الأربعاء، 13 فبراير 2013

سيمفونية الحزن الضاحك واالفرح الحزين في حضرة الإعلامية والشاعرة السودانية الشابة "أسماء الشريف"

هذه الفتاة الأنيقة السمراء القادمة من قلب الجزيرة الخضراء وبالتحديد من مدينة ود مدني جمعتني بها ظروف استثنائية من العام2006 م عندما تزاملنا في دورة البابطين الشعرية للتذوق والنقد الأدبي في جامعة أم درمان الأهلية.


كانت فتاة شفيفة الحضور ورائعة الإطلالة وبشوشة المحيا ودافئة الترحاب ولا يمكن إلا أن تخلف لديك انطباعا قويا بحميمية روحها ورغبتها الصادقة في خلق علاقات جميلة ومتينة مع من هم حولها.

ربما كان لدراستها الإعلام دور في ذلك لكنه دور بسيط مقارنة بملكاتها الموهوبة والمتفردة فليس كل إعلامي أكاديمي جيد الحضور مثلها أو مكتنز الإطلالة بأرتال التعابير التي توحي بصفاء روحها وجمال سجيتها.

عن نفسي أطلقت عليها فاكهة الدورة وسميتها بمسميات لا تخلو من الإيحاءات التي تليق بحضورها المتميز دون الكثيرين من المنتسبين لهذه الدورة ولم تكن إلا كذلك رغم احتفاظي بحق كتمان سر هذه المسميات.

أسماء الشريف عرفتها روحا وثابة للمعالي ونفسا تواقة للكمال يعجبها الحرف الجميل ويأسرها المعنى الراقي ويحلق بها الشعور الحر إلى أفق واسع جدا من البهاء والرزانة، وكثيرا ما كنت أردد في نفسي قول المتقدم عندما فرقتنا معطيات الحياة بعد إلفة ليست بالطويلة:

آذنتنا ببينها أسماءُ
ربَّ ثاو يمل منه الثواءُ

أسماء الشريف تتميز بخامة صوتية شجية تجعلها في المصاف الأول إذاعيا وفي النخبة الإعلامية الرائدة عند انصهار مجموع شخصيتها في بوتقة ملكاتها الأخرى من دماثة الخلق وطيب المعشر ولماحية الفكر، ولا أنسى إلقاءها المميز لنص شعري فريد اقتنصته من بين المواقع الإلكترونية كما ذكرت أمال الحضور بشكل ملفت بمن فيهم مؤلفه السيد الشاعر الكويتي ورجل الأعمال الكبير عبد العزيز سعود البابطين ومرافقيه والمدعوين معه من سفارة الكويت في الخرطوم الذين جاؤوا لتكريم الفائزين في الدورة آنفة الذكر.

كان هذا في قاعة الصداقة عند مقرن النيلين.

والآن ومع الثورة الفيسبوكية الإسفيرية الهائلة في عالم التواصل الإجتماعي أجدني مجددا بين رفرفة أجنحة البهاء واندلاق الإلفة في حضرة الحرف النابض بالجمال والروح المتزينة بالرقة حين عدت لقراءة أشعار الأستاذة أسماء الشريف فشكرا جزيلا لك أيها الفيسبوك:

تعالوا نعيش سوا ونحلم...
ومعــروف الحلــم بلوش...
ننعــش ونغني لي روحنا...
ما دام أصله مافي قروش...
زمـــــــان ضيعنــــا في الآهه...
وفرشناها النـدامه بروش...
قعدنا برانا نتحسر...
لما العيش صبح قرقوش... 
أرموا على الكريم الهم...
تحسـوا الدكـوه ماكنــتوش...
أمرقوا عــلى الخلـق بـره...
وعطروا حوشكـم المرشوش...
حلوا حياتكم الجايه...
وأهدموا للمآسي عروش...
ولاقوا الناس وجاملوا الناس...
أكان تاكلوها كسره وبـوش...
عاد هي الدنيا شن فيها...
هســه ملانه بـكره فشـوش...
تعـالوا نعيـــش سـوا ونقعد...
نشوف دنيتنـــا واحوالـها...
نفتــح لـي كتاب الله...
ونعـيش قصـص الرسول قالها...
نفتـش للجميل الـراح...
نسيــب الشينه وأفعـــالها...
أكــان زغردنا للأحـزان...
بتجينا الآهـه بي عيالها...
تـعالوا نعيـش سوا ونحلم...
نجيـب الفرحه بــي حالها...
وقـدر مــا نعـيـش ونتهنى...
أمور الآخـره نفضالها...
وحال الدنيا عاد باين...
تقـول أيــوه وتقـول لا لا...
وقلب مليان وجيـب فــاضي...
أخير مـن قلبة الحاله...
وأكان بقت النفوس رايقه
التطير الدنيا بي مالها...

هناك 5 تعليقات:

  1. ماأجمل هذهـ الحروف التى كتبت بيراع من تباريح المشاعر وبمداد من نبض الحياة على سطور الأمل وبصفحات على كتاب الابداع ... يالها من كلمات هتون تروى ظمأ الروح ..

    ردحذف
  2. يا للروعة تسلمي يا أسماء

    ردحذف
  3. من الملكه والكلمات الرصينه والاحساس بالبساطه يجعل منها شاعره وناثره وإعلامي ناجحه والمستقبل يرنوا لها...

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف