الأحد، 10 مارس 2019

عروج إلى حضرة المشتهى - للشاعر المغربي الجميل محمد أبيجو

بِقَلبِكَ آيَةٌ أُخْرَى سَتُلقَى 
فَمُدّ يدَ الدّواةِ لَها لِتَرْقَى


كَكُلّ المُصْطَفَينَ،
كَكُلّ وَحيٍ،
سَتنزِلُ لن يُحسَّ البابُ طَرْقَا


سَينشَقّ القَصيدُ لَها فتَسْرِي
وتَخطُب في حَصى الشّطرَينِ دَفقَا


إِلى... أَن يَهتَدي في القَلْبِ لَحْنٌ
وَيُصبح للكَمانِ أشَدّ شَوقَا


فَقُل لِرؤاكَ أَن تزْدَادَ ضَوءًا
وَقل للقلب أن يَزدادَ خَفْقَا


لأَنّك تَوأَمُ الحَلاّجِ لاهٍ
بِمَا في القلبِ عمّا سَوفَ تَلقَى


جِراحُك كُلُّها يَومًا سَتُشفى
إذا ازدَادَت جِراحُك فِيكَ عُمقَا


فَخلِّ سَبيلَ دَمعِكَ إِنّ نَهرًا 
جَرت عَينَانِ فِيه يَصيرُ أَنْقَى


ومُدّ بساطَ رَمْلِكَ إنّ بحرا 
سيلفِظُ من جفونِ هواكَ غرقَى


وهُزَّ نياطَ بوحِكَ عَلَّ لحنًا 
سيهُطُلُ مُحدِثا في العودِ فَرقَا


سيُصبِحُ فيك هذا الشّرقُ غَرْبا
وَيُصبِحُ فيكَ هَذا الغَربُ شَرقَا


ستدعُوكَ العُيونُ إِذا تَداعَت
إلَيكَ بِغَيمِها الهَتّانِ بَرقَا


وسوفَ يَفيضُ من كفّيكَ ماءٌ 
ليُصْبِحَ رَتْقُ هَذا الصَّمْتُ فَتقَا


بقلبِكَ آيةٌ أخْرَى...، فمهّد
لهاَ حرفًا يليقُ، وريشَ وَرْقَا


وشُدَّ عليكَ فيكَ، لأنّ وحيًا 
ثقيلاً يقتضي صَبْرا وَطَوْقَا


وَحَيّ على الحَمَامِ يطيرُ حتّى 
يخُطَّ لجورِ هذا الـ "تَحْتِ" "فوقَا"


تَصوَّفْ فالقَصيدَةُ ـ يا ابنَ نزفِي ـ
غَدَت مِن حزمهَا المَلعُونِ خَرْقَا


تَصوّفْ يا بُنّيّ فَرُبَّ قلبٍ
تصوّفْ ثمّ سالَ هوىً وَذوقَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق