الاثنين، 5 مايو 2014
أخيرا لبنان والسودان ضد العنصرية
أقيم قبل أيام قليلة حفل زفاف في العاصمة اللبنانية بيروت لرجل سوداني من سيدة لبنانبة وقد كان حدثا مهما أثار الكثير من الجدل والتعليقات التي لا تخلو من عنصرية بغيضة في المنتديات والمواقع الإلكترونية الإسفيرية كون أن العريس سوداني من أصول زنجية صافية.
كما يذكر أن لبنان كانت من أشد الدول اعتراضا على انضمام السودان لجامعة الدول العربية نظرا لتشكيكها في عروبة السودانيين.
ولا يزال الرأي العام يتذكر إهانة الأجهزة الأمنية اللبنانية لبعض السودانيين في العاصمة اللبنانية بيروت قبل عدة سنوات وتوجيه أفرادها شتائم عنصرية لهم ومن قبل ذلك إهانة المطرب اللبناني المشهور راغب علامة لأشكال السودانيات.
تخريمة:
ألف ألف ألف مبروووووووووووك للعروسين وعاش السودان ولبنان متحدين ولا نامت أعين العنصريين من اللبنانببن الذين يعاير بعضهم السودانيين بالسواد بل ومن السودانيين أيضا.
شركة طرق تركية تنهب آثار سودانية تحت ستار الصمت الرسمي
قبل سبعة أشهر بالضبط كان هنالك خبر وضجة بخصوص اكتشاف مدينة أثرية كاملة غرب صلب وصادنقا بالقرب من دنقلا تخص الملك أو الفرعون النوبي أمنيوفيس الثالث وزوجته تي تم اكتشافها بواسطة شركة تركية كانت تعمل في طريق دنقلا وصادنقا.
وبعد هذا الخبر الضجة بشهرين فقط انسحبت الشركة التركية من عمل الطريق بحجة إفلاس الشركة.
شهود عيان من أهالي قرية صلب وقبة السليم أكدو وجود حركة غير عادية من مسؤولين نافذين وهبوط لطائرة هيلوكبتر في منتصف الليل.
وأخيرا تم تسريب فيديو يوضح حجم النهب الذي تم في هذا المكان.
وذكر أحد المواطنين أنه وجد في طريقه مغارة لأجداده ملوك النوبة -على حد قوله- تحت الأرض تؤدي إلى مدينة بأكملها تحتوي على كل شيء من آثار وكنوز وتاريخ عظيم.
وأبدى أسفه على الغياب الأمني حتى أتت طائرة من تركيا وهبطت بالقرب من المغارة وسرقت كل ما فيها من تراث وآثار وتاريخ عظيم للبلاد والأجداد بينما كل ما يفعله الرسميون هو السكوت والنظر.
صاجب الفعلة شركة طرق وجسور تركية تركت كل آلياتها من لودرات وقريدرات وهراسات تمت مصادرتها فيما بعد ومن المعروف أن القريدر الواحد سعره 2 مليار جنيه سوداني بالقديم وأكثر بقليل ومع ذلك فإن الشركة التركية تركت مثله الكثير.
وهذا يعني أن ماوجدته من آثار يغنيها عن ذلك كله ومثله.
يذكر أن الشركة التركية حصلت على امتياز التنقيب عن الذهب بمحلية دلقو ومساحتها تساوى مساحة المحس كلها وحتى اللحظة يتم طرد الناس بقوة الشرطة من أي منطقة يأتي التركي ويقول إنها تتبع له وتطارد الشرطة الناس وتضع كثير منهم في السجن بحجة أنها تتبع للأتراك.
والمؤلم أن الشركة الآن تعمل فى التنقيب عن الذهب فى منطقة أثرية وهي منطقة أبو صارا بالقرب من بقايا معبد الملك أخناتون بمنطقة سيسه غرب دلقو إلا أن آثار هذه المنطقة لم يتم التنقيب عنها بعد.
وقد وضع مركز إنتاج الشركة وآلياتها ومكاتبها الإدارية في منطقة بها أهرامات أثرية
يمكن أن تشاهد بوضوح من الشارع العام المتوجه إلى حلفا.
ومن المؤكد أن الأتراك ينهبون الآثار السودانية هناك وخاصة أن الشركة لها مهبط طائرات داخل مقرها.
وما يؤكد ذلك ما شاهده الناس من طائرات تهبط وتقلع دون رقيب أو حسيب.
إضافة إلى نهب الشركة لثروات البلاد من أطنان الذهب بدون رقيب اتحادى أو ولائي.
من جانب آخر يدافع البعض عن امتياز الشركة التركية التي تعمل في دول كثيرة على مستوى العالم، ويذكر أن عملها لا يتضارب مع التعدين الأهلي لأنها تعمل في أعماق سحيقة تحت الأرض تصل إلى ما بين 600 إلى 700 متر بينما التعدين الأهلي في أقصاه يصل إلى عمق 50 مترا.
وفد تم توقيع العقد بين الشركة التركية ووزارة التعدين السودانية بما يجعل نسبة لحكومة الولاية الشمالية ونسبة أخرى لمحلية دلقو ونسبة ثالثة لدعم الخدمات بالمنطقة من صحة وتعليم وغيرها.
والأهم من ذلك أن معتمد محلية دلقو عضو فى مجلس إدارة الشركة بمكتب السودان وسيفتتح عمل الشركة يوم 25/5 بحضور وزير المعادن التركي.
وبالرغم من احتمال قيام الشركة بسرقة الآثار السودانية التي قد تصادفها أثناء الحفر
قإن الشركة لن تستفيد من تهريب الآثار لأن المجال الذي يحقق العائد السريع هو الذهب وليس الآثار مما يستبعد مجازفة الشركة بسمعتها العالمية فى مجال تنقيب الذهب ووضع نفسها فى شبهة تهريب الآثار.
وخصوصا مع ما تردده الأجهزة الأمنية من أن كل نشاط الشركة مراقب بواسطة الشرطة والأمن.
فيما يرى مراقبون آخرون أن التنقيب عن الآثار في منطقة بها آثار لا يجوز إذ أن موقع الشركة التركية يقع فى فى منطقة أثرية بلا شك ووجود الشركة جعلها منطقة مغلقة أمام أي زائر أو سائح.
ويعرف بالقانون أنه يمنع ممارسة أى نشاط تعديني أو زراعي في مناطق الآثار كما يمنع استخدام أي آلات يدوية فضلا عن استخدام حفارات ولودرات وآليات ثقيلة فى الحفر والتكسير والنبش.
وبإمكان الجميع مشاهدة آليات الشركة التركية فى منطقة أهرامات وآثار قديمة بمنطقة أبو صارا بدلقو، ويمكن لأي عابر لطريق حلفا دنقلا أن يشاهدها بوضوح فيما بين الكيلو (630 حتى الكيلو 683 وحتى الكيلو 642).
كما إن منطقة الخناق بغرب النيل بمنطقة عبري تم التعدين فيها بمنطقة أثرية كبيرة وخطيرة ولولا تدارك إدارة شرطة الآثار للأمر في اللحظات الأخيرة لكان الأمر كارثيا بمعنى الكلمة.
وعليه فإن التعدين عبر الشركات لا يحافظ على الآثار بشكل أكبر من التعدين الأهلي لأن الشركات تعتمد على آليات ثقيلة جدا وحفارات متطورة وكسارات وطواحين تطحن الصخور وتنبش أعماق أعماق الأرض البعيدة كما ذكر بينما التعدين الأهلي يعتمد على اليد والأجنة والشاكوش فخطره أقل وأثره السالب أقل أيضا.
وبما أن الشركات فى الغالب أجنبية فهي قد لا تهتم بآثار السودان وتاريخه العريق الذي يشكل لحمة وجدانية قوية جدا لكافة الشعب السوداني كما يهتم به إنسان هذا الوطن العظيم المغلوب على أمره.