الخميس، 27 سبتمبر 2012

الشيخ زايد يرتدي الزي السوداني ويثني على السودان والسودانيين

 صورة نادرة جدا للشيخ زايد آل نهيان - رحمه الله - وهو يرتدي الزي السوداني التقليدي

 المرحومين الرئيسين الأسبقين الإماراتي الشيخ زايد والسوداني جعفر نميري
 زايد ونميري في أحد اللقاءات بينهما
من صور الزيارة الخارجية الأولى لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبق المرحوم الشيخ زايد آل نهيان بعد استقلال الإمارات والتي كانت للسودان
الصـورة الأولى أعلاه صورة نـادرة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمة الله عليه - مرتديا الزي السوداني "الجلابيه والتوب والعمه"، كما هو معروف عنه حب السودان وسائر بلدان الوطن العربي وهم بالمثل بادلوه المحبة...

رحمك الله يا حكيم العرب...

زار الشيخ زايد السودان زيارة وحيدة وهي زيارة أسست لعلاقة متينة بين البلدين لا نزال نجني ثمارها حتى اليوم...

وقد صاحبت الزيارة علامات بشارة وتميز فقد يستغرب الكثيرون إن عرفوا أنها الزيارة الأولى الرسمية للشيخ زايد بعد استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة حيث كانت الزيارة في العشرين من فبراير عام اثنين وسبعين وكان إعلان اتحاد الامارات في الثاني من ديسمبر من عام واحد وسبعين أي بعد شهرين ونصف من بزوغ فجر دولة الإمارات العربية المتحدة...

والملاحظة المهمة أيضا أن الشيخ زايد زار كل السودان في تلك الزيارة حيث توجه إلى دارفور وكردفان وحديقة الدندر ومدني وخلال تجواله استقل الطائرة والقطار والسيارات وفي مرات كثيرة رافقه وزراء إنابة عن الرئيس جعفر نميري الذي كان مشغولا وقتها بمتابعة وفد الحكومة المعني بمفاوضات السلام في أديس أبابا...

وجاءت زيارة شيخ زايد للسودان قبل عام من حرب أكتوبر المجيدة والتي استطاعت فيها القوات العربية إلحاق أول هزيمة عربية بإسرائيل وكانت جولة الشيخ زايد تلك واحة من أساليب الحشد للمعركة حيث أعقبها بزيارة ليبيا ثم سوريا ووقتها كان الإصطفاف العربي في قمته والإستعداد للمعركة يجري على قدم وساق...

والمتابع للزيارة لا تفوته بعض الإشارات الذكية للمغزى القومي لتلك الزيارة فقد تبرع الشيخ زايد بمبلغ عشرة آلاف جنيه استرليني لجامعة الزعيم ناصر بمدينة ود مدني والتي كانت النواة لجامعة الجزيرة ويبدو أن أجواء مصالحة كامب ديفيد بعد ذلك غيرت مزاج النميري فبدل اسم جامعة ناصر بجامعة الجزيرة...

ومن الإشارات المهمة مرافقة الصحفي اللبناني "إلياس فريحه" رئيس تحرير مجلة «الصياد» البيروتية والمعروفة بمواقفها المؤيدة للناصريين بل حتى شعارات الإستقبال على الرايات المرفوعة كتب عليها عاش نضال الشعب العربي ومعا ضد المطامع الإستعمارية الإمبريالية...

وقد ضم وفد دولة الإمارات العربية المتحدة الأستاذ أحمد خليفة السويدي وزير الخارجية وقتها وهو من بواكير الكوادر الخليجية الذين درسوا بمصر وأعجبوا بتجربتها...

زيارة الشيخ زايد كان لها ما بعدها فقد مكنت كثيرا من الكوادر السودانية من الإلتحاق بالعمل بدولة الإمارات في سلك الإدارة والقضاء والجيش ولعل الرئيس عمر البشير نفسه كان واحدا من تلك الكوادر حيث انتدب للعمل بقوة دفاع أبوظبي وكان وقتها في رتب النقيب...

ومن معالم تلك الزيارة أيضا أن الرئيس جعفر نميري أهدى الشيخ زايد منزلا جميلا بمنطقة كافوري لا يزال إلى يومنا هذا مملوكا لأسرة الشيخ زايد وقد استقل الرئيسان مركبا عبر النيل من أمام القصر الجمهوري إلى ذلك المنزل في ضواحي بحري على ضفاف النيل الأزرق وقد وجدت تلك الهدية صدى طيبا في نفس الشيخ زايد ميزت علاقته بجعفر نميري إلى مماته فقليلون يعرفون أن الرئيس نميري إبان وجوده في مصر لاجئا كان يعتمد بشكل كلي في أمور معاشه على مرتب شهري يدفعه الشيخ زايد له وهي قصة قد لا يعلمها الكثيرون وقد حرص الشيخ زايد أن تظل في الكتمان إلا أن نميري حكاها لعدد من الناس وقلة من الناس تعرف إن عودة جعفر نميري إلى السودان في مايو من العام 1999م كانت أحد أهم الأسباب في تحسن العلاقات مع دولة الإمارات وعودة السفير السوداني إلى أبوظبي فمعلوم سلفا الأثر السالب لحرب الخليج على العلاقة بين السودان ومعظم دول الخليج ونتيجة لذلك تم تقليص مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى ما دون السفير وكانت عودة نميري والإستقبال الشعبي الذي لقيه في الخرطوم مثار اهتمام من الشيخ زايد وأسهمت بشكل كبير في ترفيع التمثيل الدبلوماسي الى درجة سفير، كما ان الشيخ زايد أهدى طائرته الخاصة لجعفر نميري وقد قدر الله لتلك الطائرة أن تسقط بعد أكثر من ثلاثين عاما في الامارات نهاية العام الماضي فسبحان الله...

ومن الجدير بالذكر أنه كان مقررا صدور جريدة الإتحاد اليومية خلال شهر يونيو 1972م، ولكن رأت وزارة الإعلام الإماراتية إصدارها في 22 أبريل عام 1972م بمناسبة زيارة الرئيس السوداني جعفر نميري لدولة الإمارات العربية المتحدة...

لقد لعب الرئيس الراحل جعفر نميري دورا هاما في تطوير العلاقة السودانية مع دولة الإمارات فكان أول رئيس دولة في العالم يزور الإمارات وكان ذلك في الثالث والعشرين من أبريل من العام اثنين وسبعين أي بعد شهرين من زيارة الشيخ زايد للسودان وقد رافقه وفد كبير من الوزراء ضم منصور خالد وزير الخارجية وإبراهيم منعم منصور وزير المالية وهي الزيارة التي احتفت بها دولة الإمارات العربية المتحدة أيما احتفاء...

وقد زار الرئيس السوداني كل الإمارات وأعد له برنامج حافل للزيارة شمل كل دولة الإمارات الناشئة وقتها وشارك في عدد من سباقات الهجن ولبى عددا مهولا من دعوات الولائم التي أصر شيوخ الإمارات على دعوته لها...

وهنا يذكر عمر محقر سكرتير الرئيس نميري وقتها أن النميري كان يشرب لبن الجمال كلما قدم له في تلك الزيارة ويصر على بقية أفراد الوفد السوداني على أن يشربوا مثله من لبن الجمال حتى إن بعض أعضاء الوفد السوداني أصيبوا بحالات مغص وآلام في البطن بسبب إصرار نميري على تناولهم لبن الإبل ونميري كان يعتبر عدم تناول اللبن عدم تقدير للمضيف...

لقد جنت الجالية السودانية بالإمارات ثمار تلك الزيارة ولا يزال السودانيون إلى اليوم يجنون ثمارها إضافة لقطاع المال والإستثمار وهو قطاع استفاد من الإمارات والخليج وكثير من برامج التنمية ببلادنا هي ثمرة ذلك التعاون آخرها سد مروي...

ومن المهم هنا الوقوف عند الإخفاقات التي صاحبت تلك العلاقة فقد كان السودانيون من بواكير الكوادر المطلوبة خليجيا ولكن تراجع الطلب عليهم حاليا فهل راجعنا الأسباب...؟!

كما أن تأثيرات المواقف السياسية السالبة أثارت كثيرا من الضبابية وأخرت من النمو الطبيعي لتلك العلاقة...

لا بد من الترحم على روحي الزعيمين الشيخ زايد وجعفر نميري فقد كانا مخلصين في تطوير تلك الوشائج ودعمها...

وما وجده السودانيون ولا يزالون يجدونه من حفاوة وكرم في دولة الإمارات العربية المتحدة ليس بالميسور في أي بقعة من بقاع الأرض، ولا يزال أفراد الجالية السودانية هناك يهنؤون بالكرم في ظل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان...

وكما يررد السودانيون (نحن جند الله... جند الوطن...) يرددون أيضا وبكل الفخر (عيشي بلادي... عاش اتحاد إماراتنا... عشت لشعب دينه الإسلام... وهديه القرآن...)...

وقد تم تمليك الجالية السودانية بالإمارات أندية في كل من أبوظبي ودبي والعين في مواقع متميزة تحسدهم عليها بقية الجاليات العربية والأجنبية...

كان الوفاء دائما من أبناء الجالية السودانية في دولة الإمارات العربية المتحدة على حسن وكرم ضيافة دولة الإمارات لهم متمثلة في قيادة المغفور له، فكم شاركوا ولا يزالون يشاركون في أيام الإمارات ومناسباتها الوطنية...

كتب الشاعر السوداني إسحق الحلنقي أغنية (زايد) ولحنها الموسيقار بشير عباس وقدمت في أحد الإحتفالات عن طريق كورال الجالية السودانية، ومن كلمات الأغنية:

زايد يا مضوي ليالينا
يا مخضر كل بوادينا
تسلم يا زايد أيامك
يرعاك الله تسلم لينا
الصحرا اخضرت بي زايد
فتح في الروض أحلى قلايد
توجت بلادك بالعمران
كل الإمارات صارت بستان
طليت بالخير يا فجر الخير
طال عمرك طال يحميك ربك

وينبع حب الشيخ زايد للسودان وللسودانيين من أخلاق وصفات الرعيل الأول الذي عمل مع الشيخ زايد كمستشارين وقضاة وغيرهم من المهندسين والمهنيين والذين كانوا لهم دور كبير في نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة وتطورها على العموم...

والمسئولية كبيرة على عاتق المغتربين اليوم في دولة الإمارات العربية المتحدة للمحافظة على تلك الصورة الجميلة في أنقى صورها...

قال الشيخ زايد عن السودانيين:

"إن لم تكن سودانيا فأنت لست بعربي"...

فالشعب الإماراتي يعتبر أكثر شعوب الخليج تحضرا ورقيا فى التعامل مع السودانيين ويشهد لهم بالأخلاق العالية، ويعتبر السودانيون أكثر الجاليات حبا وقربا لأبناء الإمارات...

ولايزال أبناء الجالية السودانية يعيشون في كنف ورعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان الذي هو بحق خير خلف لخير سلف... تلقى الجالية السودانية معاملة طيبة ومتميزة وهناك ود واحترام كبير بين الشعبين الشقيقين الإماراتي والسوداني...

سنعيش صقورا طائرين...

وسنموت أسودا شامخين...

وهكذا نحن دوما سودانيون ونفتخر...

هناك 6 تعليقات:

  1. اذكر قبل أكثر من عشر سنوات أنني رأيت صور للشيخ زايد وهو يصطاد في حديقة الدندر وكانت صور جميلة وملونة في إحدى المجلات العربية.. بحثت عن الصور في الإنترنت ولكني لم أجدها.. أتمنى أن تفيدني في ذلكزز

    ردحذف
  2. نتمنى الحاجات الجميلة المخباه الناس تشوفه وتقدره. ونتمنى شديد السودانيين يشرفوا سودانم بمظهر جميل واخلاق عالية...

    ردحذف
  3. السودان طيب فكونوا طيبين

    ردحذف
  4. السودان الزمان اضلي ليه؟

    ردحذف
  5. علاقات وشيجة وحميمة صنعتها الجهود المخلصة للأبوين الرئيسين الشيخ زايد والرئيس نميري -رحمهما الله- والرجال المخلصين الذين وقفوا من حولهما.
    ولا بد أن تستمر تلك العلاقات قوية ومثمرة بتكاتف الأبناء وإخلاصهم بالسعي إلى بناء المصالح الاقتصاديةبالمشاريع المشتركةالعملاقة تحقيقا للأمن الغذائي وبالارتباط الصناعي المؤسس على رأس المال والزراعة والثروة الحيوانية ضمانا لمستقبل الأجيال القادمة في البلدين العزيزين وإسهاما في رخاء المنطقة والعالم أجمع.

    مستشار اقتصادي بغرفة تجارة وصناعة عجمان بدولة الإمارات

    ردحذف
  6. الصورة الأولى للشيخ زايد رحمه الله، هي بالزي الموريتاني وليس السوداني. وهي في نواكشوط عام ١٩٧٤ رفقة الرئيس الموريتاني الراحل المختار ولد داداه والذي ارتدى الزِي الإماراتي، في تبادل للزي. والصورة موجودة كاملة على گوگل، باسم "الشيخ زايد بالزي الموريتاني"
    أرجو الاطلاع على الرابط
    https://www.google.ae/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE+%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A&rlz=1CDGOYI_enAE635AE635&hl=en-US&prmd=ivn&source=lnms&tbm=isch&sa=X&ved=0ahUKEwjn67ur1IPKAhXCxxQKHeNsANQQ_AUIBygB#imgrc=6DqYNZZmp-9AhM%3A

    ردحذف