَةً) 
والتاجُ نبضُ سطورِي

لم يتبعونِي كـ(الخِرَافِ)
وإنَّمَا
(زَأَرُوا) 
لِيقوَى فِي الهُتَافِ زئِيرِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنداكة: لقب ملكات السودان قديما.
التوتال والهزاز: أنواع من اللباس السوداني الشهير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق