الأحد، 25 مارس 2018

خاطرة صباحية من وحي الشتاء - مجدي الحاج

جاء الشتاء محملا بالكثير الكثير من الأحلام الغضة والأماني السندسية...
جاء الشتاء وها قد عدت وحدي مجددا أحترف البحث عن الدفء في فنجان قهوتي الصباحية، وأبثها اشتياقاتي ولوعتي لحبيبة قد غابت وخلفت وراءها بردا لا يجارى في المشاعر، وصقيعا لا ينافس في أوصال الروح...
جاء الشتاء ومدفأتي ما زالت تتغذى على وقع أحاديثها التي لا تليق إلا بها، فجعلت أبكي حد الضحك...
جاء الشتاء وما زالت تلك الزهور ترتجف في مزهريتها شوقا للحديقة التي قتلها الصقيع بعد غيابها...
في الشتاء المنصرم كنا معا نغزل معطف الحب ونخيط وشاح السعادة، فأغرقنا البرد في طوفانه...
في الشتاء المنصرم كانت تقول لي: لا أحتاج إلا إلى لمسة حانية من يديك، وإلى همسة رقيقة من شفتيك حتى أشعر بالدفء، فانفرطت حبات العقد الفريد من جيد الذكريات...
الحب الشتائي هو حب استثنائي، حب تصنعه حرارة الأشواق كما تصنعه حرارة الأجساد تماما...
إن رياح الشتاء وعواصفه ليست بتلك القسوة التي نخاف، أحيانا لا تفعل شيئا سوى نفض غبار الوحشة عن حياتنا، وكذلك أمطاره فهي تغسل خوفنا ورهبتنا من الأيام...
يمضي شتاء ويجيء آخر ولكن الحياة ما زالت مستمرة بحرها وبزمهريرها، وما زال الأمل يشتعل في القلوب حتى يمنحها الدفء، أما أنا فدفئي الوحيد بعد اليقين هو كلمة: "أحبك"...
د. مجدي الحاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق