إن لم يمتلئ قلبك بالإيمان ويعمر بأساسياته، فأنت عن الحضرة محجوب، وعن الرؤية
ممنوع، وعن نيل اللذة العظيمة في قرب المليك
الأعظم محظور..
فطهر قلبك بالإيمان يصف لك عيشك في جنابه الطاهر، ويحلو لك القرب من مقامه الحبيب،
وتستلذ روحك بطيب الوصال، وتسترخص الغالي والنفيس في طريقك المسلوك لبلوغ حد الكمال..
وإذا أردت مشاهدة أنوار النبل والسمو والجلال، فلا تترك لغشاوة الذنب في عينيك
مقاما أو مستقرا دون أن تزيلها باستغفار أو توبة، وكن حريصا كل الحرص على الرجوع إلى
الخالق المتلطف العظيم المتفضل، واجعل من حسن ظنك به زادا معينا لك في طريق رحلتك الطويلة
إليه، حتى تصل لقربه وتتصل بحبه..
وإن سألته مسألة فلا تتعجل نيل هذه المسألة وتحقيقها، فهو وعد بالإجابة ولكنه
يعرف كيف يمنح هذه الإجابة في وقتها المناسب الذي يصح لك التوفيق فيه، ويكون بمقياس
البغية وبمقدار الرغبة، فقط كن واثقا به ومتأكدا من صدق وعده ووفائه، فهو خير من وعد
وأعظم من أوفى، وأكرم من جاد وأجزل من أعطى..
وإن وجدت وحشة في عمرك من الناس، فاعلم بأنه يدعوك إليه دعوة استئناس، ويناديك
لقربه نداء محبة وإيناس، فلا تتردد في تلبية دعوته، والإستجابة إلى ندائه، تفز في عيشك
الأرضي وتسعد حتى تنال المثل في عيشك السماوي المرتقب والمتوقع في حضرة ذات المحبوب..
وكن واعيا كل الوعي بأن في حرمانه لك من بعض الأمور عطاء، وفي تقتيره عليك بحاجة
من الحوائج جود وسخاء، فهو يريد أن يجازيك بالصبر على مجاهدة البلاء أعظم المنح في
قربه، ويمنحك بالتحمل في شكره ما لا حد له من الحسنات الحسان في ثبج الفراديس وأبهة
الجنان..
#ترانيم_الحب#مجدي_الحاج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق