الاثنين، 22 أكتوبر 2012

(حبوبه) قصيدة أبكتني وبحرقة - الشاعرة السودانية داليا إلياس تكتب عن نزيلات دار المسنات في السجانة

 
نتح الحنين جواي... طراني حلتنا 
زمن الجمال والخير... أيام مسرتنا
شجر العشر والنيم... المالي سكتنا
صوت الصفق والريح... وأغنام زريبتنا
ضل الضحى الممحوق... وكبابي جبنتنا
الضحكه والترحاب... وبواقي ونستنا
والوقفه جمب الباب... لي ناس معزتنا
عايشين على الموجود... حابين بساطتنا
يوم كنا متكاتفين... و(الجد) منارتنا
والقمره عز الليل... ضوّت رتينتنا
نسمة دعاش الصيف... وريحة زلابيتنا
أمي بتسوي الشاي... و(حبوبه) حجّتنا
وهسع بقت فى الدار... (يا ويح نخوتنا)
وشكرا لأهل الدار... الداروا سوءتنا

(حبوبه) وينك وين؟!...حبوبه والله زمان
كاتلني شوقا ليك... ولي حضنك الدفيان
منك عرفنا دروس... وروينا ريد وحنان
بي توبك المعطون... غطيتي كل بردان
ودعيتي بالتوفيق... وحصنتي بالمنّان
عفوا ملانا غرور... ونسينا كل الكان
لا فهمنا درس البر... لا قيمة الإحسان
وعرفت درب الدار... وضاع مننا العنوان

(حبوبه) زوريني... أنا داير أحجيكي
بي قصة الأحفاد... الخانوا ماضيكي
صغرت مروءتنا... وكبرت مآسيكي
لا سدّ جوعك حن... لا لهفه ترويكي
لاهين ورا الدنيا... ومرات كده نجيكي
لا بنفهم أحزانك... لا بندري بالفيكي
ولو يوم ظلمناكي... عدل الله راجيكي

الغول ختف فاطنه... وما فينا أي حسن
ملينا من عجزك... فتشنا ليكي سكن
وكل ما يطول عمرك...حتشوفي ياما محن
إمكن نزورك يوم... لو مره بس أمكن
لو سنحت الأحوال... ولقينا باقي زمن
بعناكي للمجهول... وقبالها بعنا وطن

الجاب أبوه الدار... ما عنده أي عذر
مهما يكون ظرفه... لو حتى ضاق المر
معقوله يستغنى.. عن والده مرّه بشر؟!
الجابه للدنيا... وعليه ياما صبر؟!
كان راجي يبقى سند... لو شاخ وعدّ عمر
لا راجي جاه لا مال... ولا راجي حتى شكر
داير شوية حب... والذكرى ديما تمر
عن حالنا نحنا زمان... أطفال صغار وشتر
نضحك بدون تكليف... وللهم براه يجر
علشان يعيش مستور... ويلبي كل أمر
والليله جينا خلاص... لي عهده نتنكر؟!
نرميه جوه الدار... والقسوه تتفجر؟!
لا رحمه لا عرفان... لا نخاف ولا نخجل
من ربنا الديان... الوصى يوت بالبر
بالوالد المسكين... العشمه كان أخضر
لكن جفا الحبان... من عشمه كان أكبر
وبقت الحكايه جحود... وإمكن تكون أكتر
منعول ولادة الهم... لي والده ما قدر
والدنيا بكره تدور... وفي الدار دي يتحكر

ضاقت بيوت العز... ووسعت مآوينا
الحزن ماليكم... والزهو مالينا
ما نسيتوا عشرتنا... لكننا نسينا
بارينا درب الغي... وأنكرنا ماضينا
(حبوبه) تاج الراس... نرجوك تسامحينا
وان شا الله داركم يوم... ترحم وتأوينا

دار الحكومه بقت... آخر المطاف بيتكم
فيها بتقيموا الليل... وتصابحوا يوم عيدكم
الدمعه صحبتكم... والخوف أكيد سيدكم
وفي منتدى التغريب... دايما مواعيدكم
ضيعنا أحلامكم... تاجرنا بي ريدكم

(حبوبه) جوّه الدار... محزونه مكلومه
والدار دي في الأحزان... يكمل عديل يومها
تستقبل الأفواج... لا قعده لا قومه
تفتح مع الآذان... قبال تتم نومها
محتاجه رحمه ونور... متجدده همومها
من الفرح والحب... يوماتي محرومه
لازم نساعد الدار... وتعفينا من لومها
معقوله حتى البر... ملزومه بي حكومه؟!

هناك 6 تعليقات:

  1. القصيدة قمة في الروعة
    وموضوعها يدمي القلوب المتحجرة
    سحبان الله = كانوا هم بيقولو ديل اهلي ..... لو ما كنت سوداني ديل اهلي =
    اصبح اليوم نترك الحبل على القارب ونترك الاقارب - أهم ناس حبوبتي وحبوبتك - عمود الاسرة الله يرحم جدودنا زمااااااااااااااااااااااااااان
    تعبت
    سلام

    ردحذف
  2. عينيك حس اطفال بنادو القمرة للغايب يعود** جبينم الضواي حجا الحبوبه في الزمن السعيد

    يا حليل الحبوبات وحجاهم
    كل الناس نسوهم وما ادوهم زمن

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. الشكر كل الشكر للغالية الرائعة داليا لاختيارها الموفق لهذا الجرح العميق الغائر في صميم الامة السودانية , الامة التي اشتهرت بالكرم والجود علي سائر الدول العربيةاضحت تنبذ اصحاب الفضل الذين اعتنو بها حتي اشتد ساعدها واستوت , وعلي من ؟ علي والديها, ما اعظم هذا الابتلاء ؟ ما اهوله ؟ كيف وقد مجدهما الاله وجعل رضاه في رضاهما و سخطه في سختهما , كيف اننا تركنا رضا الله في دور الحكومة ( التي سترد لهما جميل ربايتكما انتم ) كيف ترد الحكومة جميل لا تعرفه ؟ ولم تشهده ؟
    والله لو إن احداً اعتني بكلب متشرد واواه واطعمه حتي شد عوده ليقي الكلب معه سائر الدهر رداً للصنيع الطيب !!!!!
    الكلب ؟؟؟؟؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل , وصبراً جميلاً والله المستعان علي ما تصفون .

    ردحذف
  5. اكييييد واكييييد ده مافى مجتمعنا السودانى الحبيب

    ردحذف
  6. الله يعافيك ياخ على الكلام الجميل

    ردحذف