الأربعاء، 1 مارس 2017

خاطرة من وحي عيد زواجي الرابع - مجدي الحاج

زوجتي الحبيبة:
لقد منحتني الكثير الذي لا يحصى ولا يعد...
لقد منحتني الراحة التي يحتاجها أي منهك من تكاليف الحياة بوجودك معي وبصبرك الجميل على زلاتي وعيوبي وأنانيتي التي لا تطاق في كثير من الأحيان...
لقد منحتني الدفء الذي يتوق له أي رجل مع أنثاه ومع معشوقته...
لقد منحتني الحب الذي يتمناه أي عاشق يحترق شوقا إلى محبوبته...
لقد منحتني الثقة التي أحتاجها كزاد لي في معترك الحياة وفي تصاريف الأيام...
لقد منحتني ربيع العمر الأخضر وعنفوان تجدده المثمر ورونق بهائه المزهر...
لقد منحتني عيونا جميلة أسر وأبتهج كلما نظرت إليها وأفرح كلما غازلتها وأكاد أطير من السعادة كلما وجدت اسمي مكتوبا في بريقها الأخاذ الذي يكاد ينزع اللب من اللبيب والعقل من العاقل...
ولقد منحتني أيضا ابتسامة شفافة تذهب الهم عن المهموم والحزن عن المحزون وترتب الأفكار الثائرة وتجعلها في خير حال...
ولقد منحتني المزيد الذي أشعر به ولا أستطيع أن أحيط بها علما أو أدركه فهما أو أعبر عنه نظما...
ألم أقل لك إنك قد منحتني الكثير الذي لا يحصى ولا يعد؟!...
****
زوجتي الحبيبة:
لقد عرفت من خلالك أمورا كثيرة وتعلمت أمورا أكثر...
فقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تتفجر ينابيع الخصوبة والنماء حينما رزقني الله بطفل وطفلة هما زينة الحياة الدنيا بالنسبة لي فعرفت معنى جديدا للحياة هو معنى الأبوة وإحساسا بالمسؤولية لم أختبره من قبل...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تكون المودة والرحمة والسكن والرباط المقدس الذي لا يمكن أن يقطع بسهولة أو ينفرط بيسر عنوانا للحياة السعيدة...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تصبح المرأة سترا على الرجل وغطاء يقيه من زمهرير الأيام ومن برد الظروف...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تكون المتعة الحلال التي يثيبنا الله عز وجل عليها ويعطينا الأجر الجزيل والثواب الجميل فبك وحدك قد اكتمل من ديني النصف كما يقال...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن يأتي النصح من شخص يهتم لأمرك بصدق ويريد لك الخير والتقدم والرقي...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تكون المرأة دافعا لا يقدر بثمن للرجل ومحفزا لا يجارى له فأنت دائمة النصح والتوجيه والإرشاد...
ولقد عرفت من خلالك كيف يمكن أن تكون الزوجة عينا ثالثة لزوجها ومرآة تعكس محاسنه ومعايبه على حد سواء وتعطيه الإحساس بأهميته وأهمية رسالته في الحياة...
ولا زلت أعرف في كل يوم أمرا جديدا من خلالك وأستشعر فيه عظمة النساء متجسدة في شخص امرأة واحدة هي أنت...
ألم أقل لك إني قد عرفت الكثير من خلالك؟!...
****
زوجتي الحبيبة:
لقد تعلمت من خلالك أمورا كثيرة كان من المستحيل أن أتعلمها وأنت خارج برزخي الحياتي...
فقد تعلمت كيف يمكن أن تصنع السعادة في مصنع الحياة الزوجية وكيف يمكن أن تبتكر موادها الخام في عشها الصغير...
وقد تعلمت أيضا أن الصبر على الخلافات والتعامل معها بحكمة هو ملح الحياة الذي يعطيها طعما مختلفا وهي بدونه فاقدة للطعم وللأهلية أيضا...
وقد تعلمت أهمية المشاركة والتعاون والعطاء المستمر دون انتظار الأخذ في بناء شراكة حقيقية تحتاجها الأسرة ويحتاجها المجتمع والوطن وكذلك تحتاجها الأمة وهي شراكة الأزواج المثالية المنشودة حتى وإن لم تكن كما نريد لها أن تكون فهي مطلوبة وبشدة...
وقد تعلمت من خلالك أن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه وأنه لا ينزع من شيء إلا شانه كما أخبر بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد تعلمت أيضا أن الزوجة الصالحة هي خير متاع الدنيا وأنها طريق معبد يوصل إلى الجنة بإذن الله تعالى تذكر زوجها بما نسي من الفروض وتعينه على ما قصر فيه من الواجبات وتحذره عاقبة تنكب الطريق والإبتعاد عن جادة الحق والصواب...
وقد تعلمت أن الحب الحقيقي لا يكون بالكلمات أو بتنميق الجمل والعبارات فالحب الحقيقي أسمى من ذلك بكثير وهو إلى الأفعال أقرب وإلى الإنجازات أدنى فرب فعل أصدق من قول وأبلغ من كلام...
وقد تعلمت أن العمر يمضي ولا حسرة فيه ولا خسارة أكبر من أن يعيش الرجل بلا زوجة حانية أو شريكة غيورة ومهتمة فذاك هو الخسران المبين في دنيا الوجود...
وقد تعلمت أكثر من ذلك ولا زلت أتعلم كل يوم وأنا سعيد جدا بما تعلمته وبما أتعلمه منك ومعك وبسببك فالزوجة الصالحة مدرسة وأنت نعم المدرسة...
ألم أقل لك إني قد تعلمت الكثير من خلالك؟!...
****
زوجتي الحبيبة:
كل عام وأنت زوجتي وحبيبتي وأما لأبنائي وشريكتي في الحياة ومعينتي عليها وزينة في داري ومليكة على قلبي وعلى بيتي وعنوانا لسعادتي ولزهوي ولاعتزازي...
ولا أظن أن الحروف والكلمات والتعابير يمكنها أن تحيط بكل ما يعتمل بداخلي تجاهك من عواطف جياشة ومشاعر نبيلة ولكني أحاول فقط...
وفي الأخير أحبك وكفى...
زوجك المحب:
أبو محمد...
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق