الاثنين، 30 ديسمبر 2013

نائلة فزع - شعر - يا وليدي نام "هدهدة لعيون الوطن"

من تصميمي تقديرا للأديبة السودانية الفذة نائلة فزع



يا وليدي نامْ...
أصلا حرامْ...
إنك تتوه وسط الزحامْ...
عايزاك تكون فارسًا هُمامْ...
عايزاك تكون حمى للسلامْ...
لا شر يعرفك لا انتقامْ...


خليك فاكرْ...
أوعاكَ تجحد...
أو تبقى ناكرْ...
خليكَ واعي دوامْ دوامْ...

خليك صاحي تمامْ تمامْ...

عايزاك تناضل باهتمامْ...
عايزاك تقرا عشان تفكرْ...
عايزاك تبني دوام تعمرْ...

عايزاك تخضر لجروفكْ...

ودوام تسطر في حروفكْ...
عايزاك محنه وريده إلفه وإبتسامْ...

عايزاك تكافح للحرامْ...

عايزاك مناره وإنسجامْ...
عايزاكَ منبع للمحبه...
وديما رافض للخصامْ...
وعشان ما تقوى وتمشي دايما للأمامْ...
يا وليدي نامْ...

نائلة فزع - من رواية: "الغوص في أعماق منسية"

من تصميمي تقديرا للأديبة السودانية الفذة نائلة فزع

   عندما يتمدد الحلم ويشرئب لدفء الأمان في هذا العالم المكفهر من معطيات الأسى وهدهدة الأحزان، وعندما تتسع دائرة التأمل اللا نهائي والجامح في خاطر المنسيين، حينها تشتعل الفكرة داخل حدود الذات وأحيازها المتعددة، فتحرق كل ما هو لصيق بها من تضاريس العالم الخارجي المتسع، فتتمحور الرؤى وتتجسد الأحداث مخبرة عن أمثل طريقة مبتكرة يمكن من خلالها خلق معادلة الاتزان المفقودة في دنيا الفوضى وعوالم الفوضويات.
  
   إن الذات الواعية تحلم بالتسامي عن رغباتها المحتدمة حد الاشتعال، فقد تطال براكينها بذرة الحلم المنغرسة في حنايا الأرض البكر التواقة دومًا إلى تنامي زرعها المخبوء وإثماره المرتقب، فتكتمل دائرة العطاء بدءًا من رحم الأرض الأم، ومرورًا على سواعد بنيها الأوفياء، واعتمادًا على فروع تحمل بعضها مساندة لأصل الفكرة بالرأي السَّديد ومرمى الاقتناع بوجهة النظر المغايرة، وصولاً إلى ذات متخفية تنبري في خجل وهي تعلن عن ميلاد حب جديد أو إحياء ذكرى قديمة قد درست كأطلال من تباريح السراب.

   وما بين الغوص في أعماق منسية من ألم التاريخ وتاريخ الألم، وما بين الوعد بلحظات تكون أكثر دفئًا وحميمية مستغرقة في الفرح، تنساب بواعث الوجد معلنة أن رحلة البحث عن الذات التي تتماهى بأثر رجعي، قد عفا عليها الوقت وداعبها السنا والبريق، ففي رحلة البحث الغوصية تلك، انبرت براعم ذكراها المنتشية بالرقة والتجلي، حاملة بذرة عشق أبدي تبحث عن كينونته الميتافيزيقية، وتبحث عن مرافئ جدلية تسكن في ليل معتم من غيهب الغربة أحالته إلى ضوء في الطريق لكي تؤكد أن بالإمكان بزوغ فجر يحمل البشرى.


   وخلال رحلتها في فضاءآت العدم، تعثرت فجأة ثم نهضت وطارت مجددًا فحطت في فضاء من نبض الوجود الرحب متجاوزة تلك الدائرة المغلقة لكي توحد ذاتها مع ما تبحث عنه من بذور الطموح لكي تغرسها في ذات الرحم المعطاءة والموسومة مجازًا بالأرض الأم. وهناك حيث قاومت هذه البذرة كل المناخات العابرة كتلك القادمة من وحشة الصحراء وتفلت المدار الاستوائي، فتنامت البذرة الفكرة وتسامقت برأيها واشرأبت أغصانها تبحث عن نور الحقيقة القابع في دهاليز الذات التي تحلم بالوصول إلى أعماقها المنسية، وتغوص بأمان وتستخرج كل ما ادخرته من أيام فاضت بالخير والمنى لتروي به قحط السنوات المحذور.

  
    فهل جربت يا ترى في يوم من الأيام الغوص في أعماقك المنسية ممارسة واحترافًا؟!، وهل يا ترى حاولت أن توقظ أحلامك من سبات عميق قد فُرض عليها قهرًا وقسرًا؟!، ثم ساعدت أنت في ردم غبار الذكريات المؤلمة حوله وكأنك تستبدل سهد الليالي بنوم الآمال وتزييفها المخدر!!!، وكأني بك تعيش في ظلام وإعتام تام بينما يوجد بين يديك زر صغير وبمجرد أن تضغط عليه فإنه يملأ  أرجاء وجدانك ضوءًا واستبشارًا. ينير لك هذه اللجة الهوجاء التي تسبح فيها مضطرًا من غير مجداف أو دليل، ربما تخطئ في محاولة الوصول إلى مرافئ يمكنك من خلالها أن تفضح مخزونك من العشق المتقد والأمل الوهاج، فقط حاول ولو لمرة، أن تغوص في هذه الأعماق المنسية بتروٍ ورحابة صدر لأنك حتمًا ستجد هناك من هي تقبع في ركن قصي من أركانها السحيقة، فقد أرهقها الحزن مثلك وأتعبها البشر الذين لا يرون فيها إلا تلك المرأة التي كان من الممكن أن تكون لهم بلا تردد.

نائلة فزع - سيرة أدبية ذاتية

من تصميمي تقديرا للأديبة السودانية الفذة نائلة فزع


الإسم:
                       نائلة حسن السماني فزع - "نائلة فزع"
المؤهلات العلمية:
                     بكالوريوس آداب تربية "لغة إنجليزية" + دبلوم التربية المسرحية.

الإنتاج الأدبي:
                     
1-  * تمثيلية الرسالة إخراج أبو العباس محمد طاهر
( إذاعة أم درمان 1970)
2-  مسرحية "من المسئول" - إخراج الأستاذ نور الدين سليمان علي (مسرح معهد تدريب المعلمات1978م)
3-  من المسئول- إخراج الأستاذ "الشفيع إبراهيم الضو" (التلفزيون القومي السوداني 1979م)
4- مسرحية "نحن ما نحن" إخراج ذاتي" مسرح النادي السوداني بالعين 1999م)
5- مسرحية "إنت وبس يا سودان" إخراج ذاتي (مسرح بلدية العين2001م)
6-  ** رواية "الموت في زاوية العشق" إصدار المطبعة الذهبية بدبي 2006م.
7-  رواية "الغوص في أعماق منسية".
8-   للنيل شوارد في الليل - مجموعة خواطر ومقالات  - تحت الطبع.
9- *** تم نشر عدة مقالات في الصحف والمجلات بدولة الإمارات العربية المتحدة نحو "مجلة دبي الثقافية - مجلة زهرة الخليج -  وصحيفة البيان
10-   تم إجراء عدة مقابلات صحفية "مجلة فتاتي - صحيفة المستقلة"
11-  تمّ إجراء عدة مقابلات تلفزيونية "التلفزيون القومي السوداني - قناة الشروق - قناة النيل الأزرق"
12- تمت قراءات بالأندية وكتابات نقدية بالصحف والمنتديات عن رواية "الموت في زاوية العشق" بالنادي العربي بالشارقة واتحاد الأدباء السودانيين بأم درمان "منتدى إشراقة"
13- تم نشر مجموعة من المقالات والخواطر في الصحف والمجلات السودانية "مجلة الخرطوم الجديدة - صحيفة الشرق"
14- عمود أسبوعي "خواطر نيلية" في صحيفة  النيل اليوم - السودان - 2009م.
15- عمود شهري "من أزقة الذاكرة" في مجلة أيام وليالي - السودان - 2009م.
16- تمارس الكتابة الأسفيرية في منتديات "عكس الريح" وهناك مكتبة تضم بعض أعمالها "مكتبة نائلة فزع" وهناك مكتبة أخرى في "منتدى الحرية" وأيضا عضو في منتدى " جمع الشتات السالم"
17-  تكتب في مختلف ضروب الفن "الرواية - المسرح - الشعر".
18- لديها كتابات في مجالات مختلفة "سياسية - إجتماعية - تربوية" وتميل للكتابة للأطفال وقامت بتأليف وإخراج الكثير من الإسكتشات في مختلف المدارس التي عملت بها.
19-  إعداد برامج تلفزيونية.

معظم ما تمت الإشارة إليه أعلاه يوجد ضمن الأرشيف الخاص بالأديبة وهناك الكثير الذي لم ينشر بعد.

نائلة فزع - نثر - حيرة لوزة القطن!

من تصميمي تقديرا للأديبة السودانية الفذة نائلة فزع

   العقل يرفض اللا وعي واللا وعي يترصد العقل... الليل يهرب من النهار وكلاهما لا يدري أيهما السابق للآخر... البذرة تعتقد أنها الأصل والشجرة تجزم بأن لولاها ما كانت البذرة... الدجاجة تملأ الدنيا ضجيجا فرحة بمولد بيضة ترى فيها طفولتها وهي داخل القشرة وهي لا تدري ما سيكون مصيرها؟! السلق في مياه تغلي أم القلي على زيتٍ حام أم تفقس منها سيصان تحافظ على النوع؟!

   ولوزة القطن ناصعة البياض لا تدري هل ستلف خيوطها بعد أن تصبح وردية اللون جسد فاتنة؟ أم ترتديها أرملة بعد أن يُصبغ لونها بالسواد أو يُصنع منها في مانشستر أثواب تسمى "رسالة لندن" لا تقتنيها إلا ربات القصور والرصيد البنكي.

   وتكون اللوزة فرحة وتعتز بوطنيتها لو غزلتها أنامل عجوز سودانية على مترا ر قديم بدأ وجوده يتلاشى، تبيع هذه الجدة الخيوط لتضمن سد رمق أحفاد حصدت الحروب أرواح آبائهم ولا عائل لهم سواها ويعينها أكبرهم ذو التسعة العجاف مما يجنيه من تلميع أحذية الوجهاء الذين لا يستاءون من رفع أقدامهم في وجهه الباحث عن قطع معدنية صغيرة تساند الجدة وتشبع الصغار.

   وتسيطر الحيرة على الإنسان ويتساءل هل كان والداه يقصدان مجيئه للدنيا لكي يعاني أم كانا يمارسا الحب لأجل الحب.

   وهذا الحصان النبيل وصاحبه الخسيس الذي يُصر على أن يُحافظ على سلالته عندما أجبره على أن يعاشر أمه بعد أن أغمض عينيه، رفض الحصان الأكل إلى أن مات حزنًا... حيوان نبيل ذكي لم يفهم البشر مزاياه الرفيعة المستوى.

   وكيف لهذا الوغد أن يغازل الشابة الحسناء وينسى أنه زوج أختها خالتها صديقتها لا يهم، لأن الزوجة لا تشك في نواياه التي تسترها علاقة الدم، ولذا نجد الحصان أنبل من الإنسان في علاقته بالمحارم فيا ليت نستخلص الحكمة من رُقي ونبل هذا الحيوان.

   لا أدري لحظات تجمعت في ذهني كل المتناقضات ووجدت صدق المقولة  لا يبين المعنى إلا ضده. وهنا سرح عقلي في متاهات تقود إلى الجنون وكم أُحبذ أن ينتصر اللا وعي عندي على الوعي عندها سوف يستقيم ميزان الأشياء عندي و تتضح صورة ما هو معي وما هو ضد قناعاتي التي غالبًا ما تختلف عن آراء من هم حولي.

نائلة فزع - نثر - أمي الأرض

من تصميمي تقديرا للأديبة السودانية الفذة نائلة فزع
   ها أنا ذا يحملني شوق عارم إليك يا وطني الحبيب، فكم حلقت بأجنحة الأمل الأسطورية التواقة دوما إلى دفء ترابك الحاني، فأنا أشتاقك شبرا فشبرا، برغم البعد المضني والغربة المرهقة، وبرغم ناعق البين المستمر، وأتحد في رؤى شوقي إليك، كما يتحد النيلان في قلبك النابض بالحنين والمترع بالألق، إلا أن شبراً واحدا دون غيره قد ظل يستهويني فيك منذ أن ضمَّ رفات أمي وآوى جسدها النحيل، فهي التي رضعت منك أسمى المعاني وأرفع القيم، ثم أرضعتنيها بحنانها المعهود، فقد كانت ولا تزال تمثل لي  الحب الصادق والود الحقيقي كلما صار ود الناس خبا، كما تمثل لي الملاذ الآمن إذا ما ادلهم ليل الكروب الكالح من حولي، ولا أبالغ إذا قلت إنها قد كانت بحق حصني الحصين من غدر الآثام ومن خيانة الذنوب، كما لا أبالغ إذا قلت بأنها كانت أفضل ملهمة منحتني روعتها بعضاً من رونق الكتابة وديباج البيان، ولم تكن هي الأم فحسب، بل كانت الأخت في الدروب، والصديقة في الأزمات، وفوق ذاك وغيره كانت كاتمة أسراري، ومفرجة غمي عندما تضيق الصدور.

   وكم حاولت جاهدة ألا أتعمد الكتابة عنها حتى لا أذرف الدموع، ويخذلني غرب الشؤون، فأنا أخاف على الأوراق من تعذيب الأسى النازل من حسرة البعد عنها، واحتراق الزفرات المحتدمة من ذكرى غيابها، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا، وكم أرجو من الله عز وجل أن يستجيب دعائي لها، وطلب الغفران، بالرغم من أني لا أخال أن أحداً قد مات من غير ذنوب سواها، فقد كانت الصدق والوفاء والإنصاف والتقوى بكل ما تحمل هذه الكلمات من معانٍ، وقد كانت نصيرة المظلوم والظالم في آن واحد، ومجيرة المحتاج ومشبعة أفواه الجياع.

   لقد عاشت على الكفاف، حيث لا زاد لها إلا صلاة الضحى ونافلة الهجيرة واحتراف المداومة على التهجد والتبتل، بل إن من أشهر عاداتها وأصدق هواياتها الإكثار من الصلاة على النبي  صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد كانت تتسامى عن آلام مرضها الفظيعة ودائها العضال بركونها إلى راحة العبادة وبحبوحة الذكر، فهي تدرك أن أفضل وسيلة للإطمئنان هي هذه الوسيلة وليس سواها، ويا لتلك الآلام التي كانت تكابدها، فهي ضيف غير مرغوب فيه سكن في جسدها المنهك ولم يفارقه إلا مع روحها الطاهرة.

   
والآن وبعد رحيلها المؤقت، فقد احتوتني أم أخرى إذ طالما أوصتني هي نفسها بحبها وببرها ما استعطت، ولكن لا أحسب أن هذه الأم الرؤوم يمكن أن تعوضني عن فقدها، مهما اختزلت كل طاقتي في حبي لها من  بعدها، فهي باقية لن تزول إلى أن يرثها الله عز وجل ومن عليها، فهي أم معمرة وخالدة خلود النيل الذي يغذي عروقها النابضة بالحياة، إنها أمي الأرض.

   والآن وبعد كل هذه المدة اسمحي لي أيتها الأرض أن أوصيك بالتي ما فتئت توصيني بك حتى كانت من الهالكين، فأنا أوصيك أن تكوني حانية على جسدها الشريف، فهو أمانة عندك ولا يستحق إلا أن تعامليه بحنو ورفق، وبمحبة واحتفاء، إذ طالما  أحبك بصدق، واحتفى بك أيما احتفاء.

الأحد، 22 ديسمبر 2013

القانون السوداني يبيح زواج القاصرات... عجبي...




هل تعلمون بأن الفتاة إذا أتمت العشر سنوات من العمر تعتبر مؤهلة للزواج بحسب القانون السوداني؟!

وقد ورد ذلك في المادة ٤٠ من قانون الأحوال الشخصية للمسلمين في السودان لسنة ١٩٩١م.

ومن المعروف أن السودان يعتبر واحدا من الدول التى يتم فيها تزويج فتيات صغيرات فى السن، وهو ما يعرف بزواج القاصرات وذلك لأسباب مختلفة من ضمنها الجهل بأحكام الدين والفقر، و هناك 38% من النساء في السودان تزوجن في سن مبكرة حسب مسح أجري عام 2010م.

دعا بعض المنتسبين لهيئة علماء السودان إلى عدم منع زواج القاصرات باعتباره يحقق منافع كثيرة، ولا أدري هل انطلق هؤلاء من رؤى شخصية أم أن دعوتهم هذه كانت تعبر عن هيئة علماء السودان الذين نجلهم رغم أنهم في الآونة الأخيرة أصبحوا يصدرون فتاوى غريبة عجيبة وليس هناك مجال لإيرادها هنا إنما موضوعنا هو تزويج القاصرات أي صغيرات السن من الفتيات.

والسودان لا شك من الدول الموقعة على اتفاقيات حقوق الطفل العالمية، والقاصرات يدخلن فى شريحة الطفولة.

لذا ينبغي أن نقف جميعا حكومة ومنظمات وأفرادا ضد جريمة تزويج القاصرات في مجتمعنا.

ما هو رأيكم في تزويج القاصرات في المجتمع السوداني وبكل صراحة؟! هل أنتم معه أم ضده؟ وإذا كنتم ضده ترى ما هي الأسباب والحلول من وجهة نظركم الخاصة؟

في انتظار آرائكم وتعليقاتكم

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

مجدي الحاج - شعر - سمراء

إلى "سين" السكين التي ذبحتني ثم رحلت


اليوم يا سمراءُ سوف أسير خلف جنازتي...

متفائلا أنِّي سأختصر المدى...

وأعيدُ بعد القهر منك كرامتي...

ومودتي...

تلك التي ذهبت سدى...

وترحلَّت من قبل ميعاد الوصولْ...
ماذا أقول فخبريني...
إنني والله بعدك لست أدري ما أقولْ...
اليوم أكتب حين يسكنني الذي...
يدعونه في معجم اللغة الذهولْ...
اليوم حين أقول أن حبيبتي...
رحلت هناك مع النسيمْ...
كانت تغرد كالبلابل والعنادل مثل طاووس وسيمْ...
كانت ذكاء تغار منها...
والبدر يحسدها...
ويرمقها بعين الحقد في الليل الطويلْ...
كانت ملاكا طاهرًا...
إنما قد شاءت الأقدار أن أبقى وحيدا متعبا...
متمركزا في هالة الحزن النبيلْ...
سمراء قبلا كنت أنت بشارتي...
ومنارتي ومغارتي...
واليوم عدت بلا بشارهْ...
وأضعت نوري والمنارهْ...
وحبست في قلب المغارهْ...
وما وجدت إلى ابتعادي عن طريقكِ من سبيلْ...
وفقدت زادي والدليل...
ماذا أحدث عنك يا سمراء إن البوح في شفتي استقالْ...
لم تترك الأوجاع في جسدي قليلا لاحتمالْ...
فكأن قلبي في غشاء مترفٍ...
حتى تكسرت النِّصالُ على النِّصالْ...
وهجرت راحي والشمولْ...
اليوم يا سمراء سوف أميت كل قصيدةٍ...
تجري هنالك في دمي...
فالشعر لا يرضى لغدرك أن يكون مجسَّدا...
والشعر لا يرضى لحبك أن يعيش مخلَّدا...
والشعر لا يرضى لقلبي أن يظل مقيَّدا...
والشعر قد يرتاح إن أصبحت فردا أوحدا...
من غير خل أصطفيه ويصطفيني...
فهو اصطفاني...
وقال لي أنت الخليلْ...
اليوم أعلن أنني قد عشت أكبر ورطةٍ...
قد عاشها شاعر من قبل قبلي...
واليوم أعلن ما ارتكبت من الخطايا...
وجزاء ما قد ساء مني من نوايا...
وألملم الأشلاء حولي والشظايا...
وأعود منطلقا كخيل جامح...
بل إنني...
سأعود أبتدر الصهيلْ...

مجدي الحاج - شعر - إلى سيدة لا تعترف بالحب

أُحِبُّكِ جدًّا فلتعترفي...

أنَّ الحُبَّ مليءٌ مثلُكِ بالأسرارِ...

مليءٌ مثلك بالأنواءِ وبالأخطارِ...

ولتعترفي أن الحب 

غريبٌ مثلكِ في الأَطوارِ...

غريبٌ مثلكِ 

في الآراءِ وفي الأفكارِ...

ولتعترفي أن الحب 

يغيِّر خارطة الأقدارِ...

ويُعذِّبُنَا ويُؤرقُنا 

ويُحاصرنا دون حصارِ...

ويُزلزلنا ويفجرنا 

ويُدمِّرنا أيَّ دمارِ...

ويحرِّكنا ويُثبِّطنا بل

يشحذنا بالإصرارِ...

ويخلِّفنا كالمحكومِ بدونِ خيارِ...

ولتعترفي أن 

الحب يغيِّر فينا أيَّ مسارِ...

ولتعترفي أن الحب صحيحٌ جدًّا...

حين يكونُ بلا مقدارِ...

حين يدمِّرُ كالطُّوفانِ وكالإعصارِ...

حين يُشابه تلك القوَّة في 

الأمواجِ وفي التيَّارِ...

ولتعترفي أن الحبَّ رقيقٌ جدًّا...

حين يغرِّد كالأطيارِ...

حين يترجمُ لمشاعرنا 

وعواطفنا دُونَ حِوارِ...

ولتعترفي أنَّ الحبَّ ضَنينٌ جدًّا...

حين يكونُ بلا تِذكارِ...

حين يكونُ بغيرِ عطاءٍ أو إيثَارِ...

حين يكونُ كسحبِ 

الصَّيفِ بلا أمطارِ...

ولتعترفي أنَّ الحبَّ إذا داخلنا...

نصبحُ عقلاً دون قرارِ...

نصبحُ جسَدًا 

دُون ذُنُوبٍ أو أوزارِ...

نُصبحُ طُهرًا يا سيِّدتي...

نُصبحُ نورًا في الأنوارِ...