الأحد، 9 سبتمبر 2012

الشاعرة الكويتية الجميلة "سعدية مفرح" تتحدث بإعجاب عن السودان بعد زيارتها له في منتصف هذا العام

الشاعرة الكويتية سعدية مفرح

الجزء الأول: أيام في السودان "أنت يا نيل يا سليل الفراديس"

لم أصادف في طريقي من المطار إلى الفندق تمساحا صغيرا أشتريه، ليكون هديتي إلى ابن أخي الصغير كما أوصاني، ولم أر فيلا يعبر الشارع وأصوره، كما طلبت مني ابنة أخي الآخر.

لا حرب شوارع ولا مظاهر عسكرية يمكن أن أحرص على سلامتي في سياقها كما أوصاني شقيقي، ولاحقا اكتشفت أنني لن أحتاج أبدا لسوائل وأدوات الوقاية والتعقيم الصحية، التي أوصتني أن آخذها معي إحدى صديقاتي، كما أنني سأترك المعلبات الغذائية التي حرصت على جلبها من الكويت للخرطوم تحسبا لأي طوارئ غذائية من دون أن افتح واحدة منها على الأقل.

فقد وجدت نفسي في عاصمة حديثة جدا لا تقل عن أي عاصمة أخرى لجهة ما فيها وما توفره لأهلها وضيوفها من خدمات وامتيازات.

وبالتأكيد أكثر مما توقعت، ومما توقع الجميع من حولي.

كنت إذا ككل الضيوف الذين وجدتهم معي يزورون تلك العاصمة لأول مرة، ضحية التصورات الجاهزة والأفكار المسبقة.

العاصمة المنتشية

أنا الآن في الخرطوم، عاصمة السودان المنتشية بثلاثة أنهر تجري بينها وتقسمها إلى ثلاثة مدن في مدينة واحدة مهيبة الشكل وجليلة الجغرافيا المتكئة على تاريخ موغل في القدم.

يسميها أهلها العاصمة الثلاثية، إشارة الى ما تتكون منه من مدن ثلاثة هي الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان، وأصبحت أسميها المدينة المبتسمة نسبة لابتسامات أهلها الموزعة بالعدل والقسطاس على جميع ضيوفها، ويبقى اسمها الرسمي الخرطوم، الذي ترجعه بعض المصادر الى شكلها الجغرافي الذي يشبه خرطوم الفيل، في حين تعود بعض المصادر الأخرى إلى ما كتبه الرحالة الإنكليزي جيمس غرانت، الذي رافق الكابتن جون أسبيك في رحلته الإستكشافية لمنابع النيل، ورجح أن الإسم مشتق من زهرة القرطم، التي اشتهرت فيها تلك المدينة في السابق، وهي زهرة كان يستخرج منها الزيت المستخدم في الإنارة.

على أي حال ما زالت الخرطوم منارة، لكن ليس بسبب زيت القرطم، ولكن بإصرار أهلها على أن تكون كذلك.


ابتسامة أوسع من المكان

في المطار الذي قدمت إليه من مطار أبوظبي، استقبلتني الإبتسامة السودانية ذائعة الصيت متوزعة على وجوه المسافرين القادمين والمغادرين، بالإضافة إليها بشكل مضاعف على وجوه الموظفين.

عندما علموا أنني ومرافقي من الكويت، تضاعف حجم الإبتسامات، مصحوبة باعتذارات لا أدري بالضبط على ماذا؟! المطار صغير، يقولون، ويضيفون دون أن ينسوا ابتساماتهم: لكن مطارنا المقبل سيتم افتتاحه قريبا.

 هل كانوا يعتذرون لي إذا على صغر حجم المطار؟!


بصراحة... لم ألحظ صغر حجم المطار ولا تواضع إمكاناته، فقد كانت الإبتسامات أوسع من المكان، وكان الإستقبال، الرسمي والشعبي أيضا، أحلى من أي ملاحظة، ثم أن كأس شراب الكركديه المثلج الذي يستقبلك به السودانيون حالما تضع قدمك على أرض المطار، يمكنه أي يزيل أي شائبة قد تكون شابت الرحلة الطويلة نسبيا ووسمتها بتعب... ولا تعب.

من يكونون؟

في الفندق الذي لا يبعد عن المطار إلا دقائق معدودة، اكتشفت حقائق أخرى مذهلة بالنسبة لي عن الخرطوم وعن السودان بشكل عام.

 أولى المفاجآت تواجد عدد كبير من الخليجيين، السعوديون تحديدا، بملابسهم الشعبية في بهو الفندق، ولأنني أعرف جميع ضيوف مهرجان ملتقى النيلين الشعري، اكتشفت أن هؤلاء السعوديين ليسوا من الضيوف.

من يكونون إذا؟ ولماذا يتواجدون؟

سألت سؤالي الأول لمرافقتي السودانية، فقالت: إنهم سياح.

 سياح في الخرطوم؟

لم يعد لسؤالي المندهش أي معنى بعد مضي عدة أيام لي في الخرطوم، فقد اكتشفت أنها عاصمة مثالية للسياحة من وجهة نظري.

لا بد أن لهؤلاء وجهة نظر مشابهة لوجهة نظري، أنا التي أحضر للخرطوم للمرة الأولى في حياتي تلبية لدعوة من وزارة الثقافة السودانية، للمشاركة في مهرجان ملتقى النيلين للشعر العربي الثاني، الذي انعقد في الخرطوم خلال الفترة من 13 إلى 17 أبريل الماضي، في دورة حملت اسم شاعر السودان الكبير التجاني يوسف بشير، تحت شعار "أنت يا نيل يا سليل الفراديس".


مفاجأة شعرية

ورغم الظروف «الحربية» التي كان يمر بها السودان في تلك الفترة، فإن عددا كبيرا من الشعراء العرب حضروا بحماسة للمشاركة الشعرية والوجدانية أيضا.

فقد شارك شاعر أو أكثر من كل من مصر وسوريا والكويت والإمارات العربية والعراق والأردن وفلسطين وموريتانيا ولبنان.

بالاضافة إلى ما يقرب من خمسين شاعرا سودانيا، أغلبهم من الشباب، شكلوا المفاجأة الكبرى لنا نحن الشعراء العرب المشاركون.

فقد أضفى شعراء السودان الشباب على الملتقى روحا شعرية ساحرة ما بين الفصحى والعامية، وكانت قصائدهم المتماوجة من تموجات أنهار عاصمتهم ذهولا مستمرا بالنسبة لي.

ولعلي لا أبالغ أبدا أنها كانت أفضل من كل ما قدمه الشعراء العرب الآخرون في الملتقى مجتمعين.

وبالتأكيد فقد أضفت المفاجأة بظلالها الجمالية على ما كنت أسمعه من هؤلاء الشعراء والشاعرات الشباب ليلة بعد ليلة وأمسية بعد أمسية.


روضة الحاج

في أمسية الليلة الإفتتاحية تحديدا، التي أقيمت في قاعة الصداقة، برعاية وحضور كل من ممثل نائب رئيس الجمهورية، ووزير الثقافة الإتحادي، ووالي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر، ورئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة الوزير د. محمد عوض البارودي، ورئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي، ود. حديد السراج رئيس اللجنة العليا للمهرجان، و د. عبد القادر الكتيابي سكرتير اللجنة العليا للمهرجان، وعدد من الوزراء والتنفيذيين وجمهور غفير، تألقت الشاعرة السودانية الصديقة روضة الحاج، التي تحظى بشعبية سودانية، وأيضا عربية جارفة، منذ تعرف الجميع عليها من خلال برنامج أمير الشعراء في دورته الأولى قبل سنوات قليلة.

وهي شعبية تستحقها تماما تلك الشاعرة المميزة في كل شيء، وليس على صعيد شعرها الأنيق والرصين والمتجدد بذاته وحسب.

استضافتنا روضة الحاج لاحقا في أحد صباحات الملتقى في مركز المرأة السودانية (ماما)، لنجد في استقبالنا هناك جمعا من سيدات السودان المميزات في كل المجالات.

وكان المركز بحد ذاته تحفة راقية على صعيد تصميمه الداخلي الذي قامت به إحدى عضواته... وأضفت عليه نكهة نسائية من عوالم المرأة والأسرة وفقا لتنوعات المجتمع السوداني بأكمله
.

الجزء الثاني: عطر من ذاكرة المكان

صباحات ملتقى النيلين كنا نقضيها في حضور الندوات النقدية والفكرية المقامة على هامش المهرجان، أما المساءات المنتعشة برائحة النيل فكانت مخصصة للأمسيات الشعرية التي كان تقام يوميا بطريقة التناوب بين الشعراء العرب والسودانيين، فكان يفتتح الأمسية شاعر عربي يتلوه شاعر سوداني ثم عربي فسوداني، وهكذا تمضي ليالي الخرطوم صادحة بالشعر والأغنيات في إطار ذكرى ذلك الشاعر السوداني المهيب التجاني يوسف بشير، الشاب الذي فقده ديوان الشعر العربي وهو في الخامسة والعشرين من عمره، لكنه ترك وراءه إرثا شعريا فذا خلده بين الشعراء العرب، وجعل منه إيقونة سودانية ساحرة.

كان شطر البيت الذي اتخذه المهرجان شعارا لتلك الدورة يستدرجنا للمزيد من أشعار ذلك الشاعر الصوفي، الحاضر أبدا في كل القصيد السوداني المعاصر، والسابح في عظمة النيل وجلال انسيابه الحنون:

أنت يا نيل يا سليل الفراديــس
نبيل موفق في انسيابكْ

ملءُ أوفاضك الجلال فمرحى
بالجلال المفيض من أنسابكْ

حضنتك الأملاك في جنة الخلد
ورفّت على وضيء سحابكْ

السر الإلهي

رغم كثرة الأمسيات واللقاءات الأخرى فإن المسؤولين السودانيين كانوا دائما حاضرين بكل تواضع، فلا نفرق بينهم وبين الجمهور العادي، أما الإهتمام كله فقد انصب علينا نحن الضيوف.

ولا أظن أننا كشعراء سنلقى من الإهتمام الرسمي والشعبي في أي عاصمة أخرى ما لقيناه من الخرطوم.

فقد خصصت رئاسة الجمهورية، في عز انشغالها بأزمة مدينة هجليج، والحرب الدائرة في محيطها هناك، مواكب رئاسية فخمة يتنقل فيها الشعراء العرب من وإلى أمكنة الأمسيات التي توزعت على مسارح وقاعات الخرطوم بمدنها الثلاث.

لكن المواكب الرئاسية لم تكن هي مظهر الضيافة المميزة الوحيد، فقد كان كل شيء في الضيافة مميزا، ابتداء من اختيار الفندق الراقي القريب من المطار والمتوسط لحدائق غناء تبهج النفس، وتجعل من كل صورة فوتوغرافية ملتقطة في محيطه لوحة مدهشة لجمال الطبيعة، وانتهاء بالتكريم النبيل الذي حظي به الشعراء، بل ومرافقيهم أحيانا، مرورا بتلك الحفاوة التي تجلت في أشكال وألوان مختلفة من الجولات والرحلات الداخلية.

لعل أجملها الرحلة النيلية على متن يخت طوف بنا أرجاء النيل، وجعلنا نشهد ذلك السر الإلهي الذي تفرد به ملتقي النيلين الأزرق والأبيض من دون أن يختلطا.

سحر فطري رافقنا طوال رحلة الماء في الماء من خلال القصائد التي توزعها الشعراء كتابة وإلقاء وتصويرا أيضا كالتماعات الشعر!

كان اليخت يمضي بنا على مدى النيل الطويل، وكانت المشاهد تتلاحق، والإبتسامات المضيئة من البعيد، تلاحقنا أيضا من على الضفتين.

مررنا بمركب صغير يحتفل من فيها بعرس غير تقليدي كما يبدو، وكانت شمس الأصيل قد ذهبت خوص النخيل على جانبي النيل فعلا، فتماوجت ألوان الثوب السوداني التقليدي الذي ترتديه نساء الحفلة على ذلك المركب بالتماعات تشبه التماعات الشعر، وتناهت الى أسماعنا الموسيقى السودانية الطالعة من قلب النيل.

سحرتني تلك الموسيقى وبحثت عنها في وقفات سودانية أخرى... تماما كما سحرني العطر السوداني في أسواق أم درمان القديمة.

أم درمان ذهول آخر في ذاكرة المكان... دخلتها من خلال سوقها الضيق، الذي تصطف المحلات على جانبيه وتتعرج يمنة ويسرة... تنحني ثم تستقيم... والعطر السوداني المميز خليط من رائحة البخور التقليدي الممزوج بعطور زيتية نفاذة تضاهي في حدتها ذلك العطر المسمى بـ:«الخمرة»، والذي يبدو أنه خاص بالنساء المتزوجات كما أفهمتني صديقتي الراسخة في علوم نساء السودان وأسرارهن الجمالية.

كنت سأضع نقطة منها لتجريبه على مرفقي، وأنا اقف أمام البائع عندما خطفت القارورة من يدي محذرة إياي بابتسامة ذكية وحادة... كالعطر تماما... فهمت إشارتها واستجبت لتحذيرها.

نزق الشعراء

صديقتي هي الشاعرة السودانية الشابة منى حسن، دينامو المهرجان كله، التي تحملت من نزق الشعراء ما تحملت، وخاصة نزقي أنا بالذات، لكنها كانت تحتوي الجميع، أدبها الجم وابتسامتها الرائقة والقصيد الذي تحفظه لكل الشعراء العرب.
هكذا اقتنعت وأنا اسمعها تلقي أبياتا لشاعر مختلف في كل مرة.

وفي كل مكان، حتى في جلسة التبلدي، تلك الثمرة ذات المذاق الغريب واللذيذ، و"الجبنه"... أو القهوة السودانية ذات المزاج الزنجبيلي اللاذع.

منى لم تكن تمل أبدا من إلقاء الشعر اتكاء على ذاكرتها الخضراء فكانت محفوظاتها مما يخفف عنا كل ما يمكن أن نتضايق منه.

وليس في الخرطوم ما يمكن أن يتضايق منه المرء بالنسبة لي سوى تعاملهم مع الزمن.

عندما كان يفيض بي كيل الغضب من ذلك التهاون الشديد الذي يتعامل به السودانيون مع الوقت، كانت تبريرات منى حاضرة دائما.

لا شيء يستحق الغضب أو «التعصيب» لدى السوداني، فكل الأمور ميسرة وسهلة، وكل موعد سيتحقق في موعده أو بعد موعده بساعتين، ثلاث، أربع ساعات... لمَ الغضب؟ حتى لو كان موعدا للظهور على الهواء مباشرة في برنامج تلفزيوني، كما حدث معي... تأخروا فتأخرت كالعادة... لكن لم يغضب أحد لا المخرج ولا المذيعة ولا المصورون... وبالتأكيد لم يغضب المشاهدون كما يبدو... أنا فقط غضبت.

أنفة نادرة

كان هذا قبل أن أتطبع، مؤقتا بالطبع السوداني فيما يخص الوقت، أما بعد ذلك فأصبحت الأمور بالنسبة لي عادية جدا، حتى كدت أن أتأخر عن موعد إقلاع الطائرة... قلت لمن يذكرني بالموعد وأنا أبتسم على الطريقة السودانية... عادي... أكيد سأصل الكويت في وقت ما... يوما ما...

ولعل ذلك التعامل السوداني الخاص مع الزمن والمواعيد هو ما جعل البعض يروج عنهم فكرة الكسل.

ما لاحظته أنهم شعب عامل ونشيط على عكس الإشاعات التي ساعدت على انتشارها النكت اللاذعة.

لكنهم فقط لا يؤمنون بفكرة الساعة.

هل هو طبع موروث؟ لا أدري.

لكن زيارتنا لمتاحف الخرطوم الثلاثة واطلاعنا على جوانب مهمة من تاريخ الإنسان السوداني تنفي أن يكون ذلك صحيحا.

فتاريخهم حافل بالأحداث التي لا يمكن أبدا وصفها بالهادئة أو المتمهلة.

وملاحظاتي على ذلك التاريخ، والتي استخلصتها من زياراتي للمتاحف، تستحق مقالة مستقلة أخرى، ولا يمكن إدراجها في سياق مقالة استطلاعية كهذه، ولعل الأيام السودانية كلها تستحق مني أكثر من هذه المقالة التي وإن طالت تبقى موجزة في وصف بلاد مدهشة غارقة في تفاصيل الإبداع والتنوع والعبق التاريخي النبيل.

بلاد لم أصادف فيها من يمد يده بالسؤال في كل الأماكن التي زرتها على بساطة بعضها ورقة أحوال أهلها.

بلاد جميلة وأنيقة وكريمة... لكن ما لفت انتباهي جدا أولا أنها بلاد ذات أنفة نادرة... وهذه ميزة مما لا يمكن لبلاد إلا أن تفخر بها بشكل مضاعف.


المصدر: جريدة القبس الكويتية...

وقد ختمت شاعرتنا الجميلة الجزء الأول من مقالتها هذه بقولها على الطريقة السودانية:
"(حبابكم عشره) يا أصدقائي في السودان وخارجه
أشكركم على التعليقات الرائعة... لم أكن أتوقع أن يحظى مقالي بكل هذه التعليقات... أحيطكم علما أن المنشور هنا هو الجزء الأول من المقال فقط... ويسعدني إضافة الجزء الثاني منه... رحلتي للسودان كانت رحلة العمر حتى الآن... لن أنساها ما حييت... ممتنة لكرم أرواحكم..."...

ونحن لن ننسى لك هذه الكلمات الجميلة والصادقة في حقنا وفي حق بلادنا المحبة لك ولكل الشعب الكويتي الأصيل.

نبذة تعريقية عن الشاعرة:

سعدية مفرح، شاعرة وناقدة وصحفية من الكويت، تشغل حاليا رئيسة القسم الثقافي في جريدة القبس الكويتية وكاتبة في مجلة العربي وجريدة القبس الكويتية ومجلة الكويت الكويتية وجريدة الرياض السعودية، كما تشارك في كتابة مقالات نقدية ومراجعات صحفية أسبوعية وشهرية دورية في بعض الصحف والمجلات العربية.

نشرت قصائدها في كثير من الصحف والمجلات العربية.

ترجمت كثير من قصائدها إلى عدد من اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية والسويدية والطاجيكية والفارسية.

شاركت في أكثر من مؤتمر نقدي، ونشرت عددا من الدراسات والبحوث النقدية في المجلات المتخصصة.

صدر لها حتى الآن مجموعة من الكتب الشعرية والنقدية وهي:
1-           آخر الحالمين كان، الكويت، 1990، ط1، القاهرة، 1992، ط2.
2-            تغيب فأسرج خيل ظنوني، بيروت، 1994.
3-           كتاب الآثام، القاهرة، 1997.
4-            مجرد مرآة مستلقية، دمشق، 1999.
5-            تواضعت أحلامي كثيرا، عمان / بيروت، 2006.
6-            ليل مشغول بالفتنة، بيروت، 2007.
7-           قبر بنافذة واحدة (مختارات)، القاهرة.
8-           مشية الإوزة، بيروت 2010.
9-            شهوة السرد، بيروت 2010.
10-    يقول اتبعيني يا غزالة، الجزائر.
11-    وجع الذاكرة، الكويت.
12-    حداة الغيم والوحشة، الجزائر.
13-    ديوان الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين.
14-   سين... نحو سيرة ذاتية ناقصة، بيروت 2011.

تهتم بالكتابة الشعرية للطفل، وأصدرت لها مجلة العربي الكويتية مجموعة شعرية للأطفال بعنوان "النخل والبيوت" .

فازت بعدد من الجوائز الشعرية.

صدرت عن تجربتها بعض الكتب والدراسات باللغة العربية والإنجليزية أهمها كتاب "انتحار الأوتاد في اغتراب سعدية مفرح" للناقدة العمانية سعدية بنت خاطر الفارسي.

أحيت عشرات الأمسيات الشعرية قبل أن تتوقف عن إلقاء الشعر والمشاركة في مثل هذه الأمسيات لأسباب تتعلق برؤيتها النقدية لأمسيات الشعر بشكل عام.

تنتمي لجيل شعري اهتم بكتابة القصيدة الجديدة بتجلياتها المختلفة، وكتب عن تجربتها كثير من النقاد العرب العديد من الكتب والبحوث والدراسات والمقالات النقدية باللغة العربية والإنجليزية.

موقعها الإلكتروني على الإنترنت:

اخترت لكم هذا النص الشعري الجميل من أشعارها وعنوانه "تغيب فأسرج خيل ظنوني":

تغيبُ... 
فَتَمضي التّفاصيلُ
هذي الّتي نَجْهَلُ كيفَ
تَجيءُ نَثيثاً
وكيفَ تَروحُ حَثيثاً
تُغنّي
كَسرْبِ قَطاً عالِقٍ في شِراك النَّوى
فتَجْتاحُ صَمْتي
هذا الغريبَ المريبَ
تُغالِبُ وَجْدي
هذا السَّليبَ
تَنوحُ ولا تَنْثَني إذْ مُغْرِياتُ
القَطا المُصْطفى عَبْرَ فَيافي الضَّنى قد تلوحُ
بجَبْهةِ مُهْرٍ جَموحٍ صَبوحْ
يَدُقُّ غيابُكَ جرْسَ حَضوري
فيُلغيهِ
وحينَ تَغيبُ يُلمْلِمُ حُزني أطرافَهُ نافِذاً
ويَغْرقُ فيَّ
ويَنْداحُ حينَ تَجيءُ
فأغْرَقُ فيهْ
أَلا بَرْزَخٌ بينَ هذا وذاك
نُمارِسُ لا حُزْنَنا في جانبَيْه؟...
تغيبُ...
فأُسْرِجُ خيلَ ظُنوني
غيابُكُ نَهرُ غَضوبٌ
وحينَ يكونْ
أُخضِّبُ كلَّ عرائِسِ شَوْقي ملائِكَ حُبِّ...
وأَفْرُشُ
كلَّ عرائِشِ قَلْبي أرائِكَ لَعِبٍ لهُنَّ
فأجلوهُنَّ
وأُلبسُهُنَّ
خَلا خيلَهُنَّ وأُبْرِزُهُنَّ نَهاراً جَهاراً
يَصرْنَ شُموساً يُراقِصْنَ موجَكَ مُنْتَشِياتٍ
بهذا العَليَّ الأبِيَّ الفَتيَّ
وينثُرْنَ حِنّاءَهُنَّ الجَميلَ
طُيورًا على الماءِ تنقُرُ سبعَ نوافِذَ خُضْرٍ
وتُشْعِلُ سبعَ شُموعٍ
ويَنْداحُ فيضُ الهَديلِ العليلِ صَلاةً
لطَقسِ النَّخيلِ المخضَّب بالعُودِ
والوَرْدِ والنِّدِّ والطَّلَلِ الموسميّ البليل
والخَلاخيلُ هذي الّتي فضَّضَتْ ليلَ
وجْهِكَ تَدْعوكَ سَبْعًا
فهلْ سَتَفيضُ وقدْ غِيضَ مائي
وحين تغيب...
يكونُ حُضورُ غِيابكَ أشْهى وحينَ يَغيبُ

الغِيابُ يكونُ حُضورُك أَبهى...
فكيفَ

يكونُ الحُضورُ غِياباً
وكيفَ يكونُ الغِيابُ
حُضوراً
والغِيابُ سَرابْ
الذِّكْرَياتُ
جُرحُ الغِيابِ
وليسً لذاكِرَتي أنْ تَغيبْ...

وأترككم الآن مع مجموعة من صور الشاعرة الجميلة سعدية مفرح خلال زيارتها المتفردة للسودان:

الشاعرة مع تمثال لراقص كمبلا سوداني في أحد المتاحف السودانية
الشاعرة مع الشاعر العراقي عمر عناز أمام متحف الإثنوغرافيا السوداني
الشاعرة الكويتية سعدية مفرح والشاعر العراقي عمر عناز يرفعان علم السودان في مشهد جميل وحميم يعبر عن الإخوة العربية
الشاعرة مع زعيم الأنصار السودانيين وزعيم حزب الأمة القومي وحفيد المجاهد السوداني محمد أحمد المهدي الصادق المهدي
الشاعرة بين الشاعرتين السودانيتين الجميلتين روضة الحاج ومنى حسن محمد
الشاعرة مع رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة الوزير د. محمد عوض البارودي
الشاعرة في متحف القصر الجمهوري السوداني
الشاعرة مع إعلامية سودانية من قناة النيل الأزرق
الشاعرة أمام المتحف الحربي السوداني
الشاعرة في بهو القصر الجمهوري السوداني
الشاعرة مع صديقتها الشاعرة السودانية الشابة منى حسن محمد
الشاعرة في تصوير لقاء تلفزيوني مع الشاعر اللبناني مهدي منصور في إحدى القنوات التلفزيونية السودانية
مقابلة مع الشاعرة في قناة النيل الأزرق السودانية
الشاعرة مع شقيقها والشاعر اللبناني مهدي منصور في رحلة نيلية في الخرطوم
الشاعرة في صورة تذكارية مع مجموعة من الشعراء العرب أمام القصر الجمهوري السوداني
الشاعرة معجبة بمنحوتة خشبية في أحد المتاحف السودانية
الشاعرة في إلقاء شعري في أحد أمسيات ملتقى النيلين الشعري الثاني في الخرطوم
الشاعرة في المتحف القومي السوداني
الشاعرة في بث تلفزيوني مباشر في إحدى القنوات السودانية
الشاعرة تتألق في إلقائها في ملتقى النيلين الشعري الثاني في الخرطوم
أحد دواوين الشاعرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق