الأحد، 10 فبراير 2013

إبداعات أعضاء مجموعة السودان والسودانيين - الشاعر: محمد عمر عبد القادر

هذه قصيدة عضو المجموعة المتميز الأستاذ: محمد عمر عبد القادر، حلمٌ تربع خاطري، والمنشورة في عدد شهر - يناير - 2013 - مجلة بوح القلم الأردنية:

ووعدتكم بقصائدي..
حاولتُ أن آتي إليكم عبرَها..
لكنْ زماني لمْ يطاوعني،..
وفقري قد وثقْ
كلُّ الرِّفاقِ هنا على..
صهواتِ زينِ جيادِهم..
والقلبُ من فرطِ الهوى..
في حرِّ أنفاسي خفقْ
بدأ الصهيلُ..
وقيلَ في صمت الدُّجى:
يا قومُ ذاك البرقُ..
في وطني يلوحُ لبدئنا..
يا قومُ هيا نستبقْ
يا أيها الأحباب..
في ليلٍ شتائيٍّ..
تصاهلتِ الخيولُ محنةً..
والأفقُ مئذنةٌ بشطِّ النيلِ..
هلَّ هلالها..
فعرفتُ أن البرقَ ثانيةً رشقْ
فأبانَ دربَ العائدين لِعزِّهم..
والدمعُ من مهجي تحدَّر واستبقْ
والحرُّ أشعلَ مرجلَ الأشواق..
في جوفي، ويا خوفي نطق
إذْ طقطقتْ بيضُ الجيادِ حوافراً..
والوجد في جنبيَ طقْ
نادى عليَّ الشعرُ هيَّا..
فانكفأتُ على الوََرَقْ
وسمعتُ همسَ الحرفِ..
ملءَ الذاتِ يدعوني لأمدرمانَ..
والنيلِ المفيضِ، ومنتدى الشعراءِ..
يا ذاك الوحيدُ الآنَ عُدْ..
فالبدرُ أفردَ باحةً للسعدِ باسمِكَ..
في عروسِ رمالنا حَبُلَ الهشابُ..
لكي تعودَ وتغسلَ الحزنَ الذي..
ملأ الجوانحَ واتسقْ
ثارَ التزاحمُ في دمي..
بالوعدِ جاءَ من الفؤادِ الصوتُ..
أفصحَ قائلاً:
يا نجمنا الوضاءَ عُدْ..
فالوعدُ بالأشعار منكَ لقد صدقْ
فعرفتُ صوتَ حبيبتي..
ودخلتُ بين صدى النداءِ..
ولجتُ روضَ قصائدي..
وبكيتُ ملءَ دواخلي لودادِها..
حتى تسرَّبَ عشقها بين المسام..
وضاعَ مِسكاً عندما نضحَ العرقْ
واللهِ يا أحبابُ ضاقَ بيَ البراحُ..
إذِ استراحَ..
بغرفةِ الفكر التمايسُ والقلقْ
وذكرتكم..
وذكرتُ بلدةَ شيخنا البرعيِّ
والأذكارَ،..
خلوتنا العتيقةَ والضريحَ..
وتلكمُ الأمداحَ والألواحَ..
والقدحَ الذي وردتهُ أيدينا..
كأني الآنَ يا أحبابُ أنظرُ للطبقْ
والحبُّ غرَّدَ في الحنايا..
رجَّعَ التغريدَ تَشواقاً..
وناحَ بخاطري القمريُّ..
حَرَّك ريشةَ التَّحنانِ تذكاراً ورَقّْ
فأرهفَ الحسَّ المعبأ بالغناءِ..
وموسقَ الأنغامَ لحناً،..
طافَ بي..
سكبَ الحنينَ على فؤادي واندفقْ
ليرطبَ القلبَ الحميَّ..
فمد حرفي بينَ أعصابي يديهِ..
ورَنَّ، روَّضَ جرسَهُ
فطربتُ،..
جاشتْ لهفتي..
فرتقتُ من ثوبِ الرنينِ تذكري..
وجَّهتُ أمنيتي تجاهكَ يا أفقْ
وحزمتُ أمتعتي وأوراقي..
وحرفي مقودي،..
والخوفُ سوطٌ في يدي،..
أسرجتُ مهرَ قصائدي..
بارحتُ غربةَ ذلك الشفقِ الذي..
أعطى ولكن بالرَّهقْ
وأذاب نعناعَ الشعور..
على بساطٍ من ورقْ
فقفزتُ بالجسمِ النحيلِ..
خنقتُ جيبَ قميصيَ المرقوعِ..
خوفَ الريحِ..
ثمَّ ضربتُ بطنَ المهر، قافيتي،..
وعدتُ إليكمُ..
فوجدتُ وجدي قد سبقْ
هذا أنا،..
فنٌ ببابِ مدينةِ الإبداعِ..
يا أحباب عادَ من الشفقْ
إذْ هَبَّ نسمُ أريجكم..
والمهرُ يعدو نحوكم..
أحسستُ أنَّ إيابيَ..
الميمونَ حيَّاهُ الألقْ
ففرحتُ قلتُ اللهُ يا أحبابُ..
إنَّ لقاءَنا حلمٌ تربَّعَ خاطري..
مذُ فارقت عيناي نضرةَ وجهكم..
يا أصدقاءَ العُمُرِ يا نورَ الحدقْ
عذراً إذا ضَعُفَ القصيدُ أحبتي..
إذْ بابتعادي عنكمُ..
خَمَدَ التوهجُ في دمي..
وأضعتُ ذاكرتي بمغتربي،..
دفنتُ الغضَّ من عمري..
وجئتُ أرومُ عافيتي هنا..
فالوحيُ والإلهامُ أنتم والنخيلُ،..
صفاءُ هذا العذبِ أنتم..
والعبيرُ، وما عبقْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق