حلفتُ أملأُ من شعري
بِكَ البلدا
فلا بقيتُ بها
إن لم أُجِدْ أبدا..
أتى الربيعُ
الذى تهفو النفوسُ لهْ
وحُمَّ بالنَّارِ
صاليها وما بَردا..
ما للعيونِ اللواتي في تجبّرِها
مثل السيوفِ
تُذيبُ الروحَ والجسدا..
تأبى الدنوَّ
وتدعونا محاذرةً
على المسافاتِ
حتي تستحيلَ صدى..
وتُشعلُ الشعْرَ برقا
يُستقادُ به
بمثلِ ما امتلأ النهرانِ واحتشدا..
سقى النّهار سحابٌ زار حَرْجَتَنا
من يشهدِ الغيثَ يغشانا
فقد شهدا..
قالوا استراحَ إلينا حين أمطَرَنا
وإنَّه اختارَ في تسكابهِ البرَدَا..
قلنا فما الضَّيْرُ
إنّا حَبُّ أعينهِ
يُهدى لنا النيلَ أو يزجي لنا بَردَى..
هذى السواكبُ حَنْاتٌ مباركةٌ
فى صدرِ أنبلِ أوفى
إذا وَعَدا..
دَهرٌ من الصيت فى الأيامِ
قد نصبوا
له الموانعَ والأحرازَ والرَّصدا..
فأرّقَ اليلَ ما شادوا
وما صنعوا
هذا إذا غارَ من هذا
وقد حقدا..
لكنْ أقولُ
وبعضُ القولِ تذكرة
للنافثين علي أوراقِكَ الحَسَدا..
لولا نهارُكَ ما أبصرتُ ثانيةً
ونِلْتُ ذاكَ الضيا
والرفد والسّندا..
ما صُغتُ قافيةً والشعرُ ممتنع
أُنازعُ المجدَ فيها لو بها انفردا..
إلا زرعتُكَ فى أعصابها نَفَسا
ورحتُ أُنشدُها إذا أطلبُ المددا...