الأحد، 19 أبريل 2020

قراءة جغرافية وتاريخية في قصيدة "عكاز الريح" (للأستاذ الشاعر: محمد عبد الله البريكي) - مجدي الحاج

شخصي الضعبف في معية الأستاذ الشاعر: محمد عبد الله البريكي - مدير بيت الشعر بإمارة الشارقة




قراءة جغرافية وتاريخية في قصيدة "عكاز الريح"
(للأستاذ الشاعر: محمد عبد الله البريكي)
.
.
عندما قرأت قصيدة "عكاز الريح" لأول مرة تيقنت تماما بأن الساعة فيها لم تكن هي كاهنة الرحلة التي كانت تركب عكاز الريح متجولة بين عوالم السحرة والعرافين، بل كان الراكب هو شاعر السحر والروعة والألق المتجدد الأستاذ "محمد عبد الله البريكي".
.
وقد اتخذ "البريكي" من مسمى قصيدته هذه عنوانا لديوانه الجديد الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عام 2019م، ربما لأنه أكثر مسميات القصائد في هذا الديوان إيحاءا وحداثة ورمزية، وربما لأسباب أخرى يحتفي بها الشاعر دون أن يطلعنا عليها، ولكنه عنوان جميل ومغرق في الإيحائية التجديدية، ويتغلغل بوقعه في نفس المتلقي ويستفز خياله، ويستنطق دفء العنفوان الشاعري لديه إلى أبعد الحدود.
.
ومنذ البداية فقد كنت حريصا على أن أحظى برحلة استثنائية ضمن مقاطع هذه القصيدة المتميزة، عن طريق تقمصي لروح القارئ النهم الذي يحركه جوع لا يهدأ لقراءة الأشعار، وأن أقوم من خلال ذلك بتذوق الشهي البهي منها في نمط شعري مترف جدا، يخبرني بأن أقل ما يمكن أن توصف به "عكاز الريح" هو كونها تحفة أدبية نادرة تقبع في ركن بارز من متحف الشاعرية والجمال الحقيقيين.
.
و"البريكي" لمن لا يعرفه شاعر عميق النظرة، مجتهد في التعبير عن وفائه الفطري للشعر وأهله، ولا يحتاج شهادة من أحد أيا يكن، فقد تحتاج هذه الشهادة هي الأخرى إلى شهادة أكبر في أهلية من يصدرها، وفي مصداقية من ينطق بها، فالشعراء الحقيقيون لا تشهد عليهم سوى أشعارهم وعمق طرحهم فيها وتعاطيهم مع أفكارها، ومدى تأثير هذه الأفكار جماليا في المتلقي اليقظ والقارئ الحاذق، هكذا يحدثنا القاضي في محكمة التاريخ والشاعرية.
.
وبطبيعة الحال فإن الشعراء الحقيقيين يعتبرون الحاضنة المختارة لتركيبة الشاعرية السحرية التي لا يطيق أحد تفسيرا لها، أو شرحا لطبيعتها، وعندما يحين الوقت تجدهم ينثرون مسحوقها الفعال في أعين الناس وأحاسيسهم عن طريق نصوصهم المبهرة من هنا وهناك، فيترنح الوجود من جمال ما يلقونه من نصوص، ومن سحر ما يكتبونه من كلمات.
.
يقول الشاعر في أول مقطع من مقاطع "عكاز الريح":
في الغيمةِ
حيثُ الأرضُ
تودِّعُ في عينيَّ
الرَّيحانَ وعطرَ الشيحْ..
ألقيتُ برأسي في المعنى
وعبرتُ إلى قلبي
والساعةُ كاهنةُ الرحلةِ
يحملُها عكازُ الريحْ..
بدأ الشاعر حديثه في هذا النص المبتكر بذكر الغيمة التي احتضنته في بداية رحلته من أرضه الأم، تلك الأرض التي يغمرها "الريحان" بعطره الفواح، ويغطيها "الشيح" بطيبه المنتشر، وقد حمل حبه لهذه الأرض معه في حقائبه تماما مثلما ظل يحملها في حنايا صدره، لكنه عندما أرهقه التجوال وأصابه السرى باللغوب، لم يجد سوى حضن المعنى وصدر الشعر حتى يلقي عليه رأسه المتعب، لعله يرتاح قليلا من تعب التنقل، ومن عناء التجوال، وفي تلك الأثناء يعبر الشاعر إلى قلبه عبر بوابة خياله المتوهج عندما تصور أن الساعة بدقائقها وثوانيها وحراكهما اللا نهائي، ما هي إلا كاهنة تسابقه في رحلته وتصاحبه فيها محمولة على عكاز مجازي هو "عكاز الريح"، ذلك العكاز الذي يهش به على معانيه وعلى أحاسيسه وله فيه مآرب أخرى.
.
إن قصيدة "عكاز الريح" هي أيقونة من أيقونات الوجد الذاتي المتوهج، وهي ليست قصيدة فحسب، بل تعتبر أطلسا جغرافيا، ومعجما لغويا، ومرجعا تاريخيا، ورواقا حديثا لعرض أروع اللوحات الجميلة والمبتكرة، ولاختبار كل ذلك أو بعضه علينا أن نبدأ بالتحليل الجغرافي والتاريخي للقصيدة، مكانا وزمانا وطقسا، فقد بدأت الرحلة فيها من شاطئ مدينة "الدار البيضاء" في المغرب، أو كما يسميها أهلها "كازا" اختصار للإسم الإسباني القديم للمدينة "كازا بلانكا"، وهي تعني "التلة" بالإسبانية، وهنا يقول الشاعر:
كنتُ قريبًا من "كازا"
ألقتني نخلةُ أحلامي في بحرك
كان الشبَّاكُ المطعونُ بسيفِ البردِ
يلاطفُ جمرًا في قلبي
وأنا ناطورُ الفكرةِ
أرقبُ ضوءًا يأتي من أعمدةِ الشارعِ
يُلقي بالوحي عليَّ
ويمنحُني مفتاحًا للبابِ الموعودِ
بأغنيةٍ للروحِ وللتَّجريحْ..
.
وعلى ما يبدو فقد كانت لحظات الإستدعاء المشاهدية تخبر أن الوقت هو ليلة من ليالي الشتاء الباردة، في مكان ما عند "المحيط الأطلسي"، وقد جعلت تلك الليلة من الشباك ضحية للبرد مطعونة بسيفه، ورغم قسوة البرد على الشباك إلا أنه كان لطيفا مع قلب الشاعر، حين تعرض للجمر فيه، ولعله جمر الشوق المتقد في زمهرير اللحظة، كان انتظار الشاعر للضوء القادم من أعمدة الطريق مصحوبا بأمل جميل يخبر أن هذا الضوء لن يرحل حتى يلقي بالوحي عليه، وبأنه لن يزول حتى يمنحه مفتاحا للباب الموعود، حتى يتغنى بأغنية تنعش الروح، وتمسح الألم الناتج عن تجريح الأحزان وغربة من يعانونها.
.
كان الشاعر حينها ناطورا للفكرة حارسا لتدفقها، منذ أن ألقته نخلة أحلامه في بحر محبوبته المفترض.
.
ثم نجد الشاعر بعد ذلك يقفز بنا قفزة عظيمة في ثنايا المشهد حين يصر على اصطحابنا إلى مدينة مغربية أخرى هي مدينة "تازة" التاريخية العريقة، ويجعلنا نقف معه عند "باب الزيتونة"، وهو واحد من الأبواب التاريخية للمدينة، ولعله باب كان مظللا بأشجار الزيتون التي تشتهر بها المدينة والمناطق المحيطة بها، وهنا قال الشاعر:
يا سيدةَ البحرِ
المتمدِّدِ عندَ البابِ
يغازلُ جدرانَ القريةِ
يلمسُ وجهَ "الأكشاكِ"
يمرُّ على "بابِ الزيتونةِ"
.
ويا ليتني أعرف من هي "سيدة البحر" التي يناديها الشاعر في هذا المقطع؟!، هل هي قرية أم حبيبة أم صديقة؟!، أم أنها مجرد عابرة من العابرات في "أكشاك" السوق هناك؟!، و"الأكشاك" جمع مفرده "كشك"، وهو دكان صغير منعزل في طرف السوق لبيع بعض الأمور الصغيرة، وقد يكون "الكشك" للشرطة أو الحرس أو نقاط التفتيش، وتكثر "الأكشاك" في المدن الكبيرة والمكتظة سكانيا، وكذلك فقد توجد على الطرقات العامة والعابرة.
ثم يعاود الشاعر القفز بنا مرة أخرى مع أمواج البحر ليصطحبنا هذه المرة من "المغرب" إلى "تونس" الخضراء، وتحديدا إلى "ساحة الإستقلال" في العاصمة التونسية، حيث يقبع تمثال المفكر العربي المشهور "ابن خلدون":
يأكلُ حوتًا أصغرَ مما يتخيَّلُ
يمضي نحوَ الشارعِ
يلتقطُ الصورةَ للتمثالِ الخلدونيِّ 
.
ولعل الشاعر في هذا المقطع استعاد لحظة من لحظاته في أحد المطاعم المختصة بطهي الأسماك في وصفه "يأكل حوتا أصغر مما يتخيل"، قبل أن يمضي في شوارع المدينة متجها نحو "ساحة الإستقلال" في "تونس العاصمة".
.
ثم لا يلبث الشاعر إلا قليلا حتى ينقلنا معه في سرعة البرق إلى مدينة "عقبة" أو مدينة "القيروان" التونسية، وهي مدينة أسسها الفاتح المسلم "عقبة بن نافع الفهري القرشي" عام خمسين للهجرة، وقد جعل منها مركزا لفتوحات "أفريقيا" و"الأندلس"، وهو ما يظهر في قوله:
ويأخذُهُ الموجُ سريعا
نحوَ مدينةِ "عقبةَ"
حيثُ البيتُ يحلِّقُ بالشعرِ
.
والبيت الذي يحلق بالشعر هنا هو بيت الشعر في مدينة "القيروان"، وقد تم تأسيس هذا البيت من قبل دائرة الثقافة والإعلام "الشارقية" بالتعاون مع جمعية "ابن رشيق" للشعر والنقد الأدبي في "تونس"، ضمن مبادرات "الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي" المباركة في خدمة الأدب والثقافة العربيين والإسلاميين، والتي يشكل الشعر أحد أهم أركانهما ومعالمهما المضيئة، ثم نجد الشاعر يستطرد بعد ذلك قائلا:
وتبدو أرضُ الزربيَّةِ غصنًا
يلمحُكِ الشعرُ
تمرّينَ عليهِ
وتلقينَ البسمةَ فيَّ
فترتَجُّ ضلوعي
ويضيعُ فؤادي بين أصابعِكِ الخجلى
فيفيضُ عليهِ الماءُ
وينسى ما كانَ يراودُهُ من عطشٍ
يترنَّمُ في جوفِ ذبيحْ..
والشاعر يريد بـ "أرض الزربيَّة" مدينة "القيروان" العريقة، وقد سميت كذلك نسبة لنوع من أنواع السجاد الأمازيغي المشهور، أو سجاد البربر كما يسميه العرب، وهو نوع من المنسوجات اشتهرت به منطقة شمال أفريقيا قديما وحديثا.
.
وهنا لا يسعني إلا الإسهاب بخصوص هذا النوع من السجاد، فقد أشار المفسرون إلى ذكره في القرآن الكريم، وذلك في سورة الغاشية: "ونمارق مصفوفة * وزرابيُّ مبثوثة"، فالمفرد زربيَّة والجمع زرابيّ، وقد كانت الزربية تستعمل في تأثيث القصور والمساكن الفخمة في شبه الجزيرة العربية منذ العصر الجاهلي، وجاء الإسلام فيما بعد فعزّز مكانتها بذكرها في القرآن الكريم باعتبارها من مفروشات الجنّة.
.
ونظرا لاعتماد حائكي الزرابي في القراءة التاريخية لها على مجموعة من التقنيات والزخارف الأناضولية فقد تم ترجيح أن يكون مصدرها أوروبيا تركيا، ومن ثَمَّ انتقلت صناعتها إلى شمال أفريقيا، ويرجح أن صناعتها بدأت في "القيروان" ثم انتشرت عبرها إلى بقية المناطق الأخرى في شمال إفريقيا.
.
ولذلك فأنا أؤكد دائما على أن كلمة واحدة قد يقولها شاعر مبدع في نص من نصوصه، تعادل تأريخا حقيقيا لحقبة زمنية كاملة بكل ما فيها من تفاصيل، وهو أمر من الأمور التي تجعل للشعر قيمته العظيمة في حفظ الإرث الحضاري والثقافي للأمم والشعوب، وليس مجرد التعبير كتابيا عن خواطر إنسان، أو زخرفة إحساسه كلاميا ونظميا، فالشعر أعمق من ذلك في كل الأحوال.
.
وقد كان الشاعر "البريكي" يعي هذه الحقيقة تماما عند كتابته لقصيدة "عكاز الريح"، فهو قد أرخ بشاعريته المفرطة لزهو "البحر الأبيض المتوسط" الممتد في شمال أفريقيا انطلاقا من شواطئ "المغرب" الدافئة ومرورا بمرافيء "تونس" الحميمة، وصولا إلى "شارقة" الحب والإبداع والجمال على ضفاف "الخليج العربي".
.
ولعل "سيدة البحر" لم تفارق مخيلة الشاعر بعد، ولكنها هذه المرة مرت كعصفورة شاعرة فوق غصن من أغصان مدينة "القيروان"، لمحها الشعر وهي تمر على عجالة من فوقه، وقد ألقت بابتسامتها في وجه الشاعر حتى ارتجت ضلوعه من جراء ذلك، وضاع فؤاده بين ارتعاشة أصابعها الخجلى، ففاض الماء عليه لينسيه ما عاناه من ظمأ وعطش يترنم في جوف ذبيح الجمال والحب: 
وتبدو أرض الزرِّيبة غصنًا
يلمحُكِ الشعرُ
تمرّينَ عليهِ
وتلقينَ البسمةَ فيَّ
فترتَجُّ ضلوعي
ويضيعُ فؤادي بين أصابعِكِ الخجلى
فيفيضُ عليهِ الماءُ
وينسى ما كانَ يراودُهُ من عطشٍ
يترنَّمُ في جوفِ ذبيحْ.. 
.
وقد علق الشاعر بعد ذلك قميصه المعطر بعطر الشوق على شماعة الليل، ورتب فساتين ألحانه الشعرية في دولاب "سيدة البحر" التي تتغنى بأفكاره فيها، تلك الأفكار التي يتجنى عليها سيل الألم بالخدش، ولكنه كان يسلي نفسه برسم المزيد من الأحلام الجميلة التي تتمايل نحو البحر ونحو الشارع بفرشاة خياله المتقد، مستصحبا معه نادل المقهى الليلي القريب الذي يسهر فيه حتى بزوغ الفجر وانتشار ضيائه، وهنا نجد الشاعر يستأذن نادل المقهى ليسمح له بسرقة المزيد من الوقت الجميل لعله ينسى ضجره، ويتخلص من سأمه، ويعود بأنفاسه إلى الشارع مرة أخرى بعد أن نوم في المتقد منها تباريحه وأحزانه:
علّقتُ على شماعةِ هذا الليلِ
قميصًا
فاحت منهُ عطورُ الشوقِ
ورتّبتُ فساتينَ الألحانْ
فالفكرةُ يخدشُها السيلُ
لذلك أحضرتُ الفرشاةَ
لأحلامٍ
تتمايلُ نحوَ البحرِ
وأحياناً نحوَ الشارعِ
حيثُ تفوحُ القهوةُ في المقهى
ويصيحُ النادلُ
يا سيِّدُ هيّا
فالليلُ سيتركُ بابَ المقهى
وسيأتي الضوءُ ليستلمَ الوقتَ
فدعني أسرقُ منهُ قليلاً
كي أنسى ضجري
وأعودَ إلى الشارعِ ثانيةً
وأنوِّمَ في الأنفاسِ تباريحْ..
.
وبمتابعة القراءة الجغرافية لقصيدة "عكاز الريح" نجد أن حكاية الترحال عند الشاعر لم تهدأ بعد، فها هو ينتقل بأفكاره إلى موطن "الدبكة" في المشرق العربي حينما يقول:
ماذا يدبُكُ في رأسي
والليلُ يغطُّ على خاصرةِ الشارعِ؟!
.
و"الدَّبْكة" رقصة فولكلورية شعبية منتشرة في بلاد الأناضول والشام، وهي تمارس غالبا في المهرجانات والإحتفالات الوطنية والإجتماعية كالأعراس، وتتكون فرقة "الدبكة" من مجموعة تزيد عادة عن عشرة أشخاص رجالا ونساء يدعون "دبيكة" يصاحبهم عازف "اليرغول" أو الشبابة والطبل، وهي رقصة شرقية جماعية معروفة في تركيا، فلسطين، لبنان، سورية، الأردن، والعراق وكذلك شمال السعودية.
.
والشاعر شبه الأفكار المضطربة في رأسه بمجموعة من "الدِّبِّيكة" الذين يمارسون الرقص في مخيلته، حينما كان الليل يغط في نومه على خاصرة الشارع، وهو أسلوب تجديدي لطيف ومبتكر، ثم يستطرد قائلا: 
هل يكفي الكرسيَّ جلوسي فوقَ تخومِ الماءِ
وهل سمّيتُ الفكرةَ ليلى
وكتبتُ قصيدتَها بالعطرِ القادمِ منها
وبعينينِ تبثّانِ الشعرَ
ويجري في جدولِ روحي؟!
.
وهنا نلحظ أن البحر والماء والأفكار كانوا رفاقا للشاعر في رحلته المدهشة التي حملنا معه فيها، عبر أسطره الشاعرية في "عكاز الريح"، وقد كانت فكرته الرئيسية متمثلة في "ليلى" أو "سيدة البحر" التي كتب قصيدتها العصماء هذه بالعطر القادم من أنفاسها ومن أردانها ومن ارتشاح حبات العرق في جسمها الندي، وخلدها شعرا من خلال بريق عينيها الجميلتين اللتين تبثان الشعر وعذوبته في جدول الأرواح، إلى أن يصل إلى قوله الجميل: 
يا أنتِ
أفيضي من هذا الغنْجِ
لأكتبَني
فأنا هيأتُ التربةَ للأغنيةِ الأولى
ومحوتُ الريحْ..
.
وهنا لا يسعنا إلا أن نردد مع الشاعر قائلين: يا أنت، أفيضي المزيد من غنجك النادر على مهجة الشاعر، ليكتبنا معه في روعة المشهد المتجدد للجمال، فهو قد هيأ تربة إبداعه ليزرع أغنيته الأولى في حبك، ومحا لأجل ذلك قسوة الريح التي كان يتوكأ على عكازها في مجموعته المتفردة "عكاز الريح".
.
.
#مجدي_الحاج