الاثنين، 8 يوليو 2019

الشاعر المصري علي الجارم يكتب عن السودان والسودانيين

قصيدة الخرطوم للشاعر المصري علي الجارم



يا نَسْمَة ً رنّحتْ أعطافَ وادينا


قِفي نُحيِّيك أو عوجي فحيِّينا


مرَّتْ مع الصبح نَشْوَى فيتكسُّرها


كأنَّما سُقِيتْ من كفِّ ساقينا


أرختْ غدائرَها أخلاطَ نافِجةٍ


وأرسلتْ ذيلَها ورداً ونِسْرينا


كأنّها روضة ٌ في الأفقِ سابحةٌ


تمجُّ أنفاسُ مَسْراها الرياحينا


هبَّتْ بنا من جنوبِ النيلِ ضاحكة ً


فيها من الشوقِ والآمالِ مافينا


إنّا على العهدِ لابُعدٌ يحوِّلنا


عن الودادِ ولا الأيامُ تُنْسينا


أثرتِ يا نسمَة السودانِ لاعجةً


وهِجْتِ عُشَّ الهَوى لوكنتِ تدرينا


وسِرْت كالحلم في أجفان غانية


ونشوة الشوق في نجوى المحبينا


ويحي على خافقٍ في الصدرمحتبسٍ


يكاد يطفر شوْقاً حين تسرينا


مرّت به سنواتٌ مابها أَرَجٌ


من المُنَى فتمنّى لوتمرّينا


نبّهتِ في مصرَ قُمْريَّا بِمُعشبة ٍ


من الرياض كوجهِ البِكْر تلوينا


فراح في دَوْحِهِ والعودُ في يده


يردّد الصوتَ قُدْسيا فُيشْجينا


صوتٌ من اللّه تأليفاً وتهيئةً


ومن حفيفِ غصونِ الروْضِ تلحينا


يَطيرُ من فَننٍ ناءٍ إلى فَنَنٍ


ويبعَثُ الشدْوَ والنجوَى أفانينا


ياشاديَ الدَوْحِ هل وعدٌ يقربُنا


من الحبيبِ فإنَّ البعدَ يُقْصينا


تشابهت نَزَعاتٌ من طبائعنا


لما التقتْ خَطَراتٌ من أمانينا


فجَاء شعريَ أنّاتٍ مُنَغَّمةً


وجاء شعرُك غَمْرَ الدمع محزونا


شعرٌ صَدَحنا به طبعاً وموهِبَةً


وجاشَ بالصدرِ إلهاماً وتلقينا


والنَّفْسُ إنْ لم تكنْ بالشعرِ شاعرة ً


ظنَّتْه كلَّ كلامٍ جاء موزونا


تعزّ ياطيرُ فالأيامُ مقبلةٌ


ما أضيقَ العيشَ لو عزّالمُعَزّونا


خُذِ الحياة َ بإيمانٍ وفلسفةٍ


فربّ شرٍّ غدا بالخيرِ مقرونا


فَكمْ وزنّا فما أجدتْ موازنةٌ


في صَفْحة ِ الغيبِ ما يُعْي الموازينا


الكون كوَّنه الرحمنُ من قِدَمٍ


فهل تريدُ له ياطيرُ تكوينا


إن المْنَى لا تُواتى من يهيمُ بها


كالغيدِ ماهجَرتْ إلاّ الملحّينا


تبكِي وبينَ يديْكَ الزهرُ منعَجَبٍ


والأرضُ تبراً وروْضاتُ الهَوى غِينا


والماءُ يسبَحُ جْذلانَ الغديرِ إلى


منابتِ العُشْبِ يُحييها فُيحيينا


والزهرُ ينظرُ مفتوناً إلى قَبَسٍ


يُطِلُّ بين ثنايا السُحْبِ مفتونا


قد حزْتَ مُلْكَ سليمانٍ ودولَته


لكَ الرياحُ بما تختارُ يجرينا


ما أجملَ الكونَ لو صحّتْ بصائرُنا


وكيف نُبْصِرُ حُسْنَ الشيءِ باكينا


اللّه قد خلق الدنيا ليُسعدنا


ونحن نملؤُها حُزناً وتأبينا


إن جُزْتَ يوماً إلى السودانِ فارْع له


مودّة ً كصفاءِ الدرِّ مكنونا


عهدٌ له قد رَعَيْنَا هُبأ عيُنِنا


وعُرْوة ٌ قد عقدناه ابأيدينا


ظِلُّ العرُوبة ِ والقرآنِ يجَمعُنا


وسَلْسَلُ النيل يُرويهم ويُروينا


أشعّ في غَلَسِ الأيام حاضرُنا


وضاء في ظُلْمة ِ التاريخِ ماضينا


مجدٌ على الدهر فاسألْ مَن تشاءُ به


عَمْراً إذا شئتَ أو إنْ شئتَ آمونا


تركتُ مِصْرَ وفي قلبي وقاطرتي


مراجلٌ بلهيبِ النار يَغْلينا


سِرْنا معاً فُبخارُ النار يدفَعُها


إلى اللقاء ونارُ الشوقِ تُزجينا


تَشقُّ جامحة ً غُلْبَ الرياضِ بنا


كالبرقِ شقَّ السحاب الحُفَّلَ الجونا


وللخمائِل في ثوب الدجَى حَذَرٌ


كأنّها تتوقَّى عينَ رائينا


كأنهنَّ العَذارَى خِفْن عاذلةً


فما تعرّضْنَ إلاَّ حيثُ يمضينا


وللقُرَى بين أضْغاثِ الكَرَى شَبَحٌ


كالسرِّ بين حنايا الليلِ مدفونا


نستبعدُ القُرْبَ من شوقٍ ومنكَلَفٍ


ونستحث وإنْ كنَّا مُجدّينا


وكم سألْنا وفي الأفْواهِ اجابَتُنا


وفي السؤالِ عَزاءٌ للمشوقينا


وكم وكم ملَّ حادينا لجاجتنا


وما علينا إذا ماملّ حادينا


حتَّى إذا مابدتْ أَسْوانُ عن كَثَبٍ


غنّى بحمدِ السُّرى والليلِ سارينا


وماشجانيَّ إلاّ صوتُ باخرةٍ


تستعجلُ الركبَ إيذانا وتأذينا


لها ترانيمُ إنْ سارتْ مُهَمْهِمَة ً


كالشعرِ يُتْبعُ بالتحريكِ تسكينا


باحُسنَها جنَّة ً في الماء سابحة ً


تلقى النَّعيمَ بها والحورَ والعينا


مرَّتْ تهادَى فأمواجٌ تُعانقها


حيناً وتلثِمُ من أذيالها حينا


والنَّخلُ قد غَيَّبتْ في اليمِّ أكثرَها


وأظهرتْ سَعَفاً أحْوَى وعُرْجونا


ما لابنة ِ القَفْرِ والأمواه تسكُنُها


وهل يجاورُ ضَبُّ الحرَّة النونا


سِرْ أَيُّها النيلُ في أمْنٍ وفي دَعَة ٍ


وزادك اللّه إعزازاً وتمكينا


أنْتَ الكتابُ كتابُ الدهر أسطرُهُ


وَعَتْ حوادثَ هذا الكون تدوينا


فكم مُلوكٍ على الشَطيْنِ قد نزلوا


كانوا فراعينَ أو كانوا سلاطينا


فُنونُهم كنّ للأيام مُعْجِزةً


وحُكمهم كان للدنيا قوانينا


مرّوا كأشرطة ِ السّيما وماتركوا


إلا حُطاماً من الذكرى يُؤَسِّينا


إنا قرأنا الليالي من عواقِبها


فصار مايُضحكُ الأغْرارَ يُبكينا


ثم انتقلنا إلى الصحراءِ تُوسِعُنا


بُعْداً ونُوسُعها صبراً وتهوينا


كأنّها أملُ المأفون أطلقهُ


فراح يخترق الأجواءَ مأفونا


والرملُ يزخرُ في هَوْلٍ وفي سَعَة ٍ


كالبحرِ يزخَرُ بالأمواجِ مشحونا


تُطلُّ من حَوْلها الكُثْبانُ ناعسة ً


يمدُدْنَ طَرْفاً كليلاً ثم يُغْفينا


وكم سَرابٍ بعيدٍ راح يخدَعُنا


فقلت حتى هُنا نلقى المُرائينا


أرضٌ من النوم والأحلام قد خُلِقتْ


فهل لها نبأُ عند ابن سيرينا


كأنما بسط الرحمنُ رُقْعتَها


من قبل أن يخلُقَ الأمواهَ والطينا


تسلَّبَتْ من حُلِيِّ النَبْتِ آنفة ً


وزُيِّنت بجلالِ اللّه تزيينا


صمْتٌ وسحرٌ وإرهابٌ وبعدُ مدىً


ماذا تكونين قولي ماتكونينا


صحراءُ فيكِ خَبيئاً سرُّعِزَّتِنا


فأفصحي عن مكانِ السِّر واهدينا


إنّا بنو العُربِ يا صحراءُ كم نَحتت


من صخركِ الصلْدِ أخلاقاً أوالينا


عزّوا وعزتّ بهم أخلاقُ أمّتِهم


في الأرضِ لمّا أعزّوا الْخُلقَ والدّينا


مِنَصّة ُ الحكْم زانوها ملائكة


وجَذْوَة الحرب شبّوها شياطينا


كانوا رُعاة َ جِمالٍ قبلَ نهضتِهم


وبعدها مَلأوا الآفاق تمدينا


إن كَبّرتْ بأقاصي الصين مِئْذَنة ٌ


سمعتَ في الغرب تهليلَ المصلّينَا


قف يا قِطارُ فقد أوهى تصبُّرَنا


طولُ السفارِ وقد أكْدَتْ قوافينا


وقد بدتْ صفحة ُ الْخُرْطوم مُشْرقة ً


كما تجلَّى جلالُ النورِ في سينا


جئنا إليها وفي أكبادنا ظمأٌ


يكاد يقتُلُنا لولا تلاقينا


جئنا إليها فمن دارٍ إلى وطنٍ


ومن منازِل أهلينا لأهلينا


ياساقيَ الحيِّ جدّدْ نَشْوَة ًسلفتْ


وأنت بالجَبَنَاتِ الحُمُرِ تسقينا


واصدَحْ بنونية ٍ لما هتفتُ بها


تسرّق السمع شوقي وابنُ زيدونا


وأحْكِم اللحنَ ياساقي وغ نِّلنا


إنَّا محّيوكِ يا سلمى فحيينا

الشاعرة السودانية آية وهبي تكتب عن الثورة السودانية

*أرضُ الأقــمار..*

في كلِّ شبرٍ بلادي أنبتتْ قمرا
من قصةِ الموتِ جئنا نستقي العِبـَرا

دمُ الشَّهيدِ ودمعُ الأمَّهاتِ هنا
تمازجا فتعالَى النورُ وانتشرا

يا من توعَّدتَ أهلي السُّمرَ مذبحةً
ماذا يفيدُك أنْ قد جئتَ مُعتذِرا

ويا ابْنَ عثمانَ من سمَّاك مرتجياً
منكَ العُلوَّ فكنتَ السافلَ القذِرا؟!

"كتائبُ الظلِّ"؟! أطلِقْها لتقتُلَهم
وهل سمعتَ بظلٍّ يلتقي قَمرا؟!

ويا البشيرُ ألم تسمعْ هتافَهُمُ؟!
وكيف تحمِلُ ذنبَ البغْلِ لو عَثرا؟!

أسأتَ لاسمِكَ كان العدلُ مُقترناً
بهِ زماناً فيا أرضُ ابلَعِي عُــمَرا

ارحلْ وزمرةُ من والَوكَ في عجلٍ
فغضبةُ الشعبِ لن تُبقِي ولن تَذَرا

ياااا كَم على جورِكم من حِلمِهم صبروا
ياااا كيف يغضبُ من عانى ومن صبرا؟!

جاعوا وفي أرضِهم ما لَو تَوَزِّعُهُ
على الخلائقِ أغنى مِنهمُ الفُقـَرا

كمَّمْتُموهم زماناً طال صمتُهُمُ
قيَّدتُموهم فثارَ الحقُّ مُنتصِرا

ثاروا ولم يتعدوا إنما طلبوا
حقوقَهمُ يا لدِفءِ الصوتِ إذْ جَهـَرا

"سِلميةٌ" ثم أطلقتمْ رصاصَكُمُ
قتلتموهم وبئس المرءُ من غَدَرا

الآن كونوا بخوفٍ لا أمانَ لكم
ومن يَـرُدُّ قضاءَ اللهِ والقَـدرا؟!

و(في القِصاصِ حياةٌ) لن نبدِّلَها
ولن يضيعَ دمٌ في أرضِنا هَدَرا

*آيـة وهـبي* 
29 يناير 2019م

الشاعر العراقي حازم التميمي يكتب عن السودان والسودانيين

فالكل سوداني في نظري - قصيدة الشاعر العراقي الكبير حازم التميمي في السودان والسودانيين


مروا على الفانوس وانسحبـوا
حـيـن الضـيـاء خـرافـة ٌ كــذبُ

وطووا سطوحا حين قاسمهم
بـوح الغـروب الضـيـم والتـعـبُ


كـانـوا قوامـيـسـا وما فـهـمـت
كــل الـلـغـات بـأنـهـم ذهـــبُ

بعـض التـراب علـى أصابعهـم
نجـم وبـعـض هتافـهـم عـتـبُ

سكينـهـم مـنـديـل عـاشـقـة
وغريـمـهـم الــمــال والــرتــبُ

مـــدوا حكـايـاهـم عجـائـزهـم
يـدريــن أن طريـقـهـم عـجــبُ

عـادوا ومـا عـادوا وكـم ركـبـوا
ظهـر الـنـوارس أو ومــا ركـبـوا

عاشـوا علـى الأورام خبزهـم
طيـن ومـلء بطونـهـم سـغـبُ

غنـوا هديـل الفيـل وانشتـلـوا
قـرب الضفـاف كأنـهـم قـصـبُ

شرفـاتـهـم كـانــت حمـائـمهـم
وبريـدهـم الـريــح والـسـحـبُ

رايـاتـهـم ســمــر وأوجـهـهــم
سمر وجـل همومهـم شعـبُ

أقلامـهـم مـــا أســـس الأدب
أضـلاعـهــم مـا خــلــف اللهبُ

تـاريـخـهـم مـا عـتـقـت مــقــل
فـي هدبهـا لـو يـهـرم العـنـبُ

أسـوارهـم وجـوارهــم جـبــلا
يرتـقـى لــو يـفـهـم الـعــربُ

يـكـفـيـهـم جــوعـــا بــأنــهــم
الواهـبـون ولــم يـقـل وهـبــوا

مروا علـى الفانـوس خمرهـم
شـاي وفـي ضحكاتهـم طـربُ

كانوا رؤوس المـال واشترطـوا
أن لا يــظــل بـأهـلـهـم ذنــــبُ

عـاشـوا مسيـحـا غـيـر أنـهـم
رغم انتشـار الصلـب ما صلبـوا

ظــلـــت دمــاؤهـــم مــدويـــة
والمعمـدان وراســه الخـضـبُ

فالكـل سودانـيُّ فـي نـظـري
حتى أنــا لـو حـقـق النـسـبُ

سـودان حالـي حـال عاشقـة
كـــل الـذيــن ببـابـهـا هــربــوا

ما غـيـر ريــح الفـقـد تسلمـهـا
للفقـد حيـث تناسـل العطـبُ

الغاصـبـون عـلـى جريمـتـهـم
يعـطـون تيجـانـا لـمـن غصـبـوا

والسارقـون وفــي كروشـهـم
مـال اليتيـم حماتـهـا انتصـبـوا

والراقـصـون عـلـى خلاعتـهـم
فــي ليلتـيـن ثقاتـهـا انتخـبـوا

والـبــاردون عـلــى بـرودتـهــم
يُـسـتــوزرون كـأنـهــم وثــبــوا

سـودان لا تستدرجـي قلمـي
مـا عـاد فــي أشعـارنـا عـصـبُ

فـــي كــــل زاويــــة مــوزعــة
أشــلاؤنــا ودمــاؤنــا ســلــبُ

يـكـفـي بـأنــا كـلـنــا ســبــب
لكـن فديـتـك مـا هـو السـبـبُ؟!

الأحد، 7 يوليو 2019

لفظ الجلالة بخطي

لفظ الجلالة - تمرين علي خط الثلث الجلي 
أرجو أن تروقكم

الشاعرة الفلسطينية آلاء القطراوي تكتب عن السودان والسودانيين

في وصف الكنداكه السودانية الثائرة:

كعينيكِ تبدو السواقي مُثيرةْ
وكلُّ السنابلِ
تبدو غزيرةْ


كنيليكِ لسنا نعبُّ ضياءً
سوى من جداولهِ المستنيرةْ


أسمراءُ شدّي انحسارَ الهلالِ
بحنّاءِ أهلكِ
حتّى ننيرَهْ


وصوني ينابيعكِ الغجريةَ
نحنُ الجنودُ
وأنتِ الأميرةْ

الشاعر الفلسطيني هلال الفارع يكتب عن السودان والسودانيين 3

بدء مرحلة الحداد - قصيدة الفارع في مهرجان ملتقى النيلين الشعري الأول في الخرطوم


ألقيت هذه القصيدة في مفتتح مهرجان ملتقى النيلين الشعري الأول في الخرطوم مايو 2011م - شاعرها الفلسطيني الفارع:



هلال محمد الفارع





من أين يأتي الشعر يا خرطومُ

وفم الحروف ببحره مفطومُ



وقرائح الشعراء أنهكها الطوى

وعلى رؤاها الحائمات تحومُ



والخابرون فنونه وجنونه

يتضورون وصوتهم مكتومُ



غابوا وحل الوهم في ساحاتهم

ويكاد ينعب في مداها البومُ



فإذا المحابر لجة تشقى بها

نتف تشظى خلفها موهومُ



وإذا المنابر نهفة شعرية

يشقى بها الممدوح والمذمومُ



من أين يأتي الشعر لا أدري أنا

لا حاكم يدري ولا محكومُ



ضن القريض وأقصرت آلاؤه

وتطاول المنظوم والمزعومُ



لا حبره لا بحره لا دره

لا سحره لا سره المختومُ



لا شيء يلمع من بوارقه التي

حملت بها كرمى القصيد نجومُ



لكن فصلا فارقا من كبره

تأتي به من كبرها الخرطومُ



*****



من أين يأتي الشعر والطرقات مقفلة

وهذا البحر محسور المدادْ...

وعلى تفاعيل الخليل حراسة

من ألف جني غلاظ والألوف من الشدادْ...

من أين يأتي بينما العشاق ماتوا قبل أن يتزاوجوا

أو ربما قد ضاع معظمهم وضلوا

بعدما انتظروا طويلا ثم لم تأتي الجيادْ...

لا بج واشترطت نساء العاشقين بياض خيل العاشقين

وحين لم يأتوا ولم تأتي الخيول غرقن في صهل السوادْ...

من أين يأتي الشعر للشعراء

والأقلام حافية

وسوق الحرف يطحنها الكسادْ...

والغانيات تسربت أقدامهن

إلى شرايين العواصم تحت أسماء مزورة

وباسم الفن يحكمن البلادْ...

من أين والتجار عفوا واللصوص يتاجرون بلحمنا

لحساب سين في الصباح وفي المسا لحساب صادْ...

من أين يأتي الشعر

لا سلمى تسرح شعرها في ضربه

لا هند تجدل من ضفائرها فنون عروضه

لا قدس لا بغداد لا عمرو لا ابن زيادْ...

ولمن سيأتي الشعر والضليل والأعشى وديك الجن

ما عادوا من الأسفار واحتضر الذي البيداء تعرفه

لدى فلتات ضادْ...

بان الخليط وقطعوا حبل الوصال وبان آخرهم وما بانت سعادْ...

فبأي أشعار الحواة تصدقان إذن وما بجراب أمهرهم عتادْ...

وبأي نار يصطلي برد القوافي

بينما يزور هذا النفخ في جسد الرمادْ...

شعر على نثر على شعر على نثر

فأشعار منثرة

وأسماء مزورة

وأبواق مصوبة

وألقاب مذهبة

ومرضى ثم فوضى ثم نرضى تحت بند حداثة الأشعار

في باب الحيادْ...

ما عاد في وادي القوافي أخضر الرشفات

أو زاهي الحفيف كأنما عصف

وقد مر الجرادْ...

سأمر والإفلاس يملؤني

لأعلن بينكم موت الحروف

وبدء مرحلة الحدادْ...