بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب
بديني أفتخر وبأمتي أعتد وبمنتماي أعجب

الجمعة، 29 يونيو 2012

مجدي الحاج - أنا بريشة الفنان الشاعر القدال

رسم الفنان الشاعر محمد طه القدال لملامح وجهي

 هذه الصورة في استديو للتصوير الفوتغرافي في حي المنصور البغدادي في العام 1998م

رسم للشاعر السوداني محمد طه القدال

الشاعر السوداني محمد طه القدال

مجدي الحاج - شجرة نسب جدي لأبي - رحمه الله تعالى - بخط يده



   وفيما يلي عرض سريع لعمود أو شجرة النسب أو الأسلاف"ancestry tree" الخاصة بجد لأبي رحمه الله المنتمي لآل محمد سنوسي أو السنوساب:

1ـ محمد سنوسي.
2ـ(بن) الحاج محمد.
3ـ(بن) محمد.
4ـ(بن) صالح.
5ـ(بن) مكي.
6ـ(بن) الشيخ محمد.
7ـ(بن) صالح.
8ـ(بن)شاع الدين.
9ـ(بن) مسلم.
10ـ(بن)سرير.
11ـ(بن)محمد الجمة أو الجمي.
12ـ(بن)عبد الرحمن.
13ـ(بن)الشيخ الشريف أبو العباس شرف الدين.
14ـ(بن)يعقوب.
15ـ(بن)سعد الدين.
16ـ(بن)عز الدين.
17ـ(بن)يعقوب.
18ـ(بن)عبد الرحمن.
19ـ(بن)عيسى.
20ـ(بن)موسى.
21ـ(بن)محمد.
22ـ(بن)جعفر المتوكل على الله.
32ـ(بن)محمد المعتصم بالله.
24ـ(بن)هارون الرشيد أبو جعفر.
25ـ(بن)المهدي محمد.
26ـ(بن)المنصور عبد الله أبو جعفر.
27ـ(بن)محمد الخلائق أو الإمام محمد الكامل.
28ـ(بن)علي السجاد.
29ـ(بن)عبد الله الراسخ.
30ـ العباس شيبة هاشم.

    ويتم التسلسل إلى آخر السلالة القرشية الكنانية الإسماعيلية الإبراهيمية الشريفة، التي جعل الله عز وجل النبوة والكتاب والملك فيها أبد الآبدين، قال تعالى:"إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا معه والله ولي المؤمنين"، وقال أيضا:"أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما"، وقال في موضع آخر:"والذين يقولون هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما"، وقال:"وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا"، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"يا معشر قريش، إن الله عز و جل قد أذهب عنكم التعظم بالآباء، فكلكم لآدم وآدم خلق من تراب ، والناس سواسية كأسنان المشط، ولا فضل لعربي على عجمي، ولا أبيض على أسود، إلا بالتقوى"، إلا أنه هو نفسه يقول:"لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي فيها اثنان"، ويقول في حديث آخر طويل عندما سئل عن أكرم الناس:"قريش إذا فقهوا"، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم أوصى قبل وفاته أن الخلافة لا تكون إلا في قريش وأن الأذان لا يكون إلا في الأحباش، وهذا للتأمل والتدبر.

مجدي الحاج - نسبنا العباسي تكليف وليس تشريف

 
   إن مسألة الإفتخار بالنسب لها وجودها القوي في السنة النبوية المطهرة... ولكن سياقها جاء وفق ضوابط وشروط قاسية قد لا يستطيع الكثيرون منا استيعابها... 

   وعليه فإن المعول في الأخير هو قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نفسه لمجموع أهل القبلة: "دعوها فإنها منتنة"... وقوله في موضع آخر: "من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه"... وقوله أيضا: "كلكم لآدم وآدم خلق من تراب"... إلى غير ذلك من الأقوال الشريفة التي تستحق منا كل التأمل والتدبر بل والتطبيق أيضا...

مجدي الحاج - يوميات "فيسبوكية"


1
إن من نكد الدنيا على المرء العاقل أن يخاطب أحلام أطفال في أجساد رجال...

2
إن الأديب المؤمن هو أصدق الأحياء قاطبة وأقدرهم على التصوير والتجسيد والتمثيل، فهو يبث في أدبياته روحا من قوة إيمانه وعنفوان يقينه، ويزينها بروعة أخلاقه ودماثتها، ولا أبالغ إذا قلت إن الأدب والإيمان مترادفان بشرط واحد، وهو البحث بشغف وعنفوان عن عين الحقيقة وعن عين اليقين...

3
إن الأوطان لا يمكن أن تبنى بالتسلط والقمع والعنجهية... وهي لن تبنى أيضا بالأحقاد والتشفي ونزوات الإنتقام... أوطاننا لا يمكن أن تبنى إلا بالحب... وأنا فقط أنحاز للحب...

4
رسائلها المخملية ملأت صندوق الوارد في هاتفي الجوال... لكن روحي لم تمتلئ بعد من شغفي بها وهيامي بحبها...

5
إذا لم تكن ملاكا... أو تستنجد بقوة ملاك... فإنك لن تستطيع أن تهزم الشيطان الذي أمامك...

6
لا أدري لماذا تذكرت وأنا أتابع نشرة الأخبار صباح اليوم هذا البيت الشعري الأثير:
شعبٌ إذا ضُربَ الحذاءُ بوجـــــهـــــهِ
صاحَ الحذاءُ بأيِّ ذنبٍ أضربُ...؟!

7
فكر في وطنك وفي مستقبل وطنك بحب صادق... ولا تجعل للحقد الأعمى فرصة في إلغاء تفكيرك مهما كانت الظروف...

8
عندما يشذ أحدهم عن قاعدة سليمة... فإن جميع القواعد السليمة الأخرى تشذ عنه أيضا... وذلك لأن الله عز وجل يقول في محكم التنزيل: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"......

9
قد لا نحتاج إلى رأس "ابن عفّان" دائما لتغيّير خليفة المسلمين...

10
مما يقلقني وبشدة على شعوب المنطقة أنها لم تثر لكرامتها المهدرة منذ سنين... ولكنها بدأت في إعلان ثورتها فعليا عندما جاعت بطونها... فإن من تهمه بطنه دون كرامته لا يعني شيئا في ميزان التاريخ...

11
من قال للشعب المغلوب على أمره أن يسكت؟!... لكن هذا الشعب نفسه إن لم يكن شجاعا بما فيه الكفاية وواعيا لحقوقه المشروعة تمام الوعي... فلن يحدث أي تغيير يذكر لصالحه... وسيعيش ذليلا كما كان في مكانه يلعق الأسى والخيبات...

12
في رأيي الشخصي أن الأزمة الإقتصادية التي تواجه الشعب السوداني خاليا والغلاء الفاحش الذي يحاصر كينونته هو نوع من أنواع العذاب الإلهي الأدنى إن لم يكن بلاء بمقتضى الحال... ولعل ذلك من رحمته عز وجل بنا حتى نعود إلى طريقه القويم... قال تعالى: "ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون"... فهل لم يئن الأوان بعد حتى نرجع إلى الله عز وجل أيها السودانيون...؟!...

13
ما أجمل أن نتناجى مع الحروف وأن نتسامر مع الكلمات... فهي الكائن الوحيد الذي يمكنه استيعابنا كما نحب...

14
تعجبني نظرة الطموح والتفاتات الحماس في أعين الشباب السوداني المتطلع نحو الغد المشرق...

15
ما دام الله عز وجل هو ناصري... فلست أعبأ بكم يا من خذلتموني من قبل ومن بعد...

16
إن مسألة الإفتخار بالنسب لها وجودها القوي في السنة النبوية المطهرة... ولكن سياقها جاء وفق ضوابط وشروط قاسية قد لا يستطيع الكثيرون منا استيعابها... وعليه فإن المعول في الأخير هو قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نفسه لمجموع أهل القبلة: "دعوها فإنها منتنة"... وقوله في موضع آخر: "من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه"... وقوله أيضا: "كلكم لآدم وآدم خلق من تراب"... إلى غير ذلك من الأقوال الشريفة التي تستحق منا كل التأمل والتدبر بل والتطبيق أيضا...

17
قد نختلف مع من نحب... لكن حبهم في القلب ثابت ولن يتغير...

18
أعطني حزنا في قربك... وخذ مني كل الأفراح ولا ترحل...

19
لغة التحدي لغة نحتاج أن نتحدث بها في بعض الأحيان...

20
إن النقد البناء يتميز بآداب مهمة ينبغي الإلتزام بها... وإن الإصلاح ذو أسس فقهية متينة يجب أن تتبع... وإن عموم المباشرة في بعض الأمور يفقد الرؤية اتزانها... ويهدم أكثر مما يبني... ويجعل صاحبها في حيز لا يحسد عليه أبدا...

21
في الحب الحقيقي معان أعمق من أن تدرك... لأنها من روح الله عز وجل...

22
إن أمة بلا حرف شاعر... أمة ضائعة الهوية...

23
أنت سوداني حر وأصيل، إذن أنت ضد كل أنواع الفساد، العقدي والمالي والأخلاقي...

24
حزن المساء تغسله أمطار النهار الهاطلة من غيوم الأمل... وغيمة الأمل مثقلة دائما باليقين...

25
في هذه البقعة بالتحديد من العالم... ومن بين الشواهق الإسمنتية المترفة وناطحات السحاب الباذخة... أحن فقط إلى طيف نخلة سمراء... تهفهف سعفاتها في غرور لتلقي بظلالها الدافئة فوق صفحة النيل...

26
"لم يغب الوطن ولا نهضته أو تنميته ولو للحظة واحدة عني وعن تفاصيل خطتي المستقبلية"... التوقيع: شاب سوداني...

27
لماذا...؟! ولماذا فقط غاليتي...؟!...

28
مع إشراقة شمس كل صباح... تشرق شمس من نوع آخر في أفقي الداخلي... إنها شمس الأمل التي لا يمكن أن يقهرها ظلام اليأس أبدا...

29
تزاحمت الأحزان في قلبه الغض... كانت بعض الأحاسيس الجميلة موجودة معها هناك... لكنها للأسف لم تجد متسعا يرضي غرور تمددها فيه... فانزوت في صمت مريع ثم قالت هنيئا لك قلبه أيتها الأحزان...

30
تمر الجمعة تلو الجمعة... وتنقضي الأيام بعد الأيام... لكني لم أعد أستشعر شيئا من التغيير سوى ما ينقص من عمري...

31
أحيانا تجبرنا الأحداث على الحديث... وتجبرنا المقامات على المقال... لكنها أيضا قد تجبرنا على الصمت المطبق والقاتل في نفس الوقت...

32
جل نصوصنا الشعرية في هذا العصر مليئة بالحزن ويعتصرها الأسى على واقع أمتنا القمعي الذي يتم التلصص فيه حتى على الأحلام خشية أن تكون خطرة على نظام الطغاة ومهددة لأمنهم...

33
قد أحتاج لبعض الصبر ولبعض القوة... ولكني لن أنكسر أبدا...

34
ربما تؤلمنا الأقدار بوطأتها العنيفة... لكنها ودون أن نحس تعطينا المزيد من القوة والقدرة التي نحتاجها لكي تستمر حياتنا بشكل أفضل...

35
إن قلبًا بلا كبرياء... كجسدٍ بلا روح... لا حياة فيه...

36
السَّفر بسرعة الضَّوء وسرعة الصَّوت وسرعة الرِّيح وسرعة الباشق وسرعة الفهد الصيَّاد وسرعة السُّلحفاة... يؤدي دائما إلى طريق واحد هو الوصول...

37
إلى كل من خذلني بدون مبررات... خذلانك لا يعني لي شيئا فإن ناصري الله...

38
الألم ولا شيء غير الألم... هو ما يسد الأفق المتسع أمام ناظري الكليل...

39
مثلما أحببتك بشرف... فإني سأرحل عنك بشرف... آه لو تعلمين قيمة الحب بشرف...!!!

40
عندما يختبر القلب شعور الحب الحقيقي فإنه يصبح مثل عود الثقاب تماما... لا يمكننا إشعاله لأكثر من مرة...

41
متهمون نحن معاشر العشاق بممارسة الحزن كواحد من الأفعال الروتينية اليومية... إننا معذورون في الغالب فليس لدينا أي خيار آخر يمكننا الإعتماد عليه... خصوصا عندما نوقن أن مجموع الأفراح يأبى أن يساندنا في مثل هذه الظروف بأداء دور بسيط من أدوار حياتنا الرومانسية...

42
إن سمة الوقار تعد من أهم السمات المميزة لشخصية الطبيب الناجح والمقنع وفي كل مراحله العلمية والعملية... فلا يفتقدنها أحد المرضى والمنكوبين عندكم أحبتي وزملائي ورفقاء دربي...

43
يخبرنا التاريخ بكل فخر واعتزاز عن حقيقة دفاع أجدادنا البواسل عن هذه الأرض باستماتة غريبة... فهل نحن قادرون على الدفاع عنها مثلما فعلوا...؟!... إن صفحاته مليئة بصور مشرقة من صبر وشراسة المحاربين السودانيين القدامى وهم يدافعون عن مقدراتهم باستماتة غريبة وبطولة نادرة أثارت إعجاب كل العالم... فأرضهم هي عرضهم...

44
سؤال لجناب قدرك عزيزي النائب الدستوري الرافض لتحكيم شرع الله: "إن كنت مؤمناً حقاً بما أنزل الله فكيف تخشى أن تكون شريعته مصدراً للتشريع في دستور شعبٍ مسلم و أصيل...؟!..."... تذكر أن الشعب كله لله... وأن الأمة كلها لله...

45
نجاحنا نجاح لأمتنا ونهضة لها...

46
ليس بالمقدور أبدا أن نتحكم في أقدارنا وفي مآلات أمورنا... ومن المستحيل تغييرها مهما ألحت رغباتنا في ذلك... إن ذكريات الماضي وأوجاع الحب الحقيقي والصادق هي خط أحمر بالنسبة لمآلات التغيير... كم أحبك...

48
حتى نستعيد نهضة أمتنا من جديد علينا أن نتنافس في الدين لا في الدنيا...

49
عندما تختلف مع من تحب... فلا تلغيا يقين محبتكما... لأن ذلك قد يودي بكما إلى الفشل...

50
السقوط لا يمكن أن يتجزأ... فإما أن يكون مكتملا وإما ألا يكون... وهو أيضا لا يمكن أن يتمرحل بمراحل افتراضية هي من صنع مخيلتنا الكليلة التي تظلمنا كثيرا في أغلب الأحيان... إلا أن المعول الحقيقي يتمثل في كون أنه لن يسقط من وجودنا إلا من يستحق السقوط... ولا شيء غير السقوط وبجدارة... إن مناورتنا في تبرير السقوط وتلوينه بألوان غير ألوانه هي أفضل دليل على عجزنا عن لفظ من نحب خارجا عن أعيننا أو قلوبنا أو ذاكرتنا... السقوط في نظر البعض لا يعني شيئا غير النهاية... وفي نظر البعض الآخر هو مجرد عثرة ينبغي أن نحرص كل الحرص على تجاوزها والنهوض منها مجددا... اللهم أقل عثرتنا يا رب فما لنا سواك...

51
جمعتنا الأيام... وفرقتنا الأقدار... لكنكم ستظلون من أروع محطات الحياة الفانية...

52
لن أخون عهدي ما حييت وفي كل الظروف بمشيئة الخالق جل وعلا... أحبك...

53
لو يعلم الناس من الأطباء ما أعلم... لأكرموهم كثيرا ولعاتبوهم قليلا...

54
لئن كان الوفاء من خصائص المؤمن ومن شعب الإيمان فإن الخيانة من صفات الكافر ومن طرائق الكفر أيضا... الخيانة مرة مرارة الحنظل... وقاسية الوقع على الأنفس ولا يمكن أن تستساغ أو تبرر... أو نجد لها مخرجا مقبولا أبدا... الخيانة نفس الشيطان وهمسه ونبض قلب الشر...

55
قوة المرأة تكمن في مسؤوليتها وتحملها لتبعات الحياة في حالة غياب الرجل... وقوة المرأة أيضا تمثل دورا تكميليا لقوة الرجل في بناء المجتمع وتوجيه طاقاته للأفضل...

56
"وراء كل طبيب عظيم ممرضة عظيمة"... مبارك يومكن يا ملائكة الرحمة... مبارك لأوطاننا بكن... لأمتنا بل للإنسانية جمعاء...

57
إذَا أَرَدْتَ أَنْ لا تَشْعُرَ بِالأَلم في الرَّمْضَاء... فَلا تَسِر حَافيَ الْقَدَمَيْن...

58
طَائِر الرُّخِّ الأُسْطُورِي... لا يمكِن أنْ يُوجَدَ في قَفَصِ الدَّجَاج...

59
دِرْهمٌ وَاحدٌ في حَصَّالةِ الْمَنْزِل... خيرٌ مِن مِليُونِ دِرهمٍ في بُورْصَةٍ كاسِدةٍ للأَورَاقِ الماليَّة...

60
النيل هو سر الخلود في وطني... وحامل الحياة على أرضه الطيبة... كما أنه يعد واحدا من أعمق الرموز المترفة التي تتحدث عن العطاء... وتؤرخ للجبروت... لذلك لا غرو أن يمثل النيل مصدرا أصيلا للإلهام في الكثير من أشعاري...

61
سؤال لعلماء الوظائف في جسم الإنسان: كيف يمكن أن يتسبَّب الحُزنُ والبصلُ والغاز المسيلُ للدُّموع في تحفيز غددنا الدَّمعية بنفس القدر؟!...

62
كلما قصرت حبل المسافة بيني وبينك... يأتي غرورك الأرعن ويطيله من جديد... وباختصار سئمت...

63
كانت مقاديرنا أن نفترق... ظلت جذوة حبنا متقدة الأوار... كان أوارها يزداد في كل لحظة... كان اتقادنا بالأشواق متصاحبا معها... كانت أشواقنا لأجل أن نلتقي مجددا ونكمل عمرنا مع بعضنا البعض كما تعاهدنا...

64
في تضاريس جسدك وجدت قاموسا من الأنوثة المترفة... فلا تتعجبي إن تهجيته حرفا فحرفا... أو معنى فمعنى...

65
أتنفسك صبح مساء... أتهجاك في كل حرف وهمسة خاطر... مليء بك كما أنت مليئة بي... أستحلفك بالله حبيبتي... وأعيذك بجبروته المطلق أن لا تفرغي قلبك من حبي... فلن تجدي مثل قلبي أبدا... وأقولها لك بكل ثقة وغرور... وأتحداك بكل كبرياء أن تختبري رجلا يعشقك مثل عشقي لك...

66
حبك هو الوجه الوحيد المضاد للنسيان في ذاكرتي... العمر الوحيد الذي لا يمكن أن أعيشه مرتين... أو أفنى في آخره... حبك خلودي... نشوتي... كبريائي... حلي وترحالي... وانسحاقي المحبب...

67
شموخك يا وطني من شموخ أهرامك ...وكبرياؤك من كبرياء من بناها...  دم على مر العصور الوطن الشامخ العزيز...

68
كلما زاد يقيننا بمقادير الله عز وجل كلما زادت طمأنينتنا في الحياة وهدوؤنا في ممارسة حيثياتها... ومن الحكمة أن نستفيد من أخطاء ماضينا وسلبياته... ونفيد من محاسنه ونطور إيجابياته ...
69

إن التفاعل الحقيقي مع قضايا الوطن والذي ينشده البعض... ليس تفاعلا إسفيريا في المقام الأول... لكننا قد لا نملك مساحة أخرى في الوقت الحاضر غير مساحة التجول الحزين في صفحات "الفيسبوك" وغيره من المواقع الإلكترونية نصرة لقضايا الوطن...

مجدي الحاج - إفادتي لصحيفة الإنتباهة حول المغترب السوداني.. مواجهة التشويش.. وتصحيح المفاهيم..

                             
نشر بتاريخ الإثنين 11 حزيران/ يونيو 2012م

حوار: سحر سالم

   مجدي محمد الأمين الحاج أحد الطيور المهاجرة ابتلعته المهاجر منذ أن دفعت به كلية الطب بجامعة إفريقيا العالمية إلى الفضاء الواسع.
 
    يعمل الآن في مديرية الصحة بإمارة نجران في المملكة العربية السعودية ورغم أن الغربة محتشدة بالعذابات والضغوط إلا أن الدكتور مجدي له اهتمام خاص بالآداب والدراسات السودانية والتاريخية.

   «الإنتباهة» التقته عبر زاوية حصاد الغربة.

*بداية الصعوبات التي واجهتك  في بداياتك  في بلاد المهجر؟
 
   حقيقة هناك الكثير من الصعوبات والعوائق التي تواجه أي مغترب عن أرض الوطن، بعضها بسيط كتغير بيئة العمل واختلاف أجواء البلد ومحيط السكن ومعاشرة أناس جدد، وبعضها الآخر قاس جدًا ومؤلم، مثل الشعور القاتل بالوحدة وأوجاع الاغتراب، لكن الحمد لله عز وجل فهو قد صمم في نفوس البشر قدرة على التحمل والتكيف والتعايش..

*الإمكانات والفرص التي أتيحت لك بالخارج و لم تجدها بالسودان؟

   في هذه النقطة بالذات علينا أن نتحلى بالكثير من الصدق والصراحة والشفافية، فالفارق ملموس والبون شاسع بين ما هو متاح لنا هنا في الغربة  وبين ما هو متوفر في السودان، وأهمها في تقديري إحساس الفرد بكينونته وقدرته على إثبات نفسه عن طريق قدراته وإمكاناته الذاتية، وليس عن طريق الواسطة والتسهيلات والمجاملة، ثم تأتي فيما بعد فرص التدريب الجيدة، ومهارات التطوير المجزية، وأخيرًا توفر فرص الحياة الكريمة من راتب جيد ومعاش مرضٍ، يمكنك من خلاله تحقيق قدر مقبول من الطموحات الإنسانية والمتطلبات النفسية والاجتماعية للمغترب ولمن يعوله.

*ما هو شكل النجاحات التي حققتها على كل الأصعدة العامة والخاصة؟
 
   قد لا يستطيع الإنسان تفصيل الإجابة عن مثل هذا النوع من الأسئلة، لكن في مجمل القول فقد اكتسبت الكثير من الإضافات المهمة والحيوية في كافة الأصعدة علمية كانت أو عملية، ولا تزال هذه الإضافات في زيادة ونماء بفضل الله عز وجل.
 
*هل تفكر في العودة والاستقرار بالسودان؟
 
   بكل تأكيد، وهذا أمر بدهي يرغب فيه جميع السودانيين الموجودين في أرض المهجر، لكن الجميع متفق على ضرورة توفر قاعدة متينة للمغترب في أرض الوطن تمكنه من الإيفاء بكل التزاماته المطلوبة والملحة، وتوفر له ولأسرته وأبنائه القدر المطلوب من الحياة الكريمة التي اعتاد عليها واعتادوا هم أيضًا عليها، وهناك الكثير من الأمثلة لعودة واستقرار قدر كبير من المهاجرين السودانيين في أرض الوطن، اتسمت بالحميمية والوفاء، برغم كل الامتيازات التي لا تزال متوفرة لهم في بلدان الإغتراب، فالوطن لا يمكن أن يهون على الإنسان السوي مهما كانت الأسباب.

*كيف تشكلت لديك المواقف في الغربة؟
 
   في الحقيقة توجد العديد من المواقف والطرائف التي تمر على المغترب في أرض المهجر، خصوصًا في بدايات قدومه لها وقبل تكيُّفه على واقعها الجديد بالنسبة له، ولكن يمكن تلخيص أهم هذه المواقف والطرائف في طريقة تعامل المغترب مع بيئة أرض المهجر، وتقبله لعادات أهلها، ومنظومة ممارساتهم الاجتماعية، وفي الواقع فإن هناك العديد من المواقف وهناك الكثير من الطرائف التي واجهتني بصفة شخصية في الغربة.

*الشخصية السودانية بالخارج كيف تبدو في نظر وتقييم الإخوة العرب والأجانب؟
 
    الشخصية السودانية في الخارج لها درجة عالية من القبول والرضاء لدى مختلف الجنسيات العربية والأجنبية على حد سواء، وهذه من نعم الله علينا نحن السودانيين، تستوجب منا حمدها وشكرها، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق أن يكون كل سوداني ممثلاً جيدًا للسودان بصفة شخصية، وسفيرًًا بامتياز لإيجابيات الشخصية السودانية، وجمال عطائها في كل المجالات، فالوطن أمانة في أعناقنا جميعًا، ولكني ألاحظ تفشي بعض الأفكار الخاطئة عنا كسودانيين لدى القليل الشاذ من المغتربين، وهذا نعزوه إلى جهل هؤلاء بالسودان كبلد وبطبيعة إنسانه، لذلك فإنه يجب على كل مغترب سوداني تصحيح هذه الأفكار بهدوء وشفافية دون أي تشويه أو تشويش في عقول من  يتعايش معه من بقية الجنسيات.

*ختاما؟

   أود أن أضيف إن الغربة عن الأوطان قدر ومصير مكتوب على البعض منا أن يواجهه، فهو محتوم عليه، والمطلوب أن نتعامل برضاء تام مع هذا القدر، وأن نستفيد منه قدر الإمكان، ونفيد به أيضًا، فليست الغربة سيئة بهذا القدر الذي قد يظنه البعض، ففيها الكثير من الفوائد والامتيازات، وهي في حد ذاتها حراك تحتاج إليه معطيات الحياة حتى تتواصل للأفضل وتترقى دائمًا، وأخيرًا فإني أود أن أتوجه بالشكر الجزيل وبشكل خاص لك ولصحيفتك على إتاحة هذه الفرصة الذهبية لي للتعبير عن بعض ما يجول في عقول بعض المغتربين السودانيين.

الخميس، 28 يونيو 2012

إفادتي لوكالة أنباء الشعر حول قوقعة الأديب السوداني على نفسه وغيابه عن المشهد الثقافي - خيار أم واقع مفروض

الشاعرة السودانية المهندسة منى حسن محمد
   


تحقيق منى حسن محمد - وكالة أنباء الشعر - السودان
   

   برُغم تاريخه الثقافي الحافل المنقوش على مسار القرن المنصرم، والذي حمل طابعه الخاص عبر استلهام مراحل تاريخية متعددة، وإرث حضاري متميز وثري، يعود إلى ممالك النوبة القديمة في مروي في القرن الثامن قبل الميلاد، ظلَّ الأدب السوداني مغمورا ، أو معزولا - إن صح التعبير- وظل الأديب السوداني غائبا عن الساحة الأدبية العربية، وقليل الظهور فيها، وبرغم ظهور بعض الأدباء السودانيين عربيا وعالميا، إلا أن هذا البلد- القارة – ما زال به إرث ثقافي وأدبي عظيم لم ير النور، وشعراء وأدباء عمالقة رحلوا دون أن يسمع العالم بهم وبأدبهم.

الدكتور صديق عمر الصديق

د. الصدّيق عمر: لا حيلة للأديب السوداني في الوصول إلى القرّاء

   يرى الدكتور الصديق عمر الصديق عميد معهد البروفسور عبد الله الطيب بجامعة الخرطوم، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الخرطوم، وعضو مجمع اللغة العربية بالسودان أن: الأديب في السودان لا حيلة له في الوصول إلى القراء العرب، والأمر من هذه الجهة فيه مشاهد متعددة ففي السودان الأمر من قديم يجعل الأدب والشعر والفن رهينة مكانة السودان في البلاد العربية إذ إن الأمر لا يخلو من النظر إليه من نظرية المركز والهامش، بدليل أن الذين انتشروا من الأدباء السودانيين إما أن يكونوا قد انطلقوا من عواصم عربية أو غير عربية كالطيب صالح الذي عاش في لندن والدوحة وكالفيتوري الذي عاش في مصر وليبيا والمغرب، والفيتوري نفسه لم يكن وحده من انطلق من مصر بينما كان معه تاج السر الحسن وجيلي عبد الرحمن وكتب عنهم الناقد المصري زكريا فجاوي وسماهم الشعراء السود، منبها إلى مكانتهم، لكن جيلي وتاج السر عادا إلى السودان وبقي الفيتوري يعيش في البلاد التي ذكرنا. والأمر مثله في حق عالم أديب كبير كعبد الله الطيب الذي عُرف أيضا من مصر، وكذلك عرف في المغرب وفي نيجيريا، إلا أن مكانته التي يستحقها أكبر من الشهرة التي حازها، وعلمه في موسوعيته وسعته أكبر من علماء مشهورين جدا في البلاد العربية كلها، وشاعر كمصطفى سند لما ظهر ديوانه البحر القديم، لم يجد م الذيوع العربي ما يستحقه، وظل مغمورا عند أكثر العرب إلى يومنا هذا. والتجاني يوسف بشير الشاعر السوداني الكبير الذي توفي سنة سبع وثلاثين عن خمس وعشرين سنة كانت موهبته خارقة بشهادة إبراهيم ناجي الذي احتفظ بديوان التجاني خمس سنوات ولم ينل ما يستحقه من الشهرة حتى الآن إذا ما قورن بأبي القاسم الشابي الذي هو في طبقته تماما، ويشبهه في أدوار الحياة وفي الاتجاه الشعري، والسبب في هذا كله أن السودان دولة من دول الهامش العربي التي لم تستضف الخلافة العربية كما هو في بغداد ودمشق ومصر والرباط، ولا يتوقع الناس منا أننا نزخر بهذا الثراء العجيب، بل إن أفكار عبد الله الطيب في كتاب المرشد إلى فهم أشعار العرب ( وهو من أفضل ما كتب في قضايا الشعر العربي وتراثه)، استُنسخت وسُرقت ودخلت في كتب كثير من الأكاديميين الذين استحلَّوا سرقتها لثقتهم في خمول مصدرها .


   وأضاف الدكتور صديق عمر الصديق قائلا: في عصرنا هذا أصبحت هناك وسائل أخرى يستطيع الأديب السوداني أن يجعل لنفسه مكانا فيها، وأعني هنا العالم الافتراضي الذي صنعته الشابكة ، ولكن هذا الأمر نفسه له صله أيضا بتقدم البلدان وأحوالها الاقتصادية التي توضح تباينا كبيرا في امتلاك أجهزة الحاسوب والتعامل مع الشابكة على مستوى القاعدة مما ينعكس على عدد الأدباء الذين يدخلون هذا العالم الافتراضي المهم.


   أيضا الأديب السوداني من أمة شفاهية لا تهتم بالتوثيق كثيرا للأديب والمبدع في حياته، وللأسف فقد غاب عن عالمنا كثير من علمائنا السودانيين بعلمهم، وأدبهم، وفنهم، دون أن يُوثق لهم, ولذلك غاب الكثير من الأدب السوداني عن محيط الأدب العربي الكبير.


   كما أضاف أن مجال البحوث والدراسات والنشر والتوزيع في مجالات الأدب العربي في السودان يحتاج إلى مزيد من المجهودات لخروج الأعمال إلى النور وتوزيعها بشكل جيد، فنحن نمتلك ملايين الوثائق الأدبية والثقافية لكنها لم تر النور، كذلك الحال في منطقة غرب إفريقيا، والمغرب العربي، وغيرها من الدول الناطقة بالعربية، أو غير الناطقة بالعربية و بها أدب عربي، مثل مالي.


 
الأستاذ الشاعر محي الدين الفاتح

محي الدين الفاتح: ضعف الإمكانات يغيّب السودان عن الفعاليات العربية

   الشاعر والكاتب السوداني الكبير الأستاذ محي الدين الفاتح يرى أن الواقع في المشهد الثقافي والأدبي السوداني لا يوصف بالقوقعة، لكنه يمكن أن يوصف بالتخفي أو عدم الظهور المناسب مع حجم السودان وقدرات أدبائه وشعرائه ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:

1- مزاج الشخصية السودانية نفسها التي تميل إلى التواضع ولا تبحث عن الأضواء مباشرة.

2- وقوع السودان في منطقة الهامش الثقافي للمنطقة العربية تحت ظل الوجود الإعلامي المصري الطاغي، مما أدى إلى خفاء الأدب السوداني ولذلك عمد بعض أعلام السودان إلى الظهور في القاهرة مثل البروفسور الراحل عبد الله الطيب والأديب الكبير الراحل الطيب صالح.

3- إشكالات الداخل السوداني التي لا تجعل الثقافة والأدب من أولويات واهتمامات الدولة والمجتمع، حيث تعتبر في كثير من الأحيان نوعا من أنواع الترفيه عند المهتمين، ونوعا من أنواع الفراغ عند غيرهم.

4- انحياز الإنسان السوداني إلى فلسفة الفقر والزهد التي تجعل منه شخصا مرموقا في مجتمعه الأُسري الضيق ويرجع ذلك إلى الأثر الصوفي العميق في التربية السودانية وقديما قال الأستاذ الناقد الراحل الدكتور إحسان عباس: الشعر السوداني مصاب بالصوفية المزمنة.

   كما أن إمكانات الأدباء المحدودة، وعدم دعم الدولة لهم تقف حاجزا بينهم وبين المشاركة في معظم الفعاليات العربية الشهيرة، ولذلك هو واقع مفروض على الأديب السوداني، والمحاولات التي تجري الآن مثل مهرجان ملتقى النيلين، ومهرجان شعراء السودان بولاية الجزية الأخيرة، تصب في اتجاه الخروج من هذه الأزمة.


أبو قرون: للإعلام دور كبير

   أما الشاعر القدير اللواء أبو قرون عبد الله أبو قرون نائب رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين فقال: "سبق وسألت شيخ شعراء السودان الشاعر الشيخ عبد الله الشيخ البشير: لماذا يعرف العالم نزار قباني وغيره من كبار الشعراء العرب ولا يعرفون عبد الله الشيخ البشير أو مصطفى سند، أو التجاني يوسف بشير، أو محي الدين فارس ومحمد المجذوب وغيرهم من أعلام الشعر العربي في السودان؟! فقال لي: (تلك نجوم وجدت سماء ساطعة فلمعت، وأصواتٌ وجدت منابر عالية فسُمعت)، أما أنا فأعتقد أن للإعلام دور كبير في هذه القوقعة، ولكن بما أن منابر عديدة فُتحت أمام السودانيين بعد السبعينيات من القرن المنصرم مثل المربد والجنادرية والقيروان،... إلخ ، والتي ساهمت في التعريف بعدد من كبار الشعراء السودانيين. أيضا فإن للأدباء والشعراء السودانيون دور أيضا في هذه القوقعة وكأنما تأثروا كثيرا بمقولة: " القاهرة تفكر، وبيروت تطبع، والخرطوم تقرأ"، فاكتفوا بالقراءة وكتابة الشعر على استحياء، وكأنما ذلك أعطاهم شعورا بالدونية".

عبدالقادر أحمد سعد: أدباء السودان لم يهتموا بالتأليف

   أما الشاعر الدكتور عبد القادر أحمد سعد فيرى أن القوقعة مفروضة واختيارية في نفس الوقت، إذ أنها اختيارية من حيث الطبع السوداني المتأثر بالبيئة من حوله، وبالمناخ السوداني الحار الجاف، بالإضافة إلى تواضع الشخصية السودانية وميلها للبساط ، والذي يعد سببا مهما. أيضا يرى أنها مفروضة من حيث أن الوضع الاقتصادي للبلاد ينعكس على الأديب والشاعر السوداني في كثير من النواحي أبسطها الأمية التقنية، وذلك لعدم توفر الإمكانات للشاعر ليخرج بأدبه للنور سواء في النشر أو توفر سبل التقنية، هذا بجانب الظروف الاجتماعية وتدني مستوى آلية الإعلام والنشر والتوزيع مما جعل أعمال الكثير من كبار الأدباء والشعراء السودانيين لا ترى النور، إضافة إلى أن الأدباء في السودان اهتموا بالثقافة الشفاهية والعلم المنبري، ولم يهتموا بالتأليف والتدوين، ولذلك نجد أن مدونة الأدب السوداني ضئيلة وتحتاج للكثير من العمل المؤسسي للنهوض بها ولا زال هذا العمل فردي إلى الآن.


 محمد عمر عبدالقادر: الأديب السوداني غير مصاب بالكسل

   الشاعر محمد عمر عبد القادر، أمين أمانة العلاقات المؤسسية بالاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين يرى أنه نسبةً لتأخر الاعتراف بالفعل الثقافي كدعامة مؤسسة جيدة للسياسي، ونسبةً لتأجيل التبدي بالمنتج الذي أصبح متراكماً مؤجلاً داخل الذات المنزوية تواضعاً إلى حين، المنتجة للثقافة والأدب السوداني، ونسبة لعدم استقلال واستقرار المسمى الوزاري وتعدد شاغليه وضياع المشاريع والخطط، نجد أن الأديب متقوقعا على نفسه قدَرا دونما إرادة منه، غائبا عن المشهد الثقافي بفعل غفلة الزمان التي جعلت من مصطلح الاختزال عرفا سائدا للفعل الثقافي في عدد قليل غير قادر على تسمية المشهد بكامله، بينما يحضر عدد آخر من الأدباء بشكل دائم ولكنه حضور ديكوري فقط، مما أدى إلي دبيب اليأس والغبائن في دواخل الأدباء سنين عددا.

   علما بأن الأديب السوداني غير مصاب بالكسل الثقافي، فهو منتج وإن كان في لجة الغياب وإن كان متقوقعاً ومنطوياً لأنه مؤمن برسالته وإحسانها.

   إذا جاز للسائل أن يطرح هذا السؤال: ( قوقعة في لجة الغياب) وإن كان متقوقعاً ومنطوياً لأنه مؤمن برسالته وإحسانها، ومنوط به استصحاب الحراك الوجداني الفاعل لكل فعالية لأنه هو الصلصال الذي يشكل نجاحات الفعاليات ذات الصلة إن كان شاعراً أو ناقداً أو ناثراً أو مؤرخاً وموثقاً، فقطعاً هو واقع مفروض وليس خياراً، ولا بد من حضوره مستقبلاً وذلك بما لديه من مكنون.


للشعراء الشباب رأي أيضا

الدكتور الشاعر مجدي محمد الأمين الحاج

د. مجدي الحاج: للسودان خصوصية وفرادة

   يرى الشاعر د. مجدي الحاج أن السودان كبلد يتميز عن غيره من البلدان بخصوصية وفرادة في جوانب عدة وحيثيات مختلفة تجعله في برزخ خاص ضمن محيطه العربي والإقليمي بل والعالمي أيضا، ذلك أن بلدا بحجم تاريخه وعراقة حضارته الضاربة في عمق العصور بما يتجاوز السبعة آلاف سنة جدير بأن يكون علامة فارقة بين البلدان وفي كل المجالات المعروفة والمتداولة والأدب والحضور الثقافي من ضمن هذه المجالات بكل تأكيد.

   كما إن أثر المدارس الأدبية التي تعاقبت على السودان منذ فجر تاريخه القديم لا يزال مشتعلا وإلى هذه اللحظة، وما يحدث في السودان ما هو إلا تلاقح واندماج لا مثيل له لتيارات مختلفة بدءًا من حضارة النوبة الكوشيين، والفراعنة السود، مرورا بالحقب المسيحية، ووصولا إلى مرحلة الهجرات العربية وانتشار المد الإسلامي، وسيادة الروح الصوفي في فضاءات عريضة من أرض السودان، وحتى ظهور مدرسة الغابة والصحراء التي واءمت بين الحس العربي والوجدان الإفريقي في أبجدية منتقاة ومتميزة.

   كل هذه العوامل وربما غيرها جعلت من صناعة الأدب في السودان صناعة ثقيلة ضمنيا إن صح التعبير، وجعلت من سوقها الترويجي محدودا جدا، لا لرداءتها ولكن بمقتضى الحال فإن هذه الفرادة والتميز تفرضان على معايشها نمطا معينا من السلوك الفعلي والعقلي والوجداني، وإن كان لا بد من التحدث بصراحة وشفافية فإني لا أعتقد أن الأديب السوداني يعاني من أي نوع من أنواع التهميش في أو من محيطه العربي كما يعتقد عدد كبير من النقاد والأدباء المحترفين منهم والهواة على حد سواء داخليا أو خارجيا، فالأدب الجيد يفرض نفسه على كل الفضاءات والملتقيات ولا يحتاج أن يصارع كثيرا حتى ينتصر، وهنالك أرقام كثيرة في محيطنا السوداني تشهد بذلك وتدلل عليه في مختلف الفروع الأدبية شعرا كانت أو نثرا.

   ولكني مع الرأي الذي يعزو هذا الأمر في كثير من الأحيان إلى الاختلاف في الأمزجة الثقافية والنكهات الجغرافية بين السودان وبين غيره من الأقطار العربية من جانب، وفي الشخصية السودانية نفسها وعقلية الفرد السوداني من جانب آخر، فهو يتميز على حد تقييمي الذاتي بسيكولوجية مفرطة في التواضع، ومغرقة في البعد عن مكامن إبراز القدرات بشكل متعمد ومحزن، وأرى أن الرأي النقدي القائل:"رب مغمور أشعر من مشهور"، متحقق عندنا في السودان بكل أبعاده، فلدينا أسماء مغمورة إعلاميا بشكل فعلي وهي تستحق أن تكون في مصاف النخب الأدبية العالمية وليس العربية فحسب.

   وهذا بدوره أدى إلى الرأي السائد بقوقعة الأديب السوداني على نفسه، والقوقعة من ضمن أبعاد الانطواء والانزواء الذي لا يحمد في كل الأحوال، لكن الواقع الآن مختلف تماما عن هذه الرؤية وبالأخص في عصر العولمة والحواسيب المتقدمة وشبكات المعلوماتية الرهيبة.

   كما إنني أرى أن آلتنا الإعلامية غير ناضجة بالشكل الكافي والمتمرحل الذي يسمح لها بنقل الصورة الحقيقية للأدب السوداني دون أي رتوش ودون أي تشويه.

   وعليه فإن واقع العزلة والقوقعة والتغيب المستمر عن المشهد الثقافي العربي هو واقع مفروض من قبل الأديب السوداني على نفسه بشكل أساسي، ولا دخل لتهميش المحيط فيه بأي صورة من الصور.


المجذوب: متفائلون بفجر جديد

   أما عبد القادر المكي المجذوب فيرى أن هذه القوقعة واقع مفروض على الأديب السوداني، فرضه ضعف الآلية الإعلامية في السودان، وعدم اهتمام المسؤولين بالثقافة، من حيث الاهتمام بدور النشر وغيرها من آليات نشر الأدب والشعر السوداني والتعريف به، ومع ذلك نحن نتفاءل أن الأعوام القادمة ستشهد بزوغ فجر جديد للأدب العربي من السودان.


 أبو بكر الجنيد: القوقعة خيار الأديب السوداني

   أما الشاعر أبو بكر الجنيد فيري أن القوقعة خيارٌ صار واقعاً، فللمثقف السوداني سمتان أسهمتا في وضعه_الراهن وهما:الكسل (اللامبالاة) والتواضع (تجنب الأضواء)، وهما سمتان كان أول ضحاياهما هو المثقف السوداني نفسه، خاصة وهو يطالع منتج الآخر (الواصل إعلاميا) ويرى هشاشة ما ينتجه مقارنةً بإنتاجه هو.

   فالقوقعة إذن خيار الأديب السوداني، من حيث اختياره الركون إلى ظل الثقافة والإبداع.

    أيضا علينا أن لا ننسى الإعلام ودورهُ الأساسي في إيصال رسالة المثقف عربياً وعالمياً ، فإعلامنا في السودان مصاب بحمى المنوعات الخفيفة وكأن ماعونهُ سيصاب بالتمزق لو حمل نتاجاً ثقافيا أكثر كثافة.

   والإعلام العربي يستعين بباحثين حرفيين سودانيين مصابين بنفس الحمى ولا يهتمون سوى بما يبرز على الساحة من زبد.


إبتهال محمد مصطفى: الصرف على الثقافة ما زال ضرباً من الرفاهية


الشاعرة إبتهال محمد مصطفى

    أما الشاعرة الشابة إبتهال محمد مصطفى فترى أن غياب المنابر الحقيقية لفترة من الزمان طفح فيها الغث والثمين وروج الإعلام لبعض الشخصيات، بينما حجب البعض الآخر لأسباب سياسية، فقسم الشعراء لموال يسود، وآخر منكفئ على ذاته ومعارض يحبس شعره وهذا أضر بالحركة الشعرية السودانية.

   أيضا تباعد المسافة بين الأجيال الشعرية السودانية، وغياب دور المؤسسة الثقافية عن هذا، أو تجاهلها عمدا لأن الصرف على الثقافة مازال ضربا من الرفاهية في بلد تحركه السياسة قبل الفكر والثقافة.

    ختاما نورد ما جاء على لسان الكاتب السوداني عبد الماجد عبد الرحمن في مقال له بعنوان: "هل يجهل العرب الثقافة السودانية…أم يتجاهلونها؟ " بتاريخ:16 – فبراير – 2010 والذي جاء فيه: أن أسباباً عدة وراء عزلة السودان أو اعتزاله الثقافي: ذاتية وموضوعية ويمكن التوقف عند طبيعة الشخصية السودانية الزاهدة في الإعلام والأضواء، وعدم اهتمام الدولة بالتعريف بالأدب والإنتاج الثقافي وتسويقه. علاوة على آن المثقفين السودانيين الحاضرين في الخارج لا يؤدون دورهم المطلوب وتأخذهم موجات "تسونامي" الإغتراب.

   ثم هناك انشغال السودان وغرقه في مشكلاته وصراعاته وحروبه الداخلية. ولدى كثير من المثقفين السودانيين شعور بالغبن جراء التجاهل والنسيان الناجين عن المؤسسة الثقافية العربية وعن أشقائهم المثقفين العرب.

   ويجب عدم إغفال الخلل البنيوي الذي تعانيه مؤسسة الثقافة العربية. 

   فمنذ بواكير النهضة العربية ظلت ثلاث أو أربع عواصم عربية تسيطر على المشهد الثقافي العربي انطلاقاً من كونها "المركز" وما تبقى "هوامش" وأطراف "لا قيمة حقيقية لما تنتجه هذه الأطراف فكرياً وثقافيا. 

   فماذا يعرف المثقف العربي بعامة عن الشعر والرواية والمسرح، والأنشطة الثقافية الأخرى في ليبيا واليمن والبحرين والإمارات والصومال وعمان وتونس وموريتانيا وسواها مما يسمونها الدول "الأطراف". وعلى رغم أن دول الخليج استطاعت في العقد الأخير أن تزاحم "المركز" بسبب إنشائها منابر ثقافية عدة إلا أنها لا تزال تعد "هامشا" من وجهة نظر "المركز" التقليدي.